ما هو الوقف الصحيح في هذه الآية؟

محبة للعلم

New member
إنضم
25/04/2013
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المغرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الوقف الصحيح في هذه الآية: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) الأنفال-50
هل يجوز لي أن أقرأ الآية كلها دفعة واحدة؟
في رسم المصحف برواية ورش، يوجد وقف على "الذين كفروا"، وحين بحثت في كتاب "منار الهدى في بيان الوقف والابتداء"، قال الشيخ الأشموني رحمه الله : ((ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا) زعم بعضهم أنه وقف، وبعضهم أن الوقف على الملائكة...والأولى أن لا يوقف على (كفروا) ولا على (الملائكة)، بل على قوله: وأدبارهم: أي حال الإدبار والإقبال...)).
هل هذه المسائل اجتهادات أم أنها توقيفية كالرواية؟ وهل علي الالتزام بوقف الإمام الهبطي رحمه الله؟

وجزاكم الله خيرا.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل هذه المسائل اجتهادات أم أنها توقيفية كالرواية؟ وهل علي الالتزام بوقف الإمام الهبطي رحمه الله؟
مسائل الوقف والابتداء اجتهادية، وتحديد موضع الوقف يتوقف على تحديد المعنى، ولذلك ستجد فيه مثل هذا الاختلاف تبعا لاختلاف المفسرين في معاني بعض الآيات.
ووقف العلامة الهبطي على: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا} مروي عن الإمام نافع كما في المكتفى للإمام الداني.
والله أعلم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
اشترط العلماء لجواز الوقف على أي موضع في القرآن تمام الكلام ، وهذا ظاهر في اصطلاح الوقف التام والكافي والحسن ، والتفريق بينهم في مدى التعلق اللغوي بالكلام التالي له .
ومعنى التمام أن تستوفي الجملة أركانها من المسند والمسند إليه ، فلا يوقف على مبتدأ دون خبره ، ولا فعل دون فاعل . . .الخ .
ويشترط في هذا التمام شرطان مترابطان ، وهما :
1- أن يكون المعنى صحيحا
2- أن يكون وفق مراد الله .
فمن ذلك الوقف على قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة . . ." .
فهذه الجملة من حيث تمام المعنى وفهم المراد ؛ تامة المعنى واضحة المراد ، ولكنه ليس وفق مراد الله ، فلا يجوز الوقف عليه .
وكذلك الوقف على : " ولا تمش في الأرض " .
فمن ناحية تمام الكلام فالكلام تام ، ولكنه معنى غير صحيح وليس وفق مراد الله ؛ فلا يوقف عليه .
وبناء على هذه المعطيات فإن الوقف الأولى في قوله تعالى " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " على " أدبارهم " .
فالمراد هنا : ولو ترى يا محمد إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة حال كونهم يضربون وجوههم وأدبارهم لرأيت أمر عظيما .
والوقف على ( الذين كفروا ) لا يعطي المعنى المراد ، إذ ليس المراد رؤيتهم أو معاينتهم وهم تقبض أرواحهم ، بل وما يحل بهم من تنكيل وعذاب .
ويبدوا أن الذي أجاز الوقف على ( الذين كفروا ) نظر للكلام نظرة لغوية بحتة ، حيث أن فاعل " يتوفى " يجوز أن يكون المولى سبحانه وتعالى ، ويكون ( الملائكة ) مبتدأً ، و(يضربون) خبره ، ويجوز في هذه الجملة أن تكون حالا من (الذين كفروا) ،وحينها لا يجوز الوقف على " الذين كفروا " أيضا ، أو تكون مستأنفة ، وعليها يجوز الوقف .
فيلاحظ أن مبنى الوقف على الذين كفروا هنا أن يكون الفاعل محذوفا وهو المولى سبحانه وتعالى ، وأن تكون جملة ( الملائكة . . . ) مستأنفة .
ولكن قراءة التأنيث في " تتوفى " _ مع كون الثابت أولى من المحذوف _ ترجح التوجيه الأول ، من كون الفاعل هو ( الملائكة ) وجملة ( يضربون . . .) حال منه .
حتى على فرض صحة التوجيه المذكور في الوقف على ( الذين كفروا ) فالأولى عدمه ؛ لأن جملة ( والملائكة ) وإن كانت مستأنفة غير أنها جاءت في سياق التفصيل لما يحدث لهم ؛ فلابد حينها من وصلها ، أو جاءت في سياق التعليل لجواب لو ، أو جوابا لسؤال مقدر ، وحينها أيضا لا يجوز الوقف .
أما منع الأشموني الوقف على ( الذين كفروا ) فيبدوا أنه يرجح أن يكون الفاعل هنا ( الملائكة ) ، مستندا في ذلك إلى قراءة التأنيث .
ومنعه الوقف على ( الملائكة ) لأن ( يضربون ) حال منه ، ولا يفصل بين الحال وصاحبه .
وأجاز الأشموني الوقف على ( أدبارهم ) وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله ؛ فلأنه من عطف الجمل ، وصرح الأشموني في غير موضع بجواز الفصل بين عطف الجمل ؛ لأنه في حكم الاستئناف .
والخلاصة :
الأولى عدم الوقف على ( الذين كفروا ) ، ويجوز الوقف على ( أدبارهم ) ، والوقف على رأس الآية هو أحسنهم ، والله أعلم .
 
تنوير: بسم الله. لا يلزم أحدا الالتزام بوقف أحدٍ، إنما الواجب في الوقف في القرآن مراعاة المعنى المقصود ما أمكن، وذلك يعتمد على التفسير واللغة، وكما نقل ابن الجزري رحمه الله عن الداني فيما أذكر، أن أحدا لو أمكنه أن يقرأ القرآن كله أو سورة منه بنفس واحد لجاز له، ما لم يقصد فسادا.
وقد عبر عنه ابن الجزري رحمه الله في مقدمته بقوله: وليس في القرآن من وقف وجب * ولا حرام غير ما له سبب.
وبينه في (النشر في القراءات العشر)(1 / 261) حين قال: " قول الأئمة: لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه ولا علي الفعل دون الفاعل.. إلى آخر ما ذكروه وبسطوه من ذلك إنما يريدون بذلك الجواز الأدائيوهو الذي يحسن في القراءة، ويروق في التلاوة. ولا يريدون بذلك أنه حرام ولا مكروه ولا ما يؤثم..بلا خلاف عند أحد منهم.. اللهم إلا من يقصد بذلك تحريف المعنى عن مواضعه، وخلاف المعنى الذي أراد الله تعالى، فإنه والعياذ بالله يحرم عليه ذلك ويجب ردعه بحسبه على ما تقتضيه الشريعة المطهرة والله تعالى أعلم " اهـ.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى