متن حديثي لعلوم القرآن

ابن أحمد

New member
إنضم
18/08/2003
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم و رحمته الله و بركاته
و بعد
فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك و الذي أتشرف أن أكون في زمرة القارئين و إن استطعت المشاركين فيه.
و احب أن أشكر كل القائمين على المنتدى حيث فتحوا بابا من ابواب العلم و الخير عظيم أسأل المولى أن ينفع به و أن يجعله من الصدقة الجارية عليهم.
ثم اشكر الشيخ الفاضل محمد العبيدي على ان سهل و يسر لي الإشتراك في هذا المنتدى المبارك.

مشاركتي هي هل هناك متن حديثي في علوم القرآن أي متن حديثي يجمع ما ورد من أحاديث في أبواب علوم القرآن مثل الوحي و نزول القرآن و الناسخ و المنسوخ و جمع القرآن و هكذا.

الذي أعرفه ان هناك محاولات مثل كتاب فضائل القرآن في صحيح البخاري و مثل صنيع ابن كثير في أول تفسيره لكن هذه المحاولات قد لا تكون قد أتت على كل أبواب القرآن و علومه.

هل هناك متن في مثل هذا الباب؟
ثم ما هي القيمة العلمية لمثل هذا العمل؟


محبكم/ زياد بن أحمد خمبشي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأخ الكريم زياد بن أحمد خمبشي على هذا التنبيه .

وهذا الموضوع من الموضوعات التي أرى أنها من الأهمية بمكان لتأصيل علم "علوم القرآن" ، وقد كنت أشرت إلى أهميته في رسالتي للماجستير ـ ومما قلته في ذلك :

( وأودُّ التأكيد هنا أيضاً على أهمية تأصيل مباحث وموضوعات علوم القرآن ، وذلك بالرجوع إلى أصول العلم بدلاً من الرجوع إلى آراء الرجال وما كتبوه من مؤلفات ، وقبولِ أقوالهم وأخذها على أنها من المسلّمات .

ولو أننا نظرنا نظرة فاحصة في مؤلفات علوم القرآن - وخاصة المتأخرة - لوجدنا أنّ أكثرها ترجع في الغالب إلى ما كتبه كل من الزركشي في ( البرهان في علوم القرآن ) والسيوطي في ( الإتقان في علوم القرآن ) دون الرجوع إلى المصادر التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها .

ومن أهم الأصول التي لابُدّ من الرجوع إليها ونحن نبحث في موضوعات علوم القرآن ، كتب السنة ، ولو أن العلماء وطلبة العلم جَرَدُوا كتب السنة واستخرجوا ما فيها من أحاديث تتعلق بموضوعات ومباحث ومسائل علوم القرآن لوجدوا علماً طيباً مباركاً ، يغنيهم عن كثير من الأقوال والآراء التي لا مستند لها من نقل صحيح ، وقد تخالف في كثير من الأحيان ما تدل عليه النصوص الصحيحة الثابتة .

وهذا يقودنا إلى الحديث عن الأمر الثاني الذي يتفرع عن أهمية الاعتماد والرجوع إلى أصول العلم المعتبرة وهو : وجوب ردّ الأقوال المخالفة لهذه الأصول ، فإذا ورد قول في مسألة من مسائل علوم القرآن أو في أي علم آخر ، وهذا القول يخالف مخالفة صريحة كتاب الله تعالى وسنة نبيه r وما أجمع عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسان من الأئمة المهديين - فإنه يجب رده ، ولايُلتفت إليه ؛ بل لايُعدُّ قولاً من الأقوال - ولا كرامة - .

قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( قال أبو عمر : ماجاء عن النبي r من نقل الثقات ، وجاء عن الصحابة ، وصح عنهم فهو علمٌ يدان به ، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة )([1]) .

ومن أمثلة الأقوال التي ذكرت في كتب علوم القرآن واشتهرت مع مخالفتها لنصوص القرآن الكريم الصريحة ، قولهم : إن القرآن له نزولان :

الأول : نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا .

الثاني : نزوله من السماء الدنيا على النبي r ([2]) .

فهذا القول بعضه صحيح وبعضه ضعيف مردود ، فالصحيح هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؛ لثبوت ذلك في آثار صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره ، كما سيأتي - إن شاء الله - ، والضعيف المردود هو قولهم : إن القرآن نزل على النبي r من السماء الدنيا .

فهذا قول يخالف مخالفة صريحة ماجاء في آيات كثيرة من أن القرآن نزل على النبي r من الله مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام ، كما قال سبحانه وتعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِيـنُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ } [ الشعراء : 192 - 194 ] ، وقوله جلَّ وعلا : { وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْـكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مّـِن رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [ الأنعام : 114 ] ، وقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [ المائدة : 67 ] . فهذه الآيات - وغيرها كثير - تدل بوضوح أن القرآن نزل على النبي r من ربه جلّ وعلا ، لا من السماء الدنيا ولا من اللوح المحفوظ ولا من غير ذلك ...

ثُمَّ إن ذكر مثل هذه الأقوال المخالفة للأصول المعتبرة فيه تكثير للأقوال ، وتسويدٌ للصفحات بدون فائدة تذكر ، وأقرب مثال على ذلك ما ورد من أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسة وثلاثين قولاً ، وأكثرها أقوال مبنية على اجتهادات عقلية لايدلّ عليها دليل ، بل كثير منها يخالف مخالفةً صريحة دلالة الأحاديث الصحيحة كقول من قال : إن العدد { سبعة } لا مفهوم له وإنَّما يراد به التكثير والمبالغة من غير حصر .
فهذا قول ضعيف مردود - وإن كان له مستند في اللغة - لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي دلت على أن العدد سبعة الذي بعد الستة وقبل الثمانية هو المراد ، كما سيأتي بيانه - إن شاء الله - في موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف . )




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) جامع بيان العلم وفضله 2/946 .

([2]) هكذا قال مؤلف كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم الدكتور محمد أبو شهبة ص 46 .
 
ليس هناك حاجة ماسة - في نظري- لجمع كل ماورد في علوم القرآن من أحاديث وآثار في كتاب واحد ، ولو حصل ذلك لكان هذا العمل واسعا جدا وتكرارا لكتب موجودة أصلا.
وأما تخريج ودراسة هذه الآثار فهي مهمة كما ذكر أخي الدكتور أبو مجاهد، وقد دُرس كثير منها - بحمد الله - عن طريق تحقيق بعض الكتب المؤلفة في علوم القرآن كالنسخ والفضائل وأسباب النزول وغيرها، كما ألفت مؤلفات حديثة في هذه الموضوعات اهتمت بتخريج الأحاديث ودراستها .
وهناك عدد من رسائل الماجستير في جامعة الإمام درست الأحاديث والآثار الواردة في البرهان، وهناك رسائل أخرى في تخريج ودراسة بعض كتب أحكام القرآن يمكن أن يستفاد منها
 
عودة
أعلى