محراب العقل

إنضم
20/07/2018
المشاركات
134
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
العمر
70
الإقامة
السعودية
محــراب العـقـل :

العقل علا وارتقى وسنا و سما ،، أسعد وأراح وزيَّن وجمَّل ،،
ظهر وقهر وحكم وملك .. هذا الشامخ بهامته يعلو بها فوق الجبال ويزهو بها بين السموات ، ولما لا وهو حامل الامانة التى خافت وعجزت عن حملها السموات والارض والجبال قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " الاحزاب-72 ...
العقل الذى مدحه الله فى قرانه ولم يذمه ولو مرة واحدة , انما ذم نقصه وعدم وجوده .
العقل قرين الحكمه والرفعة وصاحب العلم والفهم والسداد والهدى والرشاد والتدبير والتفكير والتحقيق والتوفيق والبرهان والالهام .
العقل بالابداع والاختراع صانع الحضارات والمهارات والصناعات والملذات.
وقل فى العقل ماشئت من مدح ورفعة , ولكنك سترى منه العجب, ويحزنك الاسف ،، سترى مع الفهم الوهم ، ومع السداد الزيغ ، ومع الرشاد الغى، ومع العلم الجهل ، ومع الهدى الهوى ، ومع التحقيق التلفيق ، ومع التوفيق الخذلان ، ومع التفكير السطحيه ، ومع التدبيرالرعونه ، ومع الالهام الاوهام ، ومع البرهان الادعاء ،،
اما رأيت يوما سقطاته وشطحاته وهفواته وزلاته ،
اما أحزنك يوما ضعفه بعد قوته ومرضه بعد صحته وهرمه بعد شبابه وخرفه بعد شرفه .
كثيرا ما يتأرجح العقل الذكى بين الظن واليقين بين الشك والحق بين الشبهه والحجه بين الحمق والحلم بين الطيش والوقار بين الخفة والرزانه بين الخبل والحصافه ، هذا الذكى كم رايناه يهوى الى العته والجنون !.
نعم فالعقول لها اشراق وأُفول وادراك وذهول واقبال وادبار،، وسبحان الله فى قوله " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)" ...احسن تقويم فى جسده وعقله وروحه وفطرته بل قالوا هو افضل من الملائكه , فاذا انتكست الفطرة وضاع الايمان كانت البهائم افضل منه وكان فى اسفل سافلين ..
اخى الحبيب اذا قمت برحله بحثية عن العقل بين العلم والفلسفه والدين عند الامم منذ عهد ارسطو الى يومنا هذا , ما هو العقل , حقيقته , مكانه , وظيفته , حدوده , علاقته بالقلب ؟, سترى اختلافا كبيرا لا يتسع المقام لسرده وقد رأيت ان اختلاف بصمات العقول بين البشر كاختلاف بصمات اصابعهم ...لا لا لا.. بل أكثر بكثير فبصمة اصبعك ثابته من الخلق الى الموت بينما عقلك انت ربما كل يوم تختلف بصمته مع نفسه, فاليوم عقلك ارقى واذكى واثبت من الامس ولاتدرى كيف يكون غدا .
واختلاف العقول اذهل العقول , هذا الاختلاف هو سبب النزاعات فى الديانات والثورات وحروب الفرق والامم والحضارات من مولد التاريخ الى موته ,
وبعد موت التاريخ ستبدأ المحاكمه الكبرى للعقول وفيها الحُكم والفصل بينها
ولهذا بعد عرض اختلاف اليهود والنصارى قال تعالى ".فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) البقرة " وبعد عرض اختلاف الملل قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) الحج " .

وفى المحاكمه الكبرى سيقف كل عقل خلف محرابه كما كان يقف فيه فى الدنيا .
ومحاريب العقول كثيرة وليست فقط محاريب دينيه .
فما هو محراب عقلك ؟ وماهو محراب قلبك ؟ وما هى العلاقة بينهما ؟ وهل يسجد عقلك فى محراب قلبك ام يسجد قلبك فى محراب عقلك ؟
ام انك ليس لك محراب لعقلك ولامحراب لقلبك؟ ام تقول ان عقلك فى قلبك او قلبك فى عقلك ؟ ومن الذى يجيبك ان اردت الاجابه ؟ اهو مثلاً حكيم عاقل مثل غاندى الذى ضل عقله وقلبه عن الله فعبد بقرة ! ،
او مصلح او مفكر شرقى او غربى دينى او اجتماعى او وثنى او ...او ؟ الا ترى انك لو سرت خلف احد من هؤلاء فقد اصبحت اسيراً جعلت افكاره محرابا لعقلك وانت لاتدرى ؟ وهل من الكرامة ان يكون محراب عقلك افكار بشر مثلك ؟ ؟ ام يكون محراب عقلك هو ما اراده خالق ذلك العقل ؟ وهل يستطيع عقلى ان يصل بمفرده الى ما اراده خالقه ؟ ام ان اقصى حدوده ان يعرف ان له خالق ؟
وماذا فعلت بنا محاريب العقول ؟ نريد من خلال عدة وقفات الوصول الى حقائق كونيه وشرعية تحدد سلوكنا العملى مع محراب العقل ومحراب القلب .
اخى الحبيب ابدأ اولا بحقيقة عمليه هى ان عقلك فى داخلك ليس مَلك متوج استسلمت له كل اعضاءك او كل اعداءك بل كثيرا ما يكون عقلك وقلبك ونفسك والشيطان شركاء يتقاسمونك كما تتقاسم الاسود فريستها , تأمل حالك ساعتها وانت مشتت حائر واجم , لا ولن تعرف السعادة طريقا اليك , لان بداية السعادة فى الوفاق بين العقل والنفس والقلب وترى ذلك عندما يكون قلبك ملك متوج جعل العقل وزيره والنفس خادمه والشيطان سجينه ، عندها تكون انت صاحب قصر العزة والسعادة .
قال صلى الله عليه وسلم " أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ »البخارى .
منقول من منتدى التوحيد.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?61309-%E3%CD%D1%C7%C8-%C7%E1%DA%DE%E1-1-%E3%E4-3
 
يتبع ما قبله

كل أعداء الإسلام استهدفوا القرآن... فمنهم من أسلم تحت سلطانه ومنهم من استسلم لإعجازه وبيانه.

إذا وقفت الرحلة عند الأبحاث العلمية فالحقيقة المؤسفة أن علم الإنسان التجريبي ما زال يحبو في المسافة بين عقله وقلبه.

الكتاب الوحيد في العالم الذي كله كلام وحوار مع العقل والقلب هو القرآن بل ترك لك الخيار بين الكفر والإيمان.

في رحلتك البحثية عن العقل، انت غريق في بحور فلاسفة الاغريق وظلمات عقول ارسطو العشرة، وركام عقول اصحابه، وما تكاد تنجو حتى تغيب في قيظ صحراء اتباعه بين غرود وكهوف الكندي والفارابي وابن سينا..
وكثيرٌ هم الذين بدأوا الرحلة وما عادوا وماتوا وما استفادوا، واخرون رجعوا بعدما علموا تهافت الفلاسفة، وقالوا «نهاية اقدام العقول عقال..وغاية سعي العالمين ضلال.. ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا..سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا».

قال الشاطبي «وكل مسألة علم لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها لم يأت على استحسانه دليل شرعي»

وعندما نخرج بالرحلة من الظلام ربما نجد شيئا من النور في الرد على الصراع بين العقل والايمان في المسيحية
فمثلا «أوغسطين» قال:«اعقِل كي تؤمن، وآمِن كي تعقِل»

وتوما الإكويني قال:«العقل والعقيدة يرميانِ إلى غرض واحد. بالوحي يعلم الإنسانُ ما هو فوق العقل. وبالعقل نفهم الوجود، وبالعقل والوحي تتمُّ المعرفة، لكن العقيدة أولاً» -

الألماني «كانت»قال: «قواعد الإيمان والأخلاق فوق العقل».

أما «برغسون» فقال: «العقل والدماغ ليسا شيئًا واحدًا، والدماغ هو المجرى الذي يسير فيه تيار الإدراك، ولكن ليس الماء ومجراه شيئًا واحدًا».

وفي الإسلام لا يوجد صراع العقل والايمان عند من لم يتغبروا بفلاسفة اليونان،

فما قاله برغسون سبقه فيه ابن تيمية بستمئة عام بل وله موسوعة في درء تعارض العقل والنقل، وعنده العقل غريزة وعلم وعمل بالعلم،

وعند الامام احمد والحارث المحاسبي العقل هو نور الغريزة والفهم والبصيرة ،

وعند ابن العربي هو العلم

وقال الغزالي «اعْلَم أَن الْعقل لن يَهْتَدِي إِلَّا بِالشَّرْعِ وَالشَّرْع لم يتَبَيَّن إِلَّا بِالْعقلِ»

وقال ابن القيم: العقل عقلان: عقل غريزي طبعي، هو أبو العلم ومربيه ومثمره وعقل كسبي مستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته، وقريب منه قول قدامه ابن جعفر العقل مكسوب وموهوب.

واما اذا وقفت الرحلة عند الابحاث العلمية فالحقيقة المؤسفة ان علم الانسان التجريبي ما زال يحبو في المسافة بين عقله وقلبه وحتى الان هذه المساحة البكر شاسعة عليه لم ير آخرها ولا يعلم يقينا اولها.

واما الجديد هنا فهو ان الفلاسفة تكلموا عن العقل ولم يتكلموا مع العقل، ولم يتكلموا عن القلب ولا مع القلب وتبعهم المفكرون والمؤلفون والزعماء والقادة الدينيون والسياسيون والاجتماعيون الذين ارادوا للناس ان يكونوا قطعانا تساق اما بالفكرة او بالقوة، ارادوا جبراً اذعاناً لا اختياراً ايماناً،

والكتاب الوحيد في العالم الذي كله كلام وحوار مع العقل والقلب هو القرآن،بل ترك لك الخيار بين الكفر والإيمان «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» ومنع من المساس بك «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ».

تأمل حوار القرآن مع عقلك وقلبك بالحجة والبرهان وبالتودد والشفقة ،

تأمل بداية حوار الود بقوله تعالى «الم تر، أرأيت، أولم يروا، اروني، أرأيتم، انظر، انظروا، ام حسبت، ام حسبوا،... الخ»،

«لعلكم تعقلون، ترحمون، تتفكرون، تبصرون»

واما الأسئلة والأجوبة والحوار بضمائر الخطاب فقد عجزت عن حصرها ولا اظن احدا حصرها، والعجب عند حصري لفعل واحد حواري وهو القول ومشتقاته «قال، قل، قلت، قلنا، قلتم، قالوا، قولوا، قيل، يقول، سيقول......الخ» وصل العدد الى 1427 مرة أي ما يقارب ربع عدد آيات القرآن.

والحوار القرآني لكل المخلوقات والموضوعات بأعجب الاساليب، تأمل خطاب الله تعالى بالتصريح او التعريض او التلويح مع الملائكة، ابليس، المؤمنون، الكافرون المنافقون، الرسل، الناس، الطير، الحيوان، الانس، الجن اهل الجنة، اهل النار، ثم عرض الحوار او النزاع بين كل زوجين.

تأمل الحوار بالقصص والامثال والامر والنهي والترغيب والترهيب والاستفسار والانكار والقسم والخبر والوعد والوعيد والموعظة والعبرة والتدبر والتذكر والتبصر والدليل والبرهان... الخ.

تأمل النداءات والبدايات والنهايات للآيات،

تأمل إعجاز القرآن التشريعي والتشريحي والتاريخي والفلكي والبحري والعددي والبلاغي والبياني واللغوي و.. و..

أما تنوع الموضوعات فتجف الأقلام عند «مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ».

والعجيب أن كل أعداء الإسلام استهدفوا القرآن فمنهم من أسلم تحت سلطانه ومنهم من استسلم لإعجازه وبيانه.

والقرآن هو قبلة الكتب وتفسيره محرابها،

ولا ينقطع الطواف حول القرآن ليل نهار من مفسر أو متدبر أو مفكر أو مقتبس أو ملتمس أو مرتل عابد أو باحث مادح أو قادح او حتى ناقد وحاقد،

والقرآن له وعنه ومنه وفيه طبعت ملايين الكتب،

والقرآن عرض لنا محاريب عقول البشر والأمم، فكم من الأمم محراب العقل عندها آباؤها،
وكم من أمة محراب العقل عندها سلطانها، أو أهواؤها أو ظنونها أو شياطينها.

والقرآن هو قبلة عقلي فما هي قبلة عقلك؟؟

تفكر وتدبر وراجع نفسك،

أخي الحبيب لا يمكن لمؤمن يدعي الايمان ان يجعل محراب عقله آراء الفلاسفة اوالمفكرين والمؤلفين والزعماء والقادة الدينيين والسياسيين والاجتماعيين أو الآباء أو الأهواء أو....أو

لقد ذم القرآن كل محاريب العقول إلا محرابا واحدا و هو .......

يتبع
 
لقد جاءنا القرآن بآيات صريحة واضحة ميسرة مفسرة جامعة في الرسول صلى الله عليه وسلم هي دعوة وهدى لكل عقل وقلب.

البشرية لم تعرف أحداً غير النبي صلى الله عليه وسلم تم توثيق كلامه وأفعاله وحركاته وسكناته بأدق وأحكم موازين توثيق عرفها العلم.
محراب العقل الوحيد الذى مدحه القرآن هذا وصفه : نور وسراج منير، شاهد ومبشر ونذير، داعي للناس كافة شفوق بهم رؤوف رحيم، أسوة حسنة جاء بالحق على خلق عظيم، حريص عليك يُعلِّم ويُزّكي بحكمة ويهدي إلى صراط مستقيم،
ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى، منة من الله سيد ولد آدم عفو كريم، شجاع جواد صادق أمين، شفيع المذنبين رحمة للعالمين، طاعته طاعة لله وهدى ورحمة وفوز عظيم، فى جنات برفقة الأنبياء والشهداء والصالحين، إتباعه هداية ومغفرة ومحبة من رب العالمين، صلى الله عليه وسلم.

وتأمل الآيات في وصفه صلى الله عليه وسلم واتباعه وطاعته :
«قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ»،
«إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا»،
«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ»،
«حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ»،
«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ»،
«لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ»،
«وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»،
«مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى»،
«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ»،
«وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»،
«لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»،
«وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»،
«فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ»،
«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»،
«وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا»،
«وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»،
«وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»،
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا»،
«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».

وأمرنا الله تعالى أن نؤدي له صلى الله عليه وسلم حقوقا وفرض له آدابا، نصلي عليه ونتحاكم إليه ولانقدم أراءنا بين يديه، ولا نرفع فوق صوته ورايته ودعوته صوتا أو رايه أو دعاية من أي فكر أو عقيدة أو زعامة، نغض عنده أصواتنا وأبصارنا وعقولنا طاعة لربنا ومحبة من قلوبنا، نأخذ ما أتانا ونترك ما نهانا، نستجيب له ونرد الأمر إليه ولا نختار إلا ما قضى، فمن أعرض ندم ومن عصى أثم وفُتن ومن آذاه لُعن وحُرم
قال تعالى«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»،
«يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ، إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ»،
«وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ»،
«فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»،
«وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»،
«يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ»،
«فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ»،
«فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»،
«وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ»،
«يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا»،
«وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا»،
«إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا»،
«إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».

لقد جاءنا القرآن بآيات صريحة واضحه ميسرة مفسرة جامعة في الرسول صلى الله عليه وسلم هي دعوة وهدى لكل عقل وقلب.
وفي القرآن انه صلى الله عليه وسلم الوحيد الذى اقسم الله بحياته، وعرج به إلى سماواته، وأدبه ورباه وزكاه ورفع ذكره وشرح صدره، الوحيد الذي لاينقطع ذكره دقيقة واحدة من الكون فى المشارق والمغارب ما بين مؤذن ومصلٍ وقارئ وتالٍ وذاكر وداعٍ ومدرس ودارس، وقد تبارت العقول من كل بقاع الارض وأجناس البشر وأنواع الملل والنحل على نقل ورصد وشرح ومدح رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

ان البشرية لم تعرف احداً غيره صلى الله عليه وسلم تم توثيق كلامه وافعاله، وحركاته وسكناته، ووصفه وسيرته بأدق واحكم موازين توثيق عرفها العلم.
الان ظهر لك لماذا يكون محراب عقلك رسولا نبيا يُوحى إليه وكتاب مكنون تَنزل عليه...،
اخى الحبيب إن الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قرين الايمان بالله تعالى...قال تعالى«آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»
وان من اركان الايمان ان تؤمن بالكتب والرسل، والحقيقة ان الايمان العملي بهذا الركن وتطبيقه عزيز لا تجده في السلوك اليومي في حياتك وفي فكرك وفي ثقافتك وفي معاملاتك كما ورد في الآيات السابقة.
لقد اخذتك في رحلة محراب العقل من النظرية الفلسفية الى التطبيق العملي لركن من اركان الإيمان الستة.
ووالله كم عصيناك يارسول الله، كم قدمنا عقولنا وآراءنا وأهواءنا على هداك، كم تهافتنا فى ضلالنا خلف من سواك، كم فرطنا فى حق لك وتهاونا في أدب معك وقصرنا في صلاة عليك. اللهم اغفر...اللهم اغفر...اللهم اغفر
 
عودة
أعلى