محمد بن جرير الطبري ((السني أم الرافضي: سؤال وشك))

إنضم
27/04/2006
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم,

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين

الأول: محمد بن جرير بن يزيد الطبري, من كتبه التفسير والتاريخ والاثار وكلها مطبوعة
الثاني: محمد بن جرير بن رستم الطبري, من كتبه التي قرأتها بنفسي وهي على أية حال متاحة على الانترنت, دلائل الامامة وغيرها, ولعل البعض يعود لقراءة ترجمته في لسان الميزان مثلاً

الاول: تفسيره وتاريخه عبارة عن مجمع كبير للاثار المسندة ويغلب عليها الضعف, وفيها بعض الصحيح, وطالما استشهد الرافضة وغيرهم من اهل البدع على السنة باثار من تفسير الطبري او تاريخه
الثاني: من قراءة عجلى لمصنفاته, فهي ايضاً اثار مسندة واغلبها عن جعفر الصادق عن ابائه ويغلب عليها الوضع وفيها قليل من الصحيح


ولكن يكاد الاول والثاني ان يتقاسما الفترة التي عاشا فيه.

والاول حصل حوله بعض اللغط ومنها انه قد تم اتهامه بالرفض من قبل مايسمي خصومه ((الحنابلة)) وانتصف له احد الائمة وتم تصوير الوضع وكأن الحنابلة همج رعاع عوام رغم ان واقعهم انذاك يكاد ان يصرخ انهم هم اهل العلم والمعرفة, ويشعر القارئ انه تم دمدمة القضية على هذه الصورة دون نقدها, وقد تم اتهامه من قبل ((السليماني)) احد علماء السلف والعقيدة النقية بعيد زمن الاول بقليل, وكأنه يتكلم حول الثاني, حتى اتى بعد قرون اربعة ابن حجر العسقلاني وقال ان السليماني ربما خلط الاول بالثاني ولم يطرح ابن حجر حجة داحضة لما قال, بل يشعر القارئ انها مجرد هواجس طرقته,

الثاني لايعرف حتى مصنفوا الكتب حول رجال الشيعة كالطوسي وابن النجار تاريخ وفاته ولكن من تتبع شيوخه ان لم يكن شخصية وهمية سيعلم انه معاصر نوعا ما للاول.

لو خطر للباحث الحقيقي الذي يقرأ هذا الموضوع أنني متشكك في كونهم شخصيتين مختلفتين, فقد عرف ما بداخلي, فقد كنت ارى انهم اثنان والان تساورني الشكوك في هذا, ولايعني هذا سوى انني لست متقينا من احد الاحتمالين, فربما الحق خلاف شكوك تسورتني وظلت تتراكم بدلا من ان تتبدد على اتساع القراءة والمطالعة

الموضوع للنقاش والبحث الجدي ونأمل أن يكون الجو هنا حُراً بما يكفي للبحث النزيه
 
إليك ياأخي هذا البحث القيم عن
شيخ المفسرين والمؤرخين :
من مصادر السيرة النبوية - كتب التاريخ العام

بقلم : هاني السباعي *
يتبادر إلى الذهن أننا نقصد كتاب تاريخ الطبري. نعم نقصده كمثال لكتب التاريخ العام ومن منطلق هذا الفهم نتناول هذا المصدر على النحو التالي:
أولاً: ماالمقصود بكتب التاريخ العام؟
ثانياً: ماحقيقة اتهام الحافظ السليماني لابن جرير الطبري بأنه كان يضع الحديث للروافض. فهل كان الطبري من علماء الشيعة الإمامية أم كان سنياً؟
ثالثاً: ماحقيقة اتهام الطبري أنه كان يروي عن بعض الرواة الضعفاء والمتهمين لدى علماء الجرح والتعديل كأبي مخنف ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وغيرهم؟
رابعاً: تاريخ خليفة ابن خياط ومنهجه في كتابة التاريخ.
خامساً: منهج ابن الأثير في كتابة التاريخ.
سادساً: قراءة سريعة في تاريخ الإسلام للذهبي.
سابعاً: صفوة القول

ونشرع بتوفيق الله للإجابة على هذه الإستفسارات:

أولاً: ماالمقصود بكتب التاريخ العام؟
كتب التاريخ العام هي هي مؤلفات تتناول تاريخ الأمم والدول والأفراد بشكل عام قبل الإسلام وبعده إلى زمن المؤلف. وهي تبدأ عادة ببدء الخلق مروراً بقصص الأنبياء والإرهاصات التي حدثت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته ثم تتناول تاريخ خلفاء وملوك ومشاهير أهل الإسلام. وهذه الكتب تحوي بين دافتيها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ثم اعتمدها العلماء كمصدر من مصادر السيرة النبوية.

ثانياً: ماحقيقة اتهام الحافظ السليماني لابن جرير الطبري بأنه كان يضع الحديث للروافض. فهل كان الطبري من علماء الشيعة الإمامية أم كان سنياً؟
نود أن نثبت أن الذي أثار هذه التهمة قديماً هو الحافظ أحمد بن علي السليماني وهو الذي صرح أن الطبري يضع الحديث للروافض وإزاء تلكم المقولة قال الحافظ أبو حيان إن ابن جريرإمام من أئمة الشيعة الإمامية. ولما كنا بصدد البحث عن الحقيقة فإننا نترك علماء الجرح والتعديل يدلون بشهادتهم لتستبين حقيقة هذه التهمة:
قال الحافظ أبو الوفاء الحلبي الطرابلسي ت 841هـ:
"محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر أبو جعفر شيخ الإسلام وصاحب التصانيف الباهرة توفي سنة عشر وثلاثمائة ثقة صادق فيه تشيع وموالاة لاتضرأقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض"[1]
قال الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي ت748هـ:
"محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر أبو جعفر صاحب التصانيف الباهرة ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر. أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني. وهذا رجم بالظن الكاذب بل إن ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولايحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير"[2]
لكن كيف يتهم إمام حافظ مثل السليماني على جلالة قدره لابن جرير الطبري؟! فما أدلته على هذه التهمة؟!
يجيب على هذه الشبهة أيضاً الحافظ شمس الدين الذهبي:
"فلعل السليماني أراد الآتي: محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني"[3]

أما الحافظ ابن حجر العسقلاني ت852هـ، فينبري مدافعاً عن الطبري قائلاً: "محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر صاحب التصانيف الباهرة مات سنة عشر وثلاث مائة، ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني وهذا رجم بالظن الكاذب بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير مثل السليماني فلعل السليماني أراد (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) ولو حلفت ان السليماني ما أراد إلا (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) لبررت والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه فلا اعتقد انه يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل والله أعلم (..) وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في اوائل تفسيره وقال أبو جعفر الطبري وهو امام من أئمة الأمامية (..) ونبهت عليه لئلا يغتر به فقد ترجمه أئمة النقل في آلاف[4] وبعده فلم يصفوه بذلك وانما ضره الاشتراك في اسمه واسم أبيه ونسبه وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه"[5]

وهذه شهادة الحافظ أحمد بن علي أبي بكر الخطيب البغدادي ت463هـ يترجم للطبري ترجمة مطولة في تاريخه نختار منها:
" قال الشيخ أبو بكر استوطن الطبري بغداد واقام بها الى حين وفاته وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع الى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل الآلاف وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراآت بصيراً بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الاحكام ومسائل الحلال والحرام عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله الكتاب المشهور في تارخ الأمم والملوك وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله وكتاب سماه تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه الا انه لم يتمه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسائل حفظت عنه وسمعت على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكى ان محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة وبلغني عن أبي حامد احمد بن أبي طاهر الفقيه الإسفرائيني انه قال لو سافر رجل الى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا أو كلاما هذا معناه أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد قال ثنا علي بن احمد بن الصناع عبيد الله بن احمد السمسار وأبي ان أبا جعفر الطبري قال لأصحابه اتنشطون لتفسير القرآن قالوا كم يكون قدره فقال ثلاثون ألف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ثم قال هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم الى وقتنا هذا قالوا كم قدره فذكر نحواً مما ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك فقال إنا لله ماتت الهمم"[6]

على نور ماسبق نستطيع أن نخلص بالنتائج التالية:
(أ) براءة الحافظ العلامة ابن جرير الطبري مما هو منسوب إليه من تهمة الرفض والتشيع ووضع أحاديث لمصلحة أهل البيت.
(ب) أن الحافظ السليماني اختلط عليه الأمر حيث ظن أن الشيعي أباجعفر محمد بن جرير بن رستم هو نفسه أبو جعفر بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير.
(ج) أما الرجل الآخر الذي يتفق إسمه وكنيته ولقبه مع ابن جرير السني يقول عنه الحافظ ابن حجر: " محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني انتهى وقد ذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري بعد ترجمة محمد بن جرير الإمام فقال هو الآملي قدم الري وكان من جلة المتكلمين على مذهب المعتزلة وله مصنفات روى عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الرعيني وروى أيضا عن أبي عثمان المازني وجماعة وعنه أبو الفرج الأصبهاني في أول ترجمة ابن الأسود من كتابه وذكر شيخنا في الذيل بما تقدم أولا وكأنه سقط من نسخته أراد الآتي بعد لعل السليماني الى آخره وكأنه لم يعلم بان في الرافضة من شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه وإنما يفترقان في اسم الجد ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين إنما هو هذا الرافضي فإنه مذهبهم"[7]
(د) الطبري من أئمة علماء أهل السنة بشهادة علماء الجرح والتعديل وصيارفة الإسلام في علم أحوال الرجال كالذهبي وابن حجر والبغدادي والطرابلسي وغيرهم.
(هـ) أما أنه كان فيه تشيع يسير وموالاة لأهل البيت لا تضر.. لايعني ذلك أن الرجل كان يميل إلى عقيدة الشيعة بالمعنى الإنحرافي؛ فالطبري شأنه شأن بعض العلماء الذين يوالون علياً رضي الله عنه في خلافه مع معاوية رضي الله عنه فقط. وهذه النعوت كان يستخدمها بعض علماء أهل السنة كابن قتيبة فكان يقول عن الرجل أو الراوي أنه شيعي بمجرد الموالاة لعلي بن أبي طالب وآل بيته دون الحط من منزلة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ودون أن يستتبع ذلك غلو أو سب في عموم الصحابة فإذا تجاوز هذا الحد إلى درجة الغلو فهنا يتحول المصطلح من شيعي إلى رافضي وهم خارجون على منهج أهل السنة والجماعة. هذا هو المقصود من مصطلح شيعي قديماً أما بعد تطور هذا المصطلح عقب العصور المختلفة في تاريخ الإسلام فقد تغير مدلوله الآن وصارمصطلحاً يتناقض ومنهج أهل السنة ومن ثم فلا يتصور أن يستخدم هذا المصطلح في وقتنا الحاضر بغية نعت أحد علماء أهل السنة بحجة أنه يوالي علياً رضي الله عنه وآل البيت لأن كلمة شيعي الآن لها دلالة تختلف عن معناها الإصطلاحي قديماً.

ثالثاً: ماحقيقة اتهام الطبري أنه كان يروي عن بعض الرواة الضعفاء المتهمين لدى علماء الجرح والتعديل كأبي مخنف ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وغيرهم؟
مما لاشك فيه أن الطبري روى عن أبي مخنف وابن الكلبي؛ ولنا وقفة مع هؤلاء الإخباريين بعد أن نلقي الضوء على أهم المصادر التي استند عليها الطبري في تاريخه:

الأول: تاريخ الطبري يبدأ منذ بدء الخليقة حتى أحداث سنة 302هـ.
الثاني: مصادر الطبري في تاريخ الرسل والأنبياء ابن إسحاق وكتب وهب بن منبه.
الثالث: في تاريخ العرب قبل الإسلام على مرويات عبيد بن شرية ومحمد بن كعب القرظي وهشام الكلبي وابن إسحاق أيضاً.
الرابع: وفي السيرة النبوية استند إلى مرويات أبان بن عثمان وعروة بن الزبير وموسى بن عقبة وعاصم بن عمر والزهري وابن إسحاق وشرحبيل بن سعد.
الخامس: مصادره عن حروب الردة عن مرويات سيف بن عمر والمدائني.
السادس: أما مصادره في معركتي الجمل 36هـ، وصفين 37هـ فعلى مرويات أبي مخنف ومحمد بن السائب وابنه هشام الكلبي وسيف بن عمر.
السابع: ومصادره عن الدولة الأموية من مرويات عوانة بن الحكم وأبي مخنف والواقدي وابن الكلبي وعمر بن شبة.
الثامن: مصادره عن العصر العباسي على مرويان أحمد بن أبي خيثمة وابن ززهير والممدائني وعمر بن راشد والهيثم بن عدي والواقدي.

نلاحظ أنه لم يعتمد على مرويات أبي مخنف وابني الكلبي فقط بل إنه قد نوع مصادره كما هو واضح . لكن أخطر مصادره بحق هي مرويات أبي مخنف عن موقعتي الجمل وصفين لأن هناك تزويراً وتلفيقاً وسباً يخلص المرء بعد قراءته لهاتين الموقعتين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مجموعة من أصحاب الدنيا الذين يتقاتلون على ملك زائل يشتم بعضهم بعضاً ويسب بعضهم بعضاً وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه ذلك ـ قد فشل في تربيتهم وتأديبهم وصحابة رسول الله براء من هذه المرويات الكاذبة التي رواها أبو مخنف وابنا الكلبي، ومن ثم لزام علينا أن نلقي الضوء على هؤلاء الإخباريين:

أما أبو مخنف لوط بن يحيى ت157هـ:
يقول عنه ابن حجر العسقلاني: "إخباري تالف لايوثق به تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني ضعيف. وقال يحيى بن معين ليس بثقة، وقال مرة ليس بشئ. وقال ابن عدي شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه فنض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذكره في الضعفاء"[8]
وقال فيه الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ت272هـ: "قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يححيى بن معين يقول: أبومخنف ليس بثقة نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول متروك"[9]
وقال الحافظ أبو أحممد عبد الله بن عدي ت265هـ: "معروف بكنيته واسمه حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولايبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم"[10]

أما عن محمد بن السائب الكلبي ت146هـ:
يقول الذهبي: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة"[11]
وقال الذهبي أيضاً في ميزان الإعتدال عن محمد بن السائب الكلبي:
" وقال يزيد بن زريع وكان سبئيا قال أبو معاوية قال الأعمش اتق هذه السبئية فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. وقال ابن حبان (عن ابن الكلبي) سبئيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جوراً وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. وقال الجوزجاني وغيره كذاب وقال الدارقطني وجماعة متروك. وقال ابن حبان مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه"[12]
وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: " محمد بن السائب أبو النضر الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب ورمي بالرفض"[13]
أما هشام بن السائب الكلبي ت204هـ:
يقول عنه ابن حجر: "هشام بن محمد بن أبوالمنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة"[14]
وذكره الخطيب البغدادي بعد أن ساق بسنده قائلاً: " حدثنا عبد الله بن احمد قال سمعت أبى يقول هشام بن محمد بن من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه بلغني أن هشام مات في سنة أربع ومائتين وقيل سنة ست ومائتين"[15]
وقال ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال: " هشام بن محمد بن السائب ومحمد بن السائب والده صاحب التفسير سمعت ا بن حماد يقول حدثني عبد الله سمعت أبى يقول هشام من يحدث عنه إنما هو صاحب سمر ونسبة وما ظننت ان أحدا يحدث عنه وهذا كما قال احمد هشام الغالب عليه الاخبار والاسمار والنسبة ولا اعرف له شيئا من المسند"[16]

صفوة القول
إن أبامخنف إخباري رافضي تالف متهم بالكذب، شيعي محترق. أما محمد بن السائب الكلبي وابنه هشام فهما إخباريان متهمان بالرفض والتشيع وتلفيق المرويات التاريخية.

لكن يبقى السؤال قائماً: لماذا روى الطبري عن هؤلاء الإخباريين رغم تجريح العلماء لهم؟
نجد الإجابة على هذا التساؤل في مقدمة تاريخ الطبري إذ يوضح لنا منهجه بكل صراحة:
"فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا"[17]
هكذا يلقي الطبري تبعة الرواية على عهدة الراوي لأنه يعلم أنه بمجرد ذكراسم الراوي الذي أخذ عنه الخبر أو الحديث فإنه يكون قد أدى الأمانة لأصحابها لأن الناظر علمه بحال الراوي وخاصة في حالة الرواة المجروحين فإنه لن يقبل هذه الرواية الواهية أو المكذوبة. وهذه كانت طريقة كثير من علماء السلف قديما الذين لم يكونوا يشترطون على أنفسهم الصحة في كل المرويات التي يكتبونها. وكنا نود أن يعلق الطبري على الأخبار والخرافات والأساطير والأكاذيب التي قيلت في حق الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة في موقعتي الجمل وصفين تلك المرويات التي اعتمد عليها كل من أراد النيل من تاريخ الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم حتى صار الأمر ببعض البسطاء باعتقادهم أن ماشجر بين الصحابة مسلم به لأنه مروي عن ابن جرير لأنه المصدر الأساسي لكل هذه الكتب التي تناولت الحقبة التاريخية الأولى التي رواها الإخباري الخبيث أبو مخنف وابنا الكلبي. هكذا بعد هذا التطواف نستطيع أن نؤكد أن الطبري إمام حافظ ثقة براء مما هو منسوب إليه رحمه الله


* مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن

-------------------------------------------

الكشف الحثيث/أبوالفواء الحلبي الطرابلسي/مكتبة النهضة العربية/بيروت/ج1/221.[1]
ميزان الإعتدال/الذهبي/دار الكتب العلمية/بيروت/ج6/ص90.[2]
المرجع السابق/ج6/90.[3]
الألاف: بتشديد اللام الذين يؤلفون الكتب.[4]
لسان الميززان/ابن حجر العسقلاني/مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت/ج5ص100.[5]
تاريخ بغداد/ الخطيب البغدادي/دار الكتب العلمية/بيروت/ج2/ص162 ومابعدها.[6]
لسان الميزان/ج5/ص103.[7]
لسان الميزان/ج4/ص493.[8]
الجرح والتعديل/ عبد الرحمن بن أبي حاتم/دار إحياء التراث/بيروت/ج7/ص182.[9]
الكامل في ضعفاء الرجال/ابن عدي/دار الفكر/بيروت/ج6/ص93.[10]
سير أعلام النبلاء/الذهبي/ج6/ص248)[11]
ميزان الإعتدال/ج6//ص161)[12]
تقريب التهذيب/ابن حجر العسقلاني/دار الرشيد/سوريا/ج1/ص479.[13]
لسان الميزان/ج6/ص196.[14]
تاريخ بغداد/ج14/ص45.[15]
الكامل في ضعفاء الرجال/ج7/ص110.[16]
تاريخ الطبري/ابن جرير/مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت/ج1/ص5.[17]
 
الأستاذ الدكتور. مروان الجاسمي الظفيري

1)) بارك الله فيك في التنويه عن هذا ((البُحَيث)) الصغير, ولم يخطر ببالي قبل كتابة هذه الموضوع أن حوله درسات وبحوث معاصرة, فهل هناك بحوثاً أخرى؟

قرأت ردك على عجل ((طبيعة القراءة على الانترنت)) ويلزمني حفظه على الجهاز وقراءته على مكث, ولكن من هذه القراءة العجلى قفز الى الذهن بعض الأسئلة الدقيقة و الحساسة ((للأمانة)) ولكني سأتدبر طرحها من عدمه واحتاج بعض الوقت.

شكراً جزيلاً لكم
 
الأخ الفاضل محمد بن سفر وفقه الله
أنا أعتبر طرحك لهذا الموضوع من باب السؤال ، وفتح باب النقاش . وإلا فطرحك له بهذه الصورة طرح مشوه ، ولا سيما عند تعريفك بالإمام العلامة المفسر المؤرخ محمد بن جرير بن يزيد الطبري .
وقولك :(تفسيره وتاريخه عبارة عن مجمع كبير للاثار المسندة ويغلب عليها الضعف, وفيها بعض الصحيح) فيه ابتسار غير مقبولٍ من الناحية العلمية التي نحرص عليها في هذا الملتقى ، وهو يدل على عدم الاطلاع على كتب هذا الإمام الكبير ، ومعرفة قدرها .
وقد سبق الحديث عن الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله في هذا الملتقى في موضوعات كثيرة تطرقت لكثير من جوانب سيرته وتفسيره ، ومنها الحديث عن عقيدته ، واتهامه بالتشيع .
- الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير
- اتهــام الطــبري رحمه الله تعالى بالتـشيــع .

وأما محمد بن جرير بن رستم الطبري فهو شخص مختلفٌ تماماً عن ابن جرير إذا أطلق هذا الاسم ، وليس له علم ولا شهرة ولا كتب الأول فلا فائدة من الحديث عنه في الملتقى ، ولا أراه يختلط بصاحب التفسير إلا عند من قل اطلاعه على كتب ابن جرير صاحب جامع البيان في التفسير .
وفقكم الله لكل خير ، وليتنا قبل أن نطرح موضوعاً في الملتقى نبحث أولاً : هل سبق طرحه أو السؤال عنه أم لا ، حتى لا نكرر الكتابات دون فائدة علمية تضاف للموضوع .
وأما قولكم أخي العزيز :(الموضوع للنقاش والبحث الجدي ونأمل أن يكون الجو هنا حُراً بما يكفي للبحث النزيه)
فنحن نرحب بالنقاش العلمي الجاد المؤدب ونؤكد عليه دوماً في الملتقى ، بل ولا نقبل غيره ابتداءً ، غير أننا نؤكد على أَنَّه يُقبل ممن يملك أدوات البحث العلمي ، ويُحسن خوض مضائقه ، ولا سيما أن هذا الملتقى مستراد لطلبة العلم المتخصصين في مجمله وهم يعرفون الباحث الجاد من غيره من خلال طرحه العلمي وإن لم يعقبوا على كل ما يكتب ، وأما إطلاق مثل هذه العبارات الرائقة دون امتلاك أدواتها ، والتزام بآدابها فذلك لا يغني شيئاً أخي الحبيب ، وما أسرع ما يظهر الخلل في مثل هذا الحوار .
 
ذكر العلامة بكر أبوزيد - حفظه الله - في كتاب النظائر ص 96

الطبري أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الحنفي ثم الشافعي المتوفى سنة 295 هـ " الشذرات 2/220 "

تنبيه : ليس هذا بشيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري المؤرخ الإمام المتوفى سنة 310 هـ - رحمه الله تعالى -

والله أعلم
 
عودة
أعلى