بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أن من أبرز ما ينكره خصوم معاوية رضي الله عنه توليته ابنه يزيد من بعده ، فيجعلونه بذلك رمزًا للاستبداد ، فيلعنونه لذلك أويشتمونه ويشنعون عليه .
ويغفل هؤلاء عن السياسة الحسنة التي سلكها معاوية مع رعيته ، التي بها يُحقَّق مقصد الإمامة ، إذ من مقاصد الإمامة تأليف قلوب الرعية واسترضاؤهم ، كما قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب المستظهري (ص206) : " ينبغي أن يكون أهم المقاصد عند الإمام تحصيل مرضاة الخلق ومحبتهم بطريق يوافق الشرع ولا يخالفه " .
وقد جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه - وهو من الصحابة الذبن سكنوا الشام - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم " .
وقال الفقيه بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد (ص288) : " ينبغي للسلطان أن يجتهد أن ترضى عنه جميع رعيته بموافقة الشرع ، وينبغي ألا يغتر بكل من وصل إليه وأثنى عليه ، وألا يعتقد أن جميع الرعية مثله راضون عنه ، فإن الذي يثني عليه إنما يفعل ذلك من خوفه منه أو من طمعه ، بل ينبغي أن يرتب ناسًا يعتمد عليهم يسألون عن حالاته من الرعية ، ويتجسسون ليعلم عيبه من ألسنة الرعية " .
وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان له من محبة رعيته وموافقتهم له الحظ الأوفى ، وفي ذلك يقول القاضي أبو يعلى الحنبلي رحمه الله تعالى في كتاب المعتمد في أصول الدين (ص235) : " وأما حسن سيرة معاوية رضي الله عنه وأنه ولي عشرين سنة الإمارة على أهل الشام ، فلم يتشكَّ مُتشكٍّ ، بل بذلوا معه نفوسهم ودماءهم وأموالهم ، وولي الخلافة سبع عشرة سنة وشهورًا ، لا يزدادون إلا محبة ، وفي العادة أن الرعية تلحقهم الملالة من ملوكهم ، فلولا أنهم رأوه بالصفة التي تحب ما بذلوا أنفسهم دونه " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية (4/ 382 - 383) : " بقي معاوية في الشام عشرين سنة أميرًا ، وعشرين سنة خليفة، ورعيته من أشد الناس محبة له وموافقة له ، وهو من أعظم الناس إحسانًا إليهم وتأليفًا لقلوبهم، حتى إنهم قاتلوا معه عليًّا بن أبي طالب وصابروا عسكره، حتى قاوموهم وغلبوهم " .
ومن العجيب أن هؤلاء الطاعنين في إمامة معاوية يزعمون أنهم من أهل النظر في مقاصد الشريعة وعللها وحِكَمها ، ثم هم يتمسكون برسوم محدد يظنونها واجبة لا مشروعية للنظام السياسي دونها ، كالأخذ برأي الأغلبية عن طريق الانتخابات ، ولا يلتفتون إلى المقاصد ، فإن كان مقصود الأخذ برأي الأغلبية تحصيل رضى الرعية وموافقتهم فقد كان ذلك حاصلا في إمامة معاوية رضي الله عنه ، والله تعالى أعلم .
لا يخفى أن من أبرز ما ينكره خصوم معاوية رضي الله عنه توليته ابنه يزيد من بعده ، فيجعلونه بذلك رمزًا للاستبداد ، فيلعنونه لذلك أويشتمونه ويشنعون عليه .
ويغفل هؤلاء عن السياسة الحسنة التي سلكها معاوية مع رعيته ، التي بها يُحقَّق مقصد الإمامة ، إذ من مقاصد الإمامة تأليف قلوب الرعية واسترضاؤهم ، كما قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب المستظهري (ص206) : " ينبغي أن يكون أهم المقاصد عند الإمام تحصيل مرضاة الخلق ومحبتهم بطريق يوافق الشرع ولا يخالفه " .
وقد جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه - وهو من الصحابة الذبن سكنوا الشام - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم " .
وقال الفقيه بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد (ص288) : " ينبغي للسلطان أن يجتهد أن ترضى عنه جميع رعيته بموافقة الشرع ، وينبغي ألا يغتر بكل من وصل إليه وأثنى عليه ، وألا يعتقد أن جميع الرعية مثله راضون عنه ، فإن الذي يثني عليه إنما يفعل ذلك من خوفه منه أو من طمعه ، بل ينبغي أن يرتب ناسًا يعتمد عليهم يسألون عن حالاته من الرعية ، ويتجسسون ليعلم عيبه من ألسنة الرعية " .
وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان له من محبة رعيته وموافقتهم له الحظ الأوفى ، وفي ذلك يقول القاضي أبو يعلى الحنبلي رحمه الله تعالى في كتاب المعتمد في أصول الدين (ص235) : " وأما حسن سيرة معاوية رضي الله عنه وأنه ولي عشرين سنة الإمارة على أهل الشام ، فلم يتشكَّ مُتشكٍّ ، بل بذلوا معه نفوسهم ودماءهم وأموالهم ، وولي الخلافة سبع عشرة سنة وشهورًا ، لا يزدادون إلا محبة ، وفي العادة أن الرعية تلحقهم الملالة من ملوكهم ، فلولا أنهم رأوه بالصفة التي تحب ما بذلوا أنفسهم دونه " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية (4/ 382 - 383) : " بقي معاوية في الشام عشرين سنة أميرًا ، وعشرين سنة خليفة، ورعيته من أشد الناس محبة له وموافقة له ، وهو من أعظم الناس إحسانًا إليهم وتأليفًا لقلوبهم، حتى إنهم قاتلوا معه عليًّا بن أبي طالب وصابروا عسكره، حتى قاوموهم وغلبوهم " .
ومن العجيب أن هؤلاء الطاعنين في إمامة معاوية يزعمون أنهم من أهل النظر في مقاصد الشريعة وعللها وحِكَمها ، ثم هم يتمسكون برسوم محدد يظنونها واجبة لا مشروعية للنظام السياسي دونها ، كالأخذ برأي الأغلبية عن طريق الانتخابات ، ولا يلتفتون إلى المقاصد ، فإن كان مقصود الأخذ برأي الأغلبية تحصيل رضى الرعية وموافقتهم فقد كان ذلك حاصلا في إمامة معاوية رضي الله عنه ، والله تعالى أعلم .