عبدالكريم عزيز
New member
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
يقول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[الحجر:9]
لقد تكفل الله بحفظ القرآن الكريم ، فالحفظ عملية ربانية ، رافقت القرآن وترافقه إلى قيام الساعة . فما زال القرآن غضا طريا كما أنزل ، دون تحريف ولا زيادة ولا نقصان .
فالحفظ يلازمه منذ نزوله على محمد صلى الله عليه وسلم : [لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ{19}]سورة القيامة .
ولنا في هذه القصة العجيبة من البرهان الواضح ، الذي يبين نموذجا من التدخل الرباني في تثبيت الأمور : أخرج أحمد في المسند (3/222 ، 245) : " عن أنس ، أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أملى عليه سميعا يقول : كتبت سميعا بصيرا ، قال : دعه . وإذا أملى عليه : عليما حكيما ، كتب : عليما حليما ـ قال حماد : نحو ذا ـ قال : وكان قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان من قرأهما قد قرأ قرآنا كثيرا ، فذهب فتنصر فقال : لقد كنت أكتب لمحمد ما شئت ، فيقول : دعه . فمات فدفن فنبذته الأرض مرتين أو ثلاثا . قال أبو طلحة : ولقد رأيته منبوذا فوق الأرض . "
فالرجل كلما أقبروه في مكانه إلا وتلفظه الأرض ، لأن الله أراده أن يبقى منبوذا .