د محمد الجبالي
Well-known member
(الذين أوتوا الكتاب)
(الذين آتيناهم الكتاب)
ما الفرق بينهما؟
فَطِنَ الدكتور فاضل السامرائى - حفظه الله - إلى لفتة ذكية
في هذه المسألة
قال:
القرآن الكريم يستعمل (أوتوا الكتاب) في مقام الذم ويستعمل (آتيناهم الكتاب) في مقام المدح.
قال تعالى (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) البقرة) هذا ذم،
وقال تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ (145) البقرة) هذا ذم،
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) آل عمران) وهذا ذم.
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) البينة) هذا ذم،
وقال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) النساء) ذم.
بينما (آتيناهم الكتاب)
تأتي مع المدح ،
قال تعالى:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (121) البقرة) مدح.
وقال تعالى: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) الأنعام) مدح.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ (36) الرعد) مدح.
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) القصص) مدح.
وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (47) العنكبوت) مدح.
هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من:
(أوتوا الكتاب)
و(آتيناهم الكتاب)
فحيث قال (أوتوا الكتاب) فهي في مقام ذم،
وحيث قال (آتيناهم الكتاب) فهي في مقام ثناء ومدح.
رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب الإيتاء إلى نفسه،
(أوتوا) فيها ذم فنسبه للمجهول.
وأُضِيف:
حين قرأتُ هذه اللفتة الذكية للدكتور السامرائي وقع في ذهني سؤال له وجاهته هنا وهو:
ما وجه الذم في (أوتوا الكتاب) ؟
وما وجه المدح في (آتيناهم الكتاب) ؟
وأرى - وأسأل الله السداد- أن:
الله عز وجل في كلامه عن الصنف الأول:
(الذين أوتوا الكتاب)
لم يظهر نفسه في اللفظ
فبنى الكلام والفعل (أوتوا) للمجهول ؛
لأن في إظهاره عز وجل لنفسه باسمه أو بضمير يعود عليه فيه تكريم لهم ،
فأخفى الله تعالى اسمه تحقيرا لهم ونفورا من مجاورة اسمه لاسمهم
وذلك لأنهم بَدَّلوا وغَيَّروا وكفروا كان جزاؤهم التحقير
فقال عز وجل : (أوتوا)
ولم يقل (آتاهم الله) أو (آتيناهم)
فبناء الكلام للمجهول هنا جاء احتقارا للمفعول به ونفورا من مجاورتهم.
أما الصنف الآخر:
(الذين آتيناهم الكتاب)
فإنهم الصالحون منهم ، المؤمنون ، فأثنى الله عليهم ومدحهم وأكرمهم بإظهار نفسه في الكلام بضمير المتكلمين في (آتيناهم) وفي ذلك تكريم لهم وإعزاز وحب لمجاورتهم.
والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي.
(الذين آتيناهم الكتاب)
ما الفرق بينهما؟
فَطِنَ الدكتور فاضل السامرائى - حفظه الله - إلى لفتة ذكية
في هذه المسألة
قال:
القرآن الكريم يستعمل (أوتوا الكتاب) في مقام الذم ويستعمل (آتيناهم الكتاب) في مقام المدح.
قال تعالى (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) البقرة) هذا ذم،
وقال تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ (145) البقرة) هذا ذم،
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) آل عمران) وهذا ذم.
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) البينة) هذا ذم،
وقال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) النساء) ذم.
بينما (آتيناهم الكتاب)
تأتي مع المدح ،
قال تعالى:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (121) البقرة) مدح.
وقال تعالى: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) الأنعام) مدح.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ (36) الرعد) مدح.
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) القصص) مدح.
وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (47) العنكبوت) مدح.
هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من:
(أوتوا الكتاب)
و(آتيناهم الكتاب)
فحيث قال (أوتوا الكتاب) فهي في مقام ذم،
وحيث قال (آتيناهم الكتاب) فهي في مقام ثناء ومدح.
رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب الإيتاء إلى نفسه،
(أوتوا) فيها ذم فنسبه للمجهول.
وأُضِيف:
حين قرأتُ هذه اللفتة الذكية للدكتور السامرائي وقع في ذهني سؤال له وجاهته هنا وهو:
ما وجه الذم في (أوتوا الكتاب) ؟
وما وجه المدح في (آتيناهم الكتاب) ؟
وأرى - وأسأل الله السداد- أن:
الله عز وجل في كلامه عن الصنف الأول:
(الذين أوتوا الكتاب)
لم يظهر نفسه في اللفظ
فبنى الكلام والفعل (أوتوا) للمجهول ؛
لأن في إظهاره عز وجل لنفسه باسمه أو بضمير يعود عليه فيه تكريم لهم ،
فأخفى الله تعالى اسمه تحقيرا لهم ونفورا من مجاورة اسمه لاسمهم
وذلك لأنهم بَدَّلوا وغَيَّروا وكفروا كان جزاؤهم التحقير
فقال عز وجل : (أوتوا)
ولم يقل (آتاهم الله) أو (آتيناهم)
فبناء الكلام للمجهول هنا جاء احتقارا للمفعول به ونفورا من مجاورتهم.
أما الصنف الآخر:
(الذين آتيناهم الكتاب)
فإنهم الصالحون منهم ، المؤمنون ، فأثنى الله عليهم ومدحهم وأكرمهم بإظهار نفسه في الكلام بضمير المتكلمين في (آتيناهم) وفي ذلك تكريم لهم وإعزاز وحب لمجاورتهم.
والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي.