د. جمال القرش
Member
محاضرتين في الدعاء ( شروطه - منهياته - )
OLOR=Navy]1- شروط قبول الدعاء[/COLOR]undefined
(أ) - إخلاص الدعاء لله وحده
قَالَ تَعَالَى: هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ غافر :65 .
الدعاء يعني : الاستعانةَ باللهِ واللجوءَ إليه وحدَهُ، وإظهارَ الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة، والاعتقادَ الجازمَ بأنَّه المدبِّرُ وحدَه، لهذا الكونِ .
- فالملكُ له، قَالَ تَعَالَى: فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى النجم :25.
- والأمرُله، قَالَ تَعَالَى: لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ الروم: 4،
- والحكمُ له، قَالَ تَعَالَى: واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِالرعد: 41،
- والشفاعةُ له، قَالَ تَعَالَى: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا الزمر : 44 .
- والهدى له، قَالَ تَعَالَى: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ النور : 35 .
- والنفعُ والضرُّ بيده، والغيب له، قَالَ تَعَالَى:قُلْ لا أَمْلكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ الأعراف:188 فكيف يرجى غير الله جلَّ ذكره ؟!!!
- والنصر من عنده، قَالَ تَعَالَى: وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ آل عمران :126 .
- والملكوت له، قَالَ تَعَالَى:فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍيس:83 . - والقهر له، قَالَ تَعَالَى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ الأنعام: 61 .
وَقَالَ تَعَالَى:إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون آل عمران: 47
- له خزائن كل شيء، قَالَ تَعَالَى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ المنافقون : 7، فكيف يسأل غيره ؟!!!
- لا يكشف الضر إلا الله، قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ يونس : 107، فكيف يدعى غيره ؟!!!
- ولا يكشف الكرب إلا الله، قَالَ تَعَالَى: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ الأنعام : 64 فكيف يسأل غيره ؟!!!
- ولا يكشف السوء إلا الله، قَالَ تَعَالَى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ النمل : 62، فكيف يستغاث بغيره ؟
- ولا يشفي إلا الله، قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ الشعراء : 80
فكيف يتوكل على غيره ؟!!!
- ولا يرزق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ سبأ :24، فكيف يتوكل على غيره ؟!!!
فمن دعا غير الله في جلب نفع أو دفع ضر فقد جعل مع الله شريكًا له .
قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ المؤمنون : 117 .
وقال جل ذكره: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا الإسراء : 56 .
(ب) - أكل الحلال
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! " مسلم / 1015 .
(ج) - ترك الاعتداء في الدعاء
قَالَ تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الأعراف: 55
2- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ أنه سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ مِنْ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي قَالَ: فَقال لَهُ: يَا بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْهُ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ" حم . وانظر الصحيح المسند للعدوي / 298 .
(د) - الصدق في الدعاء
3- عنْ سَهْلِ بنِ حنيفِ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ" مسلم/ 1909 .
(هـ) - الثقة بالله وحسن الظن به
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: قال الله عز وجل: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي.." ق . البخاري . رقم/ 7405. ومسلم /2675
حسن الظن بالله دليلٌ على قوة الرجاءِ والتفويض، والاعتقاد بأنَّ خزائنَ الله لا تنفد .
5- عن أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ فِيمَا رَوي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَّهُ قَالَ : …يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجنَّكُمْ؛ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ؛ فَسَأَلُونِي؛ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي؛ إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ .. " مسلم / 2577 .
أما سوء الظن فهو من شيم أهلِ الضلالِ، قَالَ تَعَالَى:وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ الحجر : 56
من كتاب زاد الذاكريين من الأذكار والأدعية لجمال القرش
تابع المحاضرة الثانية في الدعاء
جُعلت مباركًا أينماكنت
2- منهيات الدعاء
(أ) - الدعاءُ بإثم أو بقطيعة رحم
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" يُسْتَجَابُ للعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإثِمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ.. " مسلم / 2735 .
(ب) - الدعاءُ على نفسِه وولده وماله
2- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قال رسول الله :
" لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاء؛ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " مسلم / 3014
(ج) - الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
3- عَنْ أَنَسِ أَنَّ النَّبِيَّ عَادَ رَجُلا قَدْ جُهِدَ، حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقال لَهُ: "أَمَا كُنْتَ تَدْعُو؟! أَمَا كُنْتَ تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ؟!" قال:كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ! مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ؛ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا؛ فَقال النَّبِيُّ
:"سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّكَ لا تُطِيقُهُ – أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلا كُنْتَ تَقُولُ:
" اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار" مسلم / 2688،
حَسَنَةُ الدنيَا: العلمُ والعبادة، وحسنةُ الآخرةِ : الجنة .
(د) - تعليق الدعاء بالمشيئة
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" لا يَقُولَنَّ أَحَدُكمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ " ق. البخاري6339. مسلم/2679
(هـ) - استبطاء الإجابة
5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ دَعَوْتُ؛ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي" ق ، البخاري / 6340، مسلم / 2735 .
(و) - قصر الدعاء وتَحجيره
6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي صَلاةٍ، وَقُمْنَا مَعَهُ فَقال أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا؛ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ قَالَ : للأَعْرَابِيِّ: " لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا " يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ . البخاري / 6010 .
(ز) - السجع في الدعاء
7- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ... فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنِ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ، يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ الاجْتِنَابَ. البخاري / 6337 .
السَّجْع: هو الكلام المقفى غير الشعر، وذلك لما فيه من التكلف المانع للخشوع في الدعاء .
(ح) - تمني الموت
8- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: قال النَّبِيُّ :
" لا يَتَمنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لابُدَّ فَاعِلا؛ فَلْيَقُلْ:
" اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " ق . البخاري / 5671، مسلم / 2680 .
(ط) - الجهر والصياح بالذكر والدعاء
قَالَ تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الأعراف : 55 .
ذكر المفسرون من صُور الاعتداء في الدعاء رفع الصوت بالدعاء صارخًا .
قَالَ تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ سورة الأعراف : 205 .
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ: أي: تسمع نفسك، ولا تصرخْ بِهِ صُراخًا، أي : متضرعًا وخائفًا، ومتكلمًا بكلام هو دُونَ الجهْرِ مِنَ القَوْلِ {زبدة التفسير 226} .
9- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقال النَّبِيُّ :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا؛ إِنَّهُ مَعَكُمْ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ ،وَتَعَالَى جَدُّهُ " ق البخاري/ 2992، مسلم/ 2704،
ارْبَعُوا : اخفضوا أصواتكم بالدعاء والتكبير.
من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة / ل جمال القرش
OLOR=Navy]1- شروط قبول الدعاء[/COLOR]undefined
(أ) - إخلاص الدعاء لله وحده
قَالَ تَعَالَى: هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ غافر :65 .
الدعاء يعني : الاستعانةَ باللهِ واللجوءَ إليه وحدَهُ، وإظهارَ الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة، والاعتقادَ الجازمَ بأنَّه المدبِّرُ وحدَه، لهذا الكونِ .
- فالملكُ له، قَالَ تَعَالَى: فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى النجم :25.
- والأمرُله، قَالَ تَعَالَى: لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ الروم: 4،
- والحكمُ له، قَالَ تَعَالَى: واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِالرعد: 41،
- والشفاعةُ له، قَالَ تَعَالَى: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا الزمر : 44 .
- والهدى له، قَالَ تَعَالَى: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ النور : 35 .
- والنفعُ والضرُّ بيده، والغيب له، قَالَ تَعَالَى:قُلْ لا أَمْلكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ الأعراف:188 فكيف يرجى غير الله جلَّ ذكره ؟!!!
- والنصر من عنده، قَالَ تَعَالَى: وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ آل عمران :126 .
- والملكوت له، قَالَ تَعَالَى:فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍيس:83 . - والقهر له، قَالَ تَعَالَى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ الأنعام: 61 .
وَقَالَ تَعَالَى:إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون آل عمران: 47
- له خزائن كل شيء، قَالَ تَعَالَى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ المنافقون : 7، فكيف يسأل غيره ؟!!!
- لا يكشف الضر إلا الله، قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ يونس : 107، فكيف يدعى غيره ؟!!!
- ولا يكشف الكرب إلا الله، قَالَ تَعَالَى: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ الأنعام : 64 فكيف يسأل غيره ؟!!!
- ولا يكشف السوء إلا الله، قَالَ تَعَالَى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ النمل : 62، فكيف يستغاث بغيره ؟
- ولا يشفي إلا الله، قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ الشعراء : 80
فكيف يتوكل على غيره ؟!!!
- ولا يرزق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ سبأ :24، فكيف يتوكل على غيره ؟!!!
فمن دعا غير الله في جلب نفع أو دفع ضر فقد جعل مع الله شريكًا له .
قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ المؤمنون : 117 .
وقال جل ذكره: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا الإسراء : 56 .
(ب) - أكل الحلال
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! " مسلم / 1015 .
(ج) - ترك الاعتداء في الدعاء
قَالَ تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الأعراف: 55
2- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ أنه سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ مِنْ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي قَالَ: فَقال لَهُ: يَا بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْهُ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ" حم . وانظر الصحيح المسند للعدوي / 298 .
(د) - الصدق في الدعاء
3- عنْ سَهْلِ بنِ حنيفِ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ" مسلم/ 1909 .
(هـ) - الثقة بالله وحسن الظن به
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: قال الله عز وجل: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي.." ق . البخاري . رقم/ 7405. ومسلم /2675
حسن الظن بالله دليلٌ على قوة الرجاءِ والتفويض، والاعتقاد بأنَّ خزائنَ الله لا تنفد .
5- عن أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ فِيمَا رَوي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَّهُ قَالَ : …يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجنَّكُمْ؛ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ؛ فَسَأَلُونِي؛ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي؛ إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ .. " مسلم / 2577 .
أما سوء الظن فهو من شيم أهلِ الضلالِ، قَالَ تَعَالَى:وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ الحجر : 56
من كتاب زاد الذاكريين من الأذكار والأدعية لجمال القرش
تابع المحاضرة الثانية في الدعاء
جُعلت مباركًا أينماكنت
2- منهيات الدعاء
(أ) - الدعاءُ بإثم أو بقطيعة رحم
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" يُسْتَجَابُ للعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإثِمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ.. " مسلم / 2735 .
(ب) - الدعاءُ على نفسِه وولده وماله
2- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قال رسول الله :
" لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاء؛ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " مسلم / 3014
(ج) - الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
3- عَنْ أَنَسِ أَنَّ النَّبِيَّ عَادَ رَجُلا قَدْ جُهِدَ، حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقال لَهُ: "أَمَا كُنْتَ تَدْعُو؟! أَمَا كُنْتَ تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ؟!" قال:كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ! مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ؛ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا؛ فَقال النَّبِيُّ
:"سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّكَ لا تُطِيقُهُ – أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلا كُنْتَ تَقُولُ:
" اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار" مسلم / 2688،
حَسَنَةُ الدنيَا: العلمُ والعبادة، وحسنةُ الآخرةِ : الجنة .
(د) - تعليق الدعاء بالمشيئة
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" لا يَقُولَنَّ أَحَدُكمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ " ق. البخاري6339. مسلم/2679
(هـ) - استبطاء الإجابة
5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
" يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ دَعَوْتُ؛ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي" ق ، البخاري / 6340، مسلم / 2735 .
(و) - قصر الدعاء وتَحجيره
6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي صَلاةٍ، وَقُمْنَا مَعَهُ فَقال أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا؛ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ قَالَ : للأَعْرَابِيِّ: " لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا " يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ . البخاري / 6010 .
(ز) - السجع في الدعاء
7- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ... فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنِ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ، يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ الاجْتِنَابَ. البخاري / 6337 .
السَّجْع: هو الكلام المقفى غير الشعر، وذلك لما فيه من التكلف المانع للخشوع في الدعاء .
(ح) - تمني الموت
8- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: قال النَّبِيُّ :
" لا يَتَمنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لابُدَّ فَاعِلا؛ فَلْيَقُلْ:
" اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " ق . البخاري / 5671، مسلم / 2680 .
(ط) - الجهر والصياح بالذكر والدعاء
قَالَ تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الأعراف : 55 .
ذكر المفسرون من صُور الاعتداء في الدعاء رفع الصوت بالدعاء صارخًا .
قَالَ تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ سورة الأعراف : 205 .
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ: أي: تسمع نفسك، ولا تصرخْ بِهِ صُراخًا، أي : متضرعًا وخائفًا، ومتكلمًا بكلام هو دُونَ الجهْرِ مِنَ القَوْلِ {زبدة التفسير 226} .
9- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقال النَّبِيُّ :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا؛ إِنَّهُ مَعَكُمْ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ ،وَتَعَالَى جَدُّهُ " ق البخاري/ 2992، مسلم/ 2704،
ارْبَعُوا : اخفضوا أصواتكم بالدعاء والتكبير.
من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة / ل جمال القرش