مولاي عمر
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد
فقد كنت أعددت فهرسا ببليوغرافيا بعنوان :"التفسير والمفسرون في الغرب الإسلامي من البداية إلى نهاية القرن الثامنالهجري " سنة 1988 م بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وكان مما اثار انتباهي وجود كتاب بعنوان :" مختصر تفسير الطبري" لابن صمادح التجيبي المتوفى سنة 419 ه.والمثير في وجود الكتاب هو قرب الزمن بين وفاة الطبري سنة 310ه ووفاة صاحب المختصر.ولكن بالعودة إلى الكتاب في هذه الأيام تبين لي أن العنوان الذي عرف به الكتاب ليس من وضع المؤلف.وما اكثر الكتب التي اشتهرت بعناوين وضعها الناشر ثم صارت لا تعرف إلا بها .ولكن الملاحظة الأهم هي مقدمة المؤلف التي يتحدث فيها عن مختصر في التفسير قصد إليه قصدا يقول فيها:"إني قصدت بما جمعت في هذا الكتاب من تفسير غريب القرآن وتأويله إلى الاقتصار والاختصار، وتفسير اللفظة غير الجارية على ألسنة الناس كافة ..."
وعليه فنحن امام مختصر اقتصر صاحبه فيه على تفسير غريب القرآن ولم يتناول غير ذلك من القراءات و الأحكام والإعراب و المعاني واللغات والاشتقاقات...والمتصفح للكتاب يجد تصديق ذلك وهذا ماجعل الكتاب أشبه برسالة صغيرة وهو الآن مطبوع على هامش المصحف .
وكان يكفي النظر إلى حجم الكتاب ليقال عنه انه ليس مختصرا لتفسير الطبري .وهنا يأتي السؤال من أين جاءت الصلة بينه وبين جامع البيان ؟ والجواب يأتي من مقدمة المؤلف وفيها يقول:"وكل ما نقلته فيه ( أي في المختصر) فمن جامع البيان لمحمد بن جرير الطبري أخذته ومنه استخرجته واقتصرت من الروايات الكثيرة والاختلاف على رواية و روايتين" وهذه العبارة إنما تعني ان ابن صماح اعتمد في الروايات على تفسير الطبري ولا تفيد انه اختصر الكتاب.
هذا ما ترجح لدي، وأحببت ان اشارك زوار الموقع هذا الاستنتاج وانا في انتظار ملاحظاتهم... والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم الدكتور مولاي عمر بن حماد
[email protected]
و الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد
فقد كنت أعددت فهرسا ببليوغرافيا بعنوان :"التفسير والمفسرون في الغرب الإسلامي من البداية إلى نهاية القرن الثامنالهجري " سنة 1988 م بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وكان مما اثار انتباهي وجود كتاب بعنوان :" مختصر تفسير الطبري" لابن صمادح التجيبي المتوفى سنة 419 ه.والمثير في وجود الكتاب هو قرب الزمن بين وفاة الطبري سنة 310ه ووفاة صاحب المختصر.ولكن بالعودة إلى الكتاب في هذه الأيام تبين لي أن العنوان الذي عرف به الكتاب ليس من وضع المؤلف.وما اكثر الكتب التي اشتهرت بعناوين وضعها الناشر ثم صارت لا تعرف إلا بها .ولكن الملاحظة الأهم هي مقدمة المؤلف التي يتحدث فيها عن مختصر في التفسير قصد إليه قصدا يقول فيها:"إني قصدت بما جمعت في هذا الكتاب من تفسير غريب القرآن وتأويله إلى الاقتصار والاختصار، وتفسير اللفظة غير الجارية على ألسنة الناس كافة ..."
وعليه فنحن امام مختصر اقتصر صاحبه فيه على تفسير غريب القرآن ولم يتناول غير ذلك من القراءات و الأحكام والإعراب و المعاني واللغات والاشتقاقات...والمتصفح للكتاب يجد تصديق ذلك وهذا ماجعل الكتاب أشبه برسالة صغيرة وهو الآن مطبوع على هامش المصحف .
وكان يكفي النظر إلى حجم الكتاب ليقال عنه انه ليس مختصرا لتفسير الطبري .وهنا يأتي السؤال من أين جاءت الصلة بينه وبين جامع البيان ؟ والجواب يأتي من مقدمة المؤلف وفيها يقول:"وكل ما نقلته فيه ( أي في المختصر) فمن جامع البيان لمحمد بن جرير الطبري أخذته ومنه استخرجته واقتصرت من الروايات الكثيرة والاختلاف على رواية و روايتين" وهذه العبارة إنما تعني ان ابن صماح اعتمد في الروايات على تفسير الطبري ولا تفيد انه اختصر الكتاب.
هذا ما ترجح لدي، وأحببت ان اشارك زوار الموقع هذا الاستنتاج وانا في انتظار ملاحظاتهم... والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم الدكتور مولاي عمر بن حماد
[email protected]