مجتمع الدعوة الأول : المشركون وأهل الكتاب

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

(1)
عندما أرسل الله تعالى الرسول (ص) الى مكة كان بها المشركين وهم عبدة الأصنام ومنهم قبيلته قبيلة "قريش"، وعند هجرته الى المدينة كان بها المشركين وأقلية من أهل الكتاب بالمدينة (اليهود والنصارى).

المشركون كانوا يعبدون أصناما أو آلهة متعددة كاللات والعزى ومناة، ويكفرون بالله وباليوم الآخر وبالرسل وبالكتب السماوية، أو أنهم لم يسمعوا بهم .

أهل الكتاب من اليهود كانوا يؤمنون بالله وباليوم الآخر وبالملائكة والرسل السابقين وبالكتب السماوية "التوراة والزبور" – طوائف منهم لا تؤمن بعيسى عليه السلام ولا بالإنجيل.

أما النصارى فيؤمنون بالله وباليوم الآخر وبالرسل وبالكتب السماوية وبعيسى عليه السلام

فالمشركين لا يؤمنون بأى شئ أو يكفرون بكل شئ .
وأهل الكتاب يكفرون بمحمد رسولا ونبيا ويكفرون بالقرآن الكريم.

لذا كان أسلوب الدعوة لهم للإسلام مختلفا وردود أفعالهم مختلفة كما أوردها القرآن الكريم وذلك حسب معتقداتهم بطبيعة الحال.
لذا عند قراءة الآيات "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ -1- البينة
علينا أن نستحضر إختلاف المعتقدات لأولئك الكافرين.

رد فعل المشركين :

فى سورة البقرة ، وهى ثانية السور بالقرآن الكريم، ذكر الله تعالى ردود فعل المشركين لدعوة التوحيد، وبدأ بالمشركين بمكة حيث ولد ويعيش الرسول ولأن فيهم قريش قبيلة رسول الله، فالمعروف أن رسل الله يبدأون الدعوة لأقوامهم، وذكرت السورة ردود أفعالهم وهى ما بين الكفر والتكذيب والسخرية- وهى نفس ردود فعل الأقوام السابقين مع رسلهم- ولكن تفاصيل أو سبب رفض الدعوة للإيمان توزعت فى سور أخرى فى القرآن الكريم وسنوجزها لاحقا ، ولكن فى سورة البقرة نجد:

  • بعضهم كفر بقوة فقال الله تعالى للنبى سواء عليك أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون فقد ختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم.
  • كان بعضهم يخادعون المؤمنين ويدّعون الإيمان ومنهم منافقى أهل المدينة.
  • وبعضهم إذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
  • وبعضهم إذا قيل لهم آمنوا ، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء؟

وشبههم الله تعالى بمجموعة من البشر كانوا فى ظلمات، وعندما جاءهم النور واضاء ما حولهم ظلّوا هم فى نفس الظلمات صمّ بكم عمى لا يرجعون.

لذا كان أول أمر بسورة البقرة موجه الى أولئك المشركين عبدة الأصنام أن يعبدوا الله خالقهم وخالق الأرض والسماء والماء والثمرات ، وألا يجعلوا له أندادا :

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

وهى دعوة كل الرسل السابقين نوح وهود وصالح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وشعيب وموسى ويونس عليهم السلام لأقوامهم "أعبدوا الله ما لكم من إله غيره".
وقال لهم أيضا إن كنتم فى ريب مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وإن لم يفعلوا فعليهم أن يؤمنوا ليتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين.
ويسألهم أخيرا " كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ -28-

ثم جاء ذكر بداية الخلق لآدم وزوجه ، وأن الله تعالى سيبعث "الهدى" للبشر.

رد فعل المشركين تجاه دعوة الرسول (ص) فى بقية سور القرآن الكريم :
توزعت ردود أفعال المشركين :

ما يخصّ
الله تعالى :
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ-5- ص
وإختلاق فكرة التوحيد :
مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ-6- ص

الملائكة
:
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ -19-الزخرف
طلب إنزال ملك : وْلولَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نذيرا- 7- الفرقان

الرسول (ص) :
أنه بشر عادى: وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ-7-الفرقان
أنه شاعر : وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ
-36- الصافات
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ-41-الحاقة
(ينبغى الإشارة الى أن الرسول محمد (ص) هو النبى الوحيد فى القرآن الذى اتهمه قومه بأنه شاعر)
أنه كاهن :
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ-42- الحاقة
أنه ساحر :
وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
أنه كذّاب: قَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
-4-ص
أنه مجنون: وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ

إزدراءه : أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا -8-ص
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ-31-الزخرف

الكتاب
:

أساطير الأولين ساعده البعض على كتابتها :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ وقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا -4-5- الفرقان
أضغاث أحلام : بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ -5- الأنبياء
أنه شعر : وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ -69- يس
أن ينزل كاملا : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا -32 -الفرقان

اليوم الآخر :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ-67-النمل
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ-78-يس
الإستعجال بيوم الآخرة : وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا-51- الإسراء

طلبهم لآية :
فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ -5-الأنبياء
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا-90- الإسراء
قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ -48- القصص
 


(2)
رد فعل أهل الكتاب :

  • اليهود :
تناولت سورة البقرة رد فعل اليهود الذين كانوا بالمدينة بصورة مكثفة وبدأت بهم لأن رسولهم موسى عليه السلام وكتابهم التوراة هما الأقدم زمنيا من النصارى ولأنهم كانوا الأشد عداوة للرسول الكريم وللمؤمنين، وجاء ذكرهم فى السورة بعد ذكر قصة خلق "آدم وزوجه" الموجودة عندهم فى التوراة ثم هبوطهما من الجنة، ووعد الله تعالى بإرسال "الهدى" الى البشر ، فمن يتبع هدى الله فلهم الأمن والسعادة، ومن يكفر بالهدى فله عذاب النار خالدا فيها.

ورغم قبائلهم قريظة وقينقاع وبنو النضير بدأ النداء لهم بأبناء إسرائيل (
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)

ولأنهم كما هو معلوم يؤمنون بالله وباليوم الآخر، كان أول أمر لهم أن يؤمنوا بالقرآن الكريم (
وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(

وسألهم :
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟

وحذرهم أن يتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة، وهذا يعنى إيمانهم باليوم الآخر :
وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ -123-

بينما كان التحذير للمشركين سابقا (إتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين).

ثم ذكر الله تعالى حالهم مع موسى عليه السلام منذ أن أنقذهم من عذاب وإستعباد فرعون لهم، ولم تذكر السورة حادثة مولد موسى وإلقاءه فى البحر أو أى قصص أخرى كالسامرى أو قارون أو الخضر، لأن تلك القصص لم تكن هدف ومضمون السورة، بل تخصصت السورة فى رد فعلهم ولؤمهم وعنادهم وقسوتهم مع نبيهم موسى عليه السلام ومن جاء من بعده من الأنبياء وذكرت قصة البقرة التى سميت بها السورة والتى تؤكد عنادهم ولجاجتهم مع موسى عليه السلام، ليخبرهم أنه الله تعالى يعلم ما بكتابهم وأيضا كدعوة لهم ألا يسلكوا سلوك أجدادهم فى العناد واللؤم.

فكان الخطاب عن أحداث الماضى موجه لهم مباشرة هم "بضمائر المخاطب" وكأنهم هم من فعلوا كذا وكذا (إذ أنجيناكم، وإذ فرقنا بكم البحر، إتخذتم العجل، عفونا عنكم، إذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون، ثم بعثناكم بعد موتكم، وظللنا عليكم وأنزلنا عليكم المن والسلوى، وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد..إلخ) ،
بينما فى بقية السور كان السرد عن بنى إسرائيل بصورة عادية (بضمائر الغائب) لقصة موسى وفرعون وقوم موسى والسامرى وقارون إلخ.

وأراد الله أن يقول للرسول (ص) أن ذلك هو ديدنهم مع الرسل السابقين إما أن يعصونهم أو يكذبونهم أو يقتلونهم، وقال تعالى للمؤمنين أتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد وصلت بهم الجرأة فى الماضي أن يحرّفوا كلام الله من بعد ما عقلوه!.

وكانوا إذا لقوا المؤمنين يقولون لهم آمنا، وإذا خلا بعضهم الى بعض قالوا لماذا تحدثونهم بكتابكم ليحاجوكم به؟!
وسألهم الله : ألا تعلمون من كتابكم "التوراة" أن الله يعلم السر والعلن؟
"أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ"

وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)
كما أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.

وذكّرهم الله تعالى بعيسى عليه السلام ومحاولتهم قتله رغم الآيات التى أتى بها لأنه لم يرق لهم (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)

ولمّا جاءهم القرآن المصدّق لكتابهم عرفوه وكفروا به، رغم أنهم قبله كانوا يدعون الناس للإيمان بالله تعالى.

إذا : لقد كذب اليهود دعوة محمد (ص) - رغم أنهم عرفوها - حسدا وعنادا وبغيا أن ينزل الله كتابه على من يشاء من عباده.
وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 109-

ويقولون نؤمن بما أنزل علينا فقط ونكفر بما بعده.

وسألهم الله : إذا لماذا قتلتم أنبياءكم؟ ولما إتخذتم العجل إلها رغم أن موسى جاءكم بالبينات؟!
وإذا كانت لكم الدار الآخرة فتمنوا الموت، ولن تتمنوه أبدا ، ولأنكم تحبون الحياة الدنيا كالمشركين وتودون الخلود فيها.

ولما جاءهم الرسول مصدّق لكتابهم أخفوا كتابهم أو تجاهلوه وكأنهم لا يعلمون شيئا عن الله تعالى أو الرسل أو الحياة الآخرة، رغم أنهم كان يمكن أن يكونوا سندا لدعوة محمد (ص) الى الايمان بالله تعالى بما جاء فى القرآن موافقا لكتابهم من قصص الأمم السابقة والرسل وابراهيم عليه السلام والحياة الآخرة والجنة والنار.

وذكر الله ميثاق بنى اسرائيل المشابه لكل الأنبياء :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ -83-

رد فعل اليهود فى بقية سور القرآن :
إنكار أن الله أنزل شئ: فى سورة الأنعام نجد الآية وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ -91-

وقلنا فى مقالة سابقة أن اليهود أخفوا الأنبياء العرب "هود وصالح وشعيب"عليهم السلام وقصصهم مع أقوامهم من التوراة.

(3)
رد فعل النصارى :

بسورة البقرة نجد رد فعل النصارى للدعوة، أحيانا يكونون مشتركين مع اليهود فى نفس الآية وأنهم متمسكين بعقيدتهم:
(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ -120- .

إهتم القرآن بمناقشة معتقد النصارى بأن المسيح إبن الله كأهم شئ وتوزعت الآيات فى العديد من السور:
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ،
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ -117-

والسورة التالية للبقرة (آل عمران) بها التفصيل لولادة عيسى عليه السلام، فكما أنجب زكريا وهو شيخ كبير وزوجته عاقر فقد ولدت مريم من غير زوج ، فهو الله الخالق إذا قضي أمرا فإنه يقول له كن فيكون.

لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُ
ونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا -172- النساء

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ
(65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)

رد فعل أهل الكتاب فى بقية السور :

إدعاء الإيمان ثم الكفر لإضعاف إيمان المسلمين:
وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ،
وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)-آل عمران

ولكن النصارى كانوا عموما أقربهم مودة للمؤمنين ، وبعض منهم آمن بالقرآن الكريم :

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ -82-
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ-83- المائدة
صدق الله العظيم

 
عودة
أعلى