متن بسيط ومفيد في أهم علم وأوجبه

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محمد بن عيد الشعباني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

محمد بن عيد الشعباني

Guest
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد فهذا متن قيم بسيط ومفيد في علم التوحيد الذي هو أهم علم وأوجبه , وهو من نظم محمد بن عيد الشعباني وقد أثنى عليها ونصح بحفظها الشيخ وحيد عبد السلام بالي وقدم لها بمقدمة رائعة وهو يقوم بتحفيظها في بلده بكفر الشيخ مما يدل على يسرها واستفادة الناس منها وكذلك أثنى عليها وقدم لها الشيخ الدكتورعبد الله شاكر الجنيدي نائب رئيس أنصار السنة المحمدية وكذلك الشيخ أحمد النقيب ويحفظها العفاني للطلاب عنده ويحفظها أيضا طلبة عند الشيخ رسلان وغيرهم من أهل العلم الفضلاء,وقد طبعته مكتبة السنة مع شرحين له أحدهما معاني أبياته والآخر شرح لموضوعاته فستجدون المتن مع الملف المرفق, نفع الله بها المسلمين وكتب الله لمؤلفه الفوز المبين.
 
ملاحظة بسيطة

ملاحظة بسيطة

جزاك الله خيرا على هذا النظم المفيد القيم .
ولكنه مع إفادته يختصر اختصار شديدا
ومن أجل ذلك لم يذكر النوع الثالث من أنواع التوسل الشرعي وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي.
وكذالك لم يفصل في التوسل الشركي .
وأمور أخرى .
وهذا لا ينقص من فائدته . فجزاك الله كل خير ونفع بك.
 
جزاكما الله خيرا , ونفع الله به المسلمين , وجزى الله ناظمه وشارحه خيرا .
وإنما لم يفصل النوع الثالث من أنواع التوسل الشرعي وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي لأن الراجح أن ذلك النوع من التوسل مكروه إلا إذا كان لمصلحة عامة كطلب عمر من العباس رضي الله عنهما الدعاء في الاستسقاء , وعندي بحث لأقوال العلماء في ذلك ولعلي أرفعه قريبا , وكذلك لأنه يمكن أن يكون داخلا في قول الناظم ( ومثله ما كان بالطاعات )وكذالك لم يفصل في التوسل الشركي لأن المتون للإجمال والشروح للتفصيل ولأنه يظهر الضد بالضد , والله أعلم .
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
جزاك الله خيرا .
وننتظر البحث الذي ذكرت ، مع استبعادي - على الأقل قبل النظر في البحث - لكراهية ذلك النوع من التوسل ، ولتخصيصه بما ذكرت.
أما مسألة المتون واختصارها فعندي عليه :
1 - أن المتون نفسها محل بحث من حيث فائدتها ، وخطورتها على الدين وأدلته ، وتفريق المسلمين إلى مذاهب وشيع ،
أضف إلى ذلك الاعتماد عليها غالبا من حيث الاستدلال بها وترك استحضار الأدلة الشرعية إلى غير ذلك مما هو معروف لطلبة العلم.
ثانيا : وعلى فرض أنها مفيدة وأنها تلخص ما تفرق في غيرها وأنها لا تؤدي إلى ما ذكر فلاختصار المطلوب فيها ليس من هذا القبيل ، بل هو ذكر عبارة تدخل المطلوب عند شرحها دون تكلف أو توسع في ذلك الشرح بما يخرج اللفظة عن مدلولها اللغوي والشرعي.
ويجب أن لا نبالغ في الدفاع عن أهل المتون حتى لا نقبل بوجود سهو أو غلط في متونهم.
والله تعالى أعلم وأحكم.
 
( أما مسألة المتون واختصارها فعندي عليه :
1 - أن المتون نفسها محل بحث من حيث فائدتها ، وخطورتها على الدين وأدلته ، وتفريق المسلمين إلى مذاهب وشيع ،)
أي خطورة على الدين يا أخي من المتون وهي وسيلة علمية شرعية في تعلم الدين ولا أظنك تنسى كلمة العلماء الشهيرة : من حفظ المتون حاز الفنون )ونحن لا ندافع عن أصحاب المتون فأبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه , ولكن أيضا لا نبخسهم حقهم , إذا كان هناك مخالفة فنبينها بالدليل أما أن نقول : اختصر وما فصل . فلا يلزمه التفصيل أصلا لنجعل عدم تفصيله نقدا عليه , والناظم يقول في آخره :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأن يكون خالصا لوجهه =ونافعا مختصرا في وجهه[/poem]
فنأتي نحن ونقول : لماذا اختصرت ؟
( أضف إلى ذلك الاعتماد عليها غالبا من حيث الاستدلال بها وترك استحضار الأدلة الشرعية إلى غير ذلك مما هو معروف لطلبة العلم.) هذا يا أخي خطأ بعض طلبة العلم وبعض معلميهم فلماذا نحمله لناظمي المتون ؟ هل قال الناظم استدلوا بمتني بدلا من الدليل الشرعي ؟
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
غيري جنى وأنا المعذب فيكمو=فكأنني سبابة المتندم[/poem]
( ثانيا : وعلى فرض أنها مفيدة وأنها تلخص ما تفرق في غيرها وأنها لا تؤدي إلى ما ذكر فلاختصار المطلوب فيها ليس من هذا القبيل ، بل هو ذكر عبارة تدخل المطلوب عند شرحها دون تكلف أو توسع في ذلك الشرح بما يخرج اللفظة عن مدلولها اللغوي والشرعي.) أخي هل تنقد لمجرد النقد ؟ تقول وعلى فرض أنها مفيدة وهذا ليس أسلوبا علميا للنقد , وأنا أستطيع أن أرد عليك بنفس منطقك فأقول : وعلى فرض أنك مصيب في شيء مما تقول فانظم أنت ما هو أفضل , ولا يخفاك قول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا =من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا [/poem]
 
أخي الكريم :
لا أريد ولا أحب مثل هذه المساجلات التي ليست مفيدة حسب ظني .
أما قولكم : من حفظ المتون حاز الفنون فلا أدري لمن هذه الكلمة ، ولكني على يقين من أمرين :
أ - أن هذه الكلمة ليست وحيا .
ب - أن الواقع يثبت - على الأقل - كذب مفهوم مخالفتها وأخشى أن لا تكون معتدا بذلك المفهوم عند كتابة لها.
فإذا كان حفظ المتون من شروط العلم الشرعي ، فأخشى أن يكون الصحابة والتابعون وتابعوهم لم يحفظوا كثيرا من هذه الأرجوزات.
أما مسألة أن آتي بنظم مثلهم فمن المفروض أن يكون طلاب العلم على معرفة ببعض أقوال أهل متونهم ، وخاصة في علم العروض الذي ينص علماؤه على أن الرجز بحر الضعفاء ، وعند قراءة أي نثر فستجد فيه بيتا أو بيتين من هذا البحر.وخاصة إذا لم يكن كاملا أعني الرجز.
والخلاصة من كل ذلك ما يلي :
1 - أن متن الشيخ الذي تفضل به الأخ مفيد وملخص ، وفيه عيوب من ناحية الاختصار المخل وقد بينت بعضها ، وهذا لا ينقص من قيمته كما ذكرت في مداخلتي الأولى وإنما بينتها لطلبة العلم ، أما من يرضى لنفسه التقليد وابتلاع اخطاء العلماء أو من يدعون العلم أو يدعى لهم العلم ، فحاشاك أن تدافع عنهم بارك الله فيك.
2 - أن من قال إن المتون مفيدة لا يتحامل عليه ، ومن قال إنها غير مفيدة وأن في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم غنية عنها لا يؤاخذ أيضا ، وكذلك من قال إن فيها أخطاء يجب أن تصحح وتقوم فهو مصيب أيضا ، وخاصة إذا بين تلك الأخطاء فالواجب هو إصلاحها وما اسهله على أمثالكم من طلاب العلم .
 
إبراهيم الحسني;85917]أخي الكريم :
أما قولكم : من حفظ المتون حاز الفنون فلا أدري لمن هذه الكلمة ، ولكني على يقين من أمرين :
أ - أن هذه الكلمة ليست وحيا .
نعم هذه الكلمة ليست وحيا , وهل كل ما ليس وحيا يكون خطأ , إذن فقولك ( إن هذه الكلمة ليست وحيا ) خطأ لأنها أيضا ليست وحيا , يا أخي ما دام أنها لا تخالف وحيا فينبغي قبولها لا سيما والواقع يؤكدها ويبرهن على صحتها ,أليس حفظ تحفة الأطفال ييسر علم التجويد ,أليس حفظ ألفية بن مالك يجمع النحو لحافظها .
ب - أن الواقع يثبت - على الأقل - كذب مفهوم مخالفتها وأخشى أن لا تكون معتدا بذلك المفهوم عند كتابة لها.( بل الواقع يؤكدها كما قدمت لك , وليس أدل على ذلك من اهتمام العلماء بالمتون على مر القرون , فأنت الآن وللأسف لا تخص هذا المتن بل شملت المتون كلها بأنها لا فائدة منها )
فإذا كان حفظ المتون من شروط العلم الشرعي ، فأخشى أن يكون الصحابة والتابعون وتابعوهم لم يحفظوا كثيرا من هذه الأرجوزات.( حفظ المتون ليس من شروط العلم الشرعي ولكنه سبب من أسباب تيسيره على طالبه , وأما الصحابة والتابعون فلم يكونوا محتاجين لها لأنهم نهلوا من النبع الصافي , وهذا كما أنهم لم يكونوا في حاجة إلى أصول فقه ولا إلى كتب رجال تبين لهم الثقة من الضعيف فهل نقول إن كتب الرجال وكتب مصطلح الحديث وأصول الفقه ليست شرطا ولا سببا للعلم الشرعي وإلا فأخشى أن يكون الصحابة والتابعون وتابعوهم لم يحفظوا كثيرا من هذه الكتب .
أما مسألة أن آتي بنظم مثلهم فمن المفروض أن يكون طلاب العلم على معرفة ببعض أقوال أهل متونهم ، وخاصة في علم العروض الذي ينص علماؤه على أن الرجز بحر الضعفاء ، وعند قراءة أي نثر فستجد فيه بيتا أو بيتين من هذا البحر.وخاصة إذا لم يكن كاملا أعني الرجز.( إذن فابن مالك ضعيف وابن الجزري ضعيف لأنهما نظما على بحر الرجز ,فللأسف كل ما تقوله عن هذا المتن يشمل ما سبقه من متون فهلا اتقيت الله فيما تقول , وإذا كنت لا تريد أن تستفيد من متون العلماء فلا تصد غيرك عن أن يستفيد منها)
والخلاصة من كل ذلك ما يلي :
1 - أن متن الشيخ الذي تفضل به الأخ مفيد وملخص ، وفيه عيوب من ناحية الاختصار المخل وقد بينت بعضها ( أنت ما بينت شيئا , ما زلت تنقد لمجرد النقد وهذا نقد العاجز فأي عاجز يمكن أن يقول : إن متن تحفة الأطفال للجمزوري به عيوب لأنه لم يذكر مخارج الحروف ولا صفاتها وهي أهم بحث في علم التجويد فهل هذا عيب يلصق بمتن التحفة وصاحبه ؟ يا أخي الاختصار في المتن ليس عيبا فابحث عن عيب آخر , وإلا لكان كل متن معيب وهذا ما أظنك تريد الوصول إليه ولكن هيهات فالله عز وجل يقول ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )،وقال الشاعر الحكيم :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والدعاوى ما لم تقيموا عليها = بينات أبناؤها أدعياؤ [/poem]
وهذا لا ينقص من قيمته كما ذكرت في مداخلتي الأولى وإنما بينتها لطلبة العلم ، أما من يرضى لنفسه التقليد وابتلاع اخطاء العلماء( يا أخي أين الأخطاء؟ بينها بالدليل ؟ أما أن تقول الخطأ أنه اختصر فكيف يكون هذا خطأ ؟
أو من يدعون العلم أو يدعى لهم العلم (يا أخانا أنت أولى بهذا الوصف لأنه لا برهان معك فيما تقول , واسمح لي فإنك تبرهن بقولك أنك كذلك وللأسف تصر على التزام المثل العربي المعروف ( رمتني بدائها وانسلت ) فهذا رجل طلب العلم وفتح الله عليه فألف ومجاز من العلماء وزكاه وزكى كتبه علماؤ أفاضل , أما أنت فمن زكاك من العلماء ؟ وأين برهان علمك ؟ وآثار نفعك ؟
، فحاشاك أن تدافع عنهم بارك الله فيك.
2 - أن من قال إن المتون مفيدة لا يتحامل عليه ، ومن قال إنها غير مفيدة وأن في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم غنية عنها لا يؤاخذ أيضا ، وكذلك من قال إن فيها أخطاء يجب أن تصحح وتقوم فهو مصيب أيضا ( هكذا بلا برهان أقول إن متن الشاطبية مثلا ليس مفيدا وبه أخطاء هكذا بلا برهان أقول إن متن الجمزوري غير مفيد وبه أخطاء بلا برهان , أين عقلك يا أخي ؟
، وخاصة إذا بين تلك الأخطاء فالواجب هو إصلاحها وما اسهله على أمثالكم من طلاب العلم( وماذا يقال قبل بيان هذه الأخطاء ؟آمل أن تجيب بإنصاف ولا تغضب من ردي لأنه إذا استمر النقاش هكذا أقاويل لا برهان لها فلا فائدة من النقاش هكذا) .
 
أخي الكريم : بارك الله فيك ونفع بعلمك وجزاك عني خير الجزاء .
بالنسبة لعيوبي التي ذكرت ، فهذا جزء منها فقط ، وقد ستر الله عنك ما هو اكثر من ذلك بكثير .
أما بالنسبة للموضوع برمته فإن مداخلتي الأولى - كما بينت سابقا - كانت لمجرد التصويب ولا زلت أصر عليها ونيتي فيها لا يعلمها إلا الله تعالى .
وأما ما ادخلتنا فيه أنت من الانتصار للمتون والدفاع عنها ، فأسألك أخي الكريم وأنت تطالبني بالبرهان دائما : هل قدمت دليلا من كتاب الله تعالى أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على الأهمية التي تدعي للمتون ؟
إن كان عندك فهات ، وإن لم يكن عندك فلاستدلال العقلي لا ينتهض مستقلا في الأمور الشرعية ، وخاصة إذا كانت بتلك الأهمية التي تجعلها أنت للمتون.
وتبقى القضية اجتهادا ، ويسوغ الخلاف فيها ، فدين النبي صلى الله عليه وسلم كما كان صالحا ومفهوما للناس دون متون فهو لا زال وسيظل كذلك .
أما قضية الرجز فمن المعلوم بداهة أن أهل الشعر يسمونه بحر الضعفاء وهو سهل جدا ، وليس معنى ذلك أن كل من نظم فيه يعتبر ضعيفا كما فهمت أخي الكريم.
وكما قلت لك فالنقاشات التي تعتمد على التجريح والسب والشتم لا فائدة منها وطالب العلم يتسع صدره لمختلف الأقوال ولا ينغلق عنها ويلجأ إلى التجريح من إخوانه المسلمين والكلام على نياتهم .
بارك الله فيك ونفع بعلمك .
 
ما تكلم أحد عن نيتك ولكن أنت تنفي فائدة المتون بالكلية وهذا واضح من كلامك وليس تقولا عليك فعليك أنت البرهان لأن البرهان على فائدتها ونفعها واضحة كالشمس في رابعة النهار :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وليس يصح في الأذهان شيء=إذا احتاج النهار إلى دليل[/poem]
وأعطيك برهانا واحدا من ملايين البراهين , وهو أن الفقير إلى الله محاورك يحفظ متن الشاطبية فإذا سألتني عن أي قراءة من القراءات السبع أستطيع بفضل الله ثم بحفظي لمتن الشاطبية أن أجيبك ,ومثلي آلاف فأعطنا واحدا الآن من غير حفظ الشاطبية يستطيع أن يجيب على كل سؤال في القراءات السبع , وقد أخبرتك أن المتون كتب علمية كباقي الكتب وما تقوله فيها يمكن أن يقوله غيرك في غيرها فأعطنا الدليل من القرءان والسنة عن أصول الفقه أو عن كتاب البداية والنهاية لابن كثير , إن مثلك في ردك كمثل رجل وجد موضوعا عن كتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري فرد بأنه لا فائدة من الكتاب ومن قال بفائدته فليأت بالدليل من القرءان والسنة, يا أخي الأصل في كتب العلم أن لها نصيب من فضله بل نصيبها من الفضل على قدر فضل ما فيها من علم فما الكتب ولا المتون إلا أوعية للعلم ,هداك الله وهداني للحق .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .
أخي الكريم :
أولا : أحبك في الله تعالى .
ثانيا : أرى أنك طالب علم ذكي بارك الله فيك .
ولكن أريد منك أن لا تذهب بالأمور بعيدا ، وأن يتسع صدرك لآراء غيرك .
وأذكرك أني كتبت في أول مداخلة لي في هذا الموضوع ما يلي :
( جزاك الله خيرا على هذا النظم المفيد القيم .
ولكنه مع إفادته يختصر اختصار شديدا
ومن أجل ذلك لم يذكر النوع الثالث من أنواع التوسل الشرعي وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي.
وكذالك لم يفصل في التوسل الشركي .
وأمور أخرى .
وهذا لا ينقص من فائدته . فجزاك الله كل خير ونفع بك.)
فأجبتني وقلت في جوابك :
( وإنما لم يفصل النوع الثالث من أنواع التوسل الشرعي وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي لأن الراجح أن ذلك النوع من التوسل مكروه إلا إذا كان لمصلحة عامة كطلب عمر من العباس رضي الله عنهما الدعاء في الاستسقاء , وعندي بحث لأقوال العلماء في ذلك ولعلي أرفعه قريبا , وكذلك لأنه يمكن أن يكون داخلا في قول الناظم " ومثله ما كان بالطاعات " )
وهنا أريد منك حتى لا نرمي لكلامنا الحبل على الغارب فلا نستفيد ولا نفيد ما يلي :
1 – كيف نستطيع أن ندخل التوسل بدعاء الصالح الحي في قول صاحب المتن :
ثم التوسل على نوعين أولها الصحيح دون مين
بالله والأسماء والصفات ومثله ما كان بالطاعات\
والثان في التوسل الشر كي بأي مخلوق ولو نبي
فإن أدخلناه كما قلت في قوله : "ومثله ما كان بالطاعات"
فمع ما في ذلك من التكلف فإنه سوف يدخلك في محظور عقدي ، ذلك أن المتوسل به إنما هو الدعاء وليس أعمال ذلك الصالح الحي كما لا يخفى عليك .
2 – أما قولك إن الراجح من أقوال أهل العلم هو كراهة التوسل بدعاء الصالح الحي إلا في الأمور العامة فلم أجد من اهل العلم من ذكره بل وجدت بعض أهل العلم نقل الإجماع على جواز التوسل بدعاء الصالح الحي مطلقا ، وإن شئت المراجع فهي موجودة.
3 – إذا كنت ترجح كراهية ذلك النوع من التوسل فما هي مسوغات الترجيح .
وإذا كنت تخصصه بالأمور العامة فما المخصصات عندك.
4 – من الاختصار المخل في المتن المذكور – والذي لا ينقص من قيمته بل هو من الأخطاء الملازمة للأعمال البشرية أيا كانت قوله :
وقول أهل الحق في الإيمان قول وأعمال على أركان
فأين الاعتقاد القلبي الذي هو أصل كلمة الإيمان ، ولم يخرجه أهل السنة من مفهوم الإيمان بل قالوا : الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان .
وغير هذا كثير .
وإني أقول لك إنك لن تجد متنا يخلو من الأخطاء والاختصار المخل ، ولكني أكرر لك أن ذلك لا يمنع من الاستفادة منه لمن يريد ذلك أو لمن يعتبر حفظ المتون شرطا في تقنين العلوم واختصارها واستحضارها .
والحمد لله أنك من اهل الشاطبية ولا شك أنك تعرف ما استدرك على الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى من أبيات وقواعد قد تصل إلى حدود الثلاثين أو أكثر .
أما ألفية ابن مالك ففيها أكثر من ذلك وفي لامية الأفعال أضعاف ذلك حتى إن العلامة المختار بن بون الشنقيطي أضاف عليها ضعفها وسمي عندنا "الاحمرار" وبقيت بعده أفعال تحتاج إلى ضبط وبناء.
والخلاصة أن المتون يحتاج لها بعض الناس في استحضار ما يحتاجه من علوم ، ولكن ذلك الاستحضار في غالبه لا يخلو من نقطة ضعف ، إما في أصل المتن نفسه ، وإما في عدم وجود الأدلة لأن المتون - غالبا - لا تذكر الأدلة من أجل الاختصار ، وأي قولة بلا دليل فما فائدة استحضارها .
وأرجو أن تجيب على الأسئلة التي ذكرت لك حتى نستفيد جميعا ولا يكون نقاشنا انتصارا للنفس ، وجدلا نصفه سب وشتم ..
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الباحثين عن الحق المستزيدين من العلم الشرعي الصحيح .
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
( فإن أدخلناه كما قلت في قوله : "ومثله ما كان بالطاعات"
فمع ما في ذلك من التكلف فإنه سوف يدخلك في محظور عقدي ، ذلك أن المتوسل به إنما هو الدعاء وليس أعمال ذلك الصالح الحي كما لا يخفى عليك .) ليس هناك محظور عقدي لأن كلمة الطاعات تشمل الأقوال والأعمال .بارك الله فيك .
( – من الاختصار المخل في المتن المذكور – والذي لا ينقص من قيمته بل هو من الأخطاء الملازمة للأعمال البشرية أيا كانت قوله :
وقول أهل الحق في الإيمان قول وأعمال على أركان
فأين الاعتقاد القلبي الذي هو أصل كلمة الإيمان ، ولم يخرجه أهل السنة من مفهوم الإيمان بل قالوا : الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان .) هذا ليس اختصارا ولا إخلالا وذلك لأن اعتقاد الجنان متفق على أنه من الإيمان بين الفرق جميعا فحتى الجهمية والمرجئة يوافقون أهل السنة على ذلك , ولكن النزاع إنما هو في القول والعمل فالجهمية أخرجوهما من مسمى الإيمان والمرجئة أدخلوا القول وأخرجوا العمل , فالناظم ذكر ما فيه النزاع ونسبه إلى أهل الحق وحدهم فهم الذين انفردوا عن غيرهم بإدخال القول والعمل في الإيمان, وأما اعتقاد القلب فلم ينفرد به أهل الحق وحدهم إذ لم ينازع فيه أحد فهو معلوم بالضرورة , ثم إن النص على القول والعمل يلزم منه حتما ولا بد اعتقاد القلب إذ لا قول إلاعن اعتقاد , ولا يخفاك قول الشاعر :
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما = جعل اللسان على الفؤاد دليلا[/poem]
ثمة إن الناظم قال في نفس الباب في البيت الثالث:
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يزيد بالطاعات في القلوب =كذلكم ينقص بالذنوب[/poem]
فهذا البيت فيه إثبات اعتقاد القلب في الإيمان بل وزيادة الإيمان في القلب ,فأنا آمل منك أخي الفاضل كما تطالبني بعدم التكلف في بيان حسن المتن ـ مع أني أحسب أني بعيد عن التكلف ـ أطالبك أيضا بنفس الطلب ألا تتكلف في عيبه بما ليس عيبا لأن هذا كما قلت لك يستطيعه كل أحد في أي كتاب حاشا كتاب الله عز وجل فقد يقول قائل إن البخاري قد ترك كثيرا من الأحاديث الصحيحة بإقراره هو وهذا خلل في كتابه يفتح الباب لنقده والتقليل من فائدته مع أني لا أقبل هذا الكلام احتراما لأجماع الأمة على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل , فأنا وأنت متفقان على عدم عصمة المتون لأنها كلام بشري لكن عندي أن الأصل في المتون أنه علم نافع وجهد ماتع ولا يطلق القول بخلل فيها إلا مفسرا بالبرهان والدليل .
( وغير هذا كثير .) هذا الذي لا يليق في النقاش , فلا ينبغي مثل هذا الإطلاق إلا ببراهينه , هل تقبل أن أقول إن متن الشاطبية به خلل كثيروأخطاء جمة لأنه نظم بشر يخطئ ويصيب ؟ أم لابد أن أبين موضع الخلل بالدليل , هذا هو الخلاف بيننا أنا أقول لك أرني الخطأ وبرهن عليه ونتناقش فيه فإن ثبت خطؤه أقررنا به وإن لم يثبت خطؤه لم نتحامل عليه وأنصفناه .
وأما مسألة كراهة التوسل بدعاء الحي الحاضر فلا ينافي جوازه يا أخي الكريم كما أجمعوا على جواز النذر مع أنه مكروه شرعا وأنا سأريحك بنقل كلام أهل العلم في ذلك ليطمئن قلبك أن غايتي الإفادة وليس التجريح وليتسع صدرك لنقاشي كما تطالبني أنت .

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
فتاوى في حكم التوسل بطلب الدعاء من الغير[/align]سئل الشيخ العثيمين _رحمه الله_ سمعنا أن من فضيلة الدعاء قول الشخص لأخيه: لا تنسَنا يا أخي! من صالح دعائك، هل لكم تفصيل في هذا الأمر، مع ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لـعكاشة عندما قال: ( ادع الله يجعلني منهم يا رسول الله! (
فأجاب: طلب الدعاء من الغير إن كان لمصلحة عامة فلا بأس به، مثل ما حصل للأعرابي الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، وفي الجمعة التالية قال هذا الرجل أوغيره: غرق المال وتهدم البناء فادع الله يمسكها، فإن هذا لا بأس به؛ لأن المصلحة لغير، فهو بمنزلة الشافع، أما إذا كان لمصلحة خاصة فهذا إن كان من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا بأس به، أي: لا بأس أن يسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن عاء النبي صلى الله عليه وسلم ليس كدعاء غيره.
أما إذا كان من غيره فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: إنه يدخل في المسألة المذمومة، فلا تقل لأحد: ادع الله لي إلا إذا قصدت مصلحته هو، وكيف يكون مصلحة له؟ يكون مصلحة له لأنه إذا دعا لك فقد أحسن إليك والله يحب المحسنين؛ ولأنه إذا دعا لك قال الملك: آمين ولك بمثله، فيستفيد من هذا الدعاء الذي دعاه لك بظهر الغيب، أما إذا قصد مصلحة نفسه -أي الطالب- فكما سبق عن شيخ الإسلام ، وفيه محذور آخر؛ وهو أنه قد يعتمد على دعاء هذا الرجل ولا يدعو هو لنفسه، وفيه محذور ثالث؛ وهو أن المسئول ربما يغتر ويرى أنه رجل صالح يطلب دعاؤه فيزهو بنفسه ويعلو بنفسه، فأنت يا أخي! ادع الله لنفسك؛ لأن دعاءك الله عبادة، سواء أجابك أو لم يجبك، ودعاؤك لربك صلة بينك وبينه، فألح على الله بالدعاء بدل أن تقول لشخص من الناس ادع الله لي، وحديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله له: ) لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك(حديث ضعيف.
وسئل أيضا هذا السؤال : فضيلة الشيخ! هل في طلب الإنسان من غيره ممن يرى على ظاهره الصلاح أن يدعو له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكل ذلك الشخص الطالب للدعاء؟ وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القرني الدعاء له مع أن عمر أفضل من أويس؟
فأجاب: طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلا أنه سأل الناس،وقد كان من مبايعات الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ألا يسألوا الناس شيئاً.
و(شيئاً) نكرة في سياق النفي تعم كل شيء، هذه هي القاعدة الأصولية، حتى كان عصا أحدهم يسقط منه وهو على راحلته فينزل ويأخذه لا يقول لأحد: ناولني العصا؛ لأنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا الناس شيئاً، لو لم يكن فيه إلا هذا لكفى، لكن ربما يكون في قلب الإنسان احتقارٌ لنفسه وسوء ظنٍ فيسأل غيره، فيقال: يا أخي! أحسن الظن بالله عز وجل.
وأنت إذا كنت لست أهلاً لقبول الدعاء ، فإن دعاء غيرك لا ينفعك،فعليك أن تحسن الظن بالله، ولا تجعل واسطة بينك وبين الله يدعو لك؛ ادع ربك أنت،فالله عز وجل يقول: }ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً{فنفس دعائك لله عبادة، فكيف تفوت على نفسك هذه العبادة العظيمة؟ وكذلك فإن بعض الناس إذا طلب من شخص يظهر فيه الصلاح أن يدعو له فإنه ربما يعتمد على دعائه هذا ولا يدعو لنفسه أبداً، ثم إن فيه -أيضاً- مسألة ثالثة: وهي أنه ربما يحصل للذي طلب منه الدعاء غرور بنفسه، وأنه أهل لأن يطلب منه الدعاء.
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: إذا طلبت من أخيك الدعاء -تريد بذلك نفعه بإحسانه إليك، أو نفعه إذا دعا لك بظهر الغيب- إن الملك يقول: آمين، ولك بمثله.
فهذا لا بأس به، أما إذا أردت مجرد انتفاعك أنت فقط؛ فهذا من المسألة المذمومة.
أما ما ذكرت من طلب عمر رضي الله عنه من أويس أن يدعو له رضي الله عنه فهذا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاص بالرجل، ولهذا لم يطلب من عمر أو غيره أن يقول لأبي بكر رضي الله عنه: ادع الله لنا، و أبو بكر أفضل من عمر ، وأفضل من أويس ، وأفضل من بقية الصحابة، لكن هذا خاص بهذا الرجل الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم ممن أدركه أن يقول له: ادع الله لي، والمسائل الخاصة لا تتعدى محلها.(انتهى من الباب المفتوح 212 )
وسئل الشيخ/ عبد الرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد : هل يجوز لي أن اطلب من شخص ثاني أن يدعو لي ؟ مثلا خلال فترة الامتحانات تطلب الفتاة من زميلتها أن تدعو لها و شكرا ؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , الأفضل أن يدعو الإنسان لنفسه ، لما في ذلك من المنافع ، فإنه في عبادة إذا دعا لنفسه ، وما يحصل له من تعلّق قلبه بالله إذا كان هو الداعي ، إلى غير ذلك من منافع الدعاء .
ويجوز للمسلم أن يُوصِي غيره بأن يدعو له ، وقد دلّت على ذلك السنة الصحيحة ، فمن ذلك : قوله عليه الصلاة والسلام لِعُمر رضي الله عنه في شأن أويس القرني : فإن استطعت أن يَستغفر لك فافعل . وقال عُمر لأويس : استغفر لي . فاسْتَغْفَرَ له . رواه مسلم .
وما رواه مسلم من طريق عن صفوان بن عبد الله بن صفوان - وكانت تحته الدرداء - قال : قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منـزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء ، فقالت : أتريد الحج العام ؟ فقلت : نعم . قالت : فادعُ الله لنا بخير ،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك مُوكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل . قال : فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء ، فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومثله ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فَـيُسْقَون . رواه البخاري
وتوسلّهم هنا بدعاء العباس لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم . وجاء في بعض الروايات أن العباس دعاء في ذلك اليوم بدعاء طويل . فطلب الدعاء ممن يُرجى صلاحه ويُظنّ به الخير جادة معروفة عند سلف هذه الأمة .
وأما حديث : لا تنسنا يا أُخيّ من دعائك . فهو ضعيف . انظر ضعيف الجامع الصغير (برقم 6278) هذه جادة مطروقة ، وعادة عند سلف هذه الأمة معروفة ، أي أن يطلب المسلم من أخيه أن يدعو له ، إلا أنه ينبغي أن لا يكون هو الغالب ، وأن لا تتعلّق به القلوب .والله تعالى أعلم .
وسئل الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ : رجل عنده ولد مريض مرضا لم يجد له علاجا ، فقال : أذهب إلى مكة ، وأضع ولدي عند البيت ، وأدعو له بالشفاء ، فإذا حان الظهر دعوت مائة شخص من فقراء الحرم على الغداء ثم أقول لهم : ادعوا الله أن يشفي ولدي ، فما حكم هذا العمل ؟
لجواب : هذا العمل فيه تصدق ودعوة الفقراء إلى الطعام ، وفيه طلب الدعاء منهم لولده ، والتصدق بالطعام هو من جنس الأعمال المشروعة - كما تقدم - وتقدم أيضا حكم الذبائح وإراقة الدماء ، فإذا كان في هذا الإطعام ذبائح : فتفصيل الجواب كما سبق .
وإن كان قصده مجرد إطعامهم ولإشباعهم والتصدق عليهم ، ثم طلب منهم الدعاء - وهي المسألة الثانية - فهذا راجع إلى هل يشرع طلب الدعاء من الغير بهذه الصفة ، أو لا يشرع ؟ الظاهر أن هذا من جنس ما هو غير مشروع ، ومعنى أنه ليس بمشروع : أنه ليس بمستحب ولا واجب ، ولكن هل يجوز طلب الدعاء من الآخرين ؟ قال العلماء : الأصل في ذلك الكراهة ، والمتأمل فيما روي عن الصحابة وعن التابعين الذين طلب منهم الدعاء : أنهم كرهوا ذلك ، ونهوا الطالب ، وربما قالوا له : أنحن أنبياء ؟!! كما قال ذلك حذيفة ، ومعاذ ، وغيرهما رضي الله عنهم ، وكان إمام دار الهجرة : أنس بن مالك - رحمه الله - إذا طلب منه الدعاء نهى الطالب ، خشية أن يلتفت الناس إليه ، وتتعلق قلوبهم به ، وإنما يتعلق في طلب الدعاء بالأنبياء ، أما من دونهم فلا يتعلق بهم في هذا الأمر ؛ لهذا « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر لما أراد أن يعتمر : " لا تنسنا يا أخي من دعائك » وهذا الحديث إسناده ضعيف ، وقد احتج به بعض أهل العلم ومعناه ظاهر في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن ينفع عمر بهذه الدعوة ؛ فالطالب للدعاء محتاج إلى غيره .
والمقصود : أن ما فعله هذا السائل لأجل ولده الأولى له تركه ؛ لأجل ألا يتعلق قلبه بأولئك في دعائهم . ( التمهيد لشرح كتاب التوحيد ) .
 
أخي الكريم :
بارك الله فيك ونفع بعلمك :
أولا : اتفقنا على أن المتون عمل بشري قد يخطئ وقد يصيب ، والواجب هو الاستفادة منها وبيان عثراتها بالبراهين حتى تتجنب وهذا جميل.
ثانيا : قولك : ( ليس هناك محظور عقدي لأن كلمة الطاعات تشمل الأقوال والأعمال .بارك الله فيك ) أقول لك : وهذا الذي نبهت عليه فإما أنها لا تدخل فهذا نقص في المتن يجب أن يكمل وإما أنها تدخل كما قلتَ وهذا هو المحظور لأنه لا يغيب عنك أن التوسل بأعمال الغير لا يجوز.
ثالثا : قولك : (ثم إن النص على القول والعمل يلزم منه حتما ولا بد اعتقاد القلب إذ لا قول إلا عن اعتقاد ) ليس دقيقا علميا ، وخاصة حسب منطق أهل المتون الذي يهتمون بالحد والتعريف الدقيق ، فأنت تعلم أنه قد يقول الإنسان قولا دون اعتقاد بالقلب كما في الغلط ، ولو كان كل قول يصاحبه اعتقاد لكفر الذي قال : أنا ربك وأنت عبدي .
فراجع نفسك في هذا الإطلاق ، قبل أن تراجع نفسك في أن الإلزام محل خلاف هو الآخر والصحيح فيه أن لازم القول ليس بقول ، ولازم المذهب ليس بمذهب.
وأما النقول التي تفضلت بها فعندي عليها ما يلي :
1 – جواب العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن السؤال الأول لا يخفى ما فيه التكلف سواء في كلامه هو أو في نقله عن شيخ الإسلام عليه رحمة الله تعالى ، ويعارض ما قال بأدلة من كتاب الله تعالى تثبت التوسل بدعاء الصالح االحي للنفس في الأمم السابقة وفي أمتنا وهذه بعض الأدلة تبين ضعف تلك الفتوى وافتقارها إلى الدليل الشرعي :
أ – قوله تعالى : "قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا"
ب – قوله تعالى : "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم" الآية.
وغيرها كثير. وأرجو أن تكون هنا ملائمة للنقاش وليست كسابقتها.
وراجع تفسير هاتين الآيتين عند المفسرين ليتضح لك أنه لا يشترط في التوسل بدعاء الصالح الحي أن يكون لمصحلة عامة ، ولتعرف أن القول بأن ذلك نوع من المسألة ليس صحيحا ، ولتوقن بأنه حتى ولو كان ذلك مخالفا لمبايعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار النكرة في سياق النفي التي تفضل بها الشيخ فإن هناك أدلة خصصت التوسل من ذلك العموم ومن المعروف في علم الأصول أنه لا تعارض بين عام وخاص ، فحديث المبايعة عام في كل شيء وأحاديث التوسل بدعاء الصالح الحي خاصة بهذا النوع من السؤال ، وإعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما كما هو مسطر في علم الأصول.
- قول الشيخ رحمه الله تعالى في توجيه حديث سؤال الأعرابي : "لأن المصلحة لغير، فهو بمنزلة الشافع" أقول : أليست له هو مصلحة أيضا في الحالتين حالة طلب المطر وحالة دعاء إيقافه ، ومن قال إنه اطلع على أحوال الناس.
فقياس الشيخ رحمه الله تعالى هذا السائل على الشافع قياس مع الفارق ، ويقدح فيه بقوادح كثيرة معروفة في علم الأصول توهنه وتضعفه.
- قول الشيخ رحمه الله تعالى : "أما إذا كان لمصلحة خاصة فهذا إن كان من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا بأس به، أي: لا بأس أن يسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن عاء النبي صلى الله عليه وسلم ليس كدعاء غيره"
أقول من أين له هذا التفريق ؟ فإذا كان من المعللين القائلين بالقياس فالعلة في طلب النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء إنما هي صلاحه وتقواه وقربه من الله تعالى ، وهذه وإن اكتملت في شخصه صلى الله عليه وسلم إلا أنها موجودة بصفة نسبية في غيره من الصديقين والشهداء ، فلماذا لا يسألون حين يتعذر وجوده صلى الله عليه وسلم وطلب الدعاء منه .
- قول الشيخ عليه رحمة الله تعالى : "أما إذا كان من غيره فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: إنه يدخل في المسألة المذمومة، فلا تقل لأحد: ادع الله لي إلا إذا قصدت مصلحته هو، وكيف يكون مصلحة له؟ يكون مصلحة له لأنه إذا دعا لك فقد أحسن إليك والله يحب المحسنين؛ ولأنه إذا دعا لك قال الملك: آمين ولك بمثله، فيستفيد من هذا الدعاء الذي دعاه لك بظهر الغيب،"
ألا يظهر لك أخي الكريم التكلف في هذا الكلام ، إن لم يظهر لك ، فإني أراه بأم عيني ، وأشمه بأنفي ، وأذوقه بلساني ، وألمسه بيدي ، وما هو التكلف إن لم يكن هذا ؟
- قول الشيخ رحمه الله تعالى : "وأنت إذا كنت لست أهلاً لقبول الدعاء ، فإن دعاء غيرك لا ينفعك"
من قال إنه لا ينفع ؟ ؛ بل الثابت بالأدلة أنه ينفع ، وأنه يطلب من أهل الصلاح والتقوى كما ثبت في كتاب الله تعالى.
ولم أجد في فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى التي نقلت أي آية من كتاب الله تعالى ووجدت حديثا واحدا ، ومع أنه صحيح إلا أن الشيخ لم يخرجه ثم بالغ في صرفه عن ظاهره .
وللشيخ رحمه الله تعالى فتاوى وعلم جم أصاب في غالبه ، ولا يضره إن جانبه الصواب في مسألة ما ، فتلك – كما قدمت لك – صفة بشرية ملازمة.
2 – قول الشيخ رحمه الله تعالى حديث طلب عمر من أويس الدعاء خاص به لا أعرف من أين له هذا التخصيص ، والأصل هو العموم حتى يرد المخصص.
3 – ما نقلت عن عبد الرحمن السحيم حجة عليك ولم يخصصه وكلامه مستقيم وغالبه أدلة ، وفتواه هذه أولى من الفتوى السابقة .
4 – أما فتوى الشيخ صالح بن عبد العزيز ، فلا أدري أيعارض كلام العلماء الذين ذكرهم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعمل صحابته رضي الله عنهم ، لا أظن ذلك .
والخلاصة أن الفتاوى التي ذكرت لم أجد في شيء منها أدلة من كتاب الله تعالى ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلا فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم وهي حجة في جواز التوسل وعدم كراهته وعدم تخصيصه بالأمور العامة.
ملاحظة : هناك أخطاء منهجية فيما تفضلت به أنبهك عليها لإتمام الفائدة وهي :
1 – لم تخرج الأحاديث التي نقلت في الفتاوى ، والاستدلال بالحديث يعتمد على صحته ، وحتى ما ذكر الشيخ صالح عن حذيفة ومعاذ ، والثالث لا أدري من يقصد به ؛ لأنه مكتوب في مداخلتك : إمام دار الهجرة ، وهو مالك بن أنس ، وبعدها أنس بن مالك وهو صحابي جليل ، فلا أدري أنها يقصد الشيخ صالح ، والمهم أن كل ذلك لم يخرج ، وحتى لو صح عن هؤلاء فإنه معارض بنص كتاب الله تعالى وبفعل غيرهم من الصحابة .
2 – المرجع الذي نقلت منه هذه الفتاوى لم تكتب رقم الصفحة والجزء إن كان من أجزاء متعددة.
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد نحو الحق خطانا وخطاكم.
والله تعالى أعلم وأحكم.
 
( لأنه لا يغيب عنك أن التوسل بأعمال الغير لا يجوز.) يا أخي وأنت حينما تطلب من غيرك أن يدعوا لك أليس دعاءه لك من عمله هو , ثم عندك حديث الأعمى بم توسل توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء النبي من عمل النبي وكذلك توسل عمر بدعاء العباس في الاستسقاء فدعاء العباس إنما هو من عمل العباس .
ثم الأدلة على كراهية طلب الدعاء من الغير كثيرة وسأنقلها لك حين يتسع وقتي ولكن أعطيك دليلا واحدا وهو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث السبعين ألفا وهو صحيح مشهور ( هم الذين لا يسترقون ) ومعنى : لا يسترقون : لا يطلبون الرقية من غيرهم والرقية كما تعلم أدعية وتعويذات وقراءة قرءان فإذا كان الأفضل في حق من يحتاج إلى الرقية لمرض ونحوه أن لا يطلبها من غيره فكيف بغيره ؟
ألا تتفق معي أن هذا دليل صحيح صريح على كراهة طلب الرقية من الغير ؟ فطلب الدعاء لغير الرقية مما هو دونه ولا شك أولى بالكراهة .
وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو مستنير فيه بكلام شيخ الإسلام فجزاه الله خيرا ورحمه الله رحمة واسعة .
 
عودة
أعلى