احمد صبري
Member
محــراب العـقـل :
العقل علا وارتقى وسنا و سما ،، أسعد وأراح وزيَّن وجمَّل ،،
ظهر وقهر وحكم وملك .. هذا الشامخ بهامته يعلو بها فوق الجبال ويزهو بها بين السموات ، ولما لا وهو حامل الامانة التى خافت وعجزت عن حملها السموات والارض والجبال قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " الاحزاب-72 ...
العقل الذى مدحه الله فى قرانه ولم يذمه ولو مرة واحدة , انما ذم نقصه وعدم وجوده .
العقل قرين الحكمه والرفعة وصاحب العلم والفهم والسداد والهدى والرشاد والتدبير والتفكير والتحقيق والتوفيق والبرهان والالهام .
العقل بالابداع والاختراع صانع الحضارات والمهارات والصناعات والملذات.
وقل فى العقل ماشئت من مدح ورفعة , ولكنك سترى منه العجب, ويحزنك الاسف ،، سترى مع الفهم الوهم ، ومع السداد الزيغ ، ومع الرشاد الغى، ومع العلم الجهل ، ومع الهدى الهوى ، ومع التحقيق التلفيق ، ومع التوفيق الخذلان ، ومع التفكير السطحيه ، ومع التدبيرالرعونه ، ومع الالهام الاوهام ، ومع البرهان الادعاء ،،
اما رأيت يوما سقطاته وشطحاته وهفواته وزلاته ،
اما أحزنك يوما ضعفه بعد قوته ومرضه بعد صحته وهرمه بعد شبابه وخرفه بعد شرفه .
كثيرا ما يتأرجح العقل الذكى بين الظن واليقين بين الشك والحق بين الشبهه والحجه بين الحمق والحلم بين الطيش والوقار بين الخفة والرزانه بين الخبل والحصافه ، هذا الذكى كم رايناه يهوى الى العته والجنون !.
نعم فالعقول لها اشراق وأُفول وادراك وذهول واقبال وادبار،، وسبحان الله فى قوله " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)" ...احسن تقويم فى جسده وعقله وروحه وفطرته بل قالوا هو افضل من الملائكه , فاذا انتكست الفطرة وضاع الايمان كانت البهائم افضل منه وكان فى اسفل سافلين ..
اخى الحبيب اذا قمت برحله بحثية عن العقل بين العلم والفلسفه والدين عند الامم منذ عهد ارسطو الى يومنا هذا , ما هو العقل , حقيقته , مكانه , وظيفته , حدوده , علاقته بالقلب ؟, سترى اختلافا كبيرا لا يتسع المقام لسرده وقد رأيت ان اختلاف بصمات العقول بين البشر كاختلاف بصمات اصابعهم ...لا لا لا.. بل أكثر بكثير فبصمة اصبعك ثابته من الخلق الى الموت بينما عقلك انت ربما كل يوم تختلف بصمته مع نفسه, فاليوم عقلك ارقى واذكى واثبت من الامس ولاتدرى كيف يكون غدا .
واختلاف العقول اذهل العقول , هذا الاختلاف هو سبب النزاعات فى الديانات والثورات وحروب الفرق والامم والحضارات من مولد التاريخ الى موته ,
وبعد موت التاريخ ستبدأ المحاكمه الكبرى للعقول وفيها الحُكم والفصل بينها
ولهذا بعد عرض اختلاف اليهود والنصارى قال تعالى ".فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) البقرة " وبعد عرض اختلاف الملل قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) الحج " .
وفى المحاكمه الكبرى سيقف كل عقل خلف محرابه كما كان يقف فيه فى الدنيا .
ومحاريب العقول كثيرة وليست فقط محاريب دينيه .
فما هو محراب عقلك ؟ وماهو محراب قلبك ؟ وما هى العلاقة بينهما ؟ وهل يسجد عقلك فى محراب قلبك ام يسجد قلبك فى محراب عقلك ؟
ام انك ليس لك محراب لعقلك ولامحراب لقلبك؟ ام تقول ان عقلك فى قلبك او قلبك فى عقلك ؟ ومن الذى يجيبك ان اردت الاجابه ؟ اهو مثلاً حكيم عاقل مثل غاندى الذى ضل عقله وقلبه عن الله فعبد بقرة ! ،
او مصلح او مفكر شرقى او غربى دينى او اجتماعى او وثنى او ...او ؟ الا ترى انك لو سرت خلف احد من هؤلاء فقد اصبحت اسيراً جعلت افكاره محرابا لعقلك وانت لاتدرى ؟ وهل من الكرامة ان يكون محراب عقلك افكار بشر مثلك ؟ ؟ ام يكون محراب عقلك هو ما اراده خالق ذلك العقل ؟ وهل يستطيع عقلى ان يصل بمفرده الى ما اراده خالقه ؟ ام ان اقصى حدوده ان يعرف ان له خالق ؟
وماذا فعلت بنا محاريب العقول ؟ نريد من خلال عدة وقفات الوصول الى حقائق كونيه وشرعية تحدد سلوكنا العملى مع محراب العقل ومحراب القلب .
اخى الحبيب ابدأ اولا بحقيقة عمليه هى ان عقلك فى داخلك ليس مَلك متوج استسلمت له كل اعضاءك او كل اعداءك بل كثيرا ما يكون عقلك وقلبك ونفسك والشيطان شركاء يتقاسمونك كما تتقاسم الاسود فريستها , تأمل حالك ساعتها وانت مشتت حائر واجم , لا ولن تعرف السعادة طريقا اليك , لان بداية السعادة فى الوفاق بين العقل والنفس والقلب وترى ذلك عندما يكون قلبك ملك متوج جعل العقل وزيره والنفس خادمه والشيطان سجينه ، عندها تكون انت صاحب قصر العزة والسعادة .
قال صلى الله عليه وسلم " أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ »البخارى .
منقول من منتدى التوحيد.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?61309-%E3%CD%D1%C7%C8-%C7%E1%DA%DE%E1-1-%E3%E4-3
العقل علا وارتقى وسنا و سما ،، أسعد وأراح وزيَّن وجمَّل ،،
ظهر وقهر وحكم وملك .. هذا الشامخ بهامته يعلو بها فوق الجبال ويزهو بها بين السموات ، ولما لا وهو حامل الامانة التى خافت وعجزت عن حملها السموات والارض والجبال قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " الاحزاب-72 ...
العقل الذى مدحه الله فى قرانه ولم يذمه ولو مرة واحدة , انما ذم نقصه وعدم وجوده .
العقل قرين الحكمه والرفعة وصاحب العلم والفهم والسداد والهدى والرشاد والتدبير والتفكير والتحقيق والتوفيق والبرهان والالهام .
العقل بالابداع والاختراع صانع الحضارات والمهارات والصناعات والملذات.
وقل فى العقل ماشئت من مدح ورفعة , ولكنك سترى منه العجب, ويحزنك الاسف ،، سترى مع الفهم الوهم ، ومع السداد الزيغ ، ومع الرشاد الغى، ومع العلم الجهل ، ومع الهدى الهوى ، ومع التحقيق التلفيق ، ومع التوفيق الخذلان ، ومع التفكير السطحيه ، ومع التدبيرالرعونه ، ومع الالهام الاوهام ، ومع البرهان الادعاء ،،
اما رأيت يوما سقطاته وشطحاته وهفواته وزلاته ،
اما أحزنك يوما ضعفه بعد قوته ومرضه بعد صحته وهرمه بعد شبابه وخرفه بعد شرفه .
كثيرا ما يتأرجح العقل الذكى بين الظن واليقين بين الشك والحق بين الشبهه والحجه بين الحمق والحلم بين الطيش والوقار بين الخفة والرزانه بين الخبل والحصافه ، هذا الذكى كم رايناه يهوى الى العته والجنون !.
نعم فالعقول لها اشراق وأُفول وادراك وذهول واقبال وادبار،، وسبحان الله فى قوله " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)" ...احسن تقويم فى جسده وعقله وروحه وفطرته بل قالوا هو افضل من الملائكه , فاذا انتكست الفطرة وضاع الايمان كانت البهائم افضل منه وكان فى اسفل سافلين ..
اخى الحبيب اذا قمت برحله بحثية عن العقل بين العلم والفلسفه والدين عند الامم منذ عهد ارسطو الى يومنا هذا , ما هو العقل , حقيقته , مكانه , وظيفته , حدوده , علاقته بالقلب ؟, سترى اختلافا كبيرا لا يتسع المقام لسرده وقد رأيت ان اختلاف بصمات العقول بين البشر كاختلاف بصمات اصابعهم ...لا لا لا.. بل أكثر بكثير فبصمة اصبعك ثابته من الخلق الى الموت بينما عقلك انت ربما كل يوم تختلف بصمته مع نفسه, فاليوم عقلك ارقى واذكى واثبت من الامس ولاتدرى كيف يكون غدا .
واختلاف العقول اذهل العقول , هذا الاختلاف هو سبب النزاعات فى الديانات والثورات وحروب الفرق والامم والحضارات من مولد التاريخ الى موته ,
وبعد موت التاريخ ستبدأ المحاكمه الكبرى للعقول وفيها الحُكم والفصل بينها
ولهذا بعد عرض اختلاف اليهود والنصارى قال تعالى ".فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) البقرة " وبعد عرض اختلاف الملل قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) الحج " .
وفى المحاكمه الكبرى سيقف كل عقل خلف محرابه كما كان يقف فيه فى الدنيا .
ومحاريب العقول كثيرة وليست فقط محاريب دينيه .
فما هو محراب عقلك ؟ وماهو محراب قلبك ؟ وما هى العلاقة بينهما ؟ وهل يسجد عقلك فى محراب قلبك ام يسجد قلبك فى محراب عقلك ؟
ام انك ليس لك محراب لعقلك ولامحراب لقلبك؟ ام تقول ان عقلك فى قلبك او قلبك فى عقلك ؟ ومن الذى يجيبك ان اردت الاجابه ؟ اهو مثلاً حكيم عاقل مثل غاندى الذى ضل عقله وقلبه عن الله فعبد بقرة ! ،
او مصلح او مفكر شرقى او غربى دينى او اجتماعى او وثنى او ...او ؟ الا ترى انك لو سرت خلف احد من هؤلاء فقد اصبحت اسيراً جعلت افكاره محرابا لعقلك وانت لاتدرى ؟ وهل من الكرامة ان يكون محراب عقلك افكار بشر مثلك ؟ ؟ ام يكون محراب عقلك هو ما اراده خالق ذلك العقل ؟ وهل يستطيع عقلى ان يصل بمفرده الى ما اراده خالقه ؟ ام ان اقصى حدوده ان يعرف ان له خالق ؟
وماذا فعلت بنا محاريب العقول ؟ نريد من خلال عدة وقفات الوصول الى حقائق كونيه وشرعية تحدد سلوكنا العملى مع محراب العقل ومحراب القلب .
اخى الحبيب ابدأ اولا بحقيقة عمليه هى ان عقلك فى داخلك ليس مَلك متوج استسلمت له كل اعضاءك او كل اعداءك بل كثيرا ما يكون عقلك وقلبك ونفسك والشيطان شركاء يتقاسمونك كما تتقاسم الاسود فريستها , تأمل حالك ساعتها وانت مشتت حائر واجم , لا ولن تعرف السعادة طريقا اليك , لان بداية السعادة فى الوفاق بين العقل والنفس والقلب وترى ذلك عندما يكون قلبك ملك متوج جعل العقل وزيره والنفس خادمه والشيطان سجينه ، عندها تكون انت صاحب قصر العزة والسعادة .
قال صلى الله عليه وسلم " أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ »البخارى .
منقول من منتدى التوحيد.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?61309-%E3%CD%D1%C7%C8-%C7%E1%DA%DE%E1-1-%E3%E4-3