محاولة حل ماأشكل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى رحمه الله

إنضم
04/01/2012
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مكة
من المعروف في مسألة المعرّب في القرآن الكريم أن أباعبيدة معمر من أشهر من منع المعرّب في لسان العرب.
وذكر رحمه الله في مقدمة كتابه (مجاز القرآن) بأن "نزل القرآن بلسان عربي مبين،فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول".(١٧/١).
إلا أننا نتعجب بأن أباعبيدة نفسه يقول في تبيين آية((ولكن كونوا ربانيين))آل عمران.
يقول:"لم يعرفوا ربانيين"(٩٧/١)
وقد نقل أبوعبيد القاسم عنه ذلك لكن بعبارة أوسع قليلا فحكى :"أن أباعبيدة زعم أن العرب لاتعرف ربانيين. قال أبوعبيد وإنماعرفها الفقهاء وأهل العلم. قال سمعت رجلا عالما بالكتاب يقول:الربانيون :العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهي."(المعرب للجواليقي،ص١٦١)
فأنى لنا كشف هذا الإشكال العارض وتجلية لبسه الظاهر؟
مايبدو لي أن أباعبيدة معمر لم يقصد بعبارته :لم يعرفوا ربانيين. أي أن العرب لاتعرف ذلك فهذا لايفهم لحظةً من عالم (يستعظم) الإقرار بإثبات المعرّب،بل ولم يكن من التابعين في إقراره؛أي أنه كان من أبرز من أنكره وآولهم.
والذي قد يوجه في عبارته أنه أراد أن علماءه ومن أخذ عنهم "لم يعرفوا ربانيين"
وبهذا نكن لائمنا بين رأيه وتفسيره للآية الكريمة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخصيا أخي الكريم لم ألاحظ هذا التعارض بين المقولتين.
ولفهم المقولة الثانية أعتقد أنّه ينبغي علينا طرح سؤالين:
أوّلهما: إلى مَن أسند أبو عبيدة عدم المعرفة ؟
ثانيهما: ما الذي أراده (بربانيين) أللفظ أم المعنى؟
وسواء أسند عدم المعرفة إلى علمائه - كما ذكر الأستاذ محمد - أو إلى المفسرين عموما - أو مفسرين خاصين - فإنّ عدم معرفتهم لا تعارض ولا تناقض مذهبه في منع المعرّب؛ لأنّ عدم معرفة هؤلاء بهذا اللفظ لا ينفي معرفة غيرهم به وبعربيّته - والله أعلم -
وإذا قصدنا بالربانيين معناه فإنّ كثيرا من علماء السلف قد توقفوا عند معاني بعض ألفاظ القرآن وهي عربية بلا خلاف مخافة القول فيها بلا علم أو مخافة الترجيح بلا مرجح...وبعضهم توقف لجهله باللفظ؛ لأنّه ليس من لهجة قومه أو لأنّه ليس مشهورا أو متداولا... وهذا كلّه لا يتعارض مع مذهب أبي عبيدة في منع المعرّب.
والله أعلم بالحقّ والصواب.
 
نتعجب بأن أباعبيدة نفسه يقول في تبيين آية((ولكن كونوا ربانيين))آل عمران.
يقول:"لم يعرفوا ربانيين"(٩٧/١)

لماذا لايكون كلام ابوعبيدة رحمه الله صحيح وعلى عمومه ، فالعرب كانوا لايعرفوا كلمة (ربانيون) ، وعلى هذا يكون التوجيه كالتالي : ليس المقصود أن العرب كانت (لاتعرف ) بمعنى تجهل مفهوم كلمة (ربانيون ) ، فالعرب بلا شك تعرف مدلول الكلمة وفورا وبمجرد سماعهم لها ، ولكن كانوا لايعرفونها من جهة الاستخدام ، فلاتجدها في اقوالهم واشعارهم .

ويوجه وبشكل قريب منه ، كلام الفاروق عمر رضي الله عنه حول قوله في (أبا) ، مراجعة كلام أبوسعد الغامدي في هذه المشاركة هنا >>>> ، ، فعمررضي الله عنه وبمجرد سماعه للاية عرف تماما مفهوم ومعنى كلمة (أبا ) وأنه من نبات الارض ، فخرج سؤاله (الذي نهى نفسه عنه) كيفا عن نوع هذا النبات ولونه ، وفي نفس الوقت لايمنع هذا من وجود قبائل عربية اخرى تعرف حقيقة هذا النبات تحديدا .


والله اعلم
 
أشكر كل من حاول مثلي أن يقدم رأيا يوضح ماكان من أبي عبيدة رحمه الله.
وقد فاتني أن أشير إلى أن هذا الموضع هو الوحيد في كتاب (مجاز القرآن) يحكي فيه أبوعبيدة هذا التعليق في تفسير لفظة قرآنية.
وهذا يؤكد بأن أباعبيدة ماضي في مذهبه اتجاه القول بالتعريب.
 
عودة
أعلى