الاستنباط
الاستنباط
يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كتابه شرح مقدمة التفسير: يحتاج المفسر أن يكون عالما بأصول الفقه؛ لأن أصول الفقه هي أصول الاستنباط، وأصول الاستنباط يحتاجها المفسر كثيرا، فكثير من مواضع الاجتهاد والاستنباط إنما تكون عن طريق أصول الفقه، أرأيت مثلا مجيء الخاص بعد العام، أو مجيء المبيَّن بعد المجمل، أو مجيء المقيد بعد المطلق، أو مجيء النص أو مجيء الظاهر أو الحقيقة أو نحو ذلك التي كلها من مباحث أصول الفقه، فمن لم يكن ضابطا لأصول الفقه فإنه لا يحسن له بل يذم إذا تعاطى التفسير بالاجتهاد فيه.انتهى كلامه.
إن أصول التفسير تحتاج الى كم هائل من المرجعيات الداعمة للخوض في علم التفسير غير الذي قاله الشيخ آل صالح كأن يكون عالما بلغة العرب؛والعلم بالقرآن بحفظه واستظهاره ومعرفة مواقع حججه،والعلم بالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والى غير ذلك من شروط
بينما الاستنباط يتأتى من خلال التعمق في النص القرآني . والفهم الخاص للناظر له حيث تختلف النظرات حسب اهتمام الناظر وفكره وتخصصه . فالطبيب يستنبط ما في النص من بواطن طبيّة . والفلكي يستخرج ما يستجد من علوم الفلك وظواهر الطبيعة . وكذلك الجغرافي والرياضي والى غير ذلك من تخصصات . ولا يشترط بأولئك المتأملين المستنبطين إلا صحة الاستنباط وعدم خروجه عن واقع النص واحتماله لذلك المعنى المستنبط . والله تعالى أعلم