مبادئ علم القراءات

الورشان

New member
إنضم
11/02/2009
المشاركات
58
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


علـــم القـــراءات

قراءة القرآن الكريم لازمة من لوازم كل مسلم، وفريضة محكمة عليه، لا يجد منها بداً، ولا يرى له عنها غنى. كيف لا وهو في صلاته المفروضة والمسنونة، وفي عباداته لله والتقرب إليه بما يرضيه ليس له سبيل إلى ذلك أفضل من سبيل تلاوة القرآن الكريم .
ومن هذا المنطلق ندرك أهمية علم القراءات وفضله .

تعريف علم القراءات:
وقد عرّفه ابن الجزري فقال:
(القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة)، كما عرّفه طاش كبرى زاده بقوله: (علم يُبحث فيه عن صور نظم كلام الله تعالى من حيث وجوه الاختلافات المتواترة).
وإذن فعلم القراءات يهدف إلى تعليم اللسان النطق بكلام الله على الطريقة الصحيحة، ويهدف كذلك إلى صون اللسان عن الخطأ، وصون كتاب الله عن سريان التحريف إليه أو التبديل أو التغيير في صورة الرسم أو كتابة الخط أو نطق اللفظ.

نشأة علم القراءات:
وقد نشأ علم القراءات أول ما نشأ منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام. فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتّلاً مجوَّداً على أصحابه‘ مصداق قول الله سبحانه {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(المزمل/4) وقوله عز وجل {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}(الإسراء/106).
وقد أتقن الصحابة رضوان الله عليهم تلاوته من واقع عربيتهم الفصيحة السليمة من كل شائبة، ومن واقع تلقيهم للقرآن غضاً طرياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم قاموا هم بتعليمه لمن وراءهم على النحو الذي سمعوه وتلقوه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها، حيث أنزل الله سبحانه القرآن الكريم على سبعة أحرف.

عناية السلف بالقراءات:
وقد احتفى المسلمون بقراءة القرآن وضبطه في كل العصور، واشتهر في كل زمن من الأزمنة وجيل من الناس وبلد من البلدان أناس عرفوا باسم القُرّاء.
كان أشهرهم في عهد الصحابة: الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، الذين كان لأبي بكر منهم شرف جمع القرآن في مصحف واحد لأول مرة، بعد أن كان متفرقاً في العظام والألواح والرقاع، كما كان لعثمان شرف الجمع الثاني الذي أخرج فيه من القرآن كل ما هو ليس منه من شرح أو منسوخ أو تعليق، وضبط القراءة على لغة قريش، وعمم مصحفه على سائل الأمصار..
وإضافة إلى الخلفاء الأربعة فقد اشتهر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بالقراءة أبيُّ بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبو موسى الأشعري وغيرهم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبق هؤلاء غيرَهم في القراءة بمثل قوله " أقرؤكم أبيّ"(رواه الترمذي والدارقطني) وقوله لأبي موسى بعد أن استمع إليه " لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود".(متفق عليه) وقوله لابن مسعود: " اقرأْ علي القرآن".(رواه البخاري وغيره)
وفي عهد التابعين اشتهر كثير من الفضلاء ووجوه المسلمين بالقراءة، وكانوا منتشرين في المدن والأمصار. ففي المدينة ظهر سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وابن شهاب وعمر بن عبد العزيز، وفي مكة مجاهد وعطاء وطاووس، وفي الكوفة علقمة والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وفي البصرة الحسن البصري وابن سيرين وقتادة، وفي الشام المغيرة بن أبي شهاب وخليفة بن سعد.

التخصص وعصر أئمة القراءة:
ولكن عصر ما بعد التابعين شهد توسعاً في كل العلوم الإسلامية إلى الحد الذي دعا إلى تخصص كل عالم بعلم أو عدد محصور من العلوم ليجمع شتاته ويضع له قواعده ويتحمل أمانته. وهذا ما كان بخصوص علم القراءة، فقد ظهر في هذا الجيل ـ ما بعد التابعين ـ الأئمة القراء الذي تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة، التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بأي منها شريطة التلقي والإتقان.
وقبل أن نسرد أسماء القراء الأئمة السبعة ننوه إلى أن أئمة القراءة في عهد ما بعد التابعين كانوا كُثُراً لكن الناس اجتمعوا على هؤلاء السبعة ودونت كتبهم وقراءاتهم كما اجتمع الناس على الأئمة الأربعة في الفقه دون سواهم.

أسماء أئمة القراءة وأسماء أشهر تلاميذهم
1) نافع بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة (169)هـ ، وأشهر تلاميذه قالون ووَرش.
2) عبد الله بن كثير المكي المتوفى سنه (120)هـ ، وأشهر تلاميذه قَنْبل محمد بن عبد الرحمن. وأحمد بن محمد البزي.
3) أبوعمرو زبان بن العلاء البصري المتوفى سنة (154)هـ ، وأشهر رواة قراءته حفص بن عمرو الدوري وصالح بن زياد السوسي.
4) عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي المتوفى سنة (118)هـ ، وأشهر رواته هشام بن عمار الدمشقي وعبد الله بن أحمد.
5) عاصم بن أبي النجود الكوفي المتوفى سنة (127)هـ ، وأشهر رواته حفص بن سليمان وشعبة بن عياش.
6) حمزة بن حبيب الكوفي المتوفى سنة (156)هـ ، وأشهر رواته خلاد بن خالد وخلف بن هشام.
7) علي بن حمزة الكسائي المتوفى سنة (169)هـ ، وأشهر رواته حفص بن عمرو والليث بن خالد.
وقد قام الإمام ابن مجاهد أحمد بن موسى بتدوين القراءات السبع لهؤلاء القراء في كتابه (القراءات السبع).
وهناك ثلاث قراءات للقرآن الكريم غير تلك السبع المشهورة لكنها دونها في الأهمية والتواتر.



منشأ علم القراءات وتدوينه:
ومن البدهي أن نعلم أن قراءة هؤلاء الأئمة ترجع في أصولها وضبطها إلى قراءة الصحابة الكرام.
يقول الزركشي: فائدة: قيل: قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو راجعة إلى أُبّي، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وابن مسعود.
هذا ومن المفيد أن نعلم كذلك أن علم التجويد نشأ أول ما نشأ بالتلقين الشفوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة ومنهم إلى من بعدهم، ولكن الناس من بعد احتاجوا إلى تدوين هذا العلم وتقعيد قواعده، يقول الشيخ القارئ عبد الفتاح المرصفي: أما الواضع له من الناحية العملية فهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم... وأما الواضع له من ناحية قواعده وقضاياه العلمية ففيه خلاف، فقيل: أبو الأسود الدؤلي، وقيل: أبو القاسم عبيد بن سلام، وقيل: الخليل بن أحمد وقيل: غير هؤلاء من أئمة القراءة واللغة.
ومسائل علم التجويد عديدة وأبحاثه كثيرة وهو يحتاج إلى ممارسة وصبر وتَلقٍّ من أفواه القراء.
ولكنا نذكر من قواعده على سبيل المثال: أحكام النون الساكنة التنوين، وأحكام تفخيم الراء وترقيقها، وأحكام المدود وأنواعها، وأحكام الوقف وأنواعه، ومخارج الحروف، ومراتب القراءة.

أشهر المؤلفات في علم القراءات:
وقد نشط كثير من أئمة القراءة في التأليف في هذا الفن حرصاً على كتاب الله وخدمة له.
ومن أشهر كتب القراءات: التيسير لأبي عمرو الداني المعروف بابن الصيرفي، وله أيضاً كتاب جامع البيان في القراءات السبع.
ومنها: كتاب القصيدة اللامية في القرآن للشاطبي، كما نظم الشاطبي كتاب المقنع في رسم المصحف للداني في قصيدة أسماها القصيدة الرائية.
ومنها: النشر في القراءات العشر للجزري، وله أيضاً كتب أخرى في نفس العلم مثل تخيير التيسير وطبقات القراء.
ومنها: إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله لأبي بكر ابن القاسم الأنباري.
ومنها: هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح المرصفي المعاصر.
ومنها :بهجة النفوس في تجويد كلام القدوس للدكتور مأمون كاتبي الحلبي

فوائد من علم القراءات:
ولعل من المناسب أن نختم حديثنا عن علم القراءات ـ الذي يقال له أيضاً علم ـ التجويد بما قاله ابن الجزري في المقدمة الجزرية :
والأخذ بالتجويد حتـم لازم **** من لم يجود القـران آثـم
لأنـه بـه إلا لـه أنـزلا **** وهكـذا منه إلينا وصـلا
وهْو كذلك حِليـة التـلاوة **** وزينـة الأداء والقـراءةِ
أخرج الحافظ السيوطي في الدر المنثور عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يُقرئ رجلا. فقرأ الرجل: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} مرسلة أي بدون مد لكلمة ( الفقراء) فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: وكيف أقرأكها. قال: أقرأنيها {إنما الصدقات للفقرآء والمساكين} فمدها (أخرجه سعيد بن منصور في سننه).
 
وقد نشأ علم القراءات أول ما نشأ منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام. فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتّلاً مجوَّداً على أصحابه‘ مصداق قول الله سبحانه {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(المزمل/4)
هنالك فرق بين القراءة على وجه ، وهذا كان أول الإسلام إلى الهجرة النبوية . وبين القراءة بالأحرف المتعددة المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي أذن الله به بعد الهجرة .


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها
هذا كلام جد خطير ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يراع أي أحد في القراءة ، فهذا القول يعني أن القراءة من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا غير صحيح . فالقراءة تأتيه بالوحي قال تعالى : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18) ، فليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لمخلوق غيره أي يد في القرآن الكريم ، لا قراءة ولا رسما ، ولا ترتيبا .

وضبط القراءة على لغة قريش
هذا كلام بعيد عن الصّحة ، فالقرآن أنزل بلسان عربي مبين ، ولم ينزل بلسان قريش تخصيصا ، ثم قريش تسهل الهمز ، فمن أين أتى تحقيقه ؟؟؟ ، وليس لسيدنا عثمان رضي الله عنه ولا لغيره أن يترك شيئا مما أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ظهر في هذا الجيل ـ ما بعد التابعين ـ الأئمة القراء الذي تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة، التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بأي منها شريطة التلقي والإتقان
تنسب القراءات القرآنية لهؤلاء القراء نسبة شهرة ليس إلا ، إذ جميع الأوجه التي يقرأ بها هؤلاء القرّاء الكرام مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا على نحو نسبة المصاحف إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه ، فيقال المصاحف العثمانية ، وهذه نسبة شهرة ، فجميع المصاحف مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ليس لسيدنا عثمان ولا لغيره يد فيها ، إلا أن شرّفه الله وجعل على يديه رفع ما يختلف الناس فيه مما كتبه الناس بأيديهم دون الرجوع لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .

وهناك ثلاث قراءات للقرآن الكريم غير تلك السبع المشهورة لكنها دونها في الأهمية والتواتر
.
كيف ذلك ؟؟؟؟؟


ومن البدهي أن نعلم أن قراءة هؤلاء الأئمة ترجع في أصولها وضبطها إلى قراءة الصحابة الكرام.
يقول الزركشي: فائدة: قيل: قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو راجعة إلى أُبّي، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وابن مسعود.
وهؤلاء الصحابة الكرام تلقوا القراءة من النبي صلى الله عليه وسلم عن أمين الوحي جبريل عليه السلام فأصول القراءة ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما تلقاه عن أمين الوحي عليه السلام.
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين . [/align]
الأخ الفاضل الورشان ـ حفظه الله ـ .
[align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . [/align]
أما بعد ، فإنني سعيد بمشاركتكم القيمة ـ جزاكم الله خيرا ـ . و أحب أن أبين أن ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل ـ حفظه الله ـ هو من الإضافات العلمية الرصينة التي يتعين مراعاتها عند الكتابة عن القراءات القرآنية.
فما تفضل بتسطيره الأستاذ الورشان ـ حفظه الله ـ هو ما درجت على ترديده الكتب الكثيرة الموجودة بين أيدي الناس اليوم، و التي أغلبها ترديد لما ورد في كتب السلف دون دراسة أو تمحيص ، مما يجعل فهمنا لكثير من قضايا القراءات القرآنية يحتاج إلى التقويم، كما أنه يورث كثيرا من الغموض، و يعزز أطروحات الحداثيين و العلمانيين و كل من لا يرجو لله وقارا.
و من ثم فإنه يتعين علينا إعدادة تحرير هذه القضايا المرتبطة بالقراءات القرآنية خاصة و علوم القرآن و التفسير عامة ، وذلك حتى نتمكن من رفع التحديات المفروضة علينا اليوم .
وأحب أن أضيف أننا في كثير من الأحيان نتجاهل قيدا مهما من قيود تعريف القراءات القرآنية :
[align=center]القراءة سنة متبعة [/align]
فلا يمكننا اعتبار القراءة قراءة ما لم تكن صحيحة النسبة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
فالقراءة إذن هي ما قرأ به رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أو قرئ بحضرته فأقره .
كما يتعين التنبيه إلى أن المنهج المتبع في القراءات القرآنية من عهد رســــــــول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى يومنا هذا يتمثل في :
[align=center]السماع و العرض[/align]
كما أنها نقلت إلينا:
[align=center]شفاهيا و كتابة .[/align]
[align=center]والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .[/align]
 
فليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لمخلوق غيره أي يد في القرآن الكريم ، لا قراءة ولا رسما ، ولا ترتيبا .


تنسب القراءات القرآنية لهؤلاء القراء نسبة شهرة ليس إلا ، إذ جميع الأوجه التي يقرأ بها هؤلاء القرّاء الكرام مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا على نحو نسبة المصاحف إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه ، فيقال المصاحف العثمانية ، وهذه نسبة شهرة ، فجميع المصاحف مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ليس لسيدنا عثمان ولا لغيره يد فيها ، إلا أن شرّفه الله وجعل على يديه رفع ما يختلف الناس فيه مما كتبه الناس بأيديهم دون الرجوع لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .

دخلت خصيصا لأحييك على كلماتك التى ميزتها لكم باللون الأحمر

بارك الله فيكم ونفع بكم
 
وفيكم بارك الله ونفع ، وأنار قلوبنا وإياكم بنور محبة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم.
 
عودة
أعلى