ما وجه الذم في( أوتوا الكتاب) وما وجه المدح في (آتيناهم الكتاب)؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
(الذين أوتوا الكتاب)
(الذين آتيناهم الكتاب)

ما الفرق بينهما؟

فَطِنَ الدكتور فاضل السامرائى - حفظه الله - إلى لفتة ذكية
في هذه المسألة
قال:

القرآن الكريم يستعمل (أوتوا الكتاب) في مقام الذم ويستعمل (آتيناهم الكتاب) في مقام المدح.

قال تعالى (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) البقرة) هذا ذم،

وقال تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ (145) البقرة) هذا ذم،

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) آل عمران) وهذا ذم.

وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) البينة) هذا ذم،

وقال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) النساء) ذم.

بينما (آتيناهم الكتاب)
تأتي مع المدح ،

قال تعالى:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (121) البقرة) مدح.

وقال تعالى: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) الأنعام) مدح.

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ (36) الرعد) مدح.

وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) القصص) مدح.

وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (47) العنكبوت) مدح.

هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من:
(أوتوا الكتاب)
و(آتيناهم الكتاب)

فحيث قال (أوتوا الكتاب) فهي في مقام ذم،
وحيث قال (آتيناهم الكتاب) فهي في مقام ثناء ومدح.

رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب الإيتاء إلى نفسه،
(أوتوا) فيها ذم فنسبه للمجهول.

وأُضِيف:

حين قرأتُ هذه اللفتة الذكية للدكتور السامرائي وقع في ذهني سؤال له وجاهته هنا وهو:

ما وجه الذم في (أوتوا الكتاب) ؟
وما وجه المدح في (آتيناهم الكتاب) ؟

وأرى - وأسأل الله السداد- أن:

الله عز وجل في كلامه عن الصنف الأول:
(الذين أوتوا الكتاب)
لم يظهر نفسه في اللفظ
فبنى الكلام والفعل (أوتوا) للمجهول ؛
لأن في إظهاره عز وجل لنفسه باسمه أو بضمير يعود عليه فيه تكريم لهم ،
فأخفى الله تعالى اسمه تحقيرا لهم ونفورا من مجاورة اسمه لاسمهم
وذلك لأنهم بَدَّلوا وغَيَّروا وكفروا كان جزاؤهم التحقير
فقال عز وجل : (أوتوا)
ولم يقل (آتاهم الله) أو (آتيناهم)
فبناء الكلام للمجهول هنا جاء احتقارا للمفعول به ونفورا من مجاورتهم.

أما الصنف الآخر:
(الذين آتيناهم الكتاب)
فإنهم الصالحون منهم ، المؤمنون ، فأثنى الله عليهم ومدحهم وأكرمهم بإظهار نفسه في الكلام بضمير المتكلمين في (آتيناهم) وفي ذلك تكريم لهم وإعزاز وحب لمجاورتهم.

والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي.
 
جزاك الله خير د. محمد الجبالي
هل لي ان اسال
هل من سمات استعمال الفعل المبني للمجهول التحقير والذم بلاغيا اي هل عرف هذا عن العرب ام انه استخدام قراني فقط.
وهل يجوز ان نقول ان استخدام المبني للمجهول هنا جاء للدلالة على جهالتهم لمن اتاهم الكتاب فهو مجهول بالنسبة لهم لا لنا فمن امن علم ان لا اله الا الله وكلما جهل مقام الله تعالى نقص الايمان.

وما تعليقك وتعليلك استاذي الفاضل على ((الذين اوتوا العلم )) فقد وردت ب 9 مواضع جميعها مقامات مدح ...

جزيتم خيرا..
 
وجزاكم الله خيرا
وبارك فيكم ولكم وعليكم ونفع بكم
نعم أخي خلدون
إن بناء الفعل للمجهول يكاد لا يخرج عن غرض من الاغراض البلاغية منها ما يلي:

الايجاز وهو أولها وأهمها ويكون اعتماداً على ذكاء السامع،

ويكون كذللك للعلم بالفاعل كقولك: خُلق آدم من تراب،

ويكون للجهل به كقولك : سُرِق البيت،

وللخوف من الفاعل كقولك: قتل الرجل (وانت تعلم القاتل وتخفيه خوفا منه)،

وللخوف على الفاعل كقولك: للمضروب ابنه : ضرب ابنك،

ولتحقير الفاعل فتُكْرِمُ لسانك عن ذكره كقولك: عوقب المظلوم ،

وغير ذلك من الأغراض البلاغية بحسب استخدامه في السياق وبحسب الحال والمقام.

فإن من لطائف لغتنا الجميلة العظيمة أنك تستطيع أن تستخدم التعبير الواحد في أغراض متعددة
بل تستخدمه في غرضين متناقضين مثال ذلك:
تمدح الكريم وتثني عليه فتقول: ما أعظم كرمه!
وتذم وتسخر من البخيل المعلوم بخله للآخرين فتقول:
ما أعظم كرمه! سخرية منه وذما لعلمك أن السامع يعلم شدة بخله.

جزاكم الله خيرا
 
أما استفسارك:
وهل يجوز ان نقول ان استخدام المبني للمجهول هنا جاء للدلالة على جهالتهم لمن اتاهم الكتاب فهو مجهول بالنسبة لهم لا لنا فمن امن علم ان لا اله الا الله:

أخي : إنهم علموا أنه الحق من ربهم وتولوا وأعرضوا
وكيف جهلوا من أتاهم الكتاب وهم يزعمون أنهم أولياء الله وأحباؤه؟!
 
حياكم الله دكتور فالسلام عليكم ورحمة الله وبكاته

وعفوا منكم استاذنا الفاضل لا اريد الظهور بمظهر المستقصد لكم -وقد كنت اريد الاشاره لعدم العموم مع اعجابي للفتتكم الطيبه - لكن الاغراض التي اشرت اليها تتحدث عن الفاعل المجهول (ولا يمكن عطفها على نائب الفاعل) وهو هنا ممتنع عن الذم سبحانه وتعالى فحديثنا كان عن نائب الفاعل(المفعول به) وليس الفاعل (المجهول) ولا يصلح الاستشهاد بتحقير الفاعل ولا زلت اكرر عليكم استفساري السابق شاكرا افادتكم.

واما

لطائف لغتنا التي تفضلت ونوهت اليها مشكورا فمن البديهيات وما وجدت لها مناسبة هنا

فالذي دفعني للسؤال عن ( اوتوا العلم )

وقد وردت في مقام المدح وانها تشتمل على معنى الكتاب وعلومه خاصه فكانها كانت( اوتوا الكتاب) لكن اتيانهم العلم ينفي عنهم الجهالة بالكتاب* ومنزله تعالى - اقصد بشكل عام فلا بد انهم جهلوا شيئا منه-
{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء : 107]

*{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة : 5]
وانكم قررتم ان اوتوا الكتاب شامله وعامه في وقوعها لغرض الذم بالاسلوب البلاغي القراني واتيناهم الكتاب في مقام المدح وليس غفلتي عما تفضلتم به

فاما ان كان حديثكم عن عموم هذا الاسلوب في اتيناهم الكتاب (حرفيا) فكذلك اورد

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 20]
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة : 146]

فلم تقع هنا في مقامي مدح كما قررتم

ولا ادري ان كانت هذه الايه في مقام الذم فاترك لكم التقرير

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر : 31]




واما استفساري عن جهالة اهل الكتاب المقصودون بالذم

فقصدت بالعلم ليس مجرد المعرفه بل من علم العارفين بالله الذي لا يخالطه شك وكفر وجهل بصفاته* ومقامه واسمائه تعالى فمن اعرض وتولى جهل مقام ربه ولو ادعى الولايه فمن كان قد عرف الله حقا وعلم مقامه ليس له الا السمع والطاعه

*{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة : 64]

{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة : 3]


{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة : 209]

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد : 19]


{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف : 138]


اقتباس
((ويكون للجهل به كقولك : سُرِق البيت،))

احدى الاغراض التي اشرتم اليها تنطبق على جهلهم بمن انزل اليهم هذا الحق الذي جهلوا فحواه فهم علموا انه الحق من عند ربهم لكنهم لم يعلموا حدود الله فتعدوها فكانوا جاهلين بربهم وكتابهم ولا اظن انه اسلوب عام باوتوا الكتاب (العلم)

فهل تراهم قوم علموا ربهم حقا ام انهم في غي امانيهم يعمهون.

وشكرا لافادتكم والالتفات لمشاركتي.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم أخي الكريم خلدون

أخي الحبيب: عذرا إن كنتُ أسأتُ الفهم في استفساركم فوقع ردي على تعليقكم في نفسكم موقع ظن سوء بأخيكم ، فإن كان بدر - عن غير قصد - من أخيكم شيء لمستَه في كلامه ، فأرجو المعذرة ، فقد لمستُ حرارة أنفاسكم بين بعض سطور ردكم الأخير.

أما بعد:
فلقد فاتني أمر هام في منشوري الأول - وكان يجب أن أنوه إليه - هذا ، وقد تناولته بالبحث والدراسة المستفيضة في بحث الدكتوراه في مبحث خاص قائم بذاته موضوعه القواعد السامرائية والذي قدمت له بـ :
"وقف الدكتور فاضل السامرائي على عدد من الظواهر العامة في القرآن، وجدها تنساق وتنزل على بعض مواطن المتشابه اللفظي في القرآن، فاجتهد أن يضبط لها قواعد عامة، يمكن القياس عليها في المواطن المشابهة، وسوف أجتهد في هذا المبحث أن أجمع ما استطعت من القواعد التي ضبطها السامرائي، وأقوم ببحثها، ودراستها، وقياس مدى مطابقتها، وسوف ندرس فيها ثلاثة مطالب:
الأول: هل هناك من اجتهد قبل السامرائي في ضبط مثل هذه القواعد؟
الثاني: ما القواعد التي وقف عليها السامرائي؟ وهل يمكن القياس عليها؟
الثالث: هل يمكن ضبط المتشابه اللفظي في القرآن بقواعد عامة تضبط توجيهه؟
.....................
....................
ثم قررتُ ما يلي :
وجدير بنا قبل أن نخوض في جمع هذه القواعد وعرضها أن نشير إلى أن السامرائي لم يَدَّعِ أن هذه القواعد سائرة منضبطة انضباطا تاما، بل إنه ألمح في أكثر من موطن إلى أنها قد لا تنضبط مع كل الشواهد، وأن الأصل في القياس والوقوف على الأسرار هو السياق الذي وقع فيه الشاهد، وهذه حقيقة واقعة، فالضابط الأول لمعنى لفظ ما في الآية هو السياق الذي سيق فيه اللفظ، والسياق الذي سيقت فيه الآية وإليكم بعض ما وقفتُ عليه من القواعد التي أشار إليها السامرائي في بعض كتبه .... ثم كان المطلب الثالث والذي قدمت له بما يلي:

المطلب الثالث: هل يمكن ضبط قواعد محددة يقاس عليها توجيه المتشابه اللفظي؟
إن الاجتهاد في ضبط المتشابه بقواعد أمر محمود، لا بأس به، لكن بالبحث في القواعد التي أشرنا إليها سلفا وجدنا أن هذه القواعد غير مطردة، ولا تضبط كل الأمثلة التي تدخل تحتها، إنما المؤثر والموجه الأول للآية هو المنزل الذي نزلت فيه، والسياق الذي درجت فيه، هذا السياق يختلف من منزل لآخر، فأَنَّى لنا أن نضع قاعدة لآيات ما، نزلت في منازل شتى، تضبط توجيهها في منازلها جميعا، إن ذلك أمر غير وارد.

لعل السامرائي بقواعده التي حاول أن يرسم بها حدودا لبعض الآيات التي اشتركت في جانب أو أكثر، قد قدم ما ييسر علينا توجيه بعض الآيات، لكن تلك القواعد التي ضبطها لم يَدَّعِ السامرائي أنها مُطْرَدة في كل المواطن.

ولا يَحْسُنُ بالباحثين في توجيه المتشابه اللفظي أن يبالغوا في التقعيد لتوجيه المتشابه اللفظي، إذ لا يمكن ذلك على إطلاقه، إننا قد نحدد للتفسير أنواعا، من تفسير بالرواية والأثر، وبالدراية والرأي، وإشاري، وعلمي، ويمكننا أن نضع ضوابط عامة للتفسير، وضوابط عامة يجب توافرها في المفسر ذاته قبل أن يهم بالتفسير، لكننا لا يمكننا أن نضع للقرآن الكريم سوره وآياته قواعد كقواعد اللغة تضبط تفسيره ضبطا، كذلك توجيه المتشابه اللفظي، لا يمكننا أن نضبطه بقواعد، إذ أن الآيات المتشابهات جزء من كتاب الله العزيز، الذي يطلع علينا ما بين الفينة والأخرى بالجديد اللطيف، فالقرآن الكريم قديم في ذاته، جديد متجدد في روحه ومعانيه، فإن من أعظم إعجاز هذا الكتاب تجدده بتجدد الأزمان، وكأن ما بقي من أسرار القرآن ومكنوناته أكثر مما كُشِفَ لنا، وكأن ما خفي منه أكثر مما وقفنا عليه من أسرار ومعارف وعلوم، فبين حين وآخر يجود هذا الكتاب -بِقَدَر- بما يشاء على مَنْ أراد الله به خيرا وفضلا، فَيَمُنُّ الله عليه ببعض فُيُوض كتابه العزيز........"

عذرا أخي على الإطالة، لكني كان عليَّ أن أشير إلى هذا الأمر بداية ، فما قرره السامرائي لا ينساق على جميع المواطن في القرآن بل على الكثير الغالب.

ونعود إلى تعليقكم الأخير:
أما قولكم : " لكن الاغراض التي اشرت اليها تتحدث عن الفاعل المجهول (ولا يمكن عطفها على نائب الفاعل) وهو هنا ممتنع عن الذم فحديثنا كان عن نائب الفاعل(المفعول به) وليس الفاعل (المجهول) ولا يصلح الاستشهاد بتحقير الفاعل ولا زلت اكرر عليكم استفساري السابق شاكرا افادتكم".

أخي: إن حديثنا عن الفاعل والمفعول معا أو [الفاعل ونائبه] وراجع كلامي في المنشور الأول:
"
فأخفى الله تعالى اسمه تحقيرا لهم ونفورا من مجاورة اسمه لاسمهم
وذلك لأنهم بَدَّلوا وغَيَّروا وكفروا كان جزاؤهم التحقير
فقال: (أوتوا)
ولم يقل (آتاهم الله) أو (آتيناهم)
فبناء الكلام للمجهول هنا جاء احتقارا للمفعول به ونفورا من مجاورتهم.
أما الصنف الآخر:
(الذين آتيناهم الكتاب)
فإنهم الصالحون منهم ، المؤمنون ، فأثنى الله عليهم ومدحهم وأكرمهم بإظهار نفسه في الكلام بضمير المتكلمين في (آتيناهم) وفي ذلك تكريم لهم وإعزاز وحب لمجاورتهم".

ولا تقل لي إن الأغراض البلاغية في بناء الكلام للمجهول خاصة بالفاعل ، لا ، لا ، وإن لم يذكر علماء البلاغة ذلك فإن ئلك قد يقع ؛ فمجاورة اللفظ لغيره من الألفاظ يدخل ضمن الإطار البلاغي لا تنفك عنه.
وأثق أن كلامي واضح لديكم مفهوم معلوم لكن اسمح لي أن أؤكده بمثال:
لو أنك دخلت مجلسا ما ، وبحثت عن مكان لتجلس فيه ، فوجدت مكانين أحدهما إلى جوار رجل فاضل ، والآخر إلى جوار رجل مشين معيب ، فإلى جوار من ستجلس؟!
فإنك حتى إن لم تجد مكانا إلا جوار هذا المشين المعيب فقد لا تجلس وترجع، وإن جلست جلست متململا.
كذلك الألفاظ والمعاني أخي إذا رُكِّبت يرتاح ويركن بعضها إلى بعض ، وقد ينفر بعضها من بعض.

أما قولكم: " لطائف لغتنا التي تفضلت ونوهت اليها مشكورا فمن البديهيات وما وجدت لها مناسبة هنا"
فهذا أخي من باب الشيء بالشيء يذكر، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ:
(هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ) ولم يُسأل صلى الله عليه وسلم عن ميتته.

أما قولكم : "فاما ان كان حديثكم عن عموم هذا الاسلوب في اتيناهم الكتاب (حرفيا) فكذلك اورد:
"
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" [الأنعام : 20]
"
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [البقرة : 146]

فلم تقع هنا في مقامي مدح كما قررتم
ولا ادري ان كانت هذه الايه في مقام الذم فاترك لكم التقرير"

فلعل المقدمة الطويلة التي سٌقتها أول هذا التعليق وكان يجب أن أوردها في المنشور الأول فيها الرد على ذلك.

أما قولكم: "فالذي دفعني للسؤال عن ( اوتوا العلم)
وقد وردت في مقام المدح وانها تشتمل على معنى الكتاب وعلومه خاصه فكانها كانت(اوتوا الكتاب) لكن اتيانهم العلم ينفي عنهم الجهالة بالكتاب*ومنزله تعالى - اقصد بشكل عام فلا بد انهم جهلوا شيئا منه"

أخي الحبيب : إني بحثتُ التعبيرين [أتوا الكتاب] ، [آتيناهم الكتاب] لفظيا ونحويا وبلاغيا ولم أخض في تفسير الآيات ، ولكني حين تأملت كلام السامرائي والنكتة اللطيفة التي وقف عليها ، تأملت التعبيرين لفظيا ونحويا وبلاغيا بشكل أوسع.

ومن ناحية ما قدمتم في هذا المعنى فأضف إليه ما جاء عن أهل الكتاب في قول الله تعالى: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78)" سورة البقرة.

أما قولكم : " واما استفساري عن جهالة اهل الكتاب المقصودون بالذم
فقصدت بالعلم ليس مجرد المعرفه بل من علم العارفين بالله الذي لا يخالطه شك وكفر وجهل بصفاته*ومقامه واسمائه تعالى فمن اعرض وتولى جهل مقام ربه ولو ادعى الولايه فمن كان قد عرف الله حقا وعلم مقامه ليس له الا السمع والطاعه ..........
........
((ويكون للجهل به كقولك : سُرِق البيت،))
احدى الاغراض التي اشرتم اليها تنطبق على جهلهم بمن انزل اليهم هذا الحق الذي جهلوا فحواه فهم علموا انه الحق من عند ربهم لكنهم لم يعلموا حدود الله فتعدوها فكانوا جاهلين بربهم وكتابهم ولا اظن انه اسلوب عام باوتوا الكتاب العلم
فهل تراهم قوم علموا ربهم حقا ام انهم في غي امانيهم يعمهون".

أخي : لقد وردت مواضع [أوتوا الكتاب] أكثرها في مجال عنادهم ومحادتهم وكفرهم بمحمد وبما أنزل عليه ، وإنهم جميعهم أهل الكتاب ، علماءهم ، وعَوامهم ، من علم ومن جهل ، وجب عليه الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن كان فيهم أميون وعَوام وجُهَّال فهم أحسن حالا من المشركين.
اللهم إلا إن كنت تقصد حال كونهم أهل كتاب قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله عز وجل أن يلهمني وإياك الرشد والرشاد والسداد
وتقبلوا تحيات وتقدير أخيكم
 
شكرا جزيلا استاذي الفاضل على التوضيح والاطاله المفيده .... بورك بجهدكم وتقبل منكم
 
السلام عليكم
إن صح أن " آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ " تدل على أنهم تلقوا الكتاب من الله وحيا عن طريق الرسل، وأن "أُوتُوا الْكِتَابَ " لغير ذلك . فيجب أن نبنى على هذا ما يفيدنا عمليا ...

أما عن " آتينا " فمن مواردها مع غير الكتاب
"..... فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)
"
وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67)
"...
وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ..."
"
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ ..."
"
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ..."
مما يدل على أنها من الله مباشرة أو عن طريق الرسول أو الوحى

ثم نتساءل :
إذا كان الفاعل فى قوله تعالى " أُوتُوا الْكِتَابَ " لم يسم .. فمن عساه يكون ؟ وما دلالة عدم تسمية الفاعل فى قوله تعالى " ...وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ...."
وهل ينطبق ذلك على موارد " أوتوا العلم " ؟
وهل يكون منا من ينطبق عليه " أُوتُوا الْكِتَابَ
 
أصل هذا القول والنكتة في حدود العلم هو كلام الإمام الراغب الأصفهاني في المفردات في كتاب الألف في مادة أتى، في قوله" كل موضع ذكر في وصف الكتاب -آتينا- فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه -أوتوا- لأن أوتوا قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول" وعبارته أدق وأدل على المقصود، ومعللة وسالمة مما ذكر من اعتراضات. وحبذا لو كان العمل على إرجاع الأقوال إلى أصولها ولأصحابها.
 
" و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب " هذا ذم
أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين
 
أخانا جلال الحسين:
كأنك تستفسر مستنكرا، أنه ليس ذما!!!
بل هو ذم، وهو ذم يحمل في طياته ثني المسلمين عن الزواج من نساء أهل الكتاب، وصرفهم عنهن إلى الزواج بالمسلمات، وترغيب رجال المسلمين في نساء الإسلام.
وها هو حذيفة رضي الله عنه وقد تزوج يهودية فأمره عمرالفاروق ذو البصر والبصيرة والنور والعلم والفقه والفهم يأمره - رغم حِلِّه - أن يطلقها حتى لا يقتدي به المسلمون، فهو يعلم أن الصحابة أمثلة وقدوات لمن بعدهم، فخشي أن ينتشر ذلك فيقعد نساء المسلمين بلا زواج.
رضي الله عن عمر وسائر الصحب الكرام، ورزق الله الأمة عمر جديدا يفتح الله على يديه، ويجمع قلوب المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه.
اللهم آمين
 
و عليكم السلام و رحمة الله
أخي الدكتور محمد الجبالي
جزاكم الله خيرا
بل أؤكد أن عبارة ( و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) جائت بالفعل في مقام الذم و أدنى الأخوة في الله هو حسن الظن و الحمد لله أنك تحسن الظن بي ... دكتور من فضلك عندي استفسار و عندي مسألة ...
أما الاستفسار فهو كالآتي : جاء في أول الآية 5 من سورة المائدة " اليوم أحل لكم الطيبات ... ) لماذا جائت عبارة ( و المحصنات من المؤمنات ) ؟ هل كان نكاح المحصنات من المؤمنات حرام قبل هذا اليوم وهو يوم عرفة في حجة الوداع ؟

أما المسألة فهي كالآتي : قال تعالى "
[FONT=&quot]اليوم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] أحل [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكم [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الطيبات و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طعام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] الذين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] أوتوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] الكتاب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] حل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] لكم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طعامكم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] حل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] لهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المحصنات [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] المؤمنات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المحصنات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] من [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذين [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أوتوا [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكتاب [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] قبلكم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] إذا [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آتيتموهن أجورهن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] محصنين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] غير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] مسافحين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]متخذي [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أخدان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] يكفر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] بالإيمان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] فقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] حبط عمله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] الآخرة [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] الخاسرين " - صدق الله العظيم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]عبارة ((من قبلكم )) أتت بعد ( الذين اوتوا الكتاب ) في سياق الحديث عن النكاح , و لم تأت بعد ( الذين أوتوا الكتاب ) في سياق الحديث عن الأطعمة و الذبائح !! و قد فهم معنى النص الشرعي بالتمام و الكمال من عبارة (الذين أوتوا الكتاب) التي جائت في أول الآيه الكريمه بأنهم الذين سبقوا المسلمين أو دولة الاسلام في استقبال الكتب السماوية ... [/FONT][FONT=&quot] كما فهم نفس المعني السايق بالتمام و الكمال عند الوصول الي عبارة ( الذين أوتوا الكتاب ) في سياق الحديث عن النكاح[/FONT][FONT=&quot] , و قد تدبرت عبارة (( من قبلكم )) التي جائت بعد ( و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) فلم أتوصل الي شيء ... فالقران كلام الله أبلغ و أجل من أن يأتي بالبديهيات أو المترادفات أو الزيادة أو الحشو - حاشا لله , فأتبعت منهجية دلالات النص الشرعي و الدلاله الوحيدة التي توصلت اليها أنه قد يكون هناك اشارة لمعنى لازم لما يفهم من عبارة (( من قبلكم )) لزوما لا ينفك و لكنه غير مقصود من السياق ... دلالة الاشارة هذة لا تتعارض مع دلالة العبارة و لكنها قد تفيد التخصيص و قصر الحل في النكاح ممن كانوا بالفعل كتابيات قبل ظهور دولة الاسلام في المدينة (( من قبلكم )) - و هو معنى غير بعيد عن المعنى الذي سبقة و غير متعارض مع دلالة عبارة ( الذين أوتوا الكتاب ) و عبارة ( من قبلكم ) فمعلوم أنة لن يكون هناك ( من بعدكم ) .. أما بعد ظهور دولة الاسلام فلا يجوز نكاح الكتابيات لأن المرأة بعد ظهور الاسلام كان أمامها الاسلام و اليهودية و النصرانية فكانت ارادتها اختيار المسيحية مثلا بدلا من الاسلام و قد كان عندها فرصة للدخول فية و لم تفعل ... أعرف ان هذة فكرة يستصعب الميل اليها اذا لجأنا الي فقه المآلات أو فقه الواقع ... و الله تعالى أعلم - أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين[/FONT]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابة
بعد تدبر عبارة " و المحصنات من المؤمنات " في الآية الخامسة من سورة المائدة و بعد دراسة تاريخ العرب قبل الاسلام من مصادر عدة توصلت الي أن المقصود من كلمة ( المؤمنات ) في هذة العبارة في الاية الكريمة من سورة المائدة, ليس المقصود منها ( النساء المسلمات ) كما قال المفسرون عبر القرون ( أقرأ تفسير بن كثير و الطبري و القرطبي و السعدي و الشعراوي ) و قد كان نكاحن بالفعل حلال منذ زمن طويل يقدر ب 22 عام قبل نزول هذة الآية في يوم عرفة من حجة الوداع . لكن المقصود بالمؤمنات في عبارة ( و المحصنات من المؤمنات ) هن النساء المحصنات المؤمنات على دين الحنيفية و كان لا يزال هناك عائلات من الحنفاء بين قبائل الجزيرة العربية بقيت على ملة ابراهيم علية السلام و هذا هو المقصود من عبارة ( و المحصنات من المؤمنات ) = النساء المحصنات الحنفاء و هن المؤمنات على ملة سيدنا ابراهيم علية السلام .
و لم يسبق لي أن قرأت مثل هذا التفسير في أي مخطوط أو كتاب من قبل و لا يبدو لي أن أحدا قد توصل الي مثل هذا التفسير , فأحمد الله حمدا كثيرا و أشكره على نعمة الاسلام و نعمة التدبر و الفضل لله ذو الفضل العظيم أولا و أخيرا .... ( قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له " - أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين
 
ينبغي الانتباه الى كلام الدكتور فاضل السامرائي فكثير من كلامه ليس دقيق
 
ما ترونه من ذم الزواج من نساء أهل الكتاب :
هل هو( ذم تحريم ) ام ( ذم كراهة ) ام ( ذم اباحة أي ترك الأفضل ) ؟؟
 
جزاكم الله خيرا
نعم أخي الشيخ أحمد ( على وزن أفضل ) و جزاكم الله خيرا فهو ذم اباحة أي ترك الأفضل فقد اباح الله سبحانه وتعالى للمسلمين في هذا اليوم ( يوم عرفة من حجة الوداع ) نكاح من كن بالفعل كتابيات قبل ظهور دولة الاسلام (( من قبلكم )) فهن في مقام المفضول مع ترك الأفضل و هن النساء المسلمات المحصنات .
أخوكم في الله - د جلال الحسين
 
عودة
أعلى