ما نوع الهداية في الآية (ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون)؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
ما نوع الهداية في الآية:
(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ)؟
[سورة النمل 41]

إن سليمان عليه السلام أراد أن يختبر عقل بلقيس فبدل في عرشها طوله وعرضه وهيئته،
فمعنى الآية: غيروا في صفات عرشها لنرى هل ستعرفه أم لا.
فقد أراد سليمان عليه السلام أن يختبر ذكاءها.
وقد دل جوابها عن فطنة شديدة؛ فردت بجواب (كأنه هو) دل على ذكاء شديد وفطنة وحكمة.

ليس المقصود بالهداية في الآية الإيمان، ليس المقصود الهداية التي هي ضد الضلال، بل المقصود الهداية المعرفية الفطرية.

والهداية أنواع أربعة:
أولها: الهداية الفطرية، قال الله عز وجل: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ)[سورة طه 50]

والثانية: الهداية الإيمانية ضد الضلال.
قال الله عز وجل: (ووجدك ضالا فهدى)

والثالثة: الهداية التوفيقية
قال تعالى: (وما توفيقي إلا بالله)

الرابعة: الهداية الأخروية وهي الهداية إلى الجنة.
قال الله عز وجل: (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ)[سورة محمد 6]

والله أعلم
د.محمد الجبالي
 
مراتب الهداية المشهورة أربع:
1- الهداية العامة وهذه مرتبطة بالخلق كما قال تعالى:"الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى".
2- هداية البيان والدلالة والإرشاد وهذه حجة الله على خلقه.
3- هداية التوفيق وهذه خاصة بالله جل وعلا.
4- الهداية إلى الجنة والنار.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج عشر مراتب للهداية:

- الأولى مرتبة تكليم الله عز و جل لعبده يقظة بلا واسطة بل منه إليه وهذه أعلى مراتبها كما كلم موسى بن عمران صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه قال الله تعالى:"وكلم الله موسى تكليما".
- المرتبة الثانية: مرتبة الوحي المختص بالأنبياء قال الله تعالى:"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده"
- المرتبة الثالثة: إرسال الرسول الملكي إلى الرسول البشري فيوحى
إليه عن الله ما أمره أن يوصله إليه.
- المرتبة الرابعة: مرتبة التحديث وهذه دون مرتبة الوحي الخاص
وتكون دون مرتبة الصديقين كما كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فعمر بن الخطاب".
-المرتبة الخامسة: مرتبة الإفهام قال الله تعالى:" وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما"، فذكر هذين النبيين الكريمين وأثنى عليهما بالعلم والحكم وخص سليمان بالفهم في هذه الواقعة المعينة.
-المرتبة السادسة: مرتبة البيان العام وهو تبيين الحق وتمييزه من
الباطل بأدلته وشواهده وأعلامه بحيث يصير مشهودا للقلب كشهود العين للمرئيات وهذه المرتبة هي حجة الله على خلقه التي لا يعذب أحدا ولا يضله إلا بعد وصوله إليها قال الله تعالى:"وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون".
- المرتبة السابعة: البيان الخاص وهو البيان المستلزم للهداية الخاصة وهو بيان تقارنه العناية والتوفيق والإجتباء وقطع أسباب الخذلان وموادها عن القلب فلا تتخلف عنه الهداية ألبتة.
-المرتبة الثامنة: مرتبة الإسماع قال الله تعالى:"ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون".
-المرتبة التاسعة:مرتبة الإلهام قال تعالى:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها".
-المرتبة العاشرة من مراتب الهداية: الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء
النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".

وتسميتك أخي محمد للهداية الثانية بالإيمانية فيه نظر لأنه إذا ثبت إيمان العبد فقد وفق وبالتالي فقد تحققت فيه هداية التوفيق، فالأصح أن نسميها هداية البيان والإرشاد.
والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد فأظن ان الله تعالى جعل الهداية في القرآن نوعين هما:
الهداية الفطرية وهي التي يشترك فيها المؤمن والكافر وتعني الهداية لما فطر الله تعالى اليه الخلق من فعل الافعال المناسبة لخلقه فإن الانسان لا يميل الى الطيران بنفسه لانه على علم ان خلقه غير مفطور عليه ولكنه يميل الى السباحة لانه يعلم انه يستطيع فعلها ، وهكذا بقية الخلق وهذا الامر يتطابق مع قوله تعالى ( الذي خلق كل شيء فهدى) .
اما الهداية الثانية فهي هداية الايمان وفيها يتميز المؤمن من الكافر وهي المقصودة بقوله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وان جميع ما مذكور من الممكن ارجاعه لاحدى الهدايتين وقد اعجبني المقال المنشور في موقع ( اهل القرآن ) ( صاحب الموقع مخالف لشرع الله تعالى فهو لا يؤمن بالسنة النبوية الشريفة ) وهو بعنوان مفهوم الهداية في القرآن بقلم نسيم بسالم وتجدونه على الرابط التالي :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=9635
والله تعالى اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد فأظن ان الله تعالى جعل الهداية في القرآن نوعين هما:
الهداية الفطرية وهي التي يشترك فيها المؤمن والكافر وتعني الهداية لما فطر الله تعالى اليه الخلق من فعل الافعال المناسبة لخلقه ...


بارك الله فيك أخي البهيجي، لكن عندي تعقيبان على كلامك:

الأول:ما ذكرته من أن الله تعالى جعل الهداية في كتابه سبحانه نوعين لا يسلم، فباستقراء الآيات الواردة في القرآن الكريم نجد أن الهداية أربع أنواع:
1- الهداية العامة: ومن أدلتها قول الله تعالى:"قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)" وقال تعالى:"الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)".
2- هداية الدلالة والبيان والإرشاد: من أدلتها قوله تعالى:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" وقوله جل في علاه:"وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)".
3- هداية التوفيق: ومن أدلتها:"مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) "، وهذه خاصة بالله تعالى، لذلك فقد نفاها عن نبيه صلى الله عليه وسلم وأثبت له هداية الإرشاد والبيان دون هداية التوفيق فقال سبحانه:"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)".
4- الهداية في الآخرة: ومن ذلك الهداية إلى الجنة، كما في قوله تعالى:"وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" ورد في الأثر:لهو أهدى إلى منزله في الجنة منه إلى منزله في الدنيا.
وقال تعالى"وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ" ففيها وجهان، أحدهما وهو الذي أردت هنا الهداية إلى الجنان، يقول الإمام ابن القيم رحمه اله تعالى:"فيحتمل ان يكونوا ارادوا الهداية إلى طريق الجنة وأن يكونوا ارادوا الهداية في الدنيا التي اوصلتهم إلى دار النعيم ولو قيل إن كلا الأمرين مراد لهم وانهم حمدوا الله على هدايته لهم في الدنيا وهدايتهم إلى طريق الجنة كان احسن وابلغ" انتهى.
ومن الهداية إلى الجحيم عياذا بالله قوله سبحانه:"فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)".

الثاني: أن تسمية هداية الإرشاد والدلال بالهداية الإيمانية فيه نظر، وذلك لأنه إذا ثبت إيمان العبد فقد وفق وبالتالي فقد تحققت فيه هداية التوفيق، فالأصح أن نسميها هداية البيان والإرشاد.

تنبيه: أخي البهيجي ربما وقع سهو، قلت:"وهذا الامر يتطابق مع قوله تعالى( الذي خلق كل شيء فهدى)" وهذه ليست آية، فلعلك أردت أخي قول الله تعالى:"وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى" من سورة الأعلى.

هذا والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
عودة
أعلى