ما معنى هذا الكلام من القاسمي ؟

أبو صفوت

فريق إشراف الملتقى العلمي
إنضم
24/04/2003
المشاركات
655
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
no
السلام عليكم
قال القاسمي في تفسير قوله تعالى ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) .............. ويظهر أن عود الضمير في بها إلى الوجوه - مرادا بها الذوات - شبه استخدام ولم أر من نبه عليه .
فهل تسمحون بتوضيح هذه العبارة لي وماذا يريد بها القاسمي ؟ لأني لم أفهم مراده
 
في قول القاسمي الذي ذكرته إشارة إلى نوع من المحسنات البلاغية التي يعتني بها البلاغيون ، وهو ما يسمونه بالاستخدام.
وهو استفعال من الخدمة ، وهو في اصطلاح البلاغيين :(أن تكون الكلمة لها معنيان ، فتحتاج إليها فتذكرها وحدها فتخدم المعنيين). وأسامة بن منقذ هو أول من عرف هذا النوع في كتابه البديع في نقد الشعر ص 82 ، وأورد لذلك مثالاً هو قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى... الآية).
والصلاة ههنا تحتمل أن تكون فعل الصلاة ، وتحتمل أن تكون موضع الصلاة.
فاستخدم الصلاة بلفظ واحد ، لأنه قال سبحانه بعدها :(إلا عابري سبيل) فدل على أنه أراد موضع الصلاة وهو المسجد .
وقال تعالى :(حتى تعلموا ما تقولون) فدل على أنه فعل الصلاة.
ومعنى كلام القاسمي هنا أن قوله :(وجوه يومئذ باسرة* تظن أن يفعل بها فاقرة) فيه استخدام . حيث استخدم هنا (الوجوه) للدلالة على معنيين :
الأول : الوجوه بدليل وصفها بقوله :(باسرة) وهذا من صفة الوجه بمعنى كالحة ، لجهامة هيآتها ، وهول ما تراه هناك من الأهوال ، وأنواع العذاب والعياذ بالله.
الثاني : الذوات لقوله (فاقرة) وهذا من شأن الظهر لا الوجه.
وفن الاستخدام هذا قد كتب فيه الصفدي رحمه الله كتاباً جيداً بعنوان :(فض الختام في التورية والاستخدام).
والتورية كما هو معلوم لديكم تختلف عن الاستخدام في أمر وهو أن التورية استعمال أحد المعنيين من اللفظة وإهمال الآخر ، والاستخدام استعمالهما معاً.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
 
عودة
أعلى