محمد محمود إبراهيم عطية
Member
من أهم الأمور في تأديب النفس وإلزامها طريق الحق : المحاسبة ، إذ بها يتابع حالات نفسه وانتقالها من حالة إلى أخرى ؛ فزكاة النفس وطهارتها موقوف على محاسبتها ، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح البتة إلا بمحاسبتها ؛ فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها ؛ وفي كتاب الزهد لابن أبي عاصم عن الحسن - رحمه الله : قال : إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه يقول : ما أردت بكلمتي ؟ يقول : ما أردت بأكلتي ؟ ما أردت بحديث نفسي ؟ فلا تراه إلا يعاتبها ؛ وإن الفاجر يمضي قدمًا فلا يعاتب نفسه.
ومحاسبة النفس شأن العقلاء ، وعند الترمذي وابن ماجة عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ : " الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ؛ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ " قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ " مَنْدَانَنَفْسَهُ " يَقُولُ : حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا ؛ وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ؟ ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوَّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك ؛ وقال الحسن - رحمه الله : إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه.
ولما كان أول طريق تأديب النفس هو التوبة مما سبق واستقبال ما بقي من العمر بأخذ النفس بالأدب ؛ كانت هذه المرحلة (مرحلة الانتقال ) بين محاسبتين - كما يقول ابن القيم رحمه الله - محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ، ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها ، فالتوبة محفوفة بمحاسبتين ؛ وقد دل على المحاسبة قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ [ [ الحشر : 18 ] ، فأمر سبحانه العبد أن ينظر ما قدم لغد ، وذلك يتضمن محاسبة نفسه على ذلك والنظر هل يصلح ما قدمه أن يلقى الله به أو لا يصلح .
وطريق المحاسبة كما يقول الإمام الغزالي - رحمه الله : فرابطوا أنفسهم أولا بالمشارطة ، ثم بالمراقبة ، ثم بالمحاسبة ، ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدة ، ثم بالمعاتبة .. وأصل ذلك المحاسبة ، ولكن كل حساب فبعد مشارطة ومراقبة ، ويتبعه عند الخسران المعاتبة والمعاقبة .
ومحاسبة النفس شأن العقلاء ، وعند الترمذي وابن ماجة عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ : " الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ؛ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ " قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ " مَنْدَانَنَفْسَهُ " يَقُولُ : حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا ؛ وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ؟ ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوَّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك ؛ وقال الحسن - رحمه الله : إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه.
ولما كان أول طريق تأديب النفس هو التوبة مما سبق واستقبال ما بقي من العمر بأخذ النفس بالأدب ؛ كانت هذه المرحلة (مرحلة الانتقال ) بين محاسبتين - كما يقول ابن القيم رحمه الله - محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ، ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها ، فالتوبة محفوفة بمحاسبتين ؛ وقد دل على المحاسبة قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ [ [ الحشر : 18 ] ، فأمر سبحانه العبد أن ينظر ما قدم لغد ، وذلك يتضمن محاسبة نفسه على ذلك والنظر هل يصلح ما قدمه أن يلقى الله به أو لا يصلح .
وطريق المحاسبة كما يقول الإمام الغزالي - رحمه الله : فرابطوا أنفسهم أولا بالمشارطة ، ثم بالمراقبة ، ثم بالمحاسبة ، ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدة ، ثم بالمعاتبة .. وأصل ذلك المحاسبة ، ولكن كل حساب فبعد مشارطة ومراقبة ، ويتبعه عند الخسران المعاتبة والمعاقبة .