متى سُمي رسم المصحف بالرسم العثماني ؟

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png


من خلال تتبع بعض الكتابات القديمة في رسم المصحف بدا لي أن تسمية رسم المصحف بالرسم العثماني متأخرة كثيراً ، وأنهم كانوا يسمونه (هجاء المصاحف) أو (هجاء السنة) أو نحو هذه العبارات . وأن تسميته بالرسم العثماني جاءت متأخرة .
سؤالي : هل وقف أحد منكم على دراسة تتبعت هذه التسمية وبينت تاريخ ظهورها وأثرها على القول بأن رسم المصحف اجتهادي وليس توقيفي ؟
في انتظار فوائدكم وفقكم الله .
 
أرى أن التسمية ليست متأخرة , ولكنها لم تكن مشتهرة ؛ بل وتطورت , فكان في البداية يطلق على الرسم اسم ( الخط أو الهجاء) كما كانت مقرونة بكلمة ( المصحف ) , بدليل قول الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله - :
"تَحْرُمُ مُخَالَفَةُ خَطِّ مُصْحَفِ عُثْمَانَ فِي يَاءٍ أَوْ وَاوٍ أَوْ أَلِفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ"
وكثير من النصوص الواردة عن فقهاء الشافعية والحنفية تسميه باسمه صراحة :الرسم العثماني.
فالتسمية ليست متأخرة والذي أميل إليه -وهو اجتهاد شخصي لم يقله أحد -أن الأوائل لم يحبوا أن ينعت الرسم بالعثماني حتى لا يقول قائل أن عثمان -رضي الله عنه- أدلى فيه بدلوه ويأتي من بعده من يقول : الرسم المحمدي والرسم المحمودي ، فكانوا يحبون إضافة كلمة خط إلى المصحف سدا للذرائع خاصة أن هذا العصر يموج بالفتن , ولم يقولوا خط عثمان .
أما عن :متى سُمي رسم المصحف بالرسم العثماني ؟
فمن الصعب جدا تحديد زمن بعينه ؛ ولكن الأقرب إلى الصحة أنه مع نهاية القرن السادس.
دمتم بخير وجزاكم الله خيرا
 
"تَحْرُمُ مُخَالَفَةُ خَطِّ مُصْحَفِ عُثْمَانَ فِي يَاءٍ أَوْ وَاوٍ أَوْ أَلِفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ"، وكثير من النصوص الواردة عن فقهاء الشافعية والحنفية تسميه باسمه صراحة :الرسم العثماني.
المطلوب هو تحديد تاريخ التسمية التالية المشتهرة الآن: [الرسم العثماني]. [رسم] بدل [خط]، و[هجاء] ونسبته إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه. الإمام أحمد إنما نسب المصحف إلى عثمان من باب [بنى الأمير مسجدا] ولم ينسب إليه الخط.
وتعليلك عدولَهم عن نسبة الرسم إلى عثمان جميلٌ، لكنه غير وارد، لأن الشبهة التي استحضرتها حدثت مؤخرا عن ذلك.
وكان يمكن القول - ولو بغير دليل - بأن السبب في نسبتهم إلى عثمان، بدل إضافته إلى المصاحف، هو النزاع في توقيفية الرسم، فأراد القائلون بها نسبته إلى عثمان وهو من الصحابة ومن الخلفاء الراشدين فيحصل [وجوب الاتباع] المرتبط عضويا بـ[التوقيف].
ماذا هي القرائن والأمارات التي دفعتك إلى القول بأن
..من الصعب جدا تحديد زمن بعينه ؛ ولكن الأقرب إلى الصحة أنه مع نهاية القرن السادس.
؟
 
المطلوب أخي محمد صعب جدا تحديده , أما اجتهادي في أنه مع نهاية القرب السادس وبداية السابع هو اشتهاره عند بعض العلماء والفقهاء كما عند المحيط البرهاني في الفقه النعماني المتوفى (616 ) .والله أعلم
 
تعريف رسم المصاحف العثماني
عرفت اللغة العربية عددا كبيرا من الكلمات الدالة على مرسوم الخط منها: (الكتاب) و (الهجاء) و (الخط) و (الرسم)، وتطور استعمال هذه الكلمات عبر القرون.
فأولها استخداماً (الكتاب) الذي هو أحد مصادر (كتب)، استخدم علماً على الكتابة والرسم، وقد استعمل هذا المصطلح للتعبير عن معنى الكتابة من المتقدمين مثل نافع بن أبي نعيم ت 169هـ، ويحي بن زياد الفراء ت 207هـ، وأبي القاسم عبيد بن سلام ت 224هـ، وأبي بكر محمد بن يحي الصولي ت 336هـ، وعبد الله بن درستويه ت 347هـ، وغيرهم، فكان هؤلاء يكثرون من استعمال (الكتاب) في معنى الرسم والكتابة ما رواه الخطيب البغدادي ت 462هـ بسنده عن إبراهيم النخعي والأعمش، قال: (كانوا يكرهون كتاب الحديث).
ومن أكثر الكلمات استعمالاً، وأكثرها استخداماً بعد (الكتاب) في القرون المتقدمة كلمة (الهجاء)، ومن يستقرئ الكتب المؤلفة في الرسم والخط لدى المتقدمين يجد أن غالب تسمية كتبهم تحمل هذا الاسم وتعنون به كما يظهر ذلك جلياً عند ذكر مؤلفات هجاء المصاحف.
وذكر علماء اللغة لمادة الهجاء معنيين:
الأول: يدل على الذم، وتعديد العيوب، كأن يهجو الشاعر شاعراً آخر، فيعدد معايبه، وهو خلاف المدح.
والثاني: هجاء الحروف، وتقطيع اللفظة بحروفها، وهو تعلم هجاء الحروف يهجيها ...، ويتهجاها، أو التلفظ بأسماء الحروف، لا مسمياتها، وتعداد حروف الكلمة المكتوبة. والمراد به بيان كيفية رسم الألفاظ اللغوية، وهو المقصود هنا.
ومما يلاحظ أن معظم المصادر الأولى التي ألفت في موضوع الخط والكتابة كانت تعرف بكتب الهجاء، أو هجاء المصاحف، ثم ظهر مصطلح الخط، فصار يطلق على الكتابة بعامة، وقد ألف السيوطي رسالة في علم الخط. وقد يقيد بالمصحف، فيقال: خط المصحف، فتخصص بالإضافة.
وظهر هذا المصطلح عند علماء المصرين: البصرة والكوفة، فأسسوا لعلم الخط ضوابط وروابط بنوها على أقيستهم النحوية، وأصولهم الصرفية، وسموها علم الخط القياسي، أو الاصطلاحي المخترع.
ثم ظهر استعمال مصطلح الرسم أو رسم المصحف، أو الرسم العثماني. وعلى ما يبدوا ظهر استعماله للدلالة على هجاء المصاحف في وقت متأخر، لأن المؤلفات في القرون الأولى لم تستخدم هذه الكلمة للدلالة على خط المصحف، بل إن المعاجم اللغوية لم تكن تذكر أي معنى لها يتعلق بالكتابة في مادة (رسم).
قال ابن دريد:(رسم كل شيء: أثره، والجمع رسوم).
وقال الأزهري: (الرسم هو الأثر).
قال ابن منظور: (الرسم هو الأثر، وقيل بقية الأثر، وقيل ما ليس له شخص من الآثار). وقال: (ورسم على كذا ورشم إذا كتب).
وهذا المعنى ينطبق على مرسوم خط المصحف، فهو أثر من آثار الصحابة رضي الله عنهم، وهو خط وكتابة، ويزيد ذلك وضوحاً إضافته إلى (المصحف) أو وصفه بـ((العثماني)) فيقال: (رسم المصحف) أو (الرسم العثماني).
فالعلاقة واضحة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لمرسوم خط المصحف، ومن ثم صحت تسميته بـ:(رسم المصحف)، فهو أثر وخط وكتابة.
وإذا كانت المصنفات الأولى في الرسم يغلب عليها مصطلح هجاء المصاحف، فإن المؤلفات المتأخرة غلب عليها إطلاق مصطلح الرسم والمرسوم، وصار علماً على هجاء المصاحف وكتابتها، فتخصص بخط المصحف. ومن ثم أضيف إلى ما يعرفه ويخصصه، فقيل: رسم المصحف، أو أضيف له الوصف فقيل:((الرسم العثماني))، ثم شاع استعماله دلالة على خط المصحف ولو كان مقطوعاً عن الإضافة، فشاع استخدامه للتعبير عن هجاء المصاحف وتحددت دلالته.
فتبين لي أن علم الرسم من حيث الاصطلاح تردد في كتب القوم بأكثر من اسم، حتى اشتهر بين المتأخرين باسم ((الرسم العثماني)). والله أعلم.
مختصر التبيين (1/ 129- 132).
 
شكراً لأخي العزيز مدثر خيري على نقله لهذا الكلام وهو لمحقق الكتاب الدكتور أحمد شرشال وفقه الله .
ثم ظهر استعمال مصطلح الرسم أو رسم المصحف، أو الرسم العثماني. وعلى ما يبدوا ظهر استعماله للدلالة على هجاء المصاحف في وقت متأخر، لأن المؤلفات في القرون الأولى لم تستخدم هذه الكلمة للدلالة على خط المصحف، بل إن المعاجم اللغوية لم تكن تذكر أي معنى لها يتعلق بالكتابة في مادة (رسم).

وهذا الذي أريده ، ولكن هل يمكن تحديد زمن بدء استخدام هذا التعبير (الرسم العثماني) من المؤلفين أو زمن شيوعه ، ولو تحديداً تقريبياً عن طريق القائمة التي سردها من تتبع مصنفات رسم المصحف عبر القرون ؟
 
وهذا الذي أريده ، ولكن هل يمكن تحديد زمن بدء استخدام هذا التعبير (الرسم العثماني) من المؤلفين أو زمن شيوعه ، ولو تحديداً تقريبياً عن طريق القائمة التي سردها من تتبع مصنفات رسم المصحف عبر القرون
من أقدم المؤلفات التي وقفت عليها وعبَّر عنها صاحبها بـ(الرسم العثماني) كتاب: (رسالة في بيان رسوم المصاحف العثمانية الستة) للإمام محمد بن بير علي البركوي (ت 981هـ)، وقام بتحقيق الكتاب الأخ صالح العماري بالجامعة الإسلامية في رسالة ماجستير.
ومنها: (الجواهر اليراعية في رسم المصاحف العثمانية) لمؤلفه محمد بن أحمد العوفي ت 1049هـ، وحقق الكتاب في جامعة أم القرى ووضعته في الملتقى هنا
ومنها أيضاً كتاب: (الفوائد اللطيفة والطريفة في رسوم المصاحف العثمانية) تأليف: حسين بن علي الأماسي إمام جامع السلطان محمد الفاتح أتمها في سنة 1064هـ. مختصر التبيين (1/ 188). والله أعلم.
 
شيخنا الفاضل ذكر الشيخ عبدالله العبيد حفظه الله في درسه اليوم أن كلمة (الرسم) ما كانت إلا بعد الألف للهجرة ، وذكر أنه من خلال تتبعه واستقرائه هذه الكلمة في جميع ما قرأه قرر أن هذا المسمى ما وُجِد عند السلف بل كان يسمى - كما تفضل فضيلتكم - هجاء السنة وهجاء المصاحف والهجاء والسنة وفرق بين التسميتين بين جمع المصحف وبين الرسم ، وقد أوصى فضيلته بتغيير مصطلح الرسم في المناهج الدراسية ليحمل اسمه الصحيح : هجاء المصاحف أو المصحف العثماني كما جاء عن السلف رحمة الله عليهم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المطلوب أخي محمد صعب جدا تحديده , أما اجتهادي في أنه مع نهاية القرب السادس وبداية السابع هو اشتهاره عند بعض العلماء والفقهاء كما عند المحيط البرهاني في الفقه النعماني المتوفى (616 ) .والله أعلم

أما كتاب المحيط البرهاني في الفقه النعماني فلم أجد فيه ما ينص على ذلك ولعل النسخة التي عندي ناقصة فهلا نقلت إلينا ما يفيد. وجزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى