عبدالرزاق بن اسماعيل هرماس
Member
لا ريب أن المكتبة القرآنية استفادت كثيرا من الجهود البحثية التي اهتمت بالتراث المخطوط حتى أصبح بين أيدي الباحثين المهتمين اليوم كثير من عيون المؤلفات لم يكن يحلم بالاطلاع عليها المشتغلون بالدراسات القرآنية قبل عقود قريبة،وكانت الجامعات رائدة في هذا الباب ثم انضافت اليها بعض مراكز البحث من خارجها،ومع هذا النشاط المتزايد ظهرت تآليف في مناهج التحقيق بما أصبحت معه هذه الخدمة متطورة الى حد ما...لكن الكثيرين من المهتمين بالموضوع ظلوا بعيدين عن علم جديد خرج من عباءة علم المخطوطات واستقل عنه وأصبح اليوم مختصا بالمخطوط القديم واصطلح عليه بـ Paleography أي (الباليوغرافيا)أو ان شئنا (علم المخطوطات القديمة)، وهو في الأصل يصنف ضمن العلوم المساعدة في مجال "التاريخ".ونشأة هذا العلم وثيقة الصلة بالتطور الحديث لعلم (الفيزياء) بعد اكتشاف( النظير المشع للكربون 14) حيث يستطيع هذا النظير أن يحدد بدقة عمر الوثيقة الى قرون طويلة...واذ أشير الى ذلك أتصور فائدة هذا العلم بالنسبة للمهتمين بمخطوطات المصاحف وكتب الدراسات القرآنية القديمة،فكثير منها صعب على المحققين ضبط تاريخ النسخ،وكثيرة هي المخطوطات التي سقطت لوحاتها الأولى أو الأخيرة فضاع تاريخ كتابتها حتى على فرض وجوده...،فهل نأمل في مبادرة يقودها الباحثون في ذخائر المكتبة القرآنية المخطوطة للاستفادة من التطور العلمي في خدمة القرآن وعلومه ؟؟...،لقد أحيى هذا الأمل في نفسي اطلاعي على جانب من أخبار المؤتمر الدولي الثامن للـ (الجمعية الدولية للباليوغرافيا الاغريقية C I P G) الذي احتضنته جامعة هامبورغ ما بين 22الى 28 سبتمبر 2013م،مع العلم أن اهتمام هذه الجمعية يتجه الى الاستفادة من نتائج هذا التقدم العلمي لخدمة التراث اليوناني القديم، الذي يعتبر أساس المعرفة والحضارة الغربية.