ما معنى (لتسلكوا) في قوله تعالى: ( لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)؟

إنضم
01/01/2011
المشاركات
106
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة أهل الإختصاص إجابتي على الأسئلة التالية؟
*ما معنى (لتسلكوا) في قوله تعالى: ( لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)؟
*وهل يصح القول بأن كلمة (لتسلكوا) معناها (لتشقوا)؟
*وما معنى قول البيضاوي في تفسيره: (و(من) لتضمّن الفعل معنى الإتخاذ)؟

وجزاكم الله كل خير
 
قوله تعالى: {لتسلكوا} اللام للتعليل، وتسلكوا أي تسيروا فيها.

وأصل السلوك هو الدخول في الشيء والمضيُّ فيه، كما تقول: سلكت الخيط في الإبرة إذا أدخلته فيها وأنفذته، ولذلك سمي الخيط سِلْكاً لأنه يسلك في الإبر.
قال الله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض}
أي أدخله في مسالك الماء في الأرض حتى ينبع منها.
وقال رجل من تميم فيما أورده المبرد وغيره:
ألبان إبل تَعِلَّةَ بنِ مسافرٍ = ما دام يملكها عَليَّ حرام
وطعام عمران بن أوفى مثلها = ما دام يَسْلُكُ في البطون طعام
إنَّ الذين يسوغ في أعناقهم = زادٌ يمنُّ عليهمُ لَلِئامُ

ولما كان السائر في الطريق داخلاً فيه سمي سالكاً، وسمي الطريق مَسْلَكاً لأنه يُسلك فيه.

والمشهور في (سَلَك) أنها تتعدى بنفسها، وتتعدى بحرف (في)

فمن الأول قول أعشى باهلة في رثائه المنتشرَ الباهلي:
إمَّا سلكتَ سبيلاً أنت سالكُه = فاذهبْ فلا يبعدنْك اللهُ منتشر

وقول لبيد بن أبي ربيعة العامري رضي الله عنه:
والشاعرون الناطقون أراهم = سلكوا سبيل مرقِّش ومهلهل

ومن الثاني قول عمر بن أبي ربيعة:
ولو سلك الناس في جانب = من الأرض واعتزَلَت جانبا
لأتبعتُ طِيَّتها إنني = أرى دونها العجب العاجبا

وقول جرير بن عطية الخطفي:
إنَّ الطريقَ إذا تبيَّن رشده = سَلَكَتْ طُهَيّةُ في الطريقِ الأخيبِ

ولبعض العلماء مذهبان مشهوران في تعدية الفعل بحرف على خلاف المشهور في استعماله:
أحدهما: القول بالتعاقب؛ أي أن بعض الحروف تنوب عن بعض؛ فيقولون في مثل هذه الآية: (المعنى: لتسلكوا فيها سبلاً فجاجاً).
وعلى هذا تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية.

والمذهب الآخر: القول بالتضمين، أي أن الفعل متضمن لمعنى فعل آخر يناسب الحرف الذي عُدِّي به كما قال البيضاوي هنا : ({ لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } واسعة جمع فج، و(مِن) لتضمن الفعل معنى الاتخاذ).
أي أن تعدية الفعل (تسلكوا) بحرف (مِن) لتضمنه معنى الاتخاذ، فكأن المعنى ولتتخذوا منها سبلاً فجاجاً.
وقد تبعه على ذلك أبو السعود والألوسي.

والقول بالتضمين وتعيين الفعل المضمَّن مرجِعُه إلى موافقة المعنى المراد، وهذه مسألة قد تكون ظاهرة في بعض الأمثلة، وقد يدقُّ مأخذها في أمثلة أخرى.
فمن الظاهر فيها قول عمر بن أبي ربيعة:
خطَرَتْ لذاتِ الخالِ ذِكْرَى بعدَما = سلكَ المطيُّ بنا عَلَى الأنصاب

فعدى الفعل بحرف (على) لتضمنه معنى (مَـرَّ)

وأما في هذه الآية فالأظهر أن (مِن) بيانية ؛ فلا حاجة إلى القول بالتضمين ولا التعاقب، والله تعالى أعلم.
 
الحمد لله الذي رزقنا بمثلك في هذا الملتقى يا شيخ عبد العزيز
كفيت وشفيت، فبارك الله فيك ورفعك بكتابه ونفع بك وأجزل لك المثوبة.
 
قوله تعالى: {لتسلكوا} اللام للتعليل، وتسلكوا أي تسيروا فيها.

وأصل السلوك هو الدخول في الشيء والمضيُّ فيه، كما تقول: سلكت الخيط في الإبرة إذا أدخلته فيها وأنفذته، ولذلك سمي الخيط سِلْكاً لأنه يسلك في الإبر.
بارك الله بك استاذ عبد العزيز . وسنظل في المثال الذي ضربته وهو الإبرة والخيط.
فإن تسليك الخيط في الإبرة بحاجة الى معالجة . وهو ليس بهذه السهوله . فربما يضرب الخيط مرات عديدة جدار سم الخياط ولا يفلح السالك في تسليكه . وحينما يعجز عن ذلك فإنه يطلب من أحد الحاضرين ممن هو أحدّ منه بصراً أن يعالجه ويسلّكه له. وهكذا من يسلك الجبل فلا بد أن يصادمه حجارة وتلال وقلاع وأتربة وانحدارات وأشواك . فإن عمل على تسليكها وتمهيدها وتذليلها لتكون صالحة المسلك فإنه يكون بمثابة ذلك الرجل الذي عمل على تلظيم الإبرة وتنفيذ الخيط الى خرمها الصغير.وعلى هذا فإنه يصح القول بأن كلمة (لتسلكوا) معناها لتمهدوا وتشقوا طريقاً من بعض الجبال التي تحتاجون صعودها.وجزاكم الله خيراً على هذا المثال. والله أعلم
 
أخي تيسير بارك الله فيك
أرجو أن تتقبل ما سأقوله بصدر رحب
تفسيرك هذا خطأ، لأنه:
1- يستلزم القول به تجهيل السلف وسائر المفسرين، فلا قائل به منهم، وهو قول مخالف لأقوالهم لا يلتقي معها.
2-أنه لا يتوافق مع نظم الآية العربي.
والأمر بيّن لا يحتاج أن أستشهد بقوله تعالى:( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا )
أو بقولهصل1:(من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا من طرق الجنة)
 
عودة
أعلى