ما معنى قليلا في الآية(إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ)؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
ما معنى قليلا الواردة في قوله تعالى:(إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ)؟
والتفسير بمعنى (زمنا يسيرا) يحتاج إلى تفسير!
قال ابن كثير رحمه الله حين عرض للمعنى المحمول على أن العذاب المذكور هو في الدنيا:
المراد: إنا مؤخرو العذاب عنكم قليلا بعد انعقاد أسبابه ووصوله إليكم وأنتم مستمرون فيما أنتم فيه من الطغيان والضلال ولا يلزم من الكشف عنهم أن يكون باشرهم كقوله تعالى "إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين" ولم يكن العذاب باشرهم واتصل بهم بل كان قد انعقد سببه عليهم ولا يلزم أيضا أن يكونوا قد أقلعوا عن كفرهم ثم عادوا إليه قال الله تعالى إخبارا عن شعيب عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه حين قالوا لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وشعيب عليه السلام لم يكن قط على ملتهم وطريقتهم .
انتهى كلامه.
فما قوة هذا الوجه بأن البلاء لم يقع عليهم أصلا ؟
 
قال الماوردي في "النكت والعيون "247/5 : "قوله عز وجل: {إِنَّا كَاشِفُواْ الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ} فيه قولان: أحدهما: أي عائدون إلى نار جهنم. الثاني: إلى الشرك , قاله ابن مسعود. فلما كشف ذلك عنهم باستسقاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم عادوا إلى تكذيبه".
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن "133/16: " قوله تعالى : {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً} أي وقتا قليلا ، وعد أن يكشف عنهم ذلك العذاب قليلا ؛ أي في زمان قليل ليعلم أنهم لا يفون بقولهم ، بل يعودون إلى الكفر بعد كشفه ؛ قال ابن مسعود. فلما كشف ذلك عنهم باستسقاء النبي صلى لهم الله عليه وسلم عادوا إلى تكذيبه. ومن قال : إن الدخان منتظر قال : أشار بهذا إلى ما يكون من الفرجة بين آية وآية من آيات قيام الساعة. ثم من قضي عليه بالكفر يستمر على كفره. ومن قال هذا في القيامة قال : أي لو كشفنا عنكم العذاب لعدتم إلى الكفر. وقيل : معنى {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلينا ؛ أي مبعوثون بعد الموت. وقيل : المعنى {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} إلى نار جهنم إن لم تؤمنوا.".
 
ما معنى كلام القرطبي الذي ذكره أيضا كثير من المفسرين (في زمان قليل)؟
هل المعنى أن كشفه لا يستغرق زمنا طويلا إنما زمنا قصيرا؟؟
أم أن معنى كلام المفسرين أن كشفه يكون بعد مدة زمنية قصيرة وليس الساعة؟
أم ماذا عنوا رحمهم الله بقولهم( زمنا يسيرا) ؟
 
يظهر لي أن كلام المفسرين يفيد المعنى الآتي:
إنا سنرفع عنكم هذا البلاء، وإنكم لن تلبثوا إلا زمنا يسيرا لتعودوا إلى كفركم وتكذيبكم الرسول .
والله أعلم.


 
صدقت أخي - محمد عبد الله آل الاشرف - هذا هو مقصود جمهور المفسرين من "الزمن القليل", وهو ماقصده القرطبي أيضا في القول الأول الذي قدمه وفصله , وان كان المفسرون يلحقون بهذا القول الغالب , ذكر القول الآخر , وهو أن هؤلاء الكفار "عائدون" الى عذاب جهنم , وأن كشف العذاب يكون بين آيات قيام الساعة..والله أعلم .
 
عودة
أعلى