ما هي مناسبة اقتران العلي بالعظيم ؟

إنضم
12/06/2004
المشاركات
456
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أرجو الإفادة .
ما هي مناسبة اقتران اسم العظيم ، بالعلي ، وبالرب ، وبالله .
وما منسابة ذكر العظمة بالركوع .
 
تأتي أسماء الله الحسنى في القرآن مثنى غير معطوفة إسم على إسم،
مثل : العلي الكبير ، العلي العظيم ، وحيث أنه لا وجود لواو العطف فإن الإسم الثاني يكون تفسيرا للأول ومتعلق الإسم الثاني بناسب متعلق الإسم الأول إلا إسمين من أسماءه تعالى وهما : السميع البصير، فالبصير ليس تفسيرا للسميع ، وإنما يأتي ذكر (السميع البصير) كلما كان سياق الآية يتكلم عن حكم أو عن الحق لأن تحقيق الحق يتطلب العلم ، والسمع وحده ليس فيه كمال اليقين وإنما اليقين يتم بهما معا.
فإذا جاءت واو العطف بين السميع والبصير فكأن السمع جاء أولا ثم بعد ذلك تنبه فأبصر، وهذا واقع في حق البشر ولا يجوز في حق الله.
أما العلي فهو من العلو ، وفي العلو تنزيه فنحن نقول : تعالى الله عما يصفون أي تنزه عن الصفات الدنيا، ولا يكون عليا إلا لأنه عظيما,
فحق أن يكون عظيما لأنه علي ، والحق هو الذي يحقق العلو ، والكبير ما استحق أن يوصف بهذا الإسم إلا لأنه بالحق. إقرأ إن شئت
(واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق) فلو كان معه الحق لكان كبيرا بالحق.
إذن فصفة العلو تناسبها العظمة ( العلي العظيم).
وتناسبها الكبرياء (العلي الكبير).
 
جزاك الله خيرا .
ولكن هل من مزيد ؟
ما منسبة التعظيم بالركوع ، والأعلى بالسجود ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وركاته،
أخي الفاضل أنقل لك هنا مقطعاً من كتاب ( القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ) لفضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، قال رحمه الله:

والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
مثال ذلك: "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دلاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.

انتهى.

وقال رحمه الله في هذا الكتاب القيم كذلك:

الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.

انتهى.
 
هناك صفات اقترت ببعضها البعض فعلي سبيل المثال اقتران الغنى بالكرم كقوله : " فإن ربي غني كريم " [ النمل :40]فله كمال من غناه وكرمه ومن اقتران أحدهما بالآخر . ونظيره اقتران العزة بالرحمة " وإن ربك لهو العزيز الرحيم "[الشعراء :9] ونظيره اقتران العفو بالقدرة " وكان الله عفوا قديرا " [ النساء :99]ونظيره اقتران العلم بالحلم " والله عليم حليم " ونظيره اقتران الرحمة بالقدرة " والله قدير والله غفور رحيم " [الممتحنة :7]وهذا يطلع ذا اللب على رياض من العلم أنيقات ويفتح له باب محبة الله ومعرفته والله المستعان وعليه التكلان .
 
كاتب الرسالة الأصلية : تهاني1
هناك صفات اقترت ببعضها البعض فعلي سبيل المثال اقتران الغنى بالكرم كقوله : " فإن ربي غني كريم " [ النمل :40]فله كمال من غناه وكرمه ومن اقتران أحدهما بالآخر . ونظيره اقتران العزة بالرحمة " وإن ربك لهو العزيز الرحيم "[الشعراء :9] ونظيره اقتران العفو بالقدرة " وكان الله عفوا قديرا " [ النساء :99]ونظيره اقتران العلم بالحلم " والله عليم حليم " ونظيره اقتران الرحمة بالقدرة " والله قدير والله غفور رحيم " [الممتحنة :7]وهذا يطلع ذا اللب على رياض من العلم أنيقات ويفتح له باب محبة الله ومعرفته والله المستعان وعليه التكلان .
=================================

أما اقتران الغنى بالكرم فذلك طبيعي لأن الكرم هو المستوى الذي يعرف به الغنى، فالغنى هو عدم الحاجة إلى ما يحتاج، والكرم هو العطاء دون مقابل ، والعطاء لا يكون إلا فضلا (زائد عن الحاجة).
ولا يبخل ذو المال بالعطاء إلا لأنه مازال في حاجة إلى المزيد ، ومن كان في حاجة إلى المزيد فإنه فقير حتى ولو كان عنده مال قارون، غالقناعة هي الغنى,
وأما اقتران العزة بالرحمة (العزير الرحيم) فالله وحده هو العزيز الرحيم . الإنسان قد لا يرحم من يسيء إلى كرامته أو من يظلمه أو من ينال منه. أما الله تعالى فهو عزيز : لا يستطيع المخلوق أن يسيء إلى الله ولا أن يظلمه ولا أن ينال من الله، فإن أساء الإنسان فإنما يسيء إلى نفسه وإن ظلم فإنما يظلم نفسه ، إذن فالعزيز يرحم (العزير الرحيم) ومثل ذلك يقال في (العزيز الغفور),
أما اقتران العلم بالحلم " والله عليم حليم '' فالحليم هو الذي لا يعاقب المسيء (لعلمه) أنه عمل ذلك السوء بجهالة ، فلو تعمد السوء لعاقبه ولكنه كان (حليما) به لأنه (علم) أنه لم يتعمد السوء وإنما صدر منه السوء بجهالة . إذن فالحلم مبني على العلم = عليم حليم.
وأما اقتران العفو بالمقدرة " وكان الله عفوا قديرا '' فذلك لأن العفو قد يحصل بالمقدرة وقد يحصل العفو بعدم المقدرة اتقاء للشر.
أما العفو بعد المقدرة فمثلا : قد يرتكب الإنسان جريمة فيقع في يد غريمه أو في يد ولي الأمر فيعفو الغريم عنه بعدما أمسكه وكان قادرا أن يعاقبه ولكنه عفا عنه ، في مثل هذه الحالة يقال : عفو قدير.
أما العفو بعد العجز (عن غير مقدرة) فمثلا :
قد يفر المتمرد المعارض للدولة بعد الحكم عليه بالإعدام إلى دولة أخرى فيستمر في انتقاداته لنظام بلده في الصحف والإذاعة فتعرض عليه دولته صفقة وهي : العفو عنه مقابل توقفه عن انتقاد نظام بلده في مثل هذه الحالة لا يعتبر عفوا بعد المقدرة وإنما عفوا بعد عجز,
وكذلك إذا قامت جماعات في بلد ما بالقتل أو تفجير مباني ولم تستطع الدولة أن تقضي على هذه الجماعات فإنها تلجأ إلى طريقة ذكية اتقاء شر هذه الجماعات فتعرض العفو على من يسلم نفسه ، في مثل هذه الحالة لا يعتبر هذا العفو عفوا بعد المقدرة وإنما عفوا بعد العجز عن القضاء عليهم.
 
تكلم وأطال إبراهيم البقاعي في تفسيره لآية الكرسي وذكر معان كثيرة في تلازم هذين الاسمين

لكن كن على حذر فهو ينفي علو المكان ولا يثبته عافانا الله وإياك

المقرئ
 
عودة
أعلى