د. محمد مشرح
New member
- إنضم
- 19/09/2004
- المشاركات
- 85
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
10/3/2005
في إستطلاع صحفي .. أكاديميون ومهتمون بالشأن الدعوي يطالبون بالفصل بين المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين الوسائل المباشرة للدعوة
الصحوه - إستطلاع/ مجيب الحميدي
ماهي طبيعة علاقة الدعوة بميادين الحياة المختلفة ومتطلباتها المهنية المتنوعة والمتجددة؟ وكيف يستطيع المهني المتخصص خدمة دعوته من خلال أدائه المهني دون أن يخل بشروط المهنة أو يتعارض مع طبيعة تخصصه؟
وماهي الأسباب التي تدفع بعض المعنيين بالدعوة إلى الخلط بين طبيعة المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين طبيعة بعض الوسائل المباشرة للدعوة كالخطبة والمحاضرة؟ لماذا يطالب الشاعر والكاتب والبرلماني والصحافي و ... و... أن يقوم بدور الواعظ والمرشد والخطيب مثلاً، وماهو مستوى قناعتنا بأن المهن المختلفة لها وظائف دعوية مستقلة تتعلق بطبيعة ميادينها ومتطلباتها الخاصة؟
وما مدى الأضرار التي يلحقها التوظيف الدعوي الخاطئ بالدعوة والمهنة على حد سواء؟
وما علاقة كل ذلك بالتأثر بالمفهوم الديني الغربي الكنسي الذي يحصر التدين بالشعائر والأخلاق وبعض الطقوس الروحية هذا المفهوم الذي يسميه البعض بالعلمانية غير المقصودة لدى بعض المتدينين «الصحوة» طرحت هذه التساؤلات الهامة أمام عدد من المعنيين بالشأن الدعوي وخرجت بهذه الحصيلة:
الأستاذ أحمد القميري يقول: إن الدعوة بمفهومها العام كما تكون بالقول تكون بالعمل ولللدعوة في كل ميدان من ميادين الحياة أساليب تتوافق مع مقتضى الحال والمقال، فالشاعر له طريقته وللبرلماني طريقته والخطيب له طريقته والصحافي له طريقته وكل صاحب مهنة يخاطب المحتكين بمهنته والمتأثرين بها بالوسيلة المناسبة، ويرى القميري أن إشكالية التداخل بين الوظائف والوسائل في ميدان الدعوة، تعود إلى تصور بعض القائمين على المؤسسات الدعوية أن الدعوة لاتكون إلا بالخطبة أو المحاضرة حتى اختلطت نظرة البعض للدعوة بهذه الوسائل المباشرة مع أن وسائل الدعوة متعددة بتعدد ميادين الحياة المختلفة.
فالقصيدة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها الفنية الخاصة والبرنامج السياسي وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطه الموضوعية الخاصة والصحيفة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها المهنية الخاصة والعبرة بالأهداف والمضامين السليمة والمهم في الوسائل مدى فاعليتها ونجاحها في توصيل الرسائل السليمة، وكل مهني يمارس تدينه من خلال مهنته وعليه أن يخلص النية وأن يكون قدوة لغيره في كمية إنتاجه وكيفيته.
ويؤكد القميري أن المهني الذي لايعتقد أن اتقانه لمهنته وإحسانه فيها جزء من واجبه الديني ويحاول الاستعاضة عن هذا الواجب ببعض المستحبات يكون مقصراً حتى يؤدي الواجب المتعين عليه المتعلق بحقوق العباد.
الدكتور أحمد الدغشي يحذر مما يصفها بظاهرة الثنائية العقيمة وخطورتها في تعميق قاعدة الأبيض والأسود «إما - أو» ولا مجال لوسط بينهما وفي موضوع الخطاب الدعوي وعلاقته بمختلف مجالات الحياة والمهن المختلفة، يقول الدغشي: هناك من يظن أنه ينبغي أن تتحدد مضامين هذا الخطاب في إطار العلوم الشرعية وما تشمله من عقائد وعبادات ومعاملات بمعناها الضيق والمحدود ولا علاقة لهذا الخطاب، فيما عدا ذلك وفي مقابل هذا هناك من يتصور أن طرحاً كهذا يعني اختزال الإسلام في مجالات بعينها ويرى الدغشي أن الخطاب الدعوي له معنيان خاص وعام، وأن الخاص يعني بالعبادات والعقائد والمعاملات وهو من اختصاص العالم الشرعي المتخصص في أي مجال من مجالات العلوم الشرعية والمعنى الآخر للخطاب الدعوي هو المعنى العام الذي يتناول كل مايتصل بمجالات الحياة والمهن المختلفة والذي ينطلق من مرجعية شرعية وإن لم يكن صادر من متخصص بالعلوم الشرعية فالدعوة العامة يمكن أن يمارسها كل مسلم لديه قدر ولو محدود من حمل الهم الإسلامي.
ويخلص الدكتور الدغشي إلى ضرورة التمييز بين الخطاب الدعوي الخاص حيث التخصص والمرجعية الشرعية الصرفة وبين الخطاب الدعوي العام الذي يشترك فيه كل مسلم ينطلق من مرجعية الإسلام حتى وإن كان بعيداً عن التخصص الشرعي أو لاينطلق بكليته من الخطاب الدعوي الخاص.
الأستاذ محمد سيف العديني يدعو إلى التفريق بين الرؤية الشمولية الإسلامية وبين أهمية التخصصات الإنسانية المختلفة التي فرضها التطور الإنساني وتعقيدات الحياة وتعدد مجالاتها.
ويؤكد العديني على أهمية تحول الدعوة بمعناها الخاص إلى مهنة تستلزم التفرغ الكامل والإلمام بالمهارات والقدرات والمعارف الخاصة بها في حين تؤدي المهن الأخرى دورها الدعوي من خلال الانتاج المتقن والسلوك الأحسن لأن تقديم القدوة فرض عين على كل مسلم والإحسان أهم مراتب الدين.
ويشير العديني إلى الأضرار التي تنجم نتيجة تدخل الداعية المتفرغ للدعوة بمعناها الخاص في مهام وتخصصات الآخرين.
ويضرب العديني مثلاً بنتيجة تدخل البعض في شركات توظيف الأموال وهم لايمتلكون القدرات والمهارات الخاصة والمعرفة المتعمقة والتجربة الكافية في هذا المجال وما نتج عن هذا التدخل من إشكاليات ألحقت الضرر بالدعوة والمهنة على حد سواء.
ويتفق القميري والدغشي والعديني على أهمية احترام التخصصات المختلفة وأن الجامع الدعوي بين كل هذه التخصصات يتعلق بالنية والأهداف الغائية، ويؤكد العديني أن التخصص اليوم أصبح مطلوباً حتى في مجالات علوم الشريعة الإسلامية.
......
* شارة
«فاسأل به خبيرا»
«الانحصار في التخصص كثيراً مايؤدي إلى التقوقع وإغلاق الأبواب على النفس والخطر على كل حال ليس في التخصص إنما في الإزدواج الذي يفرز أناساً لايعرفون من الدين شيئاً وأخرين لايعرفون عن ثقافة العصر شيئاً.
والذي يهمنا تأكيده هنا هو وقوف كل فرد أو فريق عند حدود علمه ولا يخوض فيما لايحسنه ويرجع في كل علم إلى أهله وخبرائه كما قال تعالى: «ولا يُنبّئك مثلُ خبير»، «فاسأل به خبيراً».
يوسف القرضاوي
* نظرية البطاطة المبرعمة
يخطئ كثير من المربين في اعتقاد أن جميع من يربيهم أو من هم معه في فرق العمل، يحسنون كل شيء فهو يتخيلهم بطاطة تبرعمت في كل اتجاه ظانة أنها ستؤدي مهمتين لكنها أعيدت إلى التربة لتنمو من جديد نتيجة ذلك التفكير.
يجب علينا أن نؤمن بأن كلاً ميسر لما خلق له وأن الجميع ليسوا سواء وأن الفروق الفردية سنة الله في خلقه ومن الأمثل التي يحكونها في القرية «صاحب المهرتين كذاب».
والذي توكل إليه الكثير من الأعمال فهل تراه يتقن شيئاً؟! وما جعل الله لداعية من ستة قلوب في جوفه وتفكير الكثير بعقلية البطاطة التي تربعت تجعلهم يعتقدون وجود هذه القلوب.
- محمد سيف عبدالله
* منقول من الصحوة نت
في إستطلاع صحفي .. أكاديميون ومهتمون بالشأن الدعوي يطالبون بالفصل بين المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين الوسائل المباشرة للدعوة
الصحوه - إستطلاع/ مجيب الحميدي
ماهي طبيعة علاقة الدعوة بميادين الحياة المختلفة ومتطلباتها المهنية المتنوعة والمتجددة؟ وكيف يستطيع المهني المتخصص خدمة دعوته من خلال أدائه المهني دون أن يخل بشروط المهنة أو يتعارض مع طبيعة تخصصه؟
وماهي الأسباب التي تدفع بعض المعنيين بالدعوة إلى الخلط بين طبيعة المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين طبيعة بعض الوسائل المباشرة للدعوة كالخطبة والمحاضرة؟ لماذا يطالب الشاعر والكاتب والبرلماني والصحافي و ... و... أن يقوم بدور الواعظ والمرشد والخطيب مثلاً، وماهو مستوى قناعتنا بأن المهن المختلفة لها وظائف دعوية مستقلة تتعلق بطبيعة ميادينها ومتطلباتها الخاصة؟
وما مدى الأضرار التي يلحقها التوظيف الدعوي الخاطئ بالدعوة والمهنة على حد سواء؟
وما علاقة كل ذلك بالتأثر بالمفهوم الديني الغربي الكنسي الذي يحصر التدين بالشعائر والأخلاق وبعض الطقوس الروحية هذا المفهوم الذي يسميه البعض بالعلمانية غير المقصودة لدى بعض المتدينين «الصحوة» طرحت هذه التساؤلات الهامة أمام عدد من المعنيين بالشأن الدعوي وخرجت بهذه الحصيلة:
الأستاذ أحمد القميري يقول: إن الدعوة بمفهومها العام كما تكون بالقول تكون بالعمل ولللدعوة في كل ميدان من ميادين الحياة أساليب تتوافق مع مقتضى الحال والمقال، فالشاعر له طريقته وللبرلماني طريقته والخطيب له طريقته والصحافي له طريقته وكل صاحب مهنة يخاطب المحتكين بمهنته والمتأثرين بها بالوسيلة المناسبة، ويرى القميري أن إشكالية التداخل بين الوظائف والوسائل في ميدان الدعوة، تعود إلى تصور بعض القائمين على المؤسسات الدعوية أن الدعوة لاتكون إلا بالخطبة أو المحاضرة حتى اختلطت نظرة البعض للدعوة بهذه الوسائل المباشرة مع أن وسائل الدعوة متعددة بتعدد ميادين الحياة المختلفة.
فالقصيدة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها الفنية الخاصة والبرنامج السياسي وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطه الموضوعية الخاصة والصحيفة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها المهنية الخاصة والعبرة بالأهداف والمضامين السليمة والمهم في الوسائل مدى فاعليتها ونجاحها في توصيل الرسائل السليمة، وكل مهني يمارس تدينه من خلال مهنته وعليه أن يخلص النية وأن يكون قدوة لغيره في كمية إنتاجه وكيفيته.
ويؤكد القميري أن المهني الذي لايعتقد أن اتقانه لمهنته وإحسانه فيها جزء من واجبه الديني ويحاول الاستعاضة عن هذا الواجب ببعض المستحبات يكون مقصراً حتى يؤدي الواجب المتعين عليه المتعلق بحقوق العباد.
الدكتور أحمد الدغشي يحذر مما يصفها بظاهرة الثنائية العقيمة وخطورتها في تعميق قاعدة الأبيض والأسود «إما - أو» ولا مجال لوسط بينهما وفي موضوع الخطاب الدعوي وعلاقته بمختلف مجالات الحياة والمهن المختلفة، يقول الدغشي: هناك من يظن أنه ينبغي أن تتحدد مضامين هذا الخطاب في إطار العلوم الشرعية وما تشمله من عقائد وعبادات ومعاملات بمعناها الضيق والمحدود ولا علاقة لهذا الخطاب، فيما عدا ذلك وفي مقابل هذا هناك من يتصور أن طرحاً كهذا يعني اختزال الإسلام في مجالات بعينها ويرى الدغشي أن الخطاب الدعوي له معنيان خاص وعام، وأن الخاص يعني بالعبادات والعقائد والمعاملات وهو من اختصاص العالم الشرعي المتخصص في أي مجال من مجالات العلوم الشرعية والمعنى الآخر للخطاب الدعوي هو المعنى العام الذي يتناول كل مايتصل بمجالات الحياة والمهن المختلفة والذي ينطلق من مرجعية شرعية وإن لم يكن صادر من متخصص بالعلوم الشرعية فالدعوة العامة يمكن أن يمارسها كل مسلم لديه قدر ولو محدود من حمل الهم الإسلامي.
ويخلص الدكتور الدغشي إلى ضرورة التمييز بين الخطاب الدعوي الخاص حيث التخصص والمرجعية الشرعية الصرفة وبين الخطاب الدعوي العام الذي يشترك فيه كل مسلم ينطلق من مرجعية الإسلام حتى وإن كان بعيداً عن التخصص الشرعي أو لاينطلق بكليته من الخطاب الدعوي الخاص.
الأستاذ محمد سيف العديني يدعو إلى التفريق بين الرؤية الشمولية الإسلامية وبين أهمية التخصصات الإنسانية المختلفة التي فرضها التطور الإنساني وتعقيدات الحياة وتعدد مجالاتها.
ويؤكد العديني على أهمية تحول الدعوة بمعناها الخاص إلى مهنة تستلزم التفرغ الكامل والإلمام بالمهارات والقدرات والمعارف الخاصة بها في حين تؤدي المهن الأخرى دورها الدعوي من خلال الانتاج المتقن والسلوك الأحسن لأن تقديم القدوة فرض عين على كل مسلم والإحسان أهم مراتب الدين.
ويشير العديني إلى الأضرار التي تنجم نتيجة تدخل الداعية المتفرغ للدعوة بمعناها الخاص في مهام وتخصصات الآخرين.
ويضرب العديني مثلاً بنتيجة تدخل البعض في شركات توظيف الأموال وهم لايمتلكون القدرات والمهارات الخاصة والمعرفة المتعمقة والتجربة الكافية في هذا المجال وما نتج عن هذا التدخل من إشكاليات ألحقت الضرر بالدعوة والمهنة على حد سواء.
ويتفق القميري والدغشي والعديني على أهمية احترام التخصصات المختلفة وأن الجامع الدعوي بين كل هذه التخصصات يتعلق بالنية والأهداف الغائية، ويؤكد العديني أن التخصص اليوم أصبح مطلوباً حتى في مجالات علوم الشريعة الإسلامية.
......
* شارة
«فاسأل به خبيرا»
«الانحصار في التخصص كثيراً مايؤدي إلى التقوقع وإغلاق الأبواب على النفس والخطر على كل حال ليس في التخصص إنما في الإزدواج الذي يفرز أناساً لايعرفون من الدين شيئاً وأخرين لايعرفون عن ثقافة العصر شيئاً.
والذي يهمنا تأكيده هنا هو وقوف كل فرد أو فريق عند حدود علمه ولا يخوض فيما لايحسنه ويرجع في كل علم إلى أهله وخبرائه كما قال تعالى: «ولا يُنبّئك مثلُ خبير»، «فاسأل به خبيراً».
يوسف القرضاوي
* نظرية البطاطة المبرعمة
يخطئ كثير من المربين في اعتقاد أن جميع من يربيهم أو من هم معه في فرق العمل، يحسنون كل شيء فهو يتخيلهم بطاطة تبرعمت في كل اتجاه ظانة أنها ستؤدي مهمتين لكنها أعيدت إلى التربة لتنمو من جديد نتيجة ذلك التفكير.
يجب علينا أن نؤمن بأن كلاً ميسر لما خلق له وأن الجميع ليسوا سواء وأن الفروق الفردية سنة الله في خلقه ومن الأمثل التي يحكونها في القرية «صاحب المهرتين كذاب».
والذي توكل إليه الكثير من الأعمال فهل تراه يتقن شيئاً؟! وما جعل الله لداعية من ستة قلوب في جوفه وتفكير الكثير بعقلية البطاطة التي تربعت تجعلهم يعتقدون وجود هذه القلوب.
- محمد سيف عبدالله
* منقول من الصحوة نت