ما هي المراجع الّتي ذكرت أن الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى كان حافظاً للقرآن الكريم؟

أم قتادة

New member
إنضم
05/04/2007
المشاركات
97
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ما هي المراجع الّتي ذكرت أن الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى كان حافظاً للقرآن الكريم بشكل واضح وصريح؟

وجزيتم خيراً
 
وعليْكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
كأن من وراء السؤال من شككَ في حفظه القرآن بدليلٍ أو شبهةٍ. ومسايرة السائل لغير مقصدٍ واضح نافعٍ يقودُ إلى استجداء ما يثبتُ حفظ أعلامٍ آخرين للقرآن الكريم.
وعلى كل، وجدتُ ما فيه دليل أن ابن القيم يعيبُ على من لم ينتفع بالقرآن أو اشتغل بالعلوم الشرعية قبل حفظه:
"قال الإمام العلامة شمس الدين ابن القيم: ولقد أخبرني بعض أصحابنا عن بعض أتباع أتباع تلاميذ هؤلاء أنه رآه يشتغل في بعض كتبهم ولم يحفظ القرآن، فقال له: لو حفظت القرآن أولاً كان أولى، فقال: وهل في القرآن علمٌ! قال ابن القيم: وقال لي بعض أئمة هؤلاء: إنما نسمع الحديث لأجل البركة لا لنستفيد منه العلم لأن غيرنا قد كفانا هذه المؤونة فعمدنا على ما فهموه وقرروه. ولا شك أن من كان هذا مبلغه من العلم فهو كما قال القائل: نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبطحاء أبعد منزل"[1].
وكيف لا يكونُ حافظًا لكتاب الله من قال فيه ابن رجب رحمه الله: "وتفقه في المذهبِ، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه، وتفنَّن في علوم الإسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، والحديث معانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يُلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله وبالعربية، وله فيها اليَدُ الطولى، وتعلم الكلام والنَّحو وغير ذلك، وكان عالمًا بعلم السّلوك، وكلام أهل التّصوف وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فَنّ من هذه الفنون اليد الطولى. وكان رحمه الله ذا عبادة وتَهَجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وَتَألُّه ولهج بالذّكر، وشغف بالمحبة، والإنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعْرَف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله".
----
[1] الانتفاع بالقرآن، محمد بن قيم الجوزية، دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت, ص 134.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أعتذر أختي إن قلت لك أن سؤالك غريب جدا، إذ كيف يرد مثل هذا السؤال في شأن الإمام الهمام شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمة المنان الذي لا أبالغ إن قلت أنه من أطباء القلوب، ومصنفاته الغاية في النفاسة شاهد على ما أقول...

كيف يصح أن نتساءل هل حفظ الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى القرآن، وهو الذي معظم مصنفاته تدور حول هذا القرآن: مدارج السالكين، طريق الهجرتين، الفوائد، التبيان في أقسام القرآن، الأمثال في القرآن، مفتاح دار السعادة، إغاثة اللهفان، وغيرها كثير...؟؟

كيف يطرح هذا السؤال في حق من ألف كتابا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ألا وهو زاد المعاد الذي يعد من أنفس كتب السيرة-في خمس مجلدات-، وذلك في سفره بعيدا عن كتبه، وهذا ما صرح به رحمه الله تعالى في مقدمته:"وهذه كلمات يسيرة لا يَستغني عن معرفتها مَنْ له أدنى همة إلى معرفة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيرتِه وهديه، اقتضاها الخاطِرُ المَكْدودُ على عُجَرِهِ وبُجَرِهِ مع البِضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبوابُ السُّدَدِ، ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإِقامة، والقلبُ بكل وادٍ منه شُعبة، والهمة قد تفرقت شَذَرَ مَذَرَ، والكتاب مفقود، ومَنْ يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غيرُ موجود، فَعُودُ العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاوياً، وربعه قد أوحش من أهله وعاد منهم خالياً، فلسان العالم قد مُلِىءَ بالغلول مضاربةً لغلبة الجاهلين، وعادت موارِدُ شفائه وهي معاطبه لكثرة المنحرفين والمحرِّفين، فليس له مُعَوَّل إلا على الصبرِ الجميل، وما له ناصر ولا معين إلا الله وحده وهو حسبُنا ونعم الوكيل." اهـــ.

والله المستعان.

لو قيل: هل الشيخ فلان المفتي يحفظ القرآن لربما استنكر ذلك واستغرب، فكيف بالجبل الأشم، الذي ما من عالم من علماء المسلمين الذين جاؤوا من بعده إلا شهدوا له بالإمامة في العلم والسبق فيه...وكثير منهم استفادوا من كتبه وأوصوا بها طلابهم...
 
عودة
أعلى