قال العكبري صاحب كتاب اللباب في علل البناء والإعراب : " لفظ الجلالة في أصله قولان :
أحدهما " لاه ، ثم أدخلت عليه الألف واللام وفخمت الام إلا أن ينكسر ما قبلها ولاحذف فيه على هذا .
والقول الثاني : أصله إلاه يأله إذا عُبد ، فإلاه "فعال " بمعنى مفعول أي معبود ثم ألقيت حركة الهمزة على لام التعريف فالتقت اللامان فسُكِّنت الأولى ، وأدغمت في الثانية .
وقال سيبويه :"والألف واللام عوض من الهمزة التي في ( إله )"
فهو يرى أن أصل "الله" هو "إله" .
ولكن ليس ذلك من قبيل تعريف النكرة : فلم تدخل "أل" على" إله " بغية تعريفه, ولكن حذفت الهمزة وعوضت بـ "أل".ومن الادلة على كون"أل" في " الله " لغير التعريف جواز النداء" بقولنا:"ياالله".والنحاة يمنعون دخول "يا"النداء على المعرف بـ"ال".
قال ابو البقاء العكبري فى اللباب لتعليل هذا المنع:
ولا تدخل ( ياء ) على الألف واللام لأمرين:
- أنَّ ( الألف واللام ) للتعريف و ( يا ) مع القصد إلى المنادى تخصّصه وتعنيّه ولا يجتمع أداتا تعريف.
- والوجه الثاني أنَّ ( اللام ) لتعريف المعهود والمنادى مخاطب فهما مختلفان في المعنى.
وأمَّا اسم الله تعالى فتدخل عليه لثلاثة أوجه:
- أحدُها أنَّ الألف واللام فيه لغير التعريف لأنّه سبحانه واحدٌ لا يتعدَّد فيحتاج إلى التعيين ودخول ( يا ) عليه للخطاب
- والثاني أن الألف واللام عوض من همزة ( إله ) وذلك أنَّ الأصل فيه ( الإله ) فحذفت الهمزة حذفاً عند قوم وعند آخرين ألقيت حركتها على ( اللام ) ثَّم أدغمت إحداهما في الأخرى فنابت اللام عن الهمزة فأجتمعت مع ( يا ) من هذا الوجه.
- والثالث أنَّه كثر أستعمالهم هذه الكلمة فخفَّ عليهم إدخال ( يا ) عليها
أمّا "أل في " الذي ، والتي " فهي " الزائدة : وهي التي ليست موصولة وليست للتعريف بل حرف يدخل على المعرفة والنكرة فلا يغير التعريف أو التنكير وهي نوعان :
أ- زائدة لازمة وهي التي تقترن باسم معرفة ولاتفارقه بعد اقترانها ، نحو : " الذي ، التي " ومثلها " السموأل ، اللات ، العزى " .
هذا ما استطعت الوصول إليه ، وأرجو أن يكون مفيدا لك بارك الله فيك .
منقول للعلم