مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله

هذا الدرس في تعريف مصطلح علوم القرآن :

علوم القرآن مركب إضافي ، يتضح معناه ببيان معنى جزأيه ، وهما "علوم" و "قرآن" .
ف"علوم" جمع علم ، والعلم في اللغة : مصدر بمعنى الفهم والمعرفة ، يُقال علمت الشيء أعلمه علماً :عرفته ) كما في لسان العرب . والعلم ضد الجهل .

وأما في الإصطلاح ؛ فقد اختلفت في تعريفه عبارات العلماء باختلاف الإعتبارات .

فعلماء الشريعة يعرفونه بتعريف ، وأهل الكلام يعرفونه بتعريف آخر ،وله عند الفلاسفة والحكماء تعريف ثالث .
وليس شيء من تعريفات هؤلاء بمراد هنا ؛ وإنما المراد : العلم في اصطلاح أهل التدوين ، فهم يطلقونه على مجموعة مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة ، كعلم التفسير ، وعلم الفقه ، وعلم الطب .....، وهكذا ، وجمعه :علوم . فعلوم العربية : العلوم المتعلقة باللغة العربية ، كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والشعر والخطابة وغيرها . هذا ما يتعلق بلفظ "علوم" .

وأما لفظ " القرآن" فقد اختلفوا فيه ، فقيل : إنه اسم غير مشتق ، وقيل : إنه مشتق ، والقائلون باشتقاقه اختلفوا أيضاً ، فمنهم من قال : إنه مهموز مشتق من "قرأ" ، ومنهم من قال : إنه غير مهموز مشتق من "القَري" ، أو من "قرن" على خلاف بينهم ليس هذا محل تفصيله .

ولعل أرجح الأقوال وأقواها في معنى القرآن في اللغة : أنه مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً ، فهو مصدر من قول القائل : قرأت ، كالغفران من "غفر الله لك" ، والكفران من "كفرتك" ، والفرقان من "فرّق الله بين الحق والباطل" .
وأما تعريف القرآن في الإصطلاح فهو : كلام الله تعالى ، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته

وأما تعريف " علوم القرآن" كمركب إضافي ، فله معنيان :

أحدهما : لغوي يُفهم من هذا التركيب الإضافي بين "علوم" و "القرآن" وهو أنها العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم ، سواء كانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها ، أو أن القرآن دل على مسائلها ، أو أرشد إلى أحكامها .
فالمعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل كل علم خدم القرآن ، أو أُخذ من القرآن ، كعلم التفسير ، وعلم التجويد ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، وعلم الفقه ، وعلم التوحيد ، وعلم الفرائض ، وعلم اللغة وغير ذلك .

والثاني : اصطلاحي خاص بعلم مدون ؛ ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه : علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً ، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى ، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً .
وهذا التعريف _في نظري _ أجود تعريف لعلوم القرآن من بين التعاريف الأخرى التي ذكرها من عرف هذا العلم . والله الموفق والهادي إلى سواء سبيل .

من المراجع التي أفدت منها فيما ذكرته سابقاً :
1-كتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ المحقق محمد محمد أبو شهبة .
2-كتاب :دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي .
3- كتاب :القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد بن عمر بازمول .
4- مذكرة علوم القرآن لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في الرياض للشيخ مناع القطان .
وغير ذلك من مراجع علوم القرآن المعروفة .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس علوم القرآن ، وسيكون في موضوع مهم من موضوعات هذا العلم ، وقد وقع أكثر من كتب فيه من المؤلفين في علوم القرآن في أخطاء وزلات ينبغي التنبه لها والحذر من الوقوع فيها .

وسيكون الحديث في هذا الموضوع في مسائل :

المسألة الأولى :في معنى النزول :
النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها .

وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف ، وهذا هو اللائق به ، فإنه نزل بلغة العرب ، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى ، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها ، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان ، وهذا لا يجوز ....) اه من مجموع الفتاوي [ 12/257 ] .

إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال : إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال ، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي ، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته ، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى . [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله ، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف :مناهل العرفان 1/42-43 ، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه : المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44 ، 45 . ]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة ، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن .

فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز ، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر ، كما في قوله تعالى : ( ونزّلناه تنزيلاً ) ، وقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) .
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507 : ( وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً ) اه .

يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة :
1- كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2- كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول .
3- كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت .

وللحديث بقية ............................
 
الشيخ الدكتور أبو مجاهد العبيدي :

أرجو أن تكمل الموضوع ، فإنه شيق جداً ، وأسلوبك سهل ومختصر ، ومناسب جداً للقراءة السريعة ، ويا حبذا لو تضمنونه بعض تلك القواعد مثل ما مر من كلام الإمام النحاس ...

وجزاكم الله خيراً .
 
الشيخ الدكتور أبو مجاهد العبيدي :

أرجو أن تكمل الموضوع ، فإنه شيق جداً ، وأسلوبك سهل ومختصر ، ومناسب جداً للقراءة السريعة ، ويا حبذا لو تضمنونه بعض تلك القواعد مثل ما مر من كلام الإمام النحاس ...

وجزاكم الله خيراً .

جزاك الله خيرا أخي أبا عمار

لهذا الموضوع تتمة تجد بعضها هنا:

مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثاني : مسائل مهمة في نزول القرآن )

مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثالث : مسائل في الوحي )

وسأضيف بقية الروابط إن شاء الله
 
عودة
أعلى