مخرج صوت القاف عند القدمى والمحدثين دراسة مقارنة

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
العراق
مخرج صوت القاف عند القدمى والمحدثين دراسة مقارنة
في ترتيب الخليل للمخارج جعل القاف ثم الكاف تاليين لمخارج أدنى الحلق ـ بعد الخاء والغين ـ ، فيذكر القاف والكاف على انهما يخرجان من اللهاة ، إذ يقول : ( القاف والكاف لهويتان ، والكاف أرفع)[SUP]([1])[/SUP].
وذكر سيبويه أن القاف : ( أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الاعلى مخرج القاف ) [SUP]([2])[/SUP] .
ونقل ابن جني رأي سيبويه في عد القاف صوتا لهويا ، إذ قال : ( ومما فوق ذلك ـ أي من مخرج الغين والخاء ـ من أقصى اللسان مخرج القاف ) [SUP]([3])[/SUP] .
وجعل ابن سينا مخرج القاف بين مخرج الخاء ومخرج العين ، وبحسب الترتيب ( الهمزة ، هـ ، ع، ح ، خ ، ق ، غ ، ك ، ج ، ش ، ض ، ص ، س ، ز ، ط ، ت ، د ، ث ، ض ، ذ ، ل ، ر ، ف ، ب ، ن، واو جامدة ، ألف ذائبة ، ياء ذائبة ) [SUP]([4])[/SUP] ، والملاحظ على ترتيبه أنه خالف سابقيه في تقديم بعض الاصوات على بعض .
ويتفق علماء التجويد مع ترتيب الخليل بن احمد الفراهيدي في عد ، القاف صوتاً لهوياً ؛ فقد نسب ابن الجزري ( 833 هـ ) القاف إلى اللهاة فضلا عن الكاف إذ قال : ( وهذان الحرفان يقال لكل منهما لهوي، نسبة إلى اللهاة ، وهي بين الفم والحلق ) [SUP]([5])[/SUP] .
ولعل ابن الجزري ( 833 هـ ) اقتبس هذا التعريف من مكي بن ابي طالب ( 437 هـ ) ، قال مكي: ( ... واللهاة بين الفم والحلق ... ) [SUP]([6])[/SUP] .
واقتبس عبارة سيبويه في تحديد مخرج القاف عبد الوهاب القرطبي ( 461 هـ ) . إذ قال : ( ومن اقصى اللسان وما فوقه من الحنك مخرج القاف ) [SUP]([7])[/SUP] .
وتابعه على ذلك محمد المرعشي الملقب بـ ( ساجقلي زادة ) ( 1150 هـ ) . إذ قال : ( ما بين أقصى اللسان وما يحاذيه من الحنك الاعلى يخرج منه القاف ) [SUP]([8])[/SUP] .
اما تسميتهما بلهويين قائمة على أساس أن مبدأهما من اللهاة قبل الحلق كما جاء في لسان العرب ونسبتها إلى المنطقة التي تحتوي على اللهاة وهي جزء متدل من الحنك الاعلى ، فاللهاة لحمة حمراء في الحنك معلقة على عكدة اللسان [SUP]([9])[/SUP] .
واللهاة عند احمد بن محمد الجزري ( 829 هـ ) : ( هي اللحمة المشرفة على الحلق وقيل أقصى الفم والجمع لها ) [SUP]([10])[/SUP] .
اما المحدثون فقد خالفوا القدماء في تحديد مخرج القاف فعلى الرغم من اصطلاح اللهوية الذي أطلق على القاف يرى الدكتور كمال محمد بشر ان اللهوية لا تعني المعنى الحديث لها وذلك ؛ لأن ترتيب الحروف عند القدماء هو جعل القاف في موضع تال للغين والخاء ؛ ولانهما تخرجان من منطقة تلي اللهاة لا سابقة لها [SUP]([11])[/SUP] .
وقد أستحين بعض المحدثين ترتيب سيبويه في تحديد مخرج القاف ، قال الدكتور صبحي الصالح : ( الأحرف اللهوية في اللغة العربية حرفان هما القاف والكاف وسميت باللهوية نسبة إلى اللهاة بين الفم والحلق ، ويختلف مخرج كل منهما عن الآخر ، فمخرج القاف من أقصى اللسان مما يلي الحلق ، وما يحاذيه من الحنك الاعلى من منبت اللهاة ... ) [SUP]([12])[/SUP] .
ويرى الباحث ان الخلاف بين القدماء والمحدثين في نسبة مخرج القاف ، انه عند القدماء كما وصفه سيبويه ( اقصى اللسان وما فويقه من الحنك الاعلى ) [SUP]([13])[/SUP] ، يصبح وضع اللسان مستعلياً إلى الحنك الاعلى ؛ مما يسبب فخامة واضحة في الصوت ، أما عند المحدثين يصبح وضع مؤخر اللسان بين اللهاة والحلق فيكون الصوت أقل استعلاء وفخامة ، ولا يرى الباحث في المخرج أي خلاف ؛ وإنما يمكن الخلاف في الصفة .
وربما الذي جعل المحدثين يتمسكون بهذا الخلاف هو ما اقتضاه ترتيبهم لمخرج القاف ووصفه بانه بعد الخاء والغين والكاف ؛ ثم هذا الترتيب فيه خلط وغير مقبول لعدة أسباب ذكرناها في مخرج ( غ خ ) .


[SUP]([1])[/SUP] العين ، 1 / 58 .

[SUP]([2])[/SUP] الكتاب ، 2 / 405 .

[SUP]([3])[/SUP] سر صناعة الاعراب ، 1 / 52 .

[SUP]([4])[/SUP] ظ : اسباب حدوث الحروف ، ص 113 ـ 126 .

[SUP]([5])[/SUP] النشر ، 1 / 199 .

[SUP]([6])[/SUP] الرعاية ، 114 .

[SUP]([7])[/SUP] الموضح في التجويد ، عبد الوهاب محمد القرطبي ( 461 هـ ) ، تحقيق : غانم قدوري . الحمد ، ( الكويت : 1990 م ، معهد المخطوطات العربية ) ، ص 78 .

[SUP]([8])[/SUP] جهد المقل في تجويد القرآن العظيم ، محمد المرعشي ( ساجقلي زاده ) ( 1150 هـ ) ، تحقيق : ابو السعود احمد الفخراني ، ط : الأولى ( بلا : 1418 / 1998 م ، المكتبة القرآنية ) ، ص 37 .

[SUP]([9])[/SUP] ظ : لسان العرب ، 15 / 261 .

[SUP]([10])[/SUP] الحواشي المفهمة في شرح المقدمة ، ص 10 .

[SUP]([11])[/SUP] ظ : علم اللغة العام ـ الاصوات ـ ، ص 19 .

[SUP]([12])[/SUP] دراسات في فقه اللغة ، صبحي الصالح ، ط : الرابعة ، ( بيروت : 1970 م ، دار العلم للملايين ) ، ص 278 ـ 285 .

[SUP]([13])[/SUP] الكتاب ، 2 / 405 .
 
عودة
أعلى