ما هي آية اليد عند موسى (واضمم يدك إلى جناحك..)

محمد عصام

New member
إنضم
19/01/2019
المشاركات
150
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
35
الإقامة
سوريا
ما هي آية اليد عند موسى
في قوله تعالى (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى)


طبعاً تنوعت أقوال المفسرين بين من يقول أنها تخرج مضيئة تتلألأ كأنها فلقة قمر
وبين من يقول أن موسى كان أسود ومعنى (تخرج بيضاء) أي لونها أبيض، ومعنى (من غير سوء) أي من غير برص
وهذا تخريص وظنون وقول على الله بغير علم دون وجود نص صريح من رسول الله
وإنما هي أقوال لأحاديث موضوعة تنسب إلى صحابة رسول الله
---------------------------------------------------------
استشكال:

نحن نفهم أن السحر كان منتشر في زمن فرعون، وأن الفراعنة كان عندهم تقديس للأفعى
فلو أنك تأملت في لباس الفراعنة، لوجدت رمز أفعى الكوبرا يوضع على رؤوسهم كما في الصورة
http://www.noqta.info/file-attachs-57448-100-80.jpg
ولعل آية الأفعى هي إشارة لانهيار ملك فرعون، فأنت الذي تقدس الأفعى وتضعها على رأسك
هاهي ثعبان مبين أمامك يريد أن يهاجمك !!
.
ولكن على قول من قال أن اليد تخرج بيضاء أي (لونها أبيض) ومن غير سوء أي من غير برص
فما هو الفائدة من هذه الآية الثانية ؟؟؟
آية العصا وتحولها لأفعى وأن هذا ليس سحر وهي أفعى حقيقية فهمنا ذلك
لكن ما هو الهدف أن تخرج يد بيضاء ليس فيها برص ؟؟!!!

------------------------------------------------
قبل ذكر تفسير الآية، نطرح عدة تساؤولات:

1- لماذا آية اليد تلي آية الأفعى؟؟ وليس العكس
2- قوله تعالى عن اليد ( آية أخرى ) وكأنها آية متممة لآية الأفعى
2- قوله تعالى (بيضاء من غير سوء) إشارة إلى وجود السوء في يده!! من أين جاء السوء في يد موسى ؟؟
3- هل كانت يده دائما فيها سوء؟؟!! أم أن السوء يحدث ليده بعد آية الأفعى ؟!

إذا دققت جيدا في هذه التساؤولات فلعلك تفهم مباشرة معنى آية (اليد)

-----------------------------------------------------------
تفسير بعض المفردات:

قال تعالى: (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى)

معنى واضمم يدك إلى جناحك: أي ضع يدك تحت عضدك

تخرج بيضاء: أي سليمة ليس فيها أذى
البيضاء في اللغة من ألفاظ الأضداد فهي تفيد معنين متعاكسين
فعين بيضاء أي عين فيها أذى ، ويد بيضاء أي سليمة من الأذى
والذي يجعلنا نأخذ المعنى الثاني وهي (سليمة) لأن الله أعقب بعدها قوله (من غير سوء)
.
من الملاحظ في الآيات أن الله قال عن اليد أنها تخرج من غير سوء، وهذا معناه أنه يصيبها سوء
وحتما ولا يعقل أن تكون يد موسى مريضة فيدخلها في جناحه فتشفى ثم تعود للمرض مرة أخرى ليعيد الكرة
وإلا فهذا أصبح سحر وليس آية الشفاء.
فالمشترط في الآية أنها تصبح بيضاء من غير سوء بشكل دائم
ولكنَّ الأمر ليس كذلك، لأن هذه آية متكررة يستطيع موسى أن يفعلها متى أراد فهو ألقى العصى في ثلاث مواضع ذكرها الله لنا في القرآن - وبالتالي فإن آية اليد أيضا متكررة - فما هو الرابط بين اليد والأفعى
--------------------------------------------------------------
تفسير الآية فيما أرى

قال تعالى ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى{17} قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى{18} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى{19} فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى{20} قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى{21} وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى ) طه 22
.
أظن أن موسى حين كان يمسك الأفعى لتعود إلى سيترها الأولى فهو يتعرض للدغ
تخيل معي هذا الموقف " رمى موسى العصا فتحولت أمام فرعون لثعبان مبين (لعلها أفعى كوبرا)
فجاء موسى فأمسكها فأطبقت الأفعى فكيها على يد موسى ثم بدأت ترجع لأصلها عصاً خشبية كما كانت شيئا فشيئاً
وبعد أن عادت إلى عصا، بقيت يد موسى تنزف دما وعليها جراح من أنياب الأفعى، لأنها آية حقيقة من الله، وليست سحرا
فأدخل موسى يده في جيبه ووضعها تحت جناحه ثم أخرجها، فخرجت بيضاء (أي سليمة) من غير سوء دون وجود أثر لأي جرح أولأنبياب الأفعى
وفي هذا بيان كبير، لأن السحر لا يؤذي صاحبه ولكن إذا كانت أفعى حقيقية فالأفعى لا تميز بين إنسان وآخر
فآذت موسى وهذا دليل أنها حق وبهذا أصبح لآية اليد معنى وأصبح هناك ترابط
لهذا قال الله عن آية اليد (آية أخرى) لأنها مكملة للأفعى، وهي توضح لفرعون ومن حوله أنها أفعى حقيقة
.
وأما أمام السحرة، فلم يذكر الله أن موسى قد استخدم آية اليد، لأنه لا داعي لذلك، فالسحرة حين رأووا الأفعى فقط، علموا أن هذا ليس سحر وخروج سجدا لله
(( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى{69} فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ))
-----------------------------------------------------------

تفسير آيات أُشْكِل في فهمها:

1- قوله تعالى ((وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ{31} اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ)) القصص
سؤال لماذا جعل قوله (واضمم إليك جناحك من الرهب بعد خروج يده بيضاء)؟
أليس الأصل أن يضمم جناحه أولاً ثم يخرج يده ثانياً كما في الآيات الأخرى ؟؟!
والرهب: هو الخوف
الجواب: تقدير الكلام اسلك يدك في جيبك، واضمم إليك جناحك من الرهب تخرج يدك بيضاء من غير سوء
.
مثال أقول لشخص اطرق الباب يخرج لك رجل عجوز، هرم، واقرع الجرس حتى يسمع
فالكلام مقدر اطرق الباب واقرع الجرس حتى يسمع وسيخرج لك عجوز هرم
ودليل ذلك قوله في آية أخرى : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى )
.
وقوله اسلك يدك في جيبك لم يقل فإذا هي بيضاء بل قال (تخرج بيضاء) أي إخبار بما سيكون المآل
-----------------------------------
لكن إذا سألت لماذا هذا التقديم والتأخير ؟؟
الجواب موسى في حالة خوف ورهبة والإنسان بهذه الحالة يحتاج إلى اطمئنان
فالله أعطاه الحل مباشرة ومآل الحال أن يده ستعود كما كانت
ثم أكمل التفصيل بعد أن طمأنه، أن اضمم إليك جناحك من الرهب لأنه كان خائفا من عضة الأفعى وسمها والأذى الذي حدث بيده
ودليل ذلك جمع الله لكلا الفعلين في آية أخرى، (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى ) )

------------------------------------------------------
سؤال آخر
هل قال الله لموسى (اسلك يدك) أم (قال اضمم يدك) فهناك آيتين ؟؟؟

الجواب وكأن النقل ليس حرفي، بل هو فهمي ومجازي
لأن القول في اللغة لا يفيد التكلم بل يفيد نقل المعنى
ففي قول السماوات والأرض ( قالتا أتينا طائعين ) أي حالهم طائعين ولسنا نفهم أن القول بكلام
أما التكلم فيفيد النطق أما القول لا يفيد النطق فيكون بالإشارة أو بالحال أو بوصول المعنى
فالقول هو وصول المعنى ( وهذا ما بينه الدكتور بسام جرار في درسه بين القول والكلام )
https://www.youtube.com/watch?v=hPYIURe4wrk

-----------------------------------------------

سؤال آخر
بحسب هذا التفسير، كيف يقول الله لموسى (لا تخف) ثم تلدغه الأفعى، أليس هذا تناقض ؟؟

{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }النمل10
وأيضا قوله: ( أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ }القصص31


الجواب: العلاقة بين الخوف والنتيجة على حسب المآل
فقول الله تعالى: ( {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
هل قول الملائكة للمؤمنين (ألا تخافوا) يعني أنهم لن يموتوا ولن يصيبهم أذى
أبداً، ولكن معناه لا تخافوا من الموت لأن مآلكم بعد الموت الجنة

وكذلك فقول الله لموسى لا تخف من الأفعى، لأن مآله أنه سيشفيه من لدغها وسمها

والله تعالى أعلم
والحمد لله رب العالمين
 
هاتان الايتان جاء بهما موسى عندما التقى بفرعون وطلب منه ان ياتي باية ان كان صادقا فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده من جيبه فاذا هي بيضاء للناظرين ويبدو ان الاية الاولى فيها تهديد للفرعون بالحرب والعداوة فالثعبان هو عدو للانسان ويلحق به الاذى والموت والاية الاخرى ايضا فيها تهديد بالخراب والدمار فنزع اليد من الجيب وخروجها بيضاء بمعنى خروجها بدون لحم ودم بل مجرد عظم خالص هذا فيه تهديد بخراب ودمار ملك فرعون والقضاء على ما فيه حياة فاللحم والدم لليد هو النعمة والرخاء ام تحولها الى عظم ففيه ذهاب ذلك لذلك قال الملأ من قومه ان موسى يريد ان يخرجكم من ارضكم والله اعلم
اما بالنسبة الى ان الافعى لدغت موسى وانزلت من يده الدم فلا اجد اي دليل عليه
 
لا تجد دليل أن الأفعى لدغت موسى رغم ما ذكرته من أدلة في قواعد اللغة
بالنسبة لبيضاء وبالنسبة لكلمة سوء
ورغم الترابط البين بين الآيات

إلا أنك تجد دليل لقولك ( [FONT=&quot]خروجها بدون لحم ودم بل مجرد عظم خالص ) ؟؟؟؟؟

[/FONT]
(وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظنَّ لا يغني من الحق شيئاً)
 
عودة
أعلى