محاضرات في " مناهج المفسرين " للدكتور : محمد الفايز ( 1 )

أمل الأمة

New member
إنضم
01/04/2010
المشاركات
50
مستوى التفاعل
0
النقاط
6

images

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ...
وبعد :
فبتوفيق من الله وفضل، نضع بين أيديكم محاضرات في مناهج المفسرين للدكتور : محمد الفايز ( الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه ) جامعة القصيم .

تعريف مناهج المفسرين :
كلمة مناهج ذكرت في القرآن مرة واحدة :{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }[سورة المائدة:48]وزنه هنا في الآية : اسم ذات على وزن مفعال من نهج ، ومعناه : الطريق الواضح المستقيم .

المرادف له :
الذي جاء معه في الآية كلمة " شرعة " ويوجد قراءة " شريعة " .

كم ورد المرادف في القرآن : ورد خمس مرات :
1/ شرع ، قال تعالى :{[FONT=QCF_P484]ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ [/FONT]} [سورة الشورى:13] .
2/ شرعوا ، قال تعالى :{[FONT=QCF_P485]ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ [/FONT]} [سورة الشورى:21] .
3/ شُرَّعا ، قال تعالى : {[FONT=QCF_P171] ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ [/FONT]} [سورة الأعراف:163].
4/ شرعة ، قال تعالى : {[FONT=QCF_P116] ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ [/FONT]}[سورة المائدة:48] .
5/ شريعة ، قال تعالى :{[FONT=QCF_P500]ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ [/FONT]} [سورة الجاثية:18] .

معناها في اللغة :
بجميع ألفاظها الخمسة السابق ذكرها معناها : الطريق والسنة المتبعة ، وأصل لفظ شرعة وشريعة مفيد في ثلاثة أمور:
1/ السنة والطريقة التي تتبع ، يعبرون عنه الآن بالأحكام .
2/ يفيد الدنو والقرب ، وهذا في معنى الحيتان شرعا : قريبة ظاهرة .
3/ وهو غريب بمعنى الحياة ، قالوا: ومنه الماء لأن به الحياة ، من أسماء الماء أنه يسمى شريعة .
لما ننظر إلى هذه الأمور الثلاثة نجد الشريعة تفيد الأمور الثلاثة ، و كمثال: شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهي قريبة سهلة التناول لعامة الناس ، أيضا بها الحياة ، فإذا المرء طبق الأحكام عاش حياة سعيدة وهذه هي الحياة الحقة ، ويكون الشقاء للإنسان على حسب تفريطه وهذا ظاهر ، والفائدة الثلاثة أن فيها أحكام عملية منظمة للحياة .

القراءات فيها :
لا يوجد إلا في آية المائدة {[FONT=QCF_P116] ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ [/FONT]}، فيها ثلاث قراءات:
1/ الجمهور: بكسر السين وسكون الراء ، " [FONT=QCF_P116]ﮝ[/FONT] " ، وهي قراءة العشرة و متواترة .
2/ بفتح الشين وسكون الراء ، وهي قراءة شاذة .
3/ " شريعة " بفتح الشين وزيادة الياء ، وكثير من الباحثين منهم مكي: يرون وجاهة هذه القراءة لأنها واضحة وسهلة ، لكنها أيضا قراءة شاذة .

الفرق بين المنهاج والشريعة :
1/ لم يتضح لنا الفرق بينهما من خلال معاجم اللغة ، فمعناهما متقارب فيطلق عليهما الطريق الواضح .
2/ نهج المتأخرين على التفريق بينهما وهو الأصح أن فيهما فرق إذا اجتمعا ، ومن أحسن هذه الفروق اثنين وهي:
أ ـ الشريعة تحمل على الأحكام العملية كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها ، والمنهج يحمل على النظري كالعقائد والأصول ، وهذا قول الجمهور ويظهر والله أعلم أنه يحتاج إلى دليل ينص على الفرق .
ب ـ وهو قوي في نظري وإن كان قول الفلاسفة ، منهم ابن عاشور والطبطبائي([1]) قالوا : أن الشريعة تحمل على الأحكام عموما ، والمنهاج يحمل على الطريقة التي تنفذ بها الأحكام ، ومثاله : مثل الآن فرض الصوم ننظر في منهج النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة تنفيذ الصيام صوموا لطلوع الشمس إلى الغروب ويمتنع عن الأكل ، وعن الشرب ، وعن أيضا كثرة الكلام ، فالتنفيذ هنا يسمى منهج ، وعلى هذا يكون المراد بمناهج المفسرين: هي الطريقة العملية التي يسير عليها المفسر لتفسير آيات القرآن .
التفسير : لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة قال تعالى : {[FONT=QCF_P363]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ[/FONT]} [سورة الفرقان:33] .
ومعناه في اللغة : مصدر تفعيل من فسر ، وله معاني مترادفة في اللغة ، نأخذ اثنين منها:
1/ الشرح والبيان .
2/ أغرب ما وقفت عليه وأظنه غلط ، للراغب الأصفهاني صاحب المفردات يقول: معناه قلبه ، مثل الآن : {[FONT=QCF_P038]ﭖ ﭗ [/FONT]} [سورة البقرة:234]فيكون معناها قلبها أي : الصبر .
فالراغب هنا قال: معنى فسر : رسف .
القراءات فيها : لا يوجد فيها قراءات .
المرادف له : أوَّل ، وتكررت في القرآن 82 مرة ، وجاء على ثلاثة صور :
الصورة الأولى : آل ، كثيرة في القرآن وهي بمعنى الأهل والأتباع كقوله تعالى : {[FONT=QCF_P008]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ[/FONT]} [سورة البقرة:49] .
الصورة الثانية : أوَّل ، ويأتي منه صور: أولى ، الأولون .
أوَّل: تأتي على معنيين : الترتيب العددي ضد الآخر ، ومنه قول الله تعالى : {[FONT=QCF_P129] ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ [/FONT]} [سورة الأنعام:14] ، ومنه أيضا أنه اسم من أسماء الله تعالى بمعنى أنه لم يسبقه أحد في الوجود ، قال تعالى :{[FONT=QCF_P537]ﯴ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯵ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯶ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯷ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯸﯹ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯺ[/FONT][FONT=QCF_P537]ﯻ[/FONT][FONT=QCF_P537] ﯼ ﯽ ﯾ[/FONT]} [سورة الحديد:3] .
أولى : أيضا لها حالتين في القرآن :
تثنية أول تعني الترتيب ، ومنه قوله تعالى : {[FONT=QCF_P314]ﰘ[/FONT][FONT=QCF_P314]ﰙ[/FONT][FONT=QCF_P314]ﰚ[/FONT][FONT=QCF_P314]ﰛ[/FONT][FONT=QCF_P314]ﰜ[/FONT][FONT=QCF_P314]ﰝ[/FONT]} [سورة طه:51] .
بمعنى الدنيا ومنه قوله تعالى : {[FONT=QCF_P393] ﯿ [/FONT][FONT=QCF_P393]ﰀ[/FONT][FONT=QCF_P393]ﰁ[/FONT][FONT=QCF_P393]ﰂﰃ[/FONT]} [سورة القصص:70] .
الأولون : وقلنا أنها جمع مذكر سالم من أول ، والمراد به : الأمم السابقة ، ومنه قوله تعالى : {[FONT=QCF_P181] ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ [/FONT]} [سورة الأنفال:38] .
الصورة الثالثة : التأويل ، وقد تكرر في القرآن 17 مرة ، وفيه ملاحظات :
1ـ لم يأتي إلا مصدر في القرآن .
2ـ أكثر ما جاء في سورة يوسف ، ورد تقريبا 7 مرات .

حصره :
أولا : تأويل ورد خمس مرات في سورة يوسف ، الآيات ( 6 ، 21 ، 24 ، 100 ، 101 ) ، واثنتين في الكهف ، الآية ( 78 ، 82 ) .
ثانيا : تأويلاً ورد مرتين واحده في سورة النساء الآية ( 59 ) ، والثانية في سورة الإسراء الآية ( 35 ) .
ثالثا : تأويله بالهاء ورد ثمان مرات ، في سورة آل عمران الآية ( 7 ) وتكرر مرتين في الآية ، وسورة الأعراف الآية ( 58 ) وتكرر فيها مرتين ، وسورة يونس الآية ( 39 ) ، وسورة يوسف الآيات ( 36 ) ، ( 37 ) ، ( 45 ) .

لماذا تكثر المصادر في القرآن وجاء تأويل مصدر ؟
الاسم يدل على الثبوت ، والفعل يدل على الحدث وتجدده ، والمصدر يدل على الاثنين يدل على الثبوت وعلى الحدث وتجدده ، أي يجمع بينهما ، فلذلك تكثر المصادر في القرآن ، وهذا من بلاغة القرآن .

معنى التأويل في اللغة :
هو أصله مصدر من آل يؤول تأويلا ، وهو دائر بين معنيين رئيسيين :
1/ التفسير ، وهذا ظاهر جدا في آية آل عمران : {[FONT=QCF_P050] ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ
} [سورة آل عمران:7] . وكقوله تعالى : {[FONT=QCF_P239]ﯭ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯮﯯ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯰ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯱ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯲ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯳ[/FONT][FONT=QCF_P239]ﯴ[/FONT]} [سورة يوسف:36] أي : تفسير الرؤيا .
2/ وهو ظاهر في القرآن وإليه ترد أكثر الصور بمعنى : العاقبة ([1]) كقوله تعالى :{[FONT=QCF_P157]ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ [/FONT]} [سورة الأعراف:53] . أي عاقبته .
القراءات فيه : لا توجد فيه قراءات .

الفرق بين التأويل والتفسير :
1/ في المعاجم ليس واضح الفرق ، بل قال بعضهم : إن جمهور السلف أنهما بمعنى واحد ، ولذلك يكثر في أسماء تفاسير بمعنى التأويل كتفسير الطبري .
2/ جمهور المتأخرين على أن فيهما فرق ويظهر والله أعلم من خلال التتبع أن الفرق لازال غامضا ويحتاج إلى دليل ، نذكر بعض الفروق :
أ ـ وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، قال: التأويل هو التفسير المذموم ، ولذلك نلاحظ ابن كثير إذا أراد أن يرد قول يقول هذا تأويل مذموم ولا يقول تفسير .
ب ـ قول الراغب الأصفهاني: أن التأويل ما استخرج بلطف ، والتفسير هو الذي يكون ظاهر، وهذا أيضا يحتاج إلى دليل . والأظهر أن معناهما متقارب .

([1]) ويدخل فيه الجزاء والمرجع ، كلها بمعنى واحد .


[/FONT]
([1]) اسمه محمد حسين الطبطبائي كويتي ويظهر والله أعلم أنه شيعي ، له تفسير اسمه ( الميزان في تفسير القرآن ) 30 مجلد مطبوع ، متقدم وتفسيره قيم لكن عليه ملاحظات .
 
تفريغ لمحاضرات الشيخ في الجامعة ، وهي مادة مقررة ( مناهج المفسرين ) .

تنوية :

الهوامش عبارة عن استطرادات للشيخ حفظه الله .
 
عودة
أعلى