متى اختلف الناس

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .
يقول تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[البقرة:213]
يقول ابن قتيبة (ت:276هـ)في " تفسيرغريب القرآن " : {كان الناس أمة واحدة} أي ملة واحدة . يعني كانوا كفارا كلهم .
 
من مختصر تفسير ابن كثير ان فيها قولان والقول بانهم كانوا على الهدى ثم اختلفوا فبعث الله النبيين

قال ابن جرير: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْحَقِّ، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ {كان الناس أُمَّةً وَاحِدَةً فاختلفوا} ، قال قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قَالَ: كَانُوا عَلَى الْهُدَى جَمِيعًا {فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ الله النبيين} فكان أول من بعث نوحاً.

وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} يَقُولُ: كَانُوا كُفَّارًا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}

وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَحُّ سَنَدًا وَمَعْنًى، لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا على ملة آدم حَتَّى عَبَدُوا الْأَصْنَامَ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلى أهل الأرض
 
متى اختلف الناس

يقول الزمخشري (ت:538هـ) في الكشاف : " { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً } متفقين على دين الإسلام { فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيّينَ } يريد: فاختلفوا فبعث الله. وإنما حذف لدلالة قوله: { لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } عليه. وفي قراءة عبد الله: «كان الناس أمّة واحدة فاختلفوا فبعث الله». والدليل عليه قوله عز وعلا : { وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ }[يونس: 19]
وقيل: كان الناس أمة واحدة كفارًا، فبعث الله النبيين، فاختلفوا عليهم.
والوجه الأول : فإن قلت: متى كان الناس أمة واحدة متفقين على الحق؟ قلت: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون على شريعة من الحق فاختلفوا.
وقيل: هم نوح ومن كان معه في السفينة
{ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } يريد الجنس، أو مع كل واحد منهم كتابه { لِيَحْكُمَ } الله، أو الكتاب، أو النبيّ المنزل عليه { فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } في الحق ودين الإسلام الذي اختلفوا فيه بعد الٱتفاق
{ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ } في الحق { إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ } إلا الذين أوتوا الكتاب المنزل لإزالة الاختلاف، أي ازدادوا في الاختلاف لما أنزل عليهم الكتاب، وجعلوا نزول الكتاب سبباً في شدّة الاختلاف واستحكامه
{ بَغْياً بَيْنَهُمْ } حسدًا بينهم وظلمًا لحرصهم على الدنيا وقلة إنصاف منهم.
و { مِنَ ٱلْحَقّ } بيان لما اختلفوا فيه، أي فهدى الله الذين آمنوا للحق الذي اختلف فيه من اختلف."

 
متى اختلف الناس

يقول ابن كثير (ت:774هـ) مرجحا : " والقول الأول عن ابن عباس أصح سنداً ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض."

كيف نؤكد هذا الترجيح أو نرده ؟

 
الجملة القرآنية : (كان الناس أمة واحدة) إذا تتبعنا استعمالاتها في القرآن الكريم ، نجدها ذكرت 9 مرات ، 8 مرات تدل على الأمة الإسلامية ، ومرة واحدة فيها افتراض أن تكون أمة الكفر ، وهذا دليل قوي على أن الأمة الواحدة هي أمة الأسلام التي توحد الله .
يتبع ...
 
الكلمة القرآنية : (فبعث الله) وردت في القرآن الكريم مرتين
فبعث الله النبيين ...
فبعث الله غرابا ...
[ملاحظة] : يقول الشعراوي في تفسيره : " { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ }. هل بعث الله حتى يُرِي قابيل كيف يواري سوءة هابيل، أم أن الغراب هو الذي سيقول له؟ كلا الأمرين متساوٍ؛ لأن ربنا هو الذي بعث، فإن كنت ستنظر للوسيلة القريبة فيكون الغُراب، وإن كنت ستنظر لوسيلة الباعث يكون هو الله؛ فالمسألة كلها واصلة لله، وأنت حين تنسب الأسباب تجدها كلها من الله."
الفعل (بعث) مسبوق بالفاء يدل على أن الأمر جلل ويستدعي تدخلا من الله تعالى .
فما هو هذا الأمر الجلل في موضوعنا الحالي .
إن الناس بعد أن كانوا على دين واحد هو دين الفطرة ، دين التوحيد ، دين الإسلام ، منذ آدم عليه السلام ، وقع بينهم اختلاف في العقيدة ، في توحيد الله ، اعتمادا على الحقيقة القرآنية : {...فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد:16]
{...أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ ...}[طه:86] .
لذلك بعث الله النبيين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . لم يبعث الله نبيا واحدا بل بعث النبيين متتابعين من أول نبي إلى آخر نبي وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . يقول تعالى : {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ }[المؤمنون:44] هذا الاختلاف الذي اقتضى هذا الإجراء . اعتمادا على الحقيقة القرآنية : {... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء:15] .

والله أعلم وأحكم
 
الجملة القرآنية : (كان الناس أمة واحدة) إذا تتبعنا استعمالاتها في القرآن الكريم ، نجدها ذكرت 9 مرات ، 8 مرات تدل على الأمة الإسلامية ، ومرة واحدة فيها افتراض أن تكون أمة الكفر ، وهذا دليل قوي على أن الأمة الواحدة هي أمة الأسلام التي توحد الله .
يتبع ...
ربما تقصد " أمة واحدة " وليس " كان الناس أمة واحدة "

وأنا لاأتصور أن الناس بين آدم ونوح كانوا أمة واحدة
فهذا تبسيط شديد لنمو البشرية وتطورها

الأمة يُختلف فى تعريفها حسب الزاوية التى ننظر منها
فقد تكون مسألة ايمان وكفر ، وقد تكون قوة وضعف ،وقد تكون فى انتسابها لشخص ، أو عمل وخصيصة ، ... بل تكون أمة واحدة والزمن مختلف ، وكذلك المكان أو الوطن

والملاحظ من خلال الآيات أن المقصود أن الناس كانوا أمة واحدة فى كل الوجوه ...
والله شاء أن لايجعل الناس نسخا متطابقة ... ولكنه شاء أن يكونوا مختلفين
وعلى هذا المعنى ... فالاختلاف والتباين العضوى بدأ منذ خلق الله زوج آدم ، ثم أولاده الأوائل
وأصبح لفظ مختلفين منطبق على أى فردين فى أى مكان وزمان ... وإن كانوا داخل أمة واحدة من حيث الوطن أو الدين

ومثل هذا الاختلاف استتبع آراءا شتى ، وأهواءا كثيرة .... وخلق صراعات بين الأفراد ، والعائلات ، والمدن ، والدول ... وعباد الآلهه المزعومة المختلفة .... الخ
فمن يجمع هؤلاء على منهج وسط وحق غير النبيين ؟
 

نعم أخي مصطفى ، أردت (أمة واحدة) .
يقول الراغب الأصفهاني : " والأُمّة : كل جماعة يجمعهم أمر ما إمّا دين واحد ، أو زمان واحد ، أو مكان واحد سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا "
والأمة الواحدة الواردة في القرآن الكريم هي أمة التوحيد أو الشرك والكفر والفسوق ، على حسب سياقاتها .
ويكون عرض بعض التعبيرات القرآنية للأمة الواحدة أنسب للتأمل في هذه المسألة :
ـ يقول تعالى في سورة هود : [وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119}] .
يقول الزمخشري في تفسيره : "{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } يعني لاضطرهم إلى أن يكونوا أهل أمّة واحدة أي ملة واحدة وهي ملة الإسلام، كقوله:{ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }[الأنبياء: 92] وهذا الكلام يتضمن نفي الاضطرار، وأنه لم يضطرهم إلى الاتفاق على دين الحق، ولكنه مكنهم من الاختيار الذي هو أساس التكليف، فاختار بعضهم الحق وبعضهم الباطل، فاختلفوا، فلذلك قال: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } إلا ناساً هداهم الله ولطف بهم، فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه { وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } ذلك إشارة إلى ما دل عليه الكلام الأوّل وتضمنه، يعني: ولذلك من التمكن والاختيار الذي كان عنه الاختلاف خلقهم، ليثيب مختار الحق بحسن اختياره، ويعاقب مختار الباطل بسوء اختياره { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ } وهي قوله للملائكة { لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لعلمه بكثرة من يختار الباطل."
 
ـ ويقول تعالى : {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }[الزخرف:33] .
يقول أبو حيان (ت:754هـ) في تفسيره : " بين تعالى أن منافع الدنيا وطيباتها حقيرة خسيسة عند الله، أي ولولا أن يرغب الناس في الكفر، إذا رأوا الكافر في سعة، ويصيروا أمة واحدة في الكفر. قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي: لأعطيناهم من زينة الدنيا كذا وكذا، ولكن تعالى اقتضت حكمته أن يغني ويفقر الكافر والمؤمن."
 
السلام عليكم
لننظر إلى التعريف الشامل الكافى​
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT="][COLOR=black][FONT="][FONT="]قول ا[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR]لراغب الأصفهاني : " والأُمّة : كل جماعة يجمعهم أمر ما إمّا دين واحد ،[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT="][FONT="]أو زمان واحد ، أو مكان واحد سواء كان ذلك[/FONT][/COLOR] [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT="]الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا[/FONT]


إذن يمكن أن نكون فى زمان واحد - أمة واحدة زمانيا ولكن فى أماكن مختلفة أى أمم مختلفة مكانيا ، وقد نكون فى زمان واحد ومكان واحد ولكن ملل مختلفة ، وقد نكون فى زمان ومكان وعلى ملة واحدة ولكن عائلات ... قبائل .. مدن
....ألوان ... مهن .... عادات ... طاعات ... معاصى .... الخ مختلفةبالاضافة إلى المميزات الخاصة بكل فرد

وهنا فإن المعنى الكامل لم يكن إلا عند آدم
وبوجود زوجه كان التباين
ولذلك كان لابد من منهج ينظم العلاقة بينهما ، ويعرف كلاً دوره
فمن الراجح أن آدم كان نبيا
والاختلاف كان مبكرا جدا فى البشرية

قول الراغب الأصفهاني : " والأُمّة : كل جماعة يجمعهم أمر ما إمّا دين واحد ، أو زمان واحد ، أو مكان واحد سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا "

Read more: http://vb.tafsir.net/tafsir33886/#ixzz2CUt45ESQ
 
أخي مصطفى : إذا كان تعريف الأمة كما ذكره الراغب الأصفهاني هو : " كل جماعة يجمعهم أمر ما إمّا دين واحد ، أو زمان واحد ، أو مكان واحد سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا "
فالأمة الواحدة في القرآن الكريم هي أمة الإسلام ـ لا غير ـ منذ وجود آدم وحواء في الأرض .
فنبي الله آدم عليه السلام وزوجه عاشا وخلفا أبناء على الفطرة موحدين ، وبدأ يتكاثر البشر ، فاجتالتهم الشياطين كما جاء في الحديث القدسي : " يقولُ اللَّهُ تعالى : إنِّي خلَقتُ عبادي حُنفاءَ فاجتالَتْهمُ الشَّياطينُ ، وحرَّمَتْ عليهِم ما أحلَلتُ لَهُم ، وأمرَتْهُم أن يُشرِكوا بي ما لم أُنزِّل به سُلطانًا " فاختلف الناس في شأن العقيدة : {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }[يونس:19] ، فكانت الحاجة ماسة إلى بعث رسول يبين لهم طريق الحق التي تتجلى في عبادة الله الواحد الأحد واجتناب الطاغوت ، وهكذا توالت الرسل على الأمم : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }[النحل:36] .
إن روح القرآن يتلخص في كونه رسالة من الله تعالى للبشرية جمعاء لتعريفهم بربهم الحق وهدايتهم إلى ما يصلح أمر دينهم ودنياهم . وفيه خلاصة لكل الرسالات السابقة على مدى التاريخ .
 
اختلاف الناس نوعان

اختلاف الناس نوعان

اختلاف الناس نوعان : اختلاف بسيط واختلاف مركب
الاختلاف البسيط : الذي أصبح عليه الناس من خلال انحرافهم عن دين الفطرة الذي هو الإسلام ، حيث كان الناس أمة واحدة فاختلفوا .
الاختلاف المركب : عندما أرسل الله الرسل ليبينوا للناس ما اختلفوا فيه ، ازدادوا اختلافا على اختلافهم ، واقتتلوا من أجل ذلك . يقول تعالى : {كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213
ويقول تعالى في سورة البقرة : [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ{253}] .
من هذه الحقيقة القرآنية نستنتج ، أن الاختلاف سيستمر في الأرض وأخيرا تقوم الساعة على شرار الخلق . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تقومُ السَّاعةُ على أحدٍ يقول: اللَّهُ، اللَّهُ ). رواه مسلم
 
السلام عليكم

قال تعالى
"وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" يونس 19

لفهم ماهو الاختلاف بين الناس المذكور فى السورة نقرأها من بدايتها



"أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مّنْهُمْ"
إن سورة يونس تتكلم على هذا الوحى وأنه ليس عجبا بل هو من سنن الله ، وهو أن يرسل رسلا يبلغوا الناس منهجا حقا وسطا يجمعهم على أدنى درجات الاختلاف
وبينت السورة عدم الاختلاف من بداية خلق السموات والأرض إلى أن تقوم الساعة إلى مابعدها .. إلا فى الانسان .
إن الخلق المحكم كله يسير منتظما لااختلف فيه
وقد كان الانسان أيضا فى أول أمره كذلك " أمة واحدة "
ولكن لأن الانسان الفرد له من الفكر والهوى ما يختلف عما لأخيه فقد حدث اختلاف فى كل التفاصيل الحياتية والمعيشية والفكرية والايمانية أيضا
ولذلك لزم تدخل الشرع فى كل شيء ................ بدءا من طريقة الأكل وطريقة الذبح ، وتنظيم التكاثر وتحديد طريق الزواج له طريقا ، و................. ,
إن الاختلاف كان على مستوى التفاصيل فى كل شيء .... وكان على مستوة الفكرة والارادة لللأشياء أو للأعمال التى يقوم بها الناس
والله لم يشأ أن يقضى فى الاختلاف فى الحال بأن ينزل عليهم آيات ملجئة إلى اتباع الحق ورفع الاختلاف أو بأن يهلك المبطل ويبقى المحق " وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ "
ونموذج ابنى آدم واضح
اختلفا فى أمر ما .... قدما قربانا ،تُقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر
ماذا حدث ...... هل قضى فى الاختلاف ؟
الظاهر أنه نعم .... ولكنه أدى إلى اختلاف أكبر

إذن الاختلاف كان مبكرا وعلى مستوى التفاصيل
[FONT=&quot][/FONT]
وما ينقله الأخ هو اختلاف فى وجه واحد
ويغفل أن هناك اختلاف داخل كل فريق .... فليس المؤمنون كلهم على درجة واحدة ، وكذلك الكافرون والمشركون والمنافقون

وكذلك النيين لا يبعثهم الله عندما يكون الناس أمتين .. أمة كفر وأمة اسلام
بل أيضا يبعثوا إلى مؤمنين .... كما فى بنى اسرائيل
وهو ما أراه فى الآية البقرة 213 حيث لاذكر لاذكر للكفر ... بل فى أمة واحدة " كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ " بل هى فى اختلاف أهل الكتاب فى الكتاب

[FONT=&quot]من هنا أخلص أن الأمر ليس بسيطا كما تصوره
والله أعلم
[/FONT]
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد، فالآية 213 من سورة البقرة تذكر الخلاف الذي هو قبل بعثة الرسل ، بدليل : {...وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ ...} أي : اختلف الناس في الأول فبعث الله الرسل . وهذا ما يؤكده قول الله تعالى : {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ ...}[يونس 19] .
لكن العجيب في الأمر هو أن الناس ازدادوا اختلافا بعد بعثة الرسل ، كما يقول الزمخشري : " ازدادوا في الاختلاف لما أنزل عليهم الكتاب، وجعلوا نزول الكتاب سبباً في شدّة الاختلاف واستحكامه " فعجبا لحال هذا الإنسان : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }[الكهف:54]
 
عودة
أعلى