بيان قوله " إني متوفيك ورافعك إليّ "
بيان قوله " إني متوفيك ورافعك إليّ "
وإن قوله وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما النساء 157 ـ 158 لمن المثاني مع قوله إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة عمران 55 ويعني حرف النساء الذي تضمن الاسمين العزيز الحكيم أن رفع عيسى وعد من الله كما فصله حرف عمران وقد تحقق الجزء الأول من الوعد في الدنيا وهو أن الله قد توفاه ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا أما الجزء الثاني من الوعد في الدنيا فمنتظر وهو قوله وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة وقوله فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا عمران 56 كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وسيتم بعزة الله وحكمته أن يكون الذين يتبعون عيسى بعد نزوله فوق الذين كفروا وكما في الحديث النبوي الصحيح أنه سيقتل الدجال ويقاتل اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر من الذلة ، ويعني تطهيره من الذين كفروا أنه يوم ينزل إلى الأرض لا يحل لكافر أن يجد نفسه بتحريك الفاء بالفتح إلا مات وإن نفسه لينتهي حيث ينتهي طرفه كما في الحديث .
إن قوله إني متوفيك ليعني أن الله قد ألقى النوم على عيسى قبل رفعه كما في قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه الأنعام 60 ومن المثاني معه قوله الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها الزمر 42 والتوفي في الأحرف الثلاثة قد أسند إلى الله على نسق واحد لعدم اختصاص عيسى والرسل به بل جميع الناس يعرفون النوم كما بينت في اسم الله .
ولقد قتل وصلب الذي كان حريصا على قتل عيسى إذ ألقي عليه شبهه كما في قوله ولكن شبّه لهم النساء 157 ومن المثاني معه قوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين عمران 54 إذ كان من مكر الله أن شبّه لهم الأحمق فقتل وصلب ظنا منهم أنه عيسى الذي رفعه الله إليه .
ملاحظة : هذا التفسير هو بعض من ط من بيان القرآن كلية الآيات " المنظرون
الحسن محمد ماديك