طارق مصطفى حميدة
New member
محاولة للربط بين اسمي سورة الإسراء ( 1)
الإسراء... وبنو إسرائيل
وأيا كانت دلالة الكلمة الأصلية أو الجذر، فإن من الضروري عدم التغافل عن كون الاسمين مشتقين منه وأن بينهما معنى مشتركاً.
إن رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى تضمنت انتقال الإمامة الدينية من بني إسرائيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
وإذا تذكرنا أن بني إسرائيل كانت لهم الرحلة ذاتها تقريباً إلى الأرض المقدسة لإقامة الدين وهو ما توج بخلافة داود وابنه سليمان عليهما الصلاة والسلام، وقد كانت لصالحيهم الإمامة الدينية زمنا طويلاً واختارهم الله على علم على العالمين.. فهذا قد يفسر معنى الإسراء بأنه يتضمن الرحلة والانتقال لغرض سام ومهمة رفيعة، فقد فعلوه كقبيلة ترجع إلى الأب يعقوب عليه السلام.
وحيث لُقّب الأب يعقوب أو سُمّي بهذا الاسم فلا بد أن يكون هو نفسه قد أُسري به، أي طُلب إليه الانتقال والرحلة لمهمة عالية وعظيمة، وذلك حين انتقل مع ذريته إلى مصر بطلب من يوسف عليهما الصلاة والسلام، وكان مطلوباً توطين الدين في الحاضرة المصرية، ليكون مصدر إشعاع فيها وفيما حولها، حيث لا يكفي الرسول وحده لتوطين الدين وتثبيته في تلك الأرض ذات العراقة الفكرية والاجتماعية والدينية، ولا بد من كتلة بشرية موحِّدة لتحقيق التوازن الديمغرافي النسبي وبالتالي التأثير القوي والتغيير الفاعل.
ولأن هذه المهمة ارتبطت بالذرية على مدى قرون فقد كثر في القرآن ورود إسرائيل مضافاً إليه، والمضاف هو (بنو ، بني)، وكان ورودها مجردة عن الإضافة مرتين فقط على ما أذكر.
وهذا يعيدنا للبداية؛ حيث الرحلة لتسلم الإمامة الدينية من الجماعة التي كان صالحوها أئمة بعد فقدانهم الأهلية لذلك، إذ إنهم لم يكتفوا بأنهم لم يعودوا صالحين لها، ولم يتوقفوا عند حدود أن يكونوا فاسدين، بل أصبحوا مفسدين، وأضحوا أئمة للفساد بعد أن كانوا أئمة للإصلاح.
ويبدو أن فكرة الرحلة العُلوية للمهمة السامية قد صارت جزءاً من لغة العهد القديم وإن نسي أتباعه السبب، حيث تكرر التعبير بكلمات قريبة من ( صعد) أو ( ارتفع) على ما أذكر، خاصة في الذهاب إلى القدس أو فلسطين ، وفي العبرية المعاصرة، يستخدمون تعبير ( عوليه ليروشلايم ) للذاهب إلى القدس، ويسمّى اليهود القادمون الجدد إلى فلسطين ( عوليم حداشيم).
ولعله يتاح مزيد قول في الجانب اللغوي، ومتابعة الموضوع قرآنياً، بعونه تعالى.
الإسراء... وبنو إسرائيل
طارق مصطفى حميدة - مركز نون للدراسات القرآنية/ فلسطين
يلفت الانتباه أن اسمي السورة مشتقان من الجذر ذاته ( سرى)، لكنهما من المزيد الرباعي ( أسرى).
وأيا كانت دلالة الكلمة الأصلية أو الجذر، فإن من الضروري عدم التغافل عن كون الاسمين مشتقين منه وأن بينهما معنى مشتركاً.
إن رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى تضمنت انتقال الإمامة الدينية من بني إسرائيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
وإذا تذكرنا أن بني إسرائيل كانت لهم الرحلة ذاتها تقريباً إلى الأرض المقدسة لإقامة الدين وهو ما توج بخلافة داود وابنه سليمان عليهما الصلاة والسلام، وقد كانت لصالحيهم الإمامة الدينية زمنا طويلاً واختارهم الله على علم على العالمين.. فهذا قد يفسر معنى الإسراء بأنه يتضمن الرحلة والانتقال لغرض سام ومهمة رفيعة، فقد فعلوه كقبيلة ترجع إلى الأب يعقوب عليه السلام.
وحيث لُقّب الأب يعقوب أو سُمّي بهذا الاسم فلا بد أن يكون هو نفسه قد أُسري به، أي طُلب إليه الانتقال والرحلة لمهمة عالية وعظيمة، وذلك حين انتقل مع ذريته إلى مصر بطلب من يوسف عليهما الصلاة والسلام، وكان مطلوباً توطين الدين في الحاضرة المصرية، ليكون مصدر إشعاع فيها وفيما حولها، حيث لا يكفي الرسول وحده لتوطين الدين وتثبيته في تلك الأرض ذات العراقة الفكرية والاجتماعية والدينية، ولا بد من كتلة بشرية موحِّدة لتحقيق التوازن الديمغرافي النسبي وبالتالي التأثير القوي والتغيير الفاعل.
ولأن هذه المهمة ارتبطت بالذرية على مدى قرون فقد كثر في القرآن ورود إسرائيل مضافاً إليه، والمضاف هو (بنو ، بني)، وكان ورودها مجردة عن الإضافة مرتين فقط على ما أذكر.
وهذا يعيدنا للبداية؛ حيث الرحلة لتسلم الإمامة الدينية من الجماعة التي كان صالحوها أئمة بعد فقدانهم الأهلية لذلك، إذ إنهم لم يكتفوا بأنهم لم يعودوا صالحين لها، ولم يتوقفوا عند حدود أن يكونوا فاسدين، بل أصبحوا مفسدين، وأضحوا أئمة للفساد بعد أن كانوا أئمة للإصلاح.
ويبدو أن فكرة الرحلة العُلوية للمهمة السامية قد صارت جزءاً من لغة العهد القديم وإن نسي أتباعه السبب، حيث تكرر التعبير بكلمات قريبة من ( صعد) أو ( ارتفع) على ما أذكر، خاصة في الذهاب إلى القدس أو فلسطين ، وفي العبرية المعاصرة، يستخدمون تعبير ( عوليه ليروشلايم ) للذاهب إلى القدس، ويسمّى اليهود القادمون الجدد إلى فلسطين ( عوليم حداشيم).
ولعله يتاح مزيد قول في الجانب اللغوي، ومتابعة الموضوع قرآنياً، بعونه تعالى.