مخرج العرب من أوضاعهم المتردية ( 1 ـ 2 )لـ د. عبدالله بن عبدالعزيز العنقري

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
136
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
مخرج العرب من أوضاعهم المتردية ( 1 ـ 2 )
د. عبدالله بن عبدالعزيز العنقري
الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود
23/6/1432​


ما أكثر ما نسمع ونقرأ من تحليلات متباينة حول الأوضاع المتردّية التي تعانيها البلاد العربية اليوم!ولكن ما أقل أن نجد في هذا الضجيج الإعلاميِّ الصوتَ الذي يعرض الوجهة الشرعية المبنية على الدليل، مراعيا الاعتبار التاريخي الذي يُقايِس بين الأوضاع المتشابهة، ويستخلص من أحداث التاريخ السابقةِ العبرَ والدروسَ اللاحقة.
ومن أوضح ما يؤكد على ذلك أنك تجد الكلام في هذه الأوضاع من قبَل عدد من المُحلِّلين يُصَوِّرها بمظهر الحالة الفريدة غير المسبوقة، بما يتيح لهم أكبر فرصة للحديث عنها، وكأنها بحاجة إلى وصفة نادرة، يتبارى الأطباء في إظهار مهاراتهم في علاجها. وهذا الأسلوب من الطرح هو في نفسه سبب في تعقيد الأمور، لأنه- بكل سهولة- يجعل الثرثرة هي المظهر السائد عند الحديث عن هذه الأوضاع الدقيقة.
ولهذا لم يَعُد خافياً على أحد أن الناس سئموا كثرة ما سمعوا وقرؤوا حول هذه الأوضاع، لأن أكثره - بكل أسف - لا يحمل التوصيف السليم لأسباب هذه الأوضاع فضلا عن أن يحدد العلاج المبني علي التأصيل الشرعي والاعتبار التاريخي.
والحق أن المتأمل في أحوال أمّتنا إبّان فترات عزّها، ثم ما آلت إليه أحوالها عبر تاريخها - وصولاً إلى هذه المرحلة - يوقن أنه لا مخرج حقيقي من هذه الأوضاع إلا باستدراك الحكام والمحكومين معاً ما سلف من الأخطاء السابقة التي أثمرت هذه الأوضاع اللاحقة.
فإن من المؤكد أن أوضاعنا اليوم لا يمكن أن تكون وليدة الساعة؛ بل هي نتاج تراكم كثير من الأخطاء التي وقعت وظّلت بلا إصلاح، حتى ترسخ في الأذهان أنها غير قابلة للتغيير، بل ولا التفكير في التغيير. والسَّبْر الصحيح لهذه الأوضاع التي يعانيها العرب اليوم ينبغي أن نعيدها إلى أسباب رئيسة غير قابلة للتخرص والاحتمال؛ لأنها من الِكبَرِ بمكانٍ يستحيل معه أن تكون لأسباب يسيرة عابرة.
وعند إعادة هذه الأوضاع إلى أسبابها الحقيقية نكون قد بدأنا بوضع اليد على الداء أولاً، ومن ثَمّ نستطيع أن نحدد المسار السليم للعلاج بعون الله.
فأما الكلام الذي يصرفنا عن التشخيص الدقيق للداء فهو زيادة في العناء، وتشتيت سَمجٌ للأذهان.
والمتأمل في الحِقبة التي تعيشها البلاد العربية اليوم لا يستطيع أن يُغفِل صلتها بفترة الاحتلال البغيض، المُسمَّاة بالاستعمار.
وفي تلك الفترة عمَد المحتل - وعلى مدى عقود متطاولة - إلى ترسيخ أوضاع مغلوطة في شكل أنظمة ودساتير أثَّرت في مفاهيم هذه الأمة وهويَّتها تأثيراً يستعصى معه أن تُستقصى سلبيات تلك الجناية إلا بكلفة شديدة، نظراً لتعدد مجالات تلك الجناية وتشعّب آثارها، خاصة وأن المحتل تعمَّد ترسيخ بقاء تلك الأوضاع،حين أيقن بضرورة رحيله من البلدان التي احتلها، تماماً كما كان يدأب في إيجاد المشاكل الحدودية التي أبقاها من بعده، ليضمن استمرار النزاعات.
ومطالبات اليوم الواسعة بإزاحة الظلم وإصلاح الفساد، وما نجم عنها من أحوال صرنا بها في عالم اليوم موضعَ الفُرجة، ومحل تنافس وسائل الإعلام الأجنبية في الحصول علي السبق الإعلامي، أقول: كل ذلك من دلائل الفشل الذريع لتلك الدساتير التي أُسِّست أصولها في حِقبة مظلمة من تاريخ كثير من البلاد العربية، هي حِقْبة الاحتلال الأجنبي، والذي نشأت على إثر رحيله عدد من الأحزاب المتسلّطة التي اتخذت من الطابع الاستبدادي منهجاً ثابتاً في إدارة شئون عدد من البلاد العربية، وتطاول هذا الظلم لفترات متعاقبة عُومِل الناس فيها معاملةً بالغة القسوة، وهذا الوضع - وبالنظر إلى سنة الله في خلقه عبر التاريخ- لا يمكن أن يستمر، والغالب أن ينتهي نهاية غير محسوبة النتائج عند أكثر الناس.
أمام هذه الحقائق فلابد لاستنقاذ أوضاع هذه البلاد من تعديل الخطيئة القاتلة المتعلقة بالدساتير التي ذكرتُ آنفاً ظروف نشأتها السابقة واللاحقة، وذلك يستدعي اليوم - وعلى وجه السرعة - ضرورة تظافر الجهود لإصلاح الوضع وعدم استمراره؛ لأن عواقبه المرَّة باتت الآن جلية معلومة للجميع، مع أن البصير بالأحوال كان يعي أن الأمور ستصل يوماً ما إلى مثل ما وصلت إليه اليوم.
وعندما نكون في أمة عظيمة كهذه الأمة فلا ينبغي أن يَرِد هذا السؤال الجَهُول: ما البديل عن هذه الدساتير؟ فإن أمتنا هي أمة العدل والوسط الخيار بشهادة من لا تخطئ شهادته تعالى، حيث قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} (البقرة 143) ولهذا لا ينبغي - ونحن الذين في يدنا الحَلُّ - أن نسأل عن الحَلّ! فنكون كما قيل:

كالعِيس في الصحراء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
وإذا كان التوصيف الخاطئ لهذه الأوضاع يُمثِّل إشكالاً يشتِت الأذهان، فإن اقتراح الحل الخاطئ، يُعد تعميقاً للتِّيه وترسيخاً للضياع، بما يجعل الانفراج أبعد منالاً وأشد مُحالاً، كتلك الحلول الجوفاء التي تُطرح وحاصلها مزيد من استمرار هذه الأمة العظيمة في مسلسل التبعيّة العمياء، وكأنها أمة لا تصلح إلا تابعة لا متبوعة، ومَقُودة لا قائدة، ولن يعسر عليك سماع هذه الحلول الجوفاء، لأنها هي التي تُبرز وتُشهر أكثر من غيرها بكل أسف، ويطرحها قوم يريدون التسلقّ على موجات المطالبة بالتغيير بهدف أن تسير نحو الوجهة الغربية، وكأن الأوضاع السائدة في الغرب هي الأنموذج المثالي الذي ينبغي أن يُحتذى في البلدان العربية، مع أن الجزء الأكبر من إشكالات البلاد العربية هو من الأساس عائد إلى فقدان الهويّة، والانجرار وراء السراب الغربي، الذي بات معلوماً لكل ذي لب أنه يتجه بالتدريج نحو الاضمحلال، حتى وإن كانت درجة هيمنته المادية اليوم قويّة عاتية.
ولقد أثبتت وقائع التاريخ القديم والحديث، وبما لا يدع مجالاً للشك أن بَتْر البشرية عن سبيل الله تعالى جعلها في حال من التخبّط المُزْري، بلغت به البشرية في القرون المتأخرة رقماً قياسياً في انطلاق ألوان من التيارات الفكرية المتناقضة التي كانت تحمل حتفها بظِلفها، تهتف الجماهير بمبادئ أحدها ردحاً من الزمن، ثم ما يلبث التيار المختار أن ينهار، ليُبنَى على أنقاضه تيار جديد، يُبشِّر رموزه بمستقبل مُشرق ليس له نظير،لكن ما يلبث هذا التيار الجديد أن يصاب بالداء الذي أصيب به سابقه، وهكذا في تَرنُّح مرير، بَذَلَ فيه كثيرون في هذا العالم زهرة شبابهم، وكامل طاقاتهم ومشاعرهم في سبل مجَّها الناس وسئموها، بعد أن أوصلتهم إلى الحضيض في جوانب شتى من حياتهم. وظلّت الدعوة لهذه المبادئ تتوالى، مقرونة بالوعود الكاذبة بالوصول إلى الأوضاع المثالية، في ظل انحطاط فظيع للقيم الكريمة، وانقلاب مجموعات من البشر إلى ذئاب صائلة أوصلت الإنسان إلى رعب لا ينقطع، ومظالم لا ترتفع، ومع ذلك كله يستمر الترويج للعدالة المنتظرة من قبل مروجي هذه المبادئ، ولا عجب فهي المقطوعة عن نور السماء، المبنية على الأساس المادي الصرف، فماذا يُنتظر منها إلا التخبط والضلال ومزيد من التعاسة لهذا الإنسان؟
وليس العجب أن يقع كل هذا في بلاد لا تعرف نور السماء، ولكن العجب أن يُروَّج لهذا في بلداننا العربية، وبأسلوب انتهازي رخيص يستثمر هذه الأوضاع المتردية، وكأن المراد ألا تخرج هذه البلدان من التِّيه، وأن تستمر أوضاعها المزرية في الانحطاط، في ظل لجََج مستديم، وجدل بيزنطي عقيم.

المصدر : جريدة الجزيرة .
 
حال من التخبّط المُزْري، بلغت به البشرية في القرون المتأخرة رقماً قياسياً في انطلاق ألوان من التيارات الفكرية المتناقضة التي كانت تحمل حتفها بظِلفها، تهتف الجماهير بمبادئ أحدها ردحاً من الزمن، ثم ما يلبث التيار المختار أن ينهار، ليُبنَى على أنقاضه تيار جديد، يُبشِّر رموزه بمستقبل مُشرق ليس له نظير،لكن ما يلبث هذا التيار الجديد أن يصاب بالداء الذي أصيب به سابقه، وهكذا في تَرنُّح مرير، بَذَلَ فيه كثيرون في هذا العالم زهرة شبابهم، وكامل طاقاتهم ومشاعرهم في سبل مجَّها الناس وسئموها، بعد أن أوصلتهم إلى الحضيض في جوانب شتى من حياتهم
جملة طيبة باسقة بالغة الوصف والحبك، جزاكم الله خيرا
 
حين تكون النهضة موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش

حين تكون النهضة موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش

قال ماكولي حين يكون العقل موضوع النقاش يصبح كل شيء وضوعا للنقاش.
ويمكن القول حين تكون النهضة موضوعا للنقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش.
وهذا هو الفرق بين "الإشكالية" وبين "المشكل" فالإشكالية هي مجموعة مشاكل لا يمكن حلها إلا مجتمعة. فحل مشكلة التعليم لا تحل الا بحل عدد كبير من المشاكل معها.
رغم أن المقال مقال جريدة إلا أنه لسمو موضوعه ولاختيار الدكتور الشهري أن يضعه تحت أعين الناظرين في ملتقى علمي يجعله موضوعا للتفكير والتحليل ولا سيما أنه يغازل موضوعا يمس كل عربي وكل مسلم من قريب أو بعيد. وسوف أحاول أن أشارك برأيي في ضوئه. وأقدم شكري للأخ كاتبه وأعتذر أني لا أعرفه وللدكتور الشهري ولكل من فعل ما بوسعه للنهوض بهذه الأمة.
حوامل المعنى منها ما هو مرئي أي النص الذي بين أيدينا نفسه بجزئياته من كلمات وجمل وفقرات، ومنا ما هو بنى غير مرئية أمامنا كالجريدة التي نشر فيها والوضع الإعلامي المسموح به للدولة التي يظهر فيها، ويمكننا تجاهل كليهما لأن الموضوع مما لا تؤثر فيه حوامل المعنى الكبرى فتحرفه عن مساره. ولكنها تؤثر في وجوده فقط، فالإعلام المقبول والمنشور لا يقبل أن تنشر وجهة نظر علمانية صرفة مثلاً. وثمة إيقونات موحية بالمعنى وهي اسم الكاتب وخلفيته القبلية، وهذه أيضا لا تؤثر في مقصدنا هنا وإن كان ظلها موجودا.
ضربا صفحا عن كل حوامل المعنى غير المرئية أبدأ بالنقد العلمي لطريقة التفكير التي تحكمت في المقال لأنها طريقة تفكير سائدة بين كثير من الإخوة في المنتديات الشرعية وتيارات المتدينين.
أول ما بدأ به المقال مقدمة جميلة ورائعة عن أن هذه الأوضاع التي تعيشها الأمة إنما هي نتيجة لأوضاع سابقة لها. وهذا معروف مسلّم في الوعي التاريخي أن الحاضر هو ابن الماضي وأبو المستقبل. لكن المقال سرعان ما ينجر عاطفيا بمرض يصيب عموم الإسلاميين وهو التوقف عند فترة الاستعمار ليلقوا باللائمة عليها تناسيا او نسيانا منهم أن فترة الاستعمار هي أيضا نتيجة لما قبلها من عصر الظلمات وما نسميه في الأدب "فترة العصور المتأخرة". يبدأ المقال إذن من إلقاء اللوم على الفترة الاستعمارية ليخلص إلى أن الحل إنما هو بـ"ـالعودة" إلى ما كان عليه "سلف" الأمة.
وهذا الشعار الذي يحتج بقول مالك بن أنس ت 179 هـ لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ينسى متبنوه أنهم يدعوننا إلى تبني طريقة من جاءوا بعد مالك بمئتي سنة ويعدونهم لنا سلفا(فهل أبو زرعة الرازي وأحمد بن حنبل والخلال وابن قيم الجوزية) من أولها؟
الحق أن الاستعمار قد نفع الأمة أكثر مما ضرها لأنه ساهم في إيقاظها من سبات طويل، وإن الأمة العربية هي التي فشلت في تطوير نفسها ونجحت شعوب اخرى استعمرت هي أيضا ولقيت ما لقيته هي من الاستعمار ولكنهم نجحوا وفشلنا. فشلنا بسبب بسيط جدا ليس معقدا ولا خفيا ولا صعبا أصلا.

فشلنا بسبب أننا لم نؤمن بقاعدة آمنت بها كل شعوب الأرض، وهي أن "النجاح إما عالمي أو زائف" ، فبطل العالم في العدو السريع هو أسرع رجل في العالم لسبب واحد فقط هو أنه أعلن وتحدى وسابق فسبق. ونظام التعليم الأول في العالم هو الذي ينتج براءات اختراع عالمية ، ففي عام 1999 أنتجت جامعات المملكة العربية السعودية ومصر ومراكش وليبيا والعراق وبلاد الشام واليمن (4) براءات اختراع، حسب احصائية اليونسكو. وسجلت جامعات إسرائيل وحدها وهي أصغر من محافظة واحدة من محافظات المملكة او مصر او مراكش او العراق او سوريا أنتج نظامهم التعليمي 477 براءة اختراع مسجلة عالميا.

فهذه العبارة "عبارة الإمام مالك" التي يعيد صياغتها دكاترة المملكة وشيوخها هي موقف بدوي غير واع بنفسه.
لا يوجد من يقول هذا الكلام لشعبه الآن في كل العالم إلا عندنا؟
كيف نعود الى ما كان عليه اولها؟ ولو كان التفكير سليما لرأى كل ذي عينين أن أولها كان موحدا في الفترة النبوية والخلفاء الثلاثة الأول ثم انقسم الى قيام الساعة سياسيا انتج انقسامات فكرية لا يحلها أحد لأنها أصبحت تاريخا والماضي لا يعود

أمس الذي مر على قربه * يعجز أهل الأرض عن رده
فالحل الوحيد للأمة ليس الشعار البدوي الذيي يردده كل جالس على أريكته لا يصلح امر هذه الأمة إلا بما صلح به اولها، اللهم إلا إن فهمنا أنه دعوة إلى الإخلاص لله والمجموع والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فالقيم التي كان عليها أصحاب محمد (تبقى ضرورية لا غنى عنها لمسلم).، بل هوبقبول الواقع و بتنبني الإدارة التعليمية الجيدة التي تجعل مخرجاتنا عالمية لا التي تجعلنا "شيوخا دكاترة"!

الحل الوحيد للعرب هو إصلاح التعليم وإصلاح التعليم لا يقدر عليه شيوخ الخليج لأنهم غير متعلمين تعليما كافيا.
وفي أبو ظبي أسسوا معاهد التكنولوجيا التطبيقية وأصدروا تعليماتهم أن تكون الإنكليزية هي اللغة الأم. وهذه طريقة بدوية في التعليم فهم لا ينظرون الى التي اقتبست العلم فنحن في وضع المقتبس بل ينظرون إلى الأمم التي أنتجت العلم! فهل نحن في وضع المنتج؟
لو كنا على الجادة لقلدنا الشعوب الحية كالشعب الياباني الذي هو البلد المترجم الأول في العالم وفي كل كلية وكل قسم وكل مدينة مركز ترجمة.
إن ما تترجمه اليابان في شهر واحد يفوق ما ترجمه العرب من عهد المامون إلى اليوم!!
أما أن تأمر الطلاب أن يدرّسوا بالانكليزية ليسافروا ويأتوا بشهادة لا علاقة لها بالوضع العلمي ومصلحة البلاد فهذا تبديد لثروات الأمة والبدوي مبدد مستميت للثروات. فعلى حين يستميت في الدعوة الى السنة يمر مرور الكرام على قوله تعالى "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين". فإذا كانت هذه الآية لا تنطبق على أكثر البشر تبذيرا فليت شعري أين موقعها في الوجود؟

مرت أمتنا بتجربتين الأولى سلمية والثانية عنيفة وليس عندنا غيرهما نجحتا في بناء دولة مؤسسات ونظام تعليمي متماسك هما التجربة الماليزية وسبب نجاحها ليس تقليد الغرب وفرض اللغة الإنكليزية كما يفعل شيوخنا البدو بل تقليد التجربةاليابانية، فقد كانت خطة محاضير محمد رائعة وبسيطة وقابلة للتطبيق من الان في كل قطر.

يستمر الطالب الى أن يتخرج 16 عاما.
فلماذا يكون المهندس الياباني عمليا والمهندس السعودي بدوياً؟
لماذا يخرج قسم البرمجة في السويد وفرنسا مبرمجين محترفين يخدمون ثقافتهم ولغتهم وتخرّج كليات البرمجة لدينا مبرمجين يريدون ان يكونوا شعراء؟
يمكننا أن نصلح نظامنا التعليمي إذن في 16 عاما فقط وهي قصيرة جدا في عمر الشعوب.
كيف نجعل الطالب في الأول الابتدائي بمستوى نظيره في اليابان وانكلترا وأمريكا؟
أي كتب ووسائل إيضاح ونوع من المعلمين نحتاج؟
وحين ينتقل الى الثاني الابتدائي؟
حتى يتخرج؟
ما وسائل القياس والتقويم التي نقيس بها مخرجات التعليم وكيف نطبقها بأمانة ودقة كما تفعل شعوب الأرض؟
رب داع الى مقولة مالك وهو يغش في الامتحان! وداع الى مقولة مالك وهو يساعد طالبا لأن أباه صديقه.! وداع الى السنة وهو يتوسط بمن هب ودب لمصلحة آنية على حساب المصلحة العامة؟
ما الوسائل التعليمية الواجب توفرها للطفل في الابتدائية والمواكبة لمسيرته مع العلم؟

فالحل ليس في ترداد شعارات تمجد الكليات وتدعو الى الماضي بكل تناقضاته فهذا كلام شعري وإن كان غير موزون لأنه غير تاريخي وغير موضوعي.

إذا لم نصلح التعليم لم نفهم الحاضر ومن عجز عن فهم الحاضر كان أعجز عن فهم الماضي
حين قال فوكو إن السلطة هي بؤرة الخطاب فإنه يعني أن الشيخ السلفي حين يدعوك الى شعار القرآن والسنة أو الى اعادة صياغة الإمام مالك فإنه يمارس عليك سلطة الخضوع لتوظيفه للنص مهما كان عجزه عن فهم مرامي النص وتحليله وإمكانية تطبيقه، وأكثر الصراعات على المنتديات بين من يسمون انفسه سلفيين ومن يسمون انفسهم اخوانيين وغيرهما من التسميات إنما هو صراع على السلطة الوهمية كما قال ميشيل فوكو.
شخصيا حين رأيت جماعة الدعوة التبليغ يدعون بأخلاق حميدة ويخرجون في سبيل الدعوة الى الله ظننت أن كل من يسمون أنفسهم سلفيين سيخرجون معهم لاتفاق المقصد، إلى أن رأيت من يكتب أن هؤلاء "جماعة" عندهم بدع، رغم انهم افراد اتفقوا على الدعوة فقط فمنهم الجاهل ومنهم المتعلم ومنهم الصوفي ومنهم السلفي ـ وأنهم كثيرو البدع. وما وقوف بعض "السلفيين" ضد
جماعة الدعوة إلا من باب ما ذكره فوكوه من حب السلطة. فالشيطان يجد سبيله في نفسك حتى من باب القرآن والسنة.
والتجربة الثانية هي التجربة التركية وبرغم انها بدأت بداية خاطئة الا انها سارت بخطى وئيدة نحو الإصلاح خلال 90 عاماً، ونحن في عصر متسارع لا يصلح لنا الا التجربة الماليزية.

إذن لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بإصلاح التعليم على أسس عالمية، لينتج مخرجات عالمية،

ورب قائل يقول إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم أي أشعل شمعة بدلا من أن تلعن الظلام. وكيف نشعل شمعة ونحن لا نملك غير الكلام؟
ها نحن ألاء نتكلم

 
مخرج العرب من أوضاعهم المتردية ( 2ـ2)
بقلم د. عبدالله بن عبدالعزيز العنقري
25/6/1432

إذاً فلتنفض هذه الأمة عن نفسها غبار التبعية المقيتة الذي طال مداه، ولتتجه بعزيمة ثابتة إلى حيث جعل الله سعادتها في دنياها وأخراها، وذلك أمر لابد فيه من تكاتف علماء الأمة العاملين، مؤيَّداً بدعم الحُكَّام الذين لن تبرأ ذممهم أمام الله إلا بهذا، وعند ذلك فقط ستنتهي المظالم التي تشكو منها الرعية،
وسيستريح الحكام من مطالبات رعيتهم، وما يصحبها من قلاقل قد تزلزل لاحقاً استقرار هذه المنطقة، فإن الأمور إذا ضُبِطت بميزان الشرع القويم فلن يكون بمقدور أحد - يعي معنى اتخاذ الموقف - أن يعترض على هذه العودة الكريمة بهذه الأمة إلى مصدر عزها وسؤددها.
وقد جرّب الناس في فترات خَلَت إطفاء نار الفتن والخصومات، من خلال رجوع الأطراف المتنازعة إلى إقامة حكم الله فيما شجر بينهم، فلم يكن بمقدور طرف أن يبقى بمنأى عن هذا الحل، لأن ذلك يجعله في مقام المعترِض على الشرع، وهو ما لا يريد العاقل أن يُحسَب عليه.
وهنا سيبقى المعترض بلا شكٍّ الطرَفُ الأجنبي الذي لا يريد لهذه الأمة أن تسلك هذا المسلك الرشيد؛ ليضمن استمرار هذه التبعية المفتوحة، التي يُسيِّر في ضوئها أوضاعاً كثيرة داخل هذه الأمة حسب ما يحلو له، فلا عجب أن يَقضّ مضجعَه أيُّ اتجاه بالأمة نحو سبيل رشدها، غير أن من المؤكد أن هذا الطرف لن يضير أمتنا بحال، إذا وُفِّقت لعزيمة صادقة مخلصة. والأطراف الأجنبية لا يُنتظَر منها - جزماً - أن تؤيد خطوة رشيدة في هذا السبيل، بل ينبغي - من الأساس - ألا يُلتمس منها رأي أو مشورة في شأن جليل كهذا، على حد قول الفرزدق:

ما أنت بالحَكَم الْتُرضَى حكومته
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
ولا سيما وعبارة: (عدم التدخل في الشئون الداخلية) هي المقولة الجاهزة التي سيوجهها لنا ذلك الطرف لو أنا أبدينا أي تعليق على شأن يخصّه، فكذلك نقول: ليتركونا وشأننا، فلسنا بالقاصرين المحتاجين لوصاية أحد.
إذاً فطريق السلامة أمامنا جلية سالكة، وفيها حل قضايا بقيت معلقة شائكة، ولم يبق - بعد توفيق الله - إلا عزيمة الرجال وصدق المقاصد، لإقامة عدل حقيقي تنقطع به النزاعات وتنتهي عنده المطالبات، بل ويكون مضرب المثل بحول الله في عالم اليوم.
ومعلوم أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لن يُقِيمها شيء كالعدل، وكل بديل سواه فهو نكبة على الطرفين معاً، مهما ادُّعي بوجود حاجة إلى الحزم، بسبب وضع طارئ غير مستقر، فإن الحزم لا يعني إهدار العدل، ولذا فإن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز حين استأذنه والي خراسان في استعمال السيف والسوط، لأن الناس بزعمه قد ساءت رعيتهم، فلا يُصلِحهم إلا ذلك، أجابه عمر بقوله: «كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، والسلام» (ذكره ابن عساكر في تاريخه 1/760)
وهذا العدل الذي رفع الله به ذكر عمر وأمثاله ممن قام به عبر التاريخ لا يمكن أن يكون إلا فيما أنزل الله، كما قال ابن تيمية رحمه الله: «على الحكام أن لا يحكموا إلا بالعدل، والعدل هو ما أنزل الله» ثم قال عن كتاب الله: «فالكتاب والعدل متلازمان، والكتاب هو المبين للشرع، فالشرع هو العدل، والعدل هو الشرع» (الفتاوى 35/ 361 - 366).
ومن أعظم العدل الذي جاء به الشرع ما يتعلق بضبط علاقة الحاكم بالمحكوم، حيث جاء فيه بالميزان الذي لا شطط فيه، من خلال ضبط قُطْبَي هذه العلاقة الأكبرين: (الحقوق والواجبات) فألزم الشرعُ الحاكمَ بواجبات فرضها عليه، لأنها حقوق للرعية، وفي الوقت نفسه ألزم الرعية بواجبات تؤديها؛ لأنها حقوق للحاكم.
ثم إن هذا الشرع العظيم أوضح ما ينبغي أن يكون عليه الحال فيما إذا قصّر الحاكم في أداء ما أوجب الله عليه، وذلك من خلال تشريع راقٍ منضبط، واضح المعالم، مُحدّد الدرجات، فيه الضمانة بإذن الله لإصلاح الخلل وإعادة الأمور إلى نصابها عند اختلالها، وهو ما سُمِّي شرعاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي يُعد من أجل المزايا التي تميزت بها هذه الأمة، ويعلم الله وحده كم أُصْلِح بهذا التشريع الحكيم من خلل، وكم استُرد به من حق، وكم رُفِع به من ظلم، في ظل أمن وارف، وكيان مستقر، وعيش رضِيّ، والموفَّق من الحكام والمحكومين من يعتبر بما وقع في هذه البلدان اليوم، فإن الله تعالى قد أنذرنا عاقبة التفريط في أمره، وتوعد عليه بوعيد عظيم يعيه ذوو البصائر، فقال سبحانه {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} (الأنعام 65)، قال ابن سعدي: «أو يلبسكم أي يخلطكم (شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض) أي في الفتنة وقتل بعضكم بعضاً، فهو قادر على ذلك كله، فاحذروا الإقامة على معاصيه، فيصيبكم من العذاب ما يتلفكم ويمحقكم (انظر كيف نصرف الآيات لقوم يفقهون) أي يفهمون ما خُلِقُوا من أجله، ويفهمون الحقائق الشرعية والمطالب الإلهية) (التفسير ص222).
فهذه النزاعات والقلاقل الداخلية قد نصَّت الآية الكريمة على سببها الحقيقي، بما يؤكد أنها نتيجة لمقدمات خاطئة سبقتها، وليست وضعاً فريداً فاجأ الناس، واحتاجوا معه إلى تلك التحليلات الشاطحة البعيدة، إذاً فليس ثمة مخرج لنا مما نحن فيه من هذه الأوضاع المتردية إلا بالرجوع إلى الله تعالى في الشؤون كافة، دون تشه أو انتقاء، وذلك يستوجب الرجوع إلى منهج السلف الصالح تحديداً، إذ هو المنهج الوسطي المبني على فهم خير القرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، السالم من الإفراط والتفريط، لا الرجوع إلى تلك المناهج المتخلّفة التي رسّخت الخرافة واستعباد الأتباع، وكأنهم قطيع من الدوابّ، لا صنفُُ من البشر، كما أن منهج السلف الوسطي بعيد عن تلك المناهج المتحررة البائسة، المتفلتة من كل قيد، والتي ذاق منها الناسُ الأمَرَّين لفترات متعاقبة، ثم يُدَّعى بعد ذلك أنها هي المناهج الوسطية!
ولو رجعت الأمة اليوم إلى هذا النبع الصافي - منهج السلف - لما اقتصر توفيقها على صلاح أحوالها فحسب، بل لأصلح الله بها حال هذه البشرية التي تتردى في دياجير التخبط منذ قرون.
وإنما أناط الله حِمل هذه المسؤولية الكبرى بهذه الأمة، وهو سائل عما استودع من هذه الأمانة، كما قال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (الزخرف 44).
فإن وفقنا حُكّاماً ومحكومين لهذا السبيل القويم فلعل الله أن يخرج من هذه المِحَن التي حلت بديارنا مِنَحاً يعتدل بها المسار ويصلح بها الحال، فإن الله تعالى قد يُنعِم بالبلاء، ويتفضل بالعقوبة، كما ذكر ابن سعدي في تفسيره (ص592).
وذلك بالنظر إلى ما يترتب على البلاء، من الرجوع عن الأخطاء وتلافي التقصير.فأما إن خَطِئَ الناس هذا السبيل فإن عواقب ما نحن فيه قد تكون شديدة مُوحِشة، لأن الله سبحانه إذا جعل للعباد نُذُراً تَزَعُهم عما هم فيه من الخلل، ثم لم يَرْعَوُوا ولم يستفيقوا فإن أنواع المحن والنكبات تظل تتوالى عليهم {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (آل عمران 117).
ولله در الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، إذ قال في شأن قومه العرب: «كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العِزّ بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله» رواه الحاكم (207).
ولعَمْرُ الله إن مقولة الفاروق هذه لمنهج حياة، لو التزمه العرب اليوم لتغيرت أوضاعهم المعاصرة، كما تغيرت أوضاع أسلافهم الغابرة، فإن المبدأ الكريم الذي غيّر من حالهم الكئيب قبل البعثة موجود بحمد الله، محفوظ بحفظ الله: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (آل عمران 164)، ثبَّتَنا الله على ما امتن علينا به منه، وأكرمنا بصدق امتثاله، حتى نلقاه.

المصدر .
 
كلام جميل
ولكن هل سيتوقف العلماء وأصحاب الفكر عند توصيف الحال وبيان المخارج بمثل هذه الطريقة المجملة؟
كثيرون يحسنون مثل هذا الكلام ولكننا بحاجة إلى المبادرة إلى وضع الخطط التي تناسب العصر والقادرة على إيجاد الحلول المناسبة وإعادة البناء على قواعد سليمة مستمدة من الكتاب والسنة مع الاستفادة من تجارب الآخرين وأيضا العمل على وضع هذه الخطط موضع التنفيذ وهذا يحتاج إلى قوة ضاغطة تجعل صاحب القرار السياسي يتبنى الخطط.
وإذا لم يحصل هذا في وقت والأمة في سعة من أمرها فإنها ربما بحثت عنه في وقت لا تسعفها الأحداث لتضعه موضع التنفيذ.
 
...

...

إذن لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بإصلاح التعليم على أسس عالمية، لينتج مخرجات عالمية،

...

إن تأخّر بك هذا التشنج مع كل ما يمت إلى السلف الصالح

فاعلم أنه لن يتقدم بك هذا الوهم في الخلف الطالح !!

وللتناقضات التي تعاصرها أثر ..
فتختلط فيها مقاييسك
لتتلقى المنقول بسطحية
وتأخذ المُشاهد بعمق وانفتاح بلا حدود .. !
 
عودة
أعلى