بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الفرد الصمد الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ، المنان بديع السماوات والأرض، ليس له مثيل ولا شبيه ، لا معقب لحكمه ، ولا رادَّ لأمره ، له الحمد في الأولى والآخرة ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : فمن خلال مدارستي لعلم الوقف والابتداء لفترة من الزمن لاحظت أن هذا العلم يحتاج إلى كل العلوم ، سواء اللغوية كالنحو، البلاغة، أم الشرعية كالتفسير وعلومه، والفقه وأصوله، والحديث وعلومه ، والسير والقصص .. إلخ ، ويحتاج إلى مدارسة وتأصيل قد يحتاج إلى فترة من الزمن بحسب قوة الدارس اللغوية والتفسيرية ، وقد حاولت قصارى جهدي الأخذ بأسباب التيسير– مع تقصيري وقلة حيلتي ، وضعف قوتي - وقلة بضاعتي- ، ويعلم الله أنني لست أهلاً للخوض في هذا العلم الغزير بعلومه وفنونه ، الممتلئ بمهارته، فإن أصبت من الله الكريم المنان ، وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان ، وقد وضعت خطة لـسلسلة منهجية متدرجة لدراسة علم الوقف والابتداء، أسميتها سلسلة : (( دراسة علم الوقف والابتداء )) ، اقتبستها من كتابي (زاد المقرئين – رسالة أضواء البيان)، لتكون بمثابة بداية انطلاق لدراسة هذا العلم . وهذه السلسلة كما يلي:
المستوى الأولى: الوقف الاختياري (الذي بين أيدينا).
المستوى الثاني: الوقف اللازم .
المستوى الثالث: الوقف على (كلا وبلى ونعم ).
وستتوالى بمشيئة الله باقي السلسلة ، ومن المصادر التي تم الرجوع إليها :
1- إيضاح الوقف والابتداء، للعلامة: أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي - رحمه - الله -، المتوفى عام / 328 هـ .
2- القطع والائتناف، للعلامة: أبي جعفر النحاس – رحمه الله - المتوفى عام: 338 هـ .
3- المكتفى في معرفة الوقف والابتداء ، للإمام أبي عمرو الداني
- رحمه الله - المتوفى عام:444 هـ .
4- علل الوقوف للعلامة، محمد بن طيفور السجاوندي - رحمه الله - ، المتوفى عام:560 هـ .
5- المقصَد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء ، لشيخ الإسلام/ زكريا بن محمد الأنصاري- رحمه الله - المتوفى عام:926 هـ.
6- منار الهدى في بيان الوقف والابتداء للشيخ/أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني –رحمه الله – من علماء القرن الحادي عشر الهجري.
وقد كان كتاب المكتفى للإمام الداني – رحمه الله تعالى - العمدة في اختيار الكثير من التبريرات المذكورة في هذا الكتاب .
ومن المصادر التي استفدت منها لقاءات أجريتها مع ثلة من القراء المعاصرين حفظهم الله أجمعين (1) ، ومن المصاحف التي تم الرجوع إليها :
1 ـ مصحف المدينة المنورة، مجمع الملك فهد .
2 ـ مصحف الفتح، دار الفجر ( دمشق) .
3 ـ مصحف الحرمين، ( الشمرلي ) القاهرة .
4 ـ مصحف الأزهر الشريف ، المطابع الأميرية .
وهذه الرسالة خاصة بـرواية حفص عن عاصم ، ولذلك لم أتطرق إلى أثر اختلاف القراءات على الوقف والابتداء .
وبعد، فالكمال عزيز، وهذا عمل بشري لا يخلو من نقص، فإن أصبنا فمن الله الكريم، وإن أخطأنا فمن أنفسنا المقصرة والشيطان أعاذنا الله منه.
أسأل الله - جل وعلا - أن يجعل هذا العمل مفتاح خير لراغبي هذا العلم ، ويرزقنا منه الثواب الأوفى ، وأن يعيننا على استكماله على الوجه الذي يرضيه عنا ، إنه مولانا القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .
(1) كالشيخ رزق خليل حبة ، والدكتور عبد العزيز القارئ، والشيخ إبراهيم الأخضر ، … وغيرهم انظر: زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين: ص: 151.
موضوعات الرسالة
أولاً : مقدمة عن الوقف والابتداء
ثانيًا : أنواع الوقف الاختياري
ثالثًا : الوقف القبيح
رابعًا : القطع والابتداء
خامسًا : الابتداء المتعين
سادسًا : اختبار شامل
أولاً:مقدمة عن الوقف والابتداء : وتشتمل على :
1 - أهمية دراسة الوقف والابتداء .
2 - تعريفه وأنواعه .
3 - مقدمة عن الوقف الاختياري .
4 - قواعد في المتعلقات اللفظية .
- أهمية دراسة الوقف والابتداء
يُعد الوقف والابتداء من الموضوعات الهامة لحملة القرآن الكريم ، حيث أوجب المتقدِّمون على القارئ معرفة الوقف والابتداء .
سئل الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى : " وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلا" { المزمل:4 }، فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ، قال ابنُ الجزري: ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته (1) ، وقال في مقدمته :
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ لابُدَّ مِنْ مّعْرِفَةِ الوقُوفِ
وقال ابن الأنباري: من تمامِ مَعرفةِ القرآن معرفةُ الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدلُّ دليل على وجوبِ تعلُّمِه وتعلِيمه اهـ (2).
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه أنه قال لرجل معه ناقة : أتبيعها بكذا فقال : (( لا عَافَاكَ اللهُ )) ، فقال: لا تقل هكذا ! ، ولكن قل: (( لا وَعَافَاكَ اللهُ )) ، فأنكر عليه لفظه ، ولم يسأله عن نيته )) أ .هـ (3).
وقال أبو جعفر النحاس – رحمه الله تعالى - : (( وقد كره إبراهيم النخعي أن يقال: لا، وَالحمْدُ للهِ ، ولم يكره: (( نعم، والحمد لله )) (4).
(1) انظر: النشر: ص:225 .
(2) انظر: منار الهدى: ص: 5 – 6 ، هداية القارئ: ص:365 .
(3) انظر: القطع والائتناف: ص: 94، والمكتفى: ص: 58 .
(4) انظر: القطع والائتناف : ص: 31 .
* فنون علم الوقف والابتداء :
قال ابن مجاهد: لا يقوم بالتمام في الوقف إلا:
1- نحويّ .
2- عالم بالقراءات .
3- عالم بالتفسير .
4- عالم بالقصص ، وتخليص بعضها من بعض .
5، 6- عالمٌ باللغة التي نزل بها القرآن ، وكذا علم الفقه (1).
* الوقف بحر لا يدرك ساحله: جاء في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة : وقد صار هذا الشأن عِلمًا جليلا ، صُنفت فيه المصنفات ، وحُرِّرت مسائله وغوامضه، إلا أنه مع ذلك يعد مجالاً واسعًا لإعمال الفكر والنظر ، لأنه ينبني على الاجتهاد في فهم معاني الآيات القرآنية واستكشاف مراميها، وتجلية غوامضها .
وذكر التقرير العلمي كذلك أن الوقف والابتداء بحرٌ لا يدرك ساحله ، ولا يوصل إلى غوره ، وإنَّ اللجنة بذلَتْ جهدها قدر الوسع والطاقة ، وحرَّرتْ ما أمكن لها تحريره من الوقف دون أن تدعي حصر ذلك ولا بلوغ الكمال فيه ، إذ بقي فيه مجال لأهل العلم ممن أوتي حظًا من العلوم التي ذكرها ابن مجاهد، أن يتكلم فيه (2).
1) القطع والائتناف: ص: 94 ، والمكتفى: للإمام أبي عمرو الداني: ص: 58 (2) التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية: 1405هـ ص: 49 .
أسأل الله أن ينفعنا بالعلم النافع ويجعله حجة لنا لا علينا
المرجع : سلسلة الوقف والابتداء ( الوقف الاختياري) لـ جمال القرش
يتابع بإذن الله تعالى
اصطلاحًا : هو عبارة عن قطع الصوت عند آخر الكلمة زمنًا ما ، فيتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .
* أنواعه: خمسة : (اختباري - اضطراري - اختياري - تعريفي - انتظاري) .
النوع الأول: الاختباري :
هو ما يطلب من القارئ بقصد الامتحان ، كالمقطوع والموصول ، والمحذوف من حروف المد ، والتاءات المبسوطة .
حكمه : الجواز بشرط أن يبتدئ الواقف بما قبله مِمَّا يصلح الابتداء به.
النوع الثاني: الاضطراري : هو ما يعرض للقارئ بسبب ضرورة ألجأته إلى الوقف ، كـ ( ضيق النفس ، أو العطاس ، أو القيء ، أو غلبه البكاء ، أو النسيان) .
حكمه : يجوز الوقف - وإن لم يتمَّ المعنى - وبعد ذهاب الضرورة التي ألجأته إلى الوقف على هذه الكلمة ، فليبتدئ مِمَّا قبلها ، مِمَّا يصلح البدء به
النوع الثالث : الاختياري : هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة في الوقف الاختباري أو الاضطراري .
النوع الرابع : التعريفي : وهو ما تركب من الاضطراري ، والاختباري ، كأن يقف لتعليم قارئ ، أو لإجابة ممتحن ، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف .
النوع الخامس : الانتظاري : وهو الوقف على كلمات الخلاف ، لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة ، بجمع الروايات .
والوقف الاختياري: هو المعني والمقصود في هذه الرسالة ، والذي سيكون عليه مدار الرسالة - بإذن الله العلي الكبير المتعال - نسأله جل شأنه التوفيق والسداد وحسن القول والعمل .
والله الهادي إلى سواء السبيل
المرجع : سلسلة الوقف والابتداء ( الوقف الاختياري) لـ جمال القرش
* تعريفه : هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة في الوقف الاختباري أو الاضطراري .
* أنواعه :
قال الإمام الداني: (( ينقسم الوقف عند أكثر القراء إلى أربعة أقسام)) : (( تام - وكاف - وحسن - وقبيح )) أ هـ (1) .
وهو قول الإمام ابن الجزري – رحمه الله- في مقدمته ، قال رحمه الله:
وَبَعْــدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُـــرُوفِ لابُـدَّ مِـنْ مَعْرِفَــةِ الْوُقُـــوفِ
وَالابْتِــدَا وَهِيَ تُقْسَـــمُ إِذَنْ ثَلاثَـــةٌ تَــــامٌ وَكَـــــــافٍ وَحَســــــــَنْ
وَهْيَ لِمَــا تَمَّ فِإِنْ لَمْ يُوجَــدِ تَعَلُّـقٌ أَوْ كَانَ مَعْنـًى فَابْـتَدِي
فَالتَّـامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ
وَغَيـْـرُ مَــا تَـمَّ قَبِيـحٌ وَلَــــهُ يُوقَـفُ (2) مُضْطَـرًّا وَيُبْـدَا قَبْلــَـهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ(3) وَلا حَرَامٍ غَيْـرَ مَالَـهُ سَـبَـبْ
(1) انظر: المكتفى في معرفة الوقف والابتداء للإمام/أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ، المتوفى سنة 444 هجرية مؤسسة الرسالة: ص: 57 .
(2) وفي نسخة: وله الوقف .
(3) وفي نسخة: وقف يجب .
* والمختار لدينا في هذه الرسالة : أن الوقف الاختياري خمسة أنواع:
( لازم - وتام - وكاف - وحسن - وقبيح )
وهو مدار الرسالة باستثناء الوقف اللازم فقد أفردت له رسالة خاصة في المستوى الثاني بمشيئة الله تعالى لأهميته للقراء
مصطلحات الوقف عند أهل الوقف :
1- عند ابن الأنباري ثلاثة : ( تـام ، حسـن ، قـبـيـح ) إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري: ص: 149 .
2- عند ابن النحاس خمسة: ( تـام ، كاف ، حسن ، صالح ، قبيح ) القطع: ص: 19 .
3- وعند السجاوندي خمسة: ( لازم ، ورمز له بـ (مـ) ، مطلق ، ورمز له بـ (ط) جـائـز ، ورمز له بـ (ج) مـجـوز بوجـه ، ورمزه (ز) مرخـص ضـرورة ، ورمزه (ص) علل الوقوف: 1/62 .
4- وعند الأنصاري ثمانية: ( تـام ، حسـن كـافٍ ، صـالـح ، مفـهوم ، جـائـز ، بـيـان ، قـبـيـح ) انظر: المقصد للأنصاري: ص: 18 .
5 - وعند الأشموني خمسة: ( تام وأتم ، كاف وأكفى ، وحسن وأحسن ، صالح وأصلح ، قبيح وأقبح ) . انظر: منار الهدى: ص: 24 .
الوقف على رؤوس الآيات سنة متبعة ، والدليل: ما ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة - رضي الله عنها - أَنَّهَا سُئلَتْ عَنْ قِرَاءةِ رَسُولِ اللَّهِ × فَقَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً + بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، + الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ، + الرَّحْمَنِ الرَّحِيم " ، + مَالِكِ يَوْمِ الدِّين "(1) ، وهذا أصل معتمد في الوقف على رؤوس الآي.
قال الإمام ابن الجزري - رحمه الله -: إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ ، ويمكن تلخيص الأحكام إجماليًا كما يلي :
1 - الوقف اللازم: يلزم الوقف عليه ، ويحسن الابتداء بما بعده .
2-3 الوقف التام ، و الكافي: يحسن الوقف والابتداء .
4 - الوقف الحسن: يحسن الوقف وفي الابتداء فيما بعده تفصيل.
5- الوقف القبيح: لا يجوز الوقف ولا الابتداء .
وسيأتي التفصيل عن ذلك بمشيئة الله العلي الكبير المتعال .
(1) رواه أبو داود كتاب الحروف والقراءات / 4001 ، والترمذي كتاب القراءات/2927
* حكم التقيد بعلامات المصاحف :
حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ - وفقه الله تعالى- (1) .
قال: رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز ، وإلا لكثر ذلك في المصحف ، وشوش على قارئ القرآن ، إنما وضعت على مواضعَ منتقاة ، إمَّا من أجل التنبيه إليها ، أو من أجل حاجتها الماسَّة إلى بيان حكم الوقف فيها ، ولا يَعني هذا ! أنَّ باقي المواضع ما دام لم يوضع عليها رمز لا يوقْف عليها ، فهذا قياس غير صحيح ، أما باقي المواقف ، أو باقي المواضع في القرآن ، المرتِلُ بنفسه يقيسها على ما وُضع عليه رمز الوقف ، فيكون القارئ قد تمرَّس بفهم المعاني، وإدراك فواصل المعاني ، فعندئذ يتولى هو تحديد مواضع الوقف ، ورموزها(2).
1) عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة سابقًا، ورئيس لجنة مصحف المدنية المنورة .(2)انظر: أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: ص: 23 ، واستمع إلى رسائل زاد المقرئين الصوتية دار الهجرة للنشر والتوزيع ، شريطي ( لقاء مع ثلة من أعلام القراء ) .
يقوم هذا العلم على عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية ، ونعني بهذا الفصل اللغوي ، الذي يقوم على دراسة القواعد النحوية ، مثال ذلك:
* عدم الفصل بين المبتدأ وخبره .
من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ كلَّ مبتدأ لابد له من خبر ، فلا يكون هناك مبتدأ إلا وله خبر ، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية ، فلو فصل بينهما لانقطعت العلاقة اللفظية التي لا يفهم الكلام بدونها .
* عدم الفصل بين اسم إن وخبرها
من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ (إنَّ وأخواتها) لا بد لها من متعلقين هما: (اسمها وخبرها) ، فلا يكون اسم (إن) بدون خبر (إن) ، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية .
* عدم الفصل بين الفعل وفاعله
فكل فعل لا بد له من فاعل ، فلا يكون فعل إلا وله فاعل ظاهرًا كان ، أو مقدرًا ، وهذا الارتباط يسمى بالعلاقة اللفظية ، وسـتأتي أمثلة مفصلة عن ذلك .
نماذج في عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية
1- لا يفصل بين المبتدأ وخبره
مثال الوقف على : + الصَّلاةَ "
من قوله تعالى: + الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون " البقرة: 3: 5 .
لا يجوز الوقف على أي موضع فيما سبق اختيارًا ، سواءٌ أكان على كلمة + الصَّلاَةَ " أم غيرها ، إن اعتبر + الذين " مبتدأ ، والخبر + أُولَئِكَ عَلَى هُدًى.. " لعدم جواز الفصل بين المبتدأ والخبر(1).
2- لا يفصل بين اسم (إن َّ) وخبرها
مثال الوقف على: + دَابَّةٍ "
من قوله تعالى: + إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ {لا} وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " البقرة:164.
لا وقف على + دَابَّةٍ " لأن اسم (إن) لم يأت بعد وهو+ لآيَاتٍ ..".
3- لا يفصل بين الفعل وفاعله
مثال الوقف على: + وَالآصَال "
من قوله تعالى: + فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ " النور: 37 (1).
لا وقف : لأن ما بعدها فاعل للفعل + يُسَبّحُ " .
ولأجل التيسير: يمكن أن يستخدم الشيخ هذا الأسلوب أثناء قراءة الدارسين عليه حينما يقفون وقفًا لا يجوز ، لبيان التعلق اللفظي .
يطرح سؤالا: مَن الذي يُسبحُ فيها ؟
فالإجابة: + رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ " .
4 - لا يفصل بين الفعل والمفعول .
مثال الوقف على: + لا يَهْدِي "
من قوله تعالى: + إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الأحقاف: 10.
لا وقف : لأن + الْقَوْمَ " مفعول به للفعل + يهدي " .
ولأجل التيسير وتقريب المراد ، يمكن طرح سؤال الله لا يَهْدِي مَن؟
فيقال: + الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " .
ومثال الوقف على: + أَوْثَاناً "
من قوله تعالى: + وَقَالَ إِنّمَا اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً {لا} مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا ثُمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ " العنكبوت: 25.
لا وقف : لأن ما بعدها مفعول لأجله لـ + اتّخَذْتُم".
ولأجل التيسير يسأل: + اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً " لأجل ماذا ؟
فيقال: + مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا "
لا وقف : لأنه لا يفصل بين فعل الشرط وهو + اتَّبَعْتَ " ، وجوابه وهو + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ ".
والابتداء بـ + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ " يوهم بأنه حكم على الرسول× بأنه ليس له من الله من ولي وحاشاه × فالكلام مشروط باتباع أهوائهم .
ولأجل التيسير : يمكن طرح سؤال: ما جزاؤه إن اتبع أهواءهم ؟
فيقال: + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ " .
لا وقف: لأن الفاء في + فَأَفُوزَ.." واقعة في جواب التمني .
ولأجل التيسير، يمكن طرح سؤال: لماذا يتمنى الكافر أن يكون معهم؟
فيقال: + ليفوز فَوْزًا عظيمًا " ، فالكلام مازال متعلقًا .
لا وقف : لئلا يفصل بين اسم (كان) وهي قوله : + أُسْوَةٌ " وخبرها وهي قوله: + فِي رَسُولِ اللَّهِ" .
ولأجل التيسير ، يمكن طرح سؤال: ماذا لنا في رسول الله ؟
فيقال: + أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمنْ كانَ يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِرَ " .
8 - لا يفصل بين الصفة والموصوف وإن تعددت
مثال الوقف على: + قَوْمًا "
من قوله تعالى: + وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا {لا} اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا " الأعراف: 164 .
لا وقف : لأن جملة: + اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ .. " نعت لـ + قَوْمًا " .
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال ما صفة القوم؟
فيقال : + اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا " .
لا وقف : لأن جملة: + يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ " صفة لـ + شَجَرَةٍ " (الصفة الخامسة) لأن هذه الآية تحتوى على عدة صفات للشجرة :
الأولى: مُبَارَكَةٍ . الثانية: زَيْتُونَةٍ .
الثالثة: لا شَرْقِيَّةٍ . الرابعة: ولا غَرْبِيَّةٍ ، بالعطف.
ولتقريب المراد: يمكن قول لا تقف حتى تكمل صفة الشجرة + يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ" .
9 - لا يفصل بين القسم وجوابه
الوقف على: + نُذْراً "
من قوله تعالى: +وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * والنّاشِرَاتِ نَشْرا* فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً *إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" المرسلات: 6
لا وقف على +نُذْراً" لأن جملة: +إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" جواب القسم ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما جواب القسم؟
فيقال: + إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ " (1) .
(1) باعتبار التعلق اللفظي ، أما باعتباره رأس آية فيجوز الوقف، وأما القطع فلا يجوز .
لا وقف: على أي موضع، لأن هذه الجمل تنتظر اسم إن + لآيَاتٍ." وقوله: + في خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ " خبر إن متقدم .
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال : ماذا في خلق السموات ؟
فيقال: + لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " ، أي : علامات لأصحاب العقول ليتفكروا ويبصروا .
لا وقف: لأن + مّا " زائدة مؤكدة فلا يعتد بها ، ولأن + بَعُوضَةً " بدل من قوله: + مَثَلاً " فلا يقطع منه .
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما المثل الذي لا يستحي الله أن يضربه؟ فيقال: + بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " .
13- لا يفصل بين الحال وصاحبه
من قوله تعالى: + لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا {لا} إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ " آل عمران: 181.
لا وقف : لأن ما بعده من مقول ما قبله .
ومثال الوقف على: + وقالُوا "
من قوله تعالى: + وَقَالُوا {لا} اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا " مريم: 88.
لا وقف : لأن ما بعده من مقول ما قبله ، والمثالين السابقين من أبشع صور الوقف القبيح ، لما يترتب عليهما من إيهام معنى مخل بالأدب مع الله .
15 - لا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه
مثال الوقف على: + حُجَّةٌ "
من قوله تعالى: + لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ {لا} إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم " البقرة: 150 .
لا وقف : لأن ما بعد + حُجَّةٌ "، وهو + إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا " مستثنى مما قبله (1) .
16 - لا يفصل بين الجار والمجرور ومتعلقه
مثال الوقف على: + وَإِرْصَادًا "
من قوله تعالى: + وَإِرْصَادًا{لا} لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " التوبة:107.
لا وقف : لأن اللام في+ لِمَنْ " متعلقة بالمصدر + وَإِرْصَادًا " .
17 - لا يفصل بين نائب الفاعل وفعله
مثال الوقف على: + فِيهِ "
من قوله تعالى: +شهر رمضان الَّذِي أُنْزِلَ فِيه{لا}القرآن" البقرة: 185.
لا وقف : لأن + القرآن " نائب فاعل للفعل + أُنْزِل " .
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما الذي أنزل في شهر رمضان؟
يستثنى من ذلك : إذا كان الاستثناء منقطعًا بمعنى ( لكن ) فيجوز الابتداء به كقوله تعالى : + يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُون * إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " النمل: 10-11، أي : لكن من ظلم ثم بدل حسنًا … ) .
والاستثناء المنقطع : ( ما كان المستثنى من غير جنس المسثنى منه) ، ويبتدأ به ، ويكون بمعنى ( لكن) .
قال النحاس: تام لأن + إِلا مَنْ ظَلَمَ.. " استثناء منقطع ليس من الأول ، فهو بمعنى لكن .
المرجع : سلسلة الوقف والابتداء [1-3] ( الوقف الاختياري) دار ابن الجوزي
قال الإمام ابن الجزري : رحمه الله تعالى :
(( قول الأئمة: لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه ، وعلى الفعل دون الفاعل ، ….إلى آخر ما ذكروه ، إنما يريدون بذلك الجواز الأدائي وهو الذي يحسن في القراءة، ويروق في التلاوة . ولا يريدون بذلك أنه حرام ، ولا مكروه ، ولا ما يؤثم عليه ، بل أرادوا بذلك الوقف الاختياري ، الذي يبتدأ بما بعده ، وكذلك لا يريدون بذلك أنه لا يوقف عليه ألبتة ، فإنه حيث اضطر القارئ إلى الوقف على شيء من ذلك باعتبار قطع النفس ، أو نحوه من تعليم أو اختبار جاز الوقف بلا خلاف عند أحد منهم ، ثم يعتمد في الابتداء ما تقدم من العود إلى ما قبل ، فيبتدئ به ، اللَّهُمَّ إلا من يقصد بذلك تحريف المعنى عن مواضعه، وخلاف المعنى الذي أراده الله تعالى ، فإنه - والعياذ بالله - يحرم عليه ويجب ردعه بحسبه على ما تقتضيه الشريعة المطهرة ، والله تعالى أعلم )) ا.هـ (1). انظر: النشر: 1/230-231 .
بارك الله فيكم شيخنا ، وزادكم من فضله ، وجعل ما تقدموه في ميزان حسناتكم يوم القيامة .
هل تأذنون لنا سيدنا ببعض الوقفات إن كان لديكم وقت وإلا فجزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم شيخنا
شيخى لا أجد نقطة رقم (20) من صور عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية في مجال الوقف والابتداء ...
نفع الله بكم وتقبل منكم
بارك الله فيك ونفع بكم
من أبرز أهداف تعلم الوقف والابتداء
عدم الخلط بين المعاني
الوقف عند الفواصل التي تعطي معنى صحيح
دفع توهم غير مراد حال الوصل وهو الوقف اللازم
عدم الوقوف على معنى قبيح لا يؤد فائدة، او يخل بالمعنى، أو بالعقيدة. وقال ابن الأنباري: من تمامِ مَعرفةِ القرآن معرفةُ الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدلُّ دليل على وجوبِ تعلُّمِه وتعلِيمه اهـ (2). وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه أنه قال لرجل معه ناقة : أتبيعها بكذا فقال : (( لا عَافَاكَ اللهُ )) ، فقال: لا تقل هكذا ! ، ولكن قل: (( لا وَعَافَاكَ اللهُ )) ، فأنكر عليه لفظه ، ولم يسأله عن نيته )) أ .هـ (3).
[FONT="]� تعلن الأكاديمية الدولية لتأهيل المجازين
�عن فتح برنامج لأول مرة مع نخبة من الشيوخ والشيخات.
١- إجازات بسند متصل إلى رسول الله
٢- ختمة تصحيح تلاوة
وعلى الذين يرغون في الحصول على إجازة إرسال السيرة الذاتية
الاسم /البلد / مقدار الحفظ
والمسار المطلوب( ١ - ٢ )
على الواتس https://wa.me/201127407676
00201127407676.
وفقكم الرحمن الرحيم[/FONT]