تيسير الغول
New member
تتميز سورة الشورى عن غيرها من سور القرآن أنها هي الوحيدة التي تحتوي على آيتين من الأحرف المقطعة وذلك في قوله تعالى:
حم (1) عسق (2).
ذكر ابن جرير عند أول سورة الشورى {حم عسق} [42/1-2] أثرا نقله عنه ابن كثير واستغربه واستنكره ولكن وقع ما يقرب من مصداقه ومطابقته مطابقة تامة.
ونصه من ابن جرير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال له وعنده حذيفة بن اليمان أخبرني عن تفسير قول الله: {حم عسق} قال فأطرق ثم أعرض عنه ثم كرر مقالته فأعرض فلم يجبه بشيء وكره مقالته ثم كررها الثالثة فلم يجبه شيئا.فقال له حذيفة أنا أنبئك بها وقد عرفت بم كرهها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق تنبني عليه مدينتان فشق النهر بينهما شقا فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدنهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك قوله {حم عسق} يعني عزيمة من الله وفتنة وقضاء.
{حم عسق} يعني عدلا منه {سين} يعني سيكون {ق} يعني واقع بهاتين المدينتين ا هـ.
ومع استغراب ابن كثير إياه واستنكاره له فقد وقع مثل ما يشير إليه الحديث على ثورة العراق على عبد الإله في بغداد حيث يشقها النهر شقين، وأنه من آل البيت وقد وقع بها ما جاء وصفه في الأثر المذكور.
وما يميّز السورة أيضاً ورود كلمة واحدة فيها على وجهين وهي كلمة يعفو . فقد وردت بإثبات الواو مرتين وبحذفها وإبدالها بضمة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ.(30)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34).
والله أعلم.
حم (1) عسق (2).
ذكر ابن جرير عند أول سورة الشورى {حم عسق} [42/1-2] أثرا نقله عنه ابن كثير واستغربه واستنكره ولكن وقع ما يقرب من مصداقه ومطابقته مطابقة تامة.
ونصه من ابن جرير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال له وعنده حذيفة بن اليمان أخبرني عن تفسير قول الله: {حم عسق} قال فأطرق ثم أعرض عنه ثم كرر مقالته فأعرض فلم يجبه بشيء وكره مقالته ثم كررها الثالثة فلم يجبه شيئا.فقال له حذيفة أنا أنبئك بها وقد عرفت بم كرهها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق تنبني عليه مدينتان فشق النهر بينهما شقا فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدنهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك قوله {حم عسق} يعني عزيمة من الله وفتنة وقضاء.
{حم عسق} يعني عدلا منه {سين} يعني سيكون {ق} يعني واقع بهاتين المدينتين ا هـ.
ومع استغراب ابن كثير إياه واستنكاره له فقد وقع مثل ما يشير إليه الحديث على ثورة العراق على عبد الإله في بغداد حيث يشقها النهر شقين، وأنه من آل البيت وقد وقع بها ما جاء وصفه في الأثر المذكور.
وما يميّز السورة أيضاً ورود كلمة واحدة فيها على وجهين وهي كلمة يعفو . فقد وردت بإثبات الواو مرتين وبحذفها وإبدالها بضمة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ.(30)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34).
والله أعلم.