يوسف الكثيري
Member
مخطوطة (التبيان في تفسير القرآن) تأليف نشوان الحميري بين خطأ النسبة وجناية التزوير
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة المقال:
إن أكثر مخطوطات التفسير المنسوبة لنشوان بن سعيد الحميري صاحب التبيان في تفسير القرآن غير صحيحة النسبة قطعا وهذا حكم جازم بلغ درجة اليقين وبسبب التزوير والتدليس مِن قبل مَن باعها أو خان الأمانة وقع في هذا الخطأ في النسبة بعضُ المصادر العلمية المهمة مثل: الفهرس الشامل للتراث (مخطوطات التفسير1/206) وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان (5/300) والأعلام للزركلي (8/20) ومعجم المفسرين (2/699) وفهرس مخطوطات برلين وموقعها على الشبكة وفهرس مخطوطات الامبروزيانا الإيطالية وفهرس مخطوطات جامعة الإمام فوجب التنويه والإخطار بهذا الأمر لتصحيحه وعدم تركه.
وَيَعُودُ الفَضلُ فِي كشف هذا الخطأ والتدليس لأحمد بن علي العزي المهتم بتراث نشوان الحميري والذي كانت رسالته الماجستير عن معجمه شمس العلوم وهو الآن يحضر الدكتوراه في جامعة صقاريا التركية وأحد أعضاء هذا الملتقى المبارك الذي نبهني إلى ذلك في مخطوطتين ثم تبين ذلك في البقية والله المستعان.
المقال:
لقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه وفضح كل من حاول المساس والتحريف فيه, ولا يبعد هذا الحفظ من أن يصل إلى من يحاول التدليس والتزوير في الكتب التي عنيت بتفسير كتاب الله.
أما صاحب التفسير فهو نشوان بن سعيد الحميري (500- 573) من علماء اليمن كان زيديا معتزليا متعصبا في أول عمره لكنه مال إلى الاعتدال واقترب من السنة مما سبب هجوما كبيرا عليه من أئمة الزيدية جعلهم يكفرونه ويفسقونه ويلعنونه ويستحلون دمه وهو صاحب معجم شمس العلوم ورسالة الحور العين وصاحب قصيدة خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة وغيرها من الكتب.
ولي اهتمام قديم بتراث هذا العالم وتنقيب عن مطبوعه ومخطوطه ومن أشار إليه وترجم له.
لنشوان الحميري تفسيرٌ عنوانه (التبيان في تفسير القرآن) وبعد البحث عن مخطوطاته وجدتُ ما يأتي:
1-جزء في جامع الهادي بصعدة في اليمن.
2-قطعة منه في جامعة توبغن الألمانية (نقلا عن كتاب نشوان الحميري والصراع في عصره تأليف: القاضي إسماعيل الأكوع ص85).
3-قطعة منه في مكتبة فيينا الوطنية في النمسا (نقلا عن كتاب نشوان الحميري والصراع في عصره تأليف: القاضي إسماعيل الأكوع ص85).
4-أربعة أجزاء في مكتبة برلين هذه أرقامها في فهرس مخطوطات برلين:
763 (الجزء الثالث)
916 (ضمن مجموع)
917 (الجزء الثاني)
918 (الجزء الرابع)
5-جزء في مكتبة الامبروزيانا الإيطالية (ويعد الجزء الرابع) له ترقيمان (c18) و(R3189) وله صورة في جامعة الإمام الرياض.
هذا ما حصرتُه ووجدتُه:
1-أما الجزء المخطوط الذي في صعدة (إن صحت نسبته كما سأبين لاحقا) فقد أخبرني أحمد العزي أنه سأل عنه فقيل له :إن الحوثيين أخذوه وغيَّبوه لما دخلوا صعدة في الحرب الخامسة أو السادسة ضد علي عبدالله صالح آنذاك.
2-أما القطعة المخطوطة في مكتبة فيينا فلم أجدها في فهرس مخطوطات فيينا القديم ووجدت القصيدة الحميرية له برقم 482 في (1/472) وراسلت الأخ محمد عايش الذي عرَّبَ فهرس مخطوطات فيينا واستدرك الجديد وما فات القديم فأكَّد لي أنه لا توجد قطعة من التفسير ولا يوجد لنشوان سوى القصيدة الحميرية.
3-أما القطعة المخطوطة في جامعة توبغن الألمانية فقد راجعت فهرس المخطوطات لها فلم أجد التفسير ووجدت أربعة أجزاء من معجم شمس العلوم لنشوان تحت رقم: 205/ 206/ 207/ 208 .
فيبدو أن القاضي إسماعيل الأكوع وَهِمَ في النسبة أو أنَّ الذي نقل له المعلومة خلط بين التفسير وبين القصيدة والمعجم.
فلم يبق إلا البرلينية والإيطالية
فأما الإيطالية فقد صورتُها أنا من مصورة جامعة الإمام.
وأما الأجزاء الأربع البرلينية فقد أنزلت مكتبة برلين التي تضم 15000 مخطوطة عربية عُشْرَهَا مجَّانا على شبكة المعلومات أي ما يقارب 1500 مخطوطة كان منها ثلاثة أجزاء من مخطوطة تفسير نشوان وهي التي أرقامها: 916 و917 و918 وقد اطلعتُ عليها فأخبرت أخي أحمد العزي وأرسلت له الروابط المجانية ففرح بذلك أشد الفرح وجعل عنوان رسالة الدكتوراه (منهج نشوان في التفسير) ووافقت الجامعة على ذلك ثم اتصل علي بعد أسبوع في يوم الخميس 4/1/1438هـ فأخبرني أن اثنتين من المخطوطات البرلينية هي بعينها لتفسير الرازي فتفاجأت بهذا الخبر المؤسف وبعد التأكد والمقارنة لكل المخطوطات البرلينية والإيطالية تبين أنها كلها مزورة النسبة كما يلي:
1-المخطوطة البرلينية رقم (916) المنسوبة لنشوان هي آخر الجزء الثاني وكامل الجزء الثالث وبداية الرابع من تفسير الرازي بعينه لسورة البقرة من الآية 30 إلى 110 وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733451209&PHYSID=PHYS_0007&DMDID=DMDLOG_0001
والصفحات الأولى ساقطة لأن التفسير يبدأ مباشرة من غير بسملة أو ذكر الآية مما يدل أن الخائن حذفها حتى لا يظهر اسم المؤلف في البداية وفي صفحة العنوان.
2-المخطوطة البرلينية رقم (917) المنسوبة لنشوان هي آخر الجزء السادس وكامل الجزء السابع والثامن والتاسع وبداية العاشر من تفسير الرازي بعينه من البقرة 238 إلى النساء22 وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733470122&PHYSID=PHYS_0009&DMDID=DMDLOG_0001
وفي الصفحة الأولى صفحة العنوان هناك طمس لبعض الكلمات يبدو أنها أشارت إلى أنه تفسير الرازي ثم وضع له عنوان جديد مزور نُسِبَ إلى نشوان بخط مغاير وفي آخر صفحة هناك شطب أيضا, ولم يَخْفَ علي هذا قبل اكتشاف التزوير ولكن ظننتُ أن الشطب على اسم المالك السابق كما هي عادة بعضهم إذا اشترى مخطوطة شطب اسم المالك القديم وأن الخط الجديد للعنوان كان للتأكيد أو سقطت صفحة العنوان هكذا ظننت.
3-المخطوطة البرلينية رقم (918) المنسوبة لنشوان هي نصف الجزء السابع عشر وغالب الجزء الثامن عشر من تفسير القرطبي بعينه من الرحمن 29 إلى آخر الحاقة وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733471277&PHYSID=PHYS_0003&DMDID=DMDLOG_0001
والصفحة الأولى ساقطة حتى لا يعرف القرطبي
وفي نهاية هذا المجلد شطب وطمس ﻵخر سطر يبدو أن الجاني محا اسم القرطبي أو اسم تفسيره حتى لا يعرف, وهذا رابط الصفحة الأخيرة التي فيها الطمس المُرِيب:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733471277&PHYSID=PHYS_0470&DMDID=DMDLOG_0001
4-المخطوطة البرلينية رقم (763) وهي الجزء الثالث كما ذكر فهرس برلين لم تنزلها المكتبة على الشبكة حتى الآن وهم كل فترة يضيفون مخطوطات ولكن يغلب على ظني أنها مزورة مثل سابقاتها وعندما تنزلها سآتيكم بالنبأ اليقين وأنا متابع لما يضيفون من مخطوطات.
5-مخطوطة الامبروزيانا الإيطالية لها صورة في جامعة الإمام وقد صورتُها منهم وبعد المقارنة والبحث ظهر أنها نصف الجزء الرابع من تفسير الكشاف للزمخشري من يس إلى النجم.
وقد رفعتُها على الشبكة لمن أراد الاطلاع عليها أو تجميع مخطوطات الكشاف لكن حجمها كبير جدا والتصوير فيه سوء إذ بعض الصفحات لا تكاد تقرأ ويبدو أن سبب ذلك اهتزاز آلة التصوير وهذا رابطها:
https://up.harajgulf.com/do.php?id=1262698
6-مخطوطة صعدة في اليمن التي ذكرتُ نقلا عن غيري أن الحوثيين استولوا عليها وأخفوها ذكرها القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (نشوان والصراع ص85) قال: (ومنه المجلد الثاني في مكتبة الهادي بصعدة وهو مبتور أوله ويبدأ من الصفحة الثالثة بقوله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} [سورة الأعراف: 7/ 73] وينتهي بالآيات {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} إلى قوله {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} [التوبة: 9/ 119-121]) انتهى نص الأكوع.
إن النص المظلل بالأحمر يبين أن يد التزوير قد امتدت إلى النسخة اليمنية في صعدة كما امتدت إلى غيرها من المخطوطات والطريقة واحدة بتر أول الصفحات وطمس اسم المؤلف والتفسير والحقيقي ومعنى هذا أنه يغلب على الظن أن مخطوطة صعدة المنسوبة لنشوان ليست له بل لتفسير ومفسر آخر.
ويظهر أن المزوِّرين والمدلسين رأوا كثرة سؤال العلماء والمستشرقين عن تفسير نشوان فزوروا بعض التفاسير الأخرى مقابل بيعه على أنه مخطوطة نادرة ووقع ذلك مما تسبب في خطأ المفهرسين للمخطوطات.
بعد ذلك واسيت أخي أحمد العزي على هذا الأمر الذي تسبب بإحراجه أما جامعته وإلغاء عنوانه وتغييره وقلت له: لعل في ذلك خيرا ولا تحزن واحمد الله الذي جعل كشف هذا التزوير على يدك بعد أن غفل عنه كثير من المتخصصين, وأسأل الله أن ييسر أمر رسالته ويوفقه للعنوان المناسب والصالح النافع.
خاتمة:
وبعد ذلك يتبين لنا في مخطوطات (التبيان في تفسير القرآن) لنشوان بن سعيد الحميري ما يأتي:
1-مخطوطة صعدة استولى عليها الحوثيون كما نُقِلَ لي ويغلب على الظن أنها مزورة بسبب البتر الذي أصاب أولها.
2-مخطوطتا جامعة توبغين الألمانية ومكتبة فيينا الوطنية لا توجدان وذلك بعد مراجعة فهارسهما وسؤال معرِّب فهرس مخطوطات فيينا الأخ محمد عايش الذي أكَّد نفي ذلك, مما يبين أن القاضي إسماعيل الأكوع وَهِمَ في النسبة أو خلط بين التفسير وبين مخطوطات الشعر والمعجم الموجودة في فيينا وتوبيغن.
3-مخطوطات برلين الأربعة:
916 هي تفسير الرازي يقينا بلا شك.
917 هي تفسير الرازي يقينا بلا شك.
918 هي تفسير القرطبي يقينا بلا شك.
763 لم نطلع عليها حتى الآن ولم تنزلها المكتبة على الشبكة.
4-مخطوطة الامبروزيانا هي تفسير الكشاف يقينا بلا شك.
وبذلك نكون قد اكتشفنا مخطوطات جديدة من حيث العدد لتفسير الرازي والقرطبي والكشاف لمن أراد الاستزادة لكنها موافقة لما طبع والحمدلله.
وهذا يحتم علينا التأكد من المخطوطة وعدم الاتكال على العنوان في الفهرس ويحتم على الجهات المعنية والفهارس العلمية تصحيح هذا الخطأ في الطبعات القادمة أو تصحيح نسبته إن كان مسجلا في موقع إلكتروني .
كتبه/ يوسف بن محمد بن بدوي الكثيري
الرياض
الإثنين 14/2/1438هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة المقال:
إن أكثر مخطوطات التفسير المنسوبة لنشوان بن سعيد الحميري صاحب التبيان في تفسير القرآن غير صحيحة النسبة قطعا وهذا حكم جازم بلغ درجة اليقين وبسبب التزوير والتدليس مِن قبل مَن باعها أو خان الأمانة وقع في هذا الخطأ في النسبة بعضُ المصادر العلمية المهمة مثل: الفهرس الشامل للتراث (مخطوطات التفسير1/206) وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان (5/300) والأعلام للزركلي (8/20) ومعجم المفسرين (2/699) وفهرس مخطوطات برلين وموقعها على الشبكة وفهرس مخطوطات الامبروزيانا الإيطالية وفهرس مخطوطات جامعة الإمام فوجب التنويه والإخطار بهذا الأمر لتصحيحه وعدم تركه.
وَيَعُودُ الفَضلُ فِي كشف هذا الخطأ والتدليس لأحمد بن علي العزي المهتم بتراث نشوان الحميري والذي كانت رسالته الماجستير عن معجمه شمس العلوم وهو الآن يحضر الدكتوراه في جامعة صقاريا التركية وأحد أعضاء هذا الملتقى المبارك الذي نبهني إلى ذلك في مخطوطتين ثم تبين ذلك في البقية والله المستعان.
المقال:
لقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه وفضح كل من حاول المساس والتحريف فيه, ولا يبعد هذا الحفظ من أن يصل إلى من يحاول التدليس والتزوير في الكتب التي عنيت بتفسير كتاب الله.
أما صاحب التفسير فهو نشوان بن سعيد الحميري (500- 573) من علماء اليمن كان زيديا معتزليا متعصبا في أول عمره لكنه مال إلى الاعتدال واقترب من السنة مما سبب هجوما كبيرا عليه من أئمة الزيدية جعلهم يكفرونه ويفسقونه ويلعنونه ويستحلون دمه وهو صاحب معجم شمس العلوم ورسالة الحور العين وصاحب قصيدة خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة وغيرها من الكتب.
ولي اهتمام قديم بتراث هذا العالم وتنقيب عن مطبوعه ومخطوطه ومن أشار إليه وترجم له.
لنشوان الحميري تفسيرٌ عنوانه (التبيان في تفسير القرآن) وبعد البحث عن مخطوطاته وجدتُ ما يأتي:
1-جزء في جامع الهادي بصعدة في اليمن.
2-قطعة منه في جامعة توبغن الألمانية (نقلا عن كتاب نشوان الحميري والصراع في عصره تأليف: القاضي إسماعيل الأكوع ص85).
3-قطعة منه في مكتبة فيينا الوطنية في النمسا (نقلا عن كتاب نشوان الحميري والصراع في عصره تأليف: القاضي إسماعيل الأكوع ص85).
4-أربعة أجزاء في مكتبة برلين هذه أرقامها في فهرس مخطوطات برلين:
763 (الجزء الثالث)
916 (ضمن مجموع)
917 (الجزء الثاني)
918 (الجزء الرابع)
5-جزء في مكتبة الامبروزيانا الإيطالية (ويعد الجزء الرابع) له ترقيمان (c18) و(R3189) وله صورة في جامعة الإمام الرياض.
هذا ما حصرتُه ووجدتُه:
1-أما الجزء المخطوط الذي في صعدة (إن صحت نسبته كما سأبين لاحقا) فقد أخبرني أحمد العزي أنه سأل عنه فقيل له :إن الحوثيين أخذوه وغيَّبوه لما دخلوا صعدة في الحرب الخامسة أو السادسة ضد علي عبدالله صالح آنذاك.
2-أما القطعة المخطوطة في مكتبة فيينا فلم أجدها في فهرس مخطوطات فيينا القديم ووجدت القصيدة الحميرية له برقم 482 في (1/472) وراسلت الأخ محمد عايش الذي عرَّبَ فهرس مخطوطات فيينا واستدرك الجديد وما فات القديم فأكَّد لي أنه لا توجد قطعة من التفسير ولا يوجد لنشوان سوى القصيدة الحميرية.
3-أما القطعة المخطوطة في جامعة توبغن الألمانية فقد راجعت فهرس المخطوطات لها فلم أجد التفسير ووجدت أربعة أجزاء من معجم شمس العلوم لنشوان تحت رقم: 205/ 206/ 207/ 208 .
فيبدو أن القاضي إسماعيل الأكوع وَهِمَ في النسبة أو أنَّ الذي نقل له المعلومة خلط بين التفسير وبين القصيدة والمعجم.
فلم يبق إلا البرلينية والإيطالية
فأما الإيطالية فقد صورتُها أنا من مصورة جامعة الإمام.
وأما الأجزاء الأربع البرلينية فقد أنزلت مكتبة برلين التي تضم 15000 مخطوطة عربية عُشْرَهَا مجَّانا على شبكة المعلومات أي ما يقارب 1500 مخطوطة كان منها ثلاثة أجزاء من مخطوطة تفسير نشوان وهي التي أرقامها: 916 و917 و918 وقد اطلعتُ عليها فأخبرت أخي أحمد العزي وأرسلت له الروابط المجانية ففرح بذلك أشد الفرح وجعل عنوان رسالة الدكتوراه (منهج نشوان في التفسير) ووافقت الجامعة على ذلك ثم اتصل علي بعد أسبوع في يوم الخميس 4/1/1438هـ فأخبرني أن اثنتين من المخطوطات البرلينية هي بعينها لتفسير الرازي فتفاجأت بهذا الخبر المؤسف وبعد التأكد والمقارنة لكل المخطوطات البرلينية والإيطالية تبين أنها كلها مزورة النسبة كما يلي:
1-المخطوطة البرلينية رقم (916) المنسوبة لنشوان هي آخر الجزء الثاني وكامل الجزء الثالث وبداية الرابع من تفسير الرازي بعينه لسورة البقرة من الآية 30 إلى 110 وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733451209&PHYSID=PHYS_0007&DMDID=DMDLOG_0001
والصفحات الأولى ساقطة لأن التفسير يبدأ مباشرة من غير بسملة أو ذكر الآية مما يدل أن الخائن حذفها حتى لا يظهر اسم المؤلف في البداية وفي صفحة العنوان.
2-المخطوطة البرلينية رقم (917) المنسوبة لنشوان هي آخر الجزء السادس وكامل الجزء السابع والثامن والتاسع وبداية العاشر من تفسير الرازي بعينه من البقرة 238 إلى النساء22 وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733470122&PHYSID=PHYS_0009&DMDID=DMDLOG_0001
وفي الصفحة الأولى صفحة العنوان هناك طمس لبعض الكلمات يبدو أنها أشارت إلى أنه تفسير الرازي ثم وضع له عنوان جديد مزور نُسِبَ إلى نشوان بخط مغاير وفي آخر صفحة هناك شطب أيضا, ولم يَخْفَ علي هذا قبل اكتشاف التزوير ولكن ظننتُ أن الشطب على اسم المالك السابق كما هي عادة بعضهم إذا اشترى مخطوطة شطب اسم المالك القديم وأن الخط الجديد للعنوان كان للتأكيد أو سقطت صفحة العنوان هكذا ظننت.
3-المخطوطة البرلينية رقم (918) المنسوبة لنشوان هي نصف الجزء السابع عشر وغالب الجزء الثامن عشر من تفسير القرطبي بعينه من الرحمن 29 إلى آخر الحاقة وهذا رابطها:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733471277&PHYSID=PHYS_0003&DMDID=DMDLOG_0001
والصفحة الأولى ساقطة حتى لا يعرف القرطبي
وفي نهاية هذا المجلد شطب وطمس ﻵخر سطر يبدو أن الجاني محا اسم القرطبي أو اسم تفسيره حتى لا يعرف, وهذا رابط الصفحة الأخيرة التي فيها الطمس المُرِيب:
http://digital.staatsbibliothek-ber...N733471277&PHYSID=PHYS_0470&DMDID=DMDLOG_0001
4-المخطوطة البرلينية رقم (763) وهي الجزء الثالث كما ذكر فهرس برلين لم تنزلها المكتبة على الشبكة حتى الآن وهم كل فترة يضيفون مخطوطات ولكن يغلب على ظني أنها مزورة مثل سابقاتها وعندما تنزلها سآتيكم بالنبأ اليقين وأنا متابع لما يضيفون من مخطوطات.
5-مخطوطة الامبروزيانا الإيطالية لها صورة في جامعة الإمام وقد صورتُها منهم وبعد المقارنة والبحث ظهر أنها نصف الجزء الرابع من تفسير الكشاف للزمخشري من يس إلى النجم.
وقد رفعتُها على الشبكة لمن أراد الاطلاع عليها أو تجميع مخطوطات الكشاف لكن حجمها كبير جدا والتصوير فيه سوء إذ بعض الصفحات لا تكاد تقرأ ويبدو أن سبب ذلك اهتزاز آلة التصوير وهذا رابطها:
https://up.harajgulf.com/do.php?id=1262698
6-مخطوطة صعدة في اليمن التي ذكرتُ نقلا عن غيري أن الحوثيين استولوا عليها وأخفوها ذكرها القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (نشوان والصراع ص85) قال: (ومنه المجلد الثاني في مكتبة الهادي بصعدة وهو مبتور أوله ويبدأ من الصفحة الثالثة بقوله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} [سورة الأعراف: 7/ 73] وينتهي بالآيات {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} إلى قوله {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} [التوبة: 9/ 119-121]) انتهى نص الأكوع.
إن النص المظلل بالأحمر يبين أن يد التزوير قد امتدت إلى النسخة اليمنية في صعدة كما امتدت إلى غيرها من المخطوطات والطريقة واحدة بتر أول الصفحات وطمس اسم المؤلف والتفسير والحقيقي ومعنى هذا أنه يغلب على الظن أن مخطوطة صعدة المنسوبة لنشوان ليست له بل لتفسير ومفسر آخر.
ويظهر أن المزوِّرين والمدلسين رأوا كثرة سؤال العلماء والمستشرقين عن تفسير نشوان فزوروا بعض التفاسير الأخرى مقابل بيعه على أنه مخطوطة نادرة ووقع ذلك مما تسبب في خطأ المفهرسين للمخطوطات.
بعد ذلك واسيت أخي أحمد العزي على هذا الأمر الذي تسبب بإحراجه أما جامعته وإلغاء عنوانه وتغييره وقلت له: لعل في ذلك خيرا ولا تحزن واحمد الله الذي جعل كشف هذا التزوير على يدك بعد أن غفل عنه كثير من المتخصصين, وأسأل الله أن ييسر أمر رسالته ويوفقه للعنوان المناسب والصالح النافع.
خاتمة:
وبعد ذلك يتبين لنا في مخطوطات (التبيان في تفسير القرآن) لنشوان بن سعيد الحميري ما يأتي:
1-مخطوطة صعدة استولى عليها الحوثيون كما نُقِلَ لي ويغلب على الظن أنها مزورة بسبب البتر الذي أصاب أولها.
2-مخطوطتا جامعة توبغين الألمانية ومكتبة فيينا الوطنية لا توجدان وذلك بعد مراجعة فهارسهما وسؤال معرِّب فهرس مخطوطات فيينا الأخ محمد عايش الذي أكَّد نفي ذلك, مما يبين أن القاضي إسماعيل الأكوع وَهِمَ في النسبة أو خلط بين التفسير وبين مخطوطات الشعر والمعجم الموجودة في فيينا وتوبيغن.
3-مخطوطات برلين الأربعة:
916 هي تفسير الرازي يقينا بلا شك.
917 هي تفسير الرازي يقينا بلا شك.
918 هي تفسير القرطبي يقينا بلا شك.
763 لم نطلع عليها حتى الآن ولم تنزلها المكتبة على الشبكة.
4-مخطوطة الامبروزيانا هي تفسير الكشاف يقينا بلا شك.
وبذلك نكون قد اكتشفنا مخطوطات جديدة من حيث العدد لتفسير الرازي والقرطبي والكشاف لمن أراد الاستزادة لكنها موافقة لما طبع والحمدلله.
وهذا يحتم علينا التأكد من المخطوطة وعدم الاتكال على العنوان في الفهرس ويحتم على الجهات المعنية والفهارس العلمية تصحيح هذا الخطأ في الطبعات القادمة أو تصحيح نسبته إن كان مسجلا في موقع إلكتروني .
كتبه/ يوسف بن محمد بن بدوي الكثيري
الرياض
الإثنين 14/2/1438هـ