بسم الله الرحمن الرحیم
أخي الفاضل، الأستاذ المحترم، الدكتور طارق مصطفی حمیدة حفظه الله وسدد خطاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رایت معذرة و جوابا فی تلگرام بالنسبة لهذا الامر و یبدو ان الجواب صدر من احدهم (الاستاذ محمد خاقانی) خطابا لکم.
دمتم بخیر ان شاء الله و لا تنسونی من صالح دعائکم.
و الجواب هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأستاذ الشيخ طارق مصطفی حميدة المحترم 27 سبتمر 2016
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته وبعد
تحية إيمان وإخلاص من أخیکم محمد خاقاني أصفهاني، جامعة أصفهان إيران.
صدّقني يا أخي العزیز أني مضیت لحظات في هذه الأيام من أصعب اللحظات والدقائق في عمري، بعد ما أخبِرت بالکارثة التي وقعت في سرقة بحثک وإدراج معلوماته في ما نشر باسمي في مجلة التراث العلمي. وقد تلقّيت هذا الخبر مساء الخميس الماضي، وأنا کنت في المسجد لأداء صلاة المغرب، وقد صلّيت بعدها رکعتین لطلب المغفرة والصلاح ومن عند الله والدعاء لک بالخير والتوفيق.
القصّة أني تلقيت بحثا بعنوان "الموضوع الرئيس في سورة البقرة" سنة 2014 من تلميذي السيد داود زرين پور الذي يدرس الآن في مرحلة الدکتوراه وکان آنذاک طالباً في الماجستير. وقد کنت ومازلت أراه شاباً مؤمناً مخلصاً رغم خلاف بيني وبینه في المذهب (حيث أني فارسي شيعي و هو کردي سنّي). وقد رأيت الموضوع جاذباً ومحاور البحث لائقاً بالنشر في مجلة علمية. ولم يخطر ببالي أبدا احتمال سرقة علمية لإيماني بصدقه. لذلک قدّمت له توجيهات في ترتیب البحث وأرسلته إلی صدیق لي مرتبط بمجلة التراث العراقية وذلک في أخر دیسمبر 2014. وبعد أشهر، تلقّيت ملاحظات أستاذين حکمين من أقوی الأساتذة العراقيين، مما زاد ارتياحي وتأکّدي من سلامة هذا البحث وکونه جديدا في هذا الإطار(إذ لم أکن أعرف آنذاک طریقا للبحث والاطمئنان من عدم حدوث أية سرقة علمية). وقد طبّقنا ملاحظات الأستاذين الحکمين وأرسلناه للمجلة، وتلقينا إفادة بقبول البحث في 5/5/2015، إلی أن نُشر للأسف في العدد الثاني من تلک المجلة والمتعلق بسنة 2014.
وعندما سمعت خبر حدوث هذه السرقة العلمية أصِبت بصداع شديد، وکما قلت مضیت لحظات صعبة عویصة، وحاولت الاتصال بتلميذي في کردستان وطلبت منه الإیضاح لهذه الجریمة. وهذا ما أفادني به صبيحة هذا اليوم (السبت 17سبتمبر 2016)، أترجم شطرا من رسالته حرفياً لکم:
"أنا أیضا تلقّيت مطالب هذا البحث من أحد تلامذتي والتي جمعها قبل أن ینسحب من مواصلة الدراسة، وطلب مني أن أشتغل عليها لترتيب بحث ونشره في مجلة ما. والله یشهد أني لم أکن أعرف أنه ارتکب هذه السرقة. وأنت يا أستاذ بريء تماماً من هذه الجريمة، والذنب عليّ لأني اعتمدت علیه في هذا الموضوع دون تحقیق لقلّة تجربتي في هذا الأمر".
أخي الأستاذ الشيخ طارق مصطفی حميدة المحترم
أنا منذ طفولتي ودخولي في المدرسة الابتدائية کنت أکره شديدا أي غشّ في الامتحانات، وقد نلت مرتبة الأستاذية قبل ست سنوات، ولم أکن بحاجة إلی جمع مواد للترقية وحتی لو کنت محتاجا لم أکن لأخسر إيماني بارتکاب هذه الجريمة البشعة.
کما أفيدک أني رئيس تحرير مجلة محکّمة في قسم اللغة العربية في جامعة أصفهان، وهذا يکفي في أن تتأکّد من أني وفيّ صادق في ما قلته وزملائي وطلابي وأهالي المسجد الذي أؤمّ الصلاة فيه یشهدون بهذا (واسمح لي بهذه المناسبة أن أقول لک إن الفقه الشيعي لا یسمح للفاسق – المرتکب للکبيرة – أن يؤمّ الصلاة أمام المسلمين).
أستميحک عذرا بما حصل، وأنا تحت تصرّفک في القیام بکل ما يرضیک في تفادي هذا الوضع، کما أطلب لک الرحمة والرضوان الإلهي ومزیداً من التوفيق في عطاءاتک العلمية، وأشتاق إلی زیارة المسجد الأقصی والقدس الشریف، کما أقدّم لک قصيدة أنشدتها من وحي فلسطين الحبيبة، وقد نالت جائزة في مهرجان الشعر العربي في الکويت قبل سنوات.
وأبقی وأعدّد اللحظات حتی أسمع منک أنک سامحتني، فهذه منة تمنّها عليّ ولا أنساها أبدا.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
أ.د.محمد خاقاني أصفهاني
قسم اللغة العربية – جامعة أصفهان - إيران – 27 سبتمر 2016