ما معنى الهجرة هنا

إنضم
11/04/2014
المشاركات
31
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
العمر
42
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى الهجرة في قوله تعالى في سورة النساء "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله"؛ والحديث هنا عن المنافقين ومن المعلوم أن ظهور هذه الطائفة في المجتمع كانت بعد الهجرة إلى المدينة؛ فما هي الهجرة المقصودة هنا؟
 
قال ابن جرير الطبري (ت:310 هـ) في تفسيره بعد أن ذكر الأقوال المختلفة في تأويل الآية 88 من سورة النساء : " وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال : نزلت هذه الآية في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم كانوا ارتدّوا عن الإسلام بعد إسلامهم من أهل مكة . وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لأن اختلاف أهل ذلك إنما هو على قولين : التأويل في أحدهما أنهم قوم كانوا من أهل مكة على ما قد ذكرنا الرواية عنهم ، والآخر أنهم قوم كانوا من أهل المدينة ، وفي قول الله تعالى ذكره : { فَلا تَتّخِذُوا مِنْهُمْ أوْلِياءَ حتى يُهاجِرُوا } أوضح الدليل على أنهم كانوا من غير أهل المدينة لأن الهجرة كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داره ومدينته من سائر أرض الكفر ، فأما من كان بالمدينة في دار الهجرة مقيما من المنافقين وأهل الشرك ، فلم يكن عليه فرض هجرة ، لأنه في دار الهجرة كان وطنه ومقامه . "

والله أعلم وأحكم
 
جزاك الله خيرا لكن لما سمو هنا منافقين وليسوا مشركين طالما أنهم ارتدوا؟
 
جزاك الله خيرا لكن لم سموا هنا منافقين وليسوا مشركين طالما أنهم ارتدوا؟
 
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}[النساء:88]
يقول الواحدي (ت:468 هـ) في كتابه (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) : " { فما لكم في المنافقين فئتين } نزلت في قوم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأقاموا ما شاء الله ثم قالوا إنا اجتوينا المدينة فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أن يخرجوا فلما خرجوا لم يزالوا يرحلون مرحلة مرحلة حتى لحقوا بالمشركين فاختلف المؤمنون فيهم فقال بعضهم إنهم كفار مرتدون وقال آخرون هم مسلمون حتى نعلم أنهم بدلوا فبين الله كفرهم في هذه الآية والمعنى ما لكم مختلفين في هؤلاء المنافقين على فئتين على فرقتين { والله أركسهم } ردهم إلى حكم الكفار من الذل والصغار والسبي والقتل { بما كسبوا } بما أظهروا من الارتداد بعدما كانوا على النفاق { أتريدون } { أيها المؤمنون } { أن تهدوا } أي ترشدوا { من أضل الله } لم يرشده الله أي يقولون هؤلاء مهتدون والله قد أضلهم { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } أي دينا وطريقا إلى الحجة "
مما سبق يتبين أن هؤلاء جمعوا بين النفاق والكفر لذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في شأنهم ، فنزل القرآن موضحا حقيقتهم ووصفهم بأنهم يجمعون بين النفاق والكفر ، وبيَّن كيفية التعامل معهم .

والله أعلم وأحكم
 
جزاك الله خيرا أحسن الله إليك

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
عودة
أعلى