ما معنى المكان هنا ؟

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

يقول الله تعالى :
وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء وحدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل وحدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) رفعناها فأنزلنا غيرها .

وأنا أسأل :
ما معنى المكان هنا ؟ .. وهل يحمل موقع الآية من القرآن وموضعها في السورة ؟ .. إذن يكون لكل آية عددها المتناسب مع موقعها من حيث ترتيبها.. ويكون ذلك التناسب وذلك الترتيب مظهرا من مظاهر الإعجاز والتحدي المبثوث في القرآن الكريم..
أو أن لهذا المكان معنى ثان.. ربما..
لعل أحدا يجيبنا..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
لا يشترط أن تكون الآية الناسخة في موضع المنسوخة ، وقد نسخت آيات في سور آيات في سور أخرى.
ومكان هنا هي بمعنى بدل.
كما قال تعالى : {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}

قال طرفة بن العبد:
فليت لنا مكان الملك عمرو = رغوثاً حول قبتنا تخور
ومن البديهي أنه لم يرد أن تكون النعجة الرغوث ملكة عليهم، وإنما أراد أن انتفاعنا بالنعجة خير من انتفاعنا بالملك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب
لا يشترط أن تكون الآية الناسخة في موضع المنسوخة ، وقد نسخت آيات في سور آيات في سور أخرى.
.
السؤال عندي واضح وأضنك لم تفهمه.. أنا لم أذهب إلى القول أنه يشترط أن تأخذ الآية الناسخة موضع الآية المنسوخة.. أنا سألت ما إذا كان قوله تعالى :
وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون
تشير إلى أن كل آية في القرآن لها موضعها في السورة وفي القرآن.. بحيث يتناسب موضعها في السورة مع عدد ترتيبها فيها من قبيل الوحي.. والتالي يكون ذلك التناسب وذلك الترتيب مظهرا من مظاهر الإعجاز والتحدي المبثوث في القرآن الكريم.

أما قولك
ومكان هنا هي بمعنى بدل.
كما قال تعالى : {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}

قال طرفة بن العبد:
فليت لنا مكان الملك عمرو = رغوثاً حول قبتنا تخور
ومن البديهي أنه لم يرد أن تكون النعجة الرغوث ملكة عليهم، وإنما أراد أن انتفاعنا بالنعجة خير من انتفاعنا بالملك.
فجيد منك أخي الحبيب اجتهادك.. غير أني أريد أن أسألك.. لماذا اختيرت هذه اللفظة : مكان دون غيرها من الكلمات التي تعني ما تفضلت بقوله : بدل.. عوض.. الخ
وربما كان رجوعك إلى بيت الشعر للتدليل على وجاهة رأيك.. لكني أقول إن الشعر يستعمل الألفاظ المترادفة للحفاظ على الوزن في بعض الأحيان لا للدلالة على المعنى الذي تحمله الكلمة.. أما مع القرآن فكل لفظة مقصودة في حد ذاتها.. حتى أنك إذا أردت أن تستبدل أي كلمة في القرآن بكلمة مرادفة ما وفى ذلك معناها الذي نزلت به..
وحينما تذكر أن مكان هنا هي بمعنى بدل.. فإما انك قيدت معناها بذلك.. وإما أن يكون ذلك المعنى الظاهر الذي انتبهت أنت إليه..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أخي الكريم..
إجابتي كانت لسؤالك هذا
ما معنى المكان هنا ؟ .. وهل يحمل موقع الآية من القرآن وموضعها في السورة ؟
لأن الذي فهمته من فحوى سؤالك أنك تشير إلى أن المكان هو الموضع ؛ فبيَّنت أن هذا غير مراد؛ لأن من الآيات الناسخة ما هي في سور أخرى يعلم يقينا أنها ليست في موضع المنسوخة، وكان هذا دليلاً لنفي أن يكون المراد بالمكان الموضع، وأنا أعلم أنك لا تخالف في صحة هذا الدليل.
وإذا انتفى أن يكون المراد بالمكان الموضع ؛ فالمراد به ما قرره أهل التفسير أنه البدل؛ أي أن كل آية تنسخ ينزل الله مكانها (أي بدلها) آية أخرى.
وذكرت الشاهد اللغوي على أن لفظ المكان يراد به معنى البدل في مثل هذا السياق.

ولتستجلي هذه الحقيقة تأمل أقوال المفسرين واللغويين في تفسير هذه الآية؛ فبمجموع كلامهم يتبين المراد جلياً ، وقد جمعت لك طائفة منها:
قال مجاهد في قوله: ( {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} رفعناها فأنزلنا غيرها). رواه ابن جرير.
وقال قتادة: (قولُه: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} هُوَ كقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنَ ايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} ). رواه ابن جرير.
قال الفراء: (نسخنا آية مكان آية).
قال ابن جرير: (وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى). وبنحوه قال الثعلبي والبغوي.
قال ابن قتيبة والزجاج والنحاس (وألفاظهم متقاربة): أي: نسخنا آية بآية.
قال أبو الليث السمرقندي: (قوله: {وإذا بدلنا آية} أي ناسخة {مكان آية} منسوخة، أي نسخنا آية بآية).
قال ابن عطية: (إذا نسخ الله لفظ آية بلفظ أخرى ومعناها وإن بقي لفظها).
قال الماوردي: (قول الجمهور أي نسخنا آية بآية ، إما نسخ الحكم والتلاوة وإما نسخ الحكم مع بقاء التلاوة).
قال ابن الجوزي: (والمعنى : إِذا نسخنا آية بآية ، إِما نسخ الحكم والتلاوة ، أو نسخ الحكم مع بقاء التلاوة).
قال أبو السعود: (إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها).

لكني أقول إن الشعر يستعمل الألفاظ المترادفة للحفاظ على الوزن في بعض الأحيان لا للدلالة على المعنى الذي تحمله الكلمة
إذا استعمل اللفظ في ما يحتج به من كلام العرب للدلالة على معنى من المعاني فهو استعمال صحيح فصيح يحتج بمثله، وهذا هو المطلوب.
ولو قُدِّرَ وجود ألفاظ متقاربة واستعمل الشاعر أليقها لإقامة الوزن فهذا لا يقتضي أنه لم يرد معنى اللفظ الذي استعمله.

أنا سألت ما إذا كان قوله تعالى :
وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون
تشير إلى أن كل آية في القرآن لها موضعها في السورة وفي القرآن
هذا القدر من كلامك لا خلاف فيه.

وأما قولك:
بحيث يتناسب موضعها في السورة مع عدد ترتيبها فيها من قبيل الوحي
فهذا هو الذي يحتاج إلى دليل صحيح.
 
السلام عليكم
ربما كان من وسائلهم للحط من قدر القرآن أن يتهموه بأنه يتغير مع الوقت،
بل قد يكون من مكرهم أن يطلبوا تبديل آية مكان آية كما طلبوا تبديله كله .
والسؤال الآن
هل حدث تبديل لآية مكان آية فعلا ... كما قد يتبادر إلى الذهن عند قراءة آية النحل ؛أم هى حالة افتراضية مفادها :إذا بدلنا آية مكان آية –كما يطلبون أو يتصورون - فسيقولون ها قد نسيت ماقلت بالأمس .... إذن أنت مفتر؛
الجواب أنها حالة افتراضية تبين لماذا لايحدث تبديل مطلقا
لأن الذى أنزله هو عالم السر... فلاحاجة به أن يبدل ، وأنزله روح القدس ؛ وحتى لايقولوا إنما أنت مفتر

كما أنه لامبرر لجعل نسخ تعنى بدل لاقحام النسخ فى الآية ،أو اقحام الآية للانتصار لنظرية النسخ التى تتساقط أوراقها يوما بعد يوم .

ومكان الآية هو مكان الآية فى قلب الرسول أو على تلافيف القشرة البيضاء لمخه المكونة لذاكرته ؛أو فى الصحف والورق ؛ أو فى المواقف التى ينطبق عليها حكم الآية .... فهو مكانها الذى لايتبدل
 
وأما قولك: بحيث يتناسب موضعها في السورة مع عدد ترتيبها فيها من قبيل الوحي
فهذا هو الذي يحتاج إلى دليل صحيح.
أنا لدي أدلة وليس دليلا واحدا ، ولكن فضيلة الدكتور الشهري طلب مني ان لا أكتب عن الإعجاز العددي .. وهو السبيل الوحيد للكشف عن الحكمة من موضع آية ما في مكان ما في سورة ما ..
 
السلام عليكم
كما أنه لامبرر لجعل نسخ تعنى بدل لاقحام النسخ فى الآية ،أو اقحام الآية للانتصار لنظرية النسخ التى تتساقط أوراقها يوما بعد يوم .
أتعني يا أخ مصطفى أنه لا نسخ في القرآن ؟
وماذا يفعل من حصل على شهادة الدكتوراة في الناسخ والمنسوخ ؟ عوضه على الله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب عبد العزيز الداخل أعزنا وأعزك الله وأدخلنا وأدخلك جنات النعيم،
قلت :
أخي الكريم..
إجابتي كانت لسؤالك هذا

لأن الذي فهمته من فحوى سؤالك أنك تشير إلى أن المكان هو الموضع ؛ فبيَّنت أن هذا غير مراد؛ لأن من الآيات الناسخة ما هي في سور أخرى يعلم يقينا أنها ليست في موضع المنسوخة، وكان هذا دليلاً لنفي أن يكون المراد بالمكان الموضع، وأنا أعلم أنك لا تخالف في صحة هذا الدليل.
وإذا انتفى أن يكون المراد بالمكان الموضع ؛ فالمراد به ما قرره أهل التفسير أنه البدل؛ أي أن كل آية تنسخ ينزل الله مكانها (أي بدلها) آية أخرى.
وذكرت الشاهد اللغوي على أن لفظ المكان يراد به معنى البدل في مثل هذا السياق.
أنا لم أفهم ما الذي يمنع أن يكون من بعض المراد أن يكون لكل آية مكان وموضع في القرآن ؟
انظر كيف عللت أن المراد لا يمكن أن يكون بمعنى الموضع : إن بعض الآيات الناسخة هي في سور أخرى ليست في موضع المنسوخة.. وهنا الظاهر أنك تريد أن تقول أن النسخ لا يستوجب رفع الآية في حد ذاتها واستبدالها بأخرى إنما الرفع الواقع في حكمها.. ولا أظن أن القول بأن لكل آية موضع يستوجب أن يكون نسخها كما ذهب إلى فهمك..
ثم أخي الحبيب،
انظر لنص الآية : وإذا بدلنا.. لماذا لم يقل غيرنا ؟ لماذا لم يقل عوضنا ؟
ولنعد إلى كلام العليم الخبير.. فبدل تأخذ أكثر من معنى في القرآن الكريم.. إنها بمعنى :
- الجعل.. كما في قوله تعالى : عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ..
- التغيير.. كما في قوله تعالى : يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ..
- التحريف.. كما في قوله تعالى : يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ..
- العوض والخلف والمقابل.. كما في قوله تعالى : بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً..
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه..

ثم لماذا قال تعالى : آية مكان آية.. ولم يقل آية بآية ؟..
فأما إن قال آية بآية لاستوجب ذلك ذهاب الآية التي وقع فيها البدل.. وهذا لا يذهب إليه عاقل ودليله ما ذكرت أخي الحبيب من وقوع تبديل الحكم في آية بحكم آية أخرى مع وجود الأولى وبقائها..
ثم قلت :
ولتستجلي هذه الحقيقة تأمل أقوال المفسرين واللغويين في تفسير هذه الآية؛ فبمجموع كلامهم يتبين المراد جلياً ، وقد جمعت لك طائفة منها:
قال مجاهد في قوله: ( {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} رفعناها فأنزلنا غيرها). رواه ابن جرير.
وقال قتادة: (قولُه: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} هُوَ كقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنَ ايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} ). رواه ابن جرير.
قال الفراء: (نسخنا آية مكان آية).
قال ابن جرير: (وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى). وبنحوه قال الثعلبي والبغوي.
قال ابن قتيبة والزجاج والنحاس (وألفاظهم متقاربة): أي: نسخنا آية بآية.
قال أبو الليث السمرقندي: (قوله: {وإذا بدلنا آية} أي ناسخة {مكان آية} منسوخة، أي نسخنا آية بآية).
قال ابن عطية: (إذا نسخ الله لفظ آية بلفظ أخرى ومعناها وإن بقي لفظها).
قال الماوردي: (قول الجمهور أي نسخنا آية بآية ، إما نسخ الحكم والتلاوة وإما نسخ الحكم مع بقاء التلاوة).
قال ابن الجوزي: (والمعنى : إِذا نسخنا آية بآية ، إِما نسخ الحكم والتلاوة ، أو نسخ الحكم مع بقاء التلاوة).
قال أبو السعود: (إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها).
والواضح من كلام المفسرين أنهم تكلموا عن معنى بدلنا.. ولم يتكلموا عن معنى مكان..
وما دمت قدمت كلام المفسرين فأنا أسألك :
ماذا يعني مجاهد بقوله : رفعناها وأنزلنا غيرها ؟
وما معنى قول ابن قتيبة والزجاج والنحاس وأبي الليث السمرقندي ؟..
وما معنى كلام أبي السعود ؟..
ثم ماذا ؟
إذا استعمل اللفظ في ما يحتج به من كلام العرب للدلالة على معنى من المعاني فهو استعمال صحيح فصيح يحتج بمثله، وهذا هو المطلوب.
ولو قُدِّرَ وجود ألفاظ متقاربة واستعمل الشاعر أليقها لإقامة الوزن فهذا لا يقتضي أنه لم يرد معنى اللفظ الذي استعمله.
هذا القدر من كلامك لا خلاف فيه.
وأما قولك:
فهذا هو الذي يحتاج إلى دليل صحيح.
أنا معك في قولك : إذا استعمل اللفظ في ما يحتج به من كلام العرب للدلالة على معنى من المعاني فهو استعمال صحيح فصيح يحتج بمثله، وهذا هو المطلوب.
ولكن الذي أريد سؤالك عنه : هل يستوجب أن نقيد معنى من المعاني بمعنى وارد في بعض كلام العرب ؟
لا أظن أنك ستقول بهذا ؟
ولعلي أعود معك إلى القرآن..
يقول الله تعالى : وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا..
ألا ترى أن بعض المفسرين لما وقف عند هذه الآية قال أن المعنى من آية الليل أنها القمر ومن آية النهار أنها الشمس ؟
فلا ينتهي بنا ان يكون كلامهم هو المراد لا غيره..
إذ لا يعدم أحدهم أن يسأل : لماذا لا يكون الليل والنهار آيتين في ذاتهما ؟..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أخي الكريم الدكتور عمارة وفقه الله وسدده
دعني أصارحك بكلام مهم في هذا المقام:
كلامك في هذا الموضوع بعيد جدا عن طريقة العلماء في فهم القرآن الكريم.
القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، بمعنى أن الناس يتفاوتون في فهمه بقدر تفاوتهم في فهم العربية وإدراك أسرارها والتعمق في فهم طرائق التعبير بها.
وأراك أخي العزيز في هذا الموضوع تخبط خبط عشواء من جهتين:
الأولى: عدم فهمك للآية ولكلام المفسرين فيها.
الثانية: التفسير الذي فهمت به الآية وما بنيته عليه من استنتاج.
والسبب الذي أوقعك في هذا هو باختصار: ضعف العربية لديك، وليس هذا بعيب في حد ذاته، لأنه يزول بالتعلم، لكن العيب هو الجدال قبل الفهم.
والشيخ عبد العزيز الداخل ممن لهم طول باع في العلم والعربية وأقاويل العلماء، وكلامه واضح جدا ومجيب على تساؤلك، لكنني لا أظن الطريق الآن ممهدا لتقريب ما يريده أكثر مما قربه، بل الأمر الآن بين يديك أخي لتفهم قوله.
أما كيف يكون الفهم ..
فدونك العلماء لتسألهم كيف؟

وفقك الله أخي الكريم..
ولم يجرئني على ما قلت إلا ما أعلمه من كبر عقلك وكريم خلقك وأرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد والله المستعان.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب مصطفى سعيد أسعدنا وأسعدك الله،
السلام عليكم ربما كان من وسائلهم للحط من قدر القرآن أن يتهموه بأنه يتغير مع الوقت، بل قد يكون من مكرهم أن يطلبوا تبديل آية مكان آية كما طلبوا تبديله كله . والسؤال الآن هل حدث تبديل لآية مكان آية فعلا ... كما قد يتبادر إلى الذهن عند قراءة آية النحل ؛أم هى حالة افتراضية مفادها :إذا بدلنا آية مكان آية –كما يطلبون أو يتصورون - فسيقولون ها قد نسيت ماقلت بالأمس .... إذن أنت مفتر؛ الجواب أنها حالة افتراضية تبين لماذا لايحدث تبديل مطلقا لأن الذى أنزله هو عالم السر... فلاحاجة به أن يبدل ، وأنزله روح القدس ؛ وحتى لايقولوا إنما أنت مفتر
أبعد قول الله قول ؟
الله تعالى يقول : وإذا بدلنا آية مكان آية.. وأنت تقول : هي حالة افتراضية ؟
ومن صاحب الفرضية هنا ؟ أالله الذي أنزل الكتاب ؟.. فهو كما قلت عالم السر..
ثم إن الفرضية تكون صيغتها هكذا : لو بدلنا آية مكان آية.... لقالوا .... *
ثم ماذا ؟ ما معنى قوله تعالى : والله أعلم بما ينزل ؟.. أيدل ذلك على الإفتراض؟
أنا أريد أن أسألك سؤالا : لمن أنزل القرآن ؟ أليس لنا نحن ؟ ومن نحن ؟
هل نظرت في خلقك ؟ ألم تسأل لماذا لبثت في بطن أمك تسعة أشهر ؟
أليس الذي خلقنا عالم السر ؟ فلماذا لم يجعل عوض التسعة أشهر يوما أو يومين ؟
أينقص من قدرته أن خلقنا في تسعة أشهر وهو القادر على فعل ما يشاء ؟
وهل ينقص من جلاله لو جعل خلقنا في تسع سنين ؟
فكيف ينقص من علمه أن يبدل آية مكان آية بالأمر الذي أبلغه هو عن نفسه سبحانه وتعالى ؟
إن كنت لا تقبل ما أبلغ الله عنه.. فلا أظنك فكرت بعقلك المليئ بالإيمان.. ولكنك فكرت بعقلك المليئ بالأشياء.. وما دمت تفكر بالأشياء فسأسألك : إن قيل لك واحد زائد واحد يساوي واحد.. أكنت تصدق ؟ طبعا لا.. لأنك لا تدرك الواحد إلا في مجموعة الأعداد.. ولا تأخذ الواحد من منطلق كونه عنصرا محايدا في مجموعة لا نهائية.. لكن إن كان لك علم بالحساب المقاسي فستجمع العددين الموجبين لتحصل على الواحد.. وسيكون فهم ذلك هينا وقتها مع أنك الآن ربما تنكره ؟
تشغيل العقل البحت في الآيات يا اخي الحبيب، يصل بك إلى التناقض.. ومن حيث لا تشعر.. تظن أنك على حق.. ولا تنتبه إلى تناقض أفكارك.. وهذا الذي جعلك تقول :
كما أنه لامبرر لجعل نسخ تعنى بدل لاقحام النسخ فى الآية ،أو اقحام الآية للانتصار لنظرية النسخ التى تتساقط أوراقها يوما بعد يوم .
فجعلت من الناسخ والمنسوخ نظرية.. وهو أمر صرح الله به في آياته.. ولأجلي وأجلك كان.. كي نحمل الأمانة التي عرضت على السماوات والأرضين فأبين أن يحملنها.. والتي قال الله تعالى فيها :
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله..
فكيف وهو ينزل على قلب المصطفى ؟ ثم تأتي أنت لتنكر ما قاله وتقول إن ذلك نظرية..
ومكان الآية هو مكان الآية فى قلب الرسول أو على تلافيف القشرة البيضاء لمخه المكونة لذاكرته ؛أو فى الصحف والورق ؛ أو فى المواقف التى ينطبق عليها حكم الآية .... فهو مكانها الذى لايتبدل
أي تلافيف القشرة البيضاء لمخه المكونة لذاكرته ؟
وأي مواقف ؟
انظر جيدا أخي الحبيب في قوله تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون..
انظر في قوله تعالى : والله أعلم بما ينزل.. فأمر الآية متصل بالتنزيل لا بغيره..
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب محمد العبادي.. جزاك الله خيرا ووفقك إلى ما يحب..
أخي الكريم الدكتور عمارة وفقه الله وسدده
دعني أصارحك بكلام مهم في هذا المقام:
كلامك في هذا الموضوع بعيد جدا عن طريقة العلماء في فهم القرآن الكريم.
.....
فدونك العلماء لتسألهم كيف؟

وفقك الله أخي الكريم..
ولم يجرئني على ما قلت إلا ما أعلمه من كبر عقلك وكريم خلقك وأرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد والله المستعان.
إنما أسأل أنا ولا أقرر.. ومن رأيتني أسال ؟ فهذا هو ملتقى أهل التفسير وقد التقيت ببعضهم ممن أنست بعلمهم.. فعسى أن يصبروا علي ويوضحوا.. فإنما سألت لا مشككا ولا متجاسرا على كتاب الله ولكن لأستوضح من أهل العلم والدراية ما به أجيب من يقف لسؤالي.. وقد أطرح السؤال وليس له في قلبي مستقرا.. إنما هو كقول ابراهيم لربه : رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.. وأسال الله تعالى أن أكون مؤمنا وأن يطمئن قلبي..
وأشهد بقلة علمي وكثرة خطئي وصغري بينكم ولست أخجل من ذلك فما أنا إلا متعلم.. ولا يخجلني قول الحق علي ممن ينصحني.. فالمسلم مرآة أخيه.. ولهذا طلبت مرة على هذه الصفحات أن تضحوا من أجلنا ببعض المدارس الصيفية لتقدموا لنا دروسا مكثفة في بعض العلوم التي ليس عندنا إلا المشككين فيها.. وسنسعى إليكم.. فإن العلم يسعى إليه ولا يسعى إلى أحد..
جزاكم الله خيرا.. وأثابكم على الصبر علينا.. وإن تجاوزت حدي فمعذرة..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
السلام عليكم
أخى الكريم
الأصل أن القرآن كلام الله
والأصل الآخر أنه لاتبديل لكلمات الله
لاتبديل له مكانا ولاترتيبا ولاصياغة ولاحكما
وفى المقابل هل التبديل منقصة ؟
نعم منقصة ولاشك
أما قولك
فسأسألك : إن قيل لك واحد زائد واحد يساوي واحد.. أكنت تصدق ؟ طبعا لا.. لأنك لا تدرك الواحد إلا في مجموعة الأعداد.. ولا تأخذ الواحد من منطلق كونه عنصرا محايدا في مجموعة لا نهائية.. لكن إن كان لك علم بالحساب المقاسي فستجمع العددين الموجبين لتحصل على الواحد.. وسيكون فهم ذلك هينا وقتها مع أنك الآن ربما تنكره ؟

تقصد إله +إله = إله ؟!!!!!!مالك ياأخى
الواحد المجرد +الواحد المجرد = اثنين ولابد
أما واحد متصف بصفة س + واحد متصف بصفة ص = واحد متصف بصفة ع فهذا صحيح

وأما نظرية النسخ
النسخ كمعنى معلوم
اما النسخ اصطلاحا فهو من وضع العلماء وهو نظرية
فلا تخلط بين المعنى الاصطلاحى وحقيقة النسخ

وإن اعتبرت أن "ما ننسخ من آية ..." دليل لك فسأسألك هل هى : ما ننسخ من آية من آيات القرآن ؟!
ثم إن آية النحل أسبق نزولا من آية البقرة
ونزول آية النحل كانت مكية قبل نزول الأحكام التى قصروا قولهم بالنسخ فيها أو عليها .

وبعد ....
فإنى أقول لك تفسيرا للآية النحل تفكر فيه وتمعن قبل أن تعلق عليه
المتكلمين فى الآية هم الملائكة الذين نزلهم الله".... بالروح من أمره.."
وهم يقررون أنهم لايبدلون
وأنهم يعلمون أن الله أعلم بما ينزل وإذا بدلوا فسيمنعهم الله ثم يكون عقابهم ....فهذه ضمانة أنهم لايبدلون
لاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً* لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً" الجن 27 ، 28
ومن ناحية أخرى أنه لو بدلوا لعلم المتلقون أنه قد بُدل وسيقولون أنك مفتر ،وهو مالم يحدث أن قال أحدهم أنك قلت بالأمس كذا وبدلتها اليوم كذا ... فهذا دليل على أنه لاتبديل
وأكثرهم لايعلمون أننا لايمكن أن نبدل
ولذلك يتسقطون لك مثل هذا التبديل ليقولوا لك إنما أنت مفتر
ولذلك الآية التالية تكلمت عمن يتصورونه واسطة الوحى ،عمن يلقنه " لسان الذى يلحدون إليه اعجمى ..."
إذن فالآيات فيمن يلقنه الوحى وليس فى مضمون الوحى ولا من ينزل الوحى

لذلك فالكلام من الوسطاء لأن التبديل نوع من الاختلاف وهو سهل الكشف ؛ وكذلك قررت آية أخرى أن الرسول كوسيلة بلوغ القرآن لنا لايملك أن يبدل "
مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ""يونس15
فلا رسول البشر يبدل :ولارسول الملائكة يبدل ،ولاتبديل لكلمات الله
فأين التبديل أخى الكريم ؟
 
إنما أسأل أنا ولا أقرر.. ومن رأيتني أسال ؟ فهذا هو ملتقى أهل التفسير وقد التقيت ببعضهم ممن أنست بعلمهم.. فعسى أن يصبروا علي ويوضحوا.. فإنما سألت لا مشككا ولا متجاسرا على كتاب الله ولكن لأستوضح من أهل العلم والدراية ما به أجيب من يقف لسؤالي.. وقد أطرح السؤال وليس له في قلبي مستقرا.. إنما هو كقول ابراهيم لربه : رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.. وأسال الله تعالى أن أكون مؤمنا وأن يطمئن قلبي..
وأشهد بقلة علمي وكثرة خطئي وصغري بينكم ولست أخجل من ذلك فما أنا إلا متعلم.. ولا يخجلني قول الحق علي ممن ينصحني.. فالمسلم مرآة أخيه.. ولهذا طلبت مرة على هذه الصفحات أن تضحوا من أجلنا ببعض المدارس الصيفية لتقدموا لنا دروسا مكثفة في بعض العلوم التي ليس عندنا إلا المشككين فيها.. وسنسعى إليكم.. فإن العلم يسعى إليه ولا يسعى إلى أحد..
جزاكم الله خيرا.. وأثابكم على الصبر علينا.. وإن تجاوزت حدي فمعذرة..

بارك الله فيك أخي ووفقك لكل خير.
الإنسان مادام ناوياً للخير قاصداً للحق طالباً له بصدق فليبشر وليعلم أن الله مسدده وموفقه.
وكلنا هنا متعلمون، ولا أحد أكبر من السؤال.
والذي أردت قوله بصيغة أخرى هو أن ما فهمتَه من الآية ليس مقصودا بها ولا مفهوما منها، لأن نصها لا يدل عليه بمقتضى الخطاب العربي الذي بقدر علمنا به يكون فهمنا لكتاب الله عز وجل.

كما أنه لامبرر لجعل نسخ تعنى بدل لاقحام النسخ فى الآية ،أو اقحام الآية للانتصار لنظرية النسخ التى تتساقط أوراقها يوما بعد يوم ....
اما النسخ اصطلاحا فهو من وضع العلماء وهو نظرية

أخي الدكتور مصطفى وفقك الله وسددك
تعلم أن أكثر ما يسيء للعلم -أي علم- هو تكلم المرء فيه بمحض الظن، فكيف بعلمٍ إنما هو الرواية عن الله تعالى؟!
ليتك أخي الفاضل قرأت كلام العلماء وفهمته وسألت عنه قبل تقرير ما تذكره هنا وذكرته سابقا في مشركات أخرى كـ(هذه).
أدعوك بارك الله فيك لقراءة الموضوعات التي كتبت في الملتقى سابقا حول موضوع النسخ، وهذا بعضها:

http://vb.tafsir.net/tafsir25/
http://vb.tafsir.net/tafsir4607/
http://vb.tafsir.net/tafsir743/
http://vb.tafsir.net/tafsir12491/
http://vb.tafsir.net/tafsir14736/

وفقك الله

وكل عام والجميع بخير
صبيحة يوم النحر 1432ه
 
السلام عليكم
نعم أخى الكريم
لأنى أرى فى الناسخ والمنسوخ المعنى الذى يدل عليه ماجاء فى تفسير آية النحل 101 فى تفسير الألوسى حيث قال
نسخناها بها، والظاهر على ما في " البحر " أن المراد نسخ اللفظ والمعنى،ويجوز أن يراد نسخ المعنى مع بقاء اللفظ { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } من المصالح فكل من الناسخ والمنسوخ منزل حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة فإن كل وقت له مقتضى غير الآخر فكم من مصلحة تنقلب مفسدة في وقت آخر لانقلاب الأمور الداعية إليها، ونرى الطبيب الحاذق قد يأمر المريض بشربة ثم بعد ذلك ينهاه عنها ويأمره بضدها، وما الشرائع إلا مصالح للعباد وأدوية لأمراضهم المعنوية فتختلف حسب اختلاف ذلك في الأوقات وسبحان الحكيم العليم،
حيث أرى أنه معنى لايليق بالله سبحانه وتعالى .....
والطبيب لايفعل ماوصف التفسير إلا لأنه لم يحط علما بما يعالجه .
وإن كان دواؤه الأول صحيحا لما يداويه والثانى صحيحا لما يداويه ... فكيف نقول أن الدواء الثانى نسخ الأول ،لايصح ذلك ،لأنه ليس الدواء الثانى هو الذى نسخ الأول بل المرض الثانى غير الأول تماما.وانتفت الحاجة للدواء الأول ؛ ولم يكن المرض الأول له وجود إلا فى ذهن الطبيب الذى نقول أنه كان مخطئاً فى تشخيصه .
كما أن اختلاف الأمراض فى الأوقات المختلفة وغياب بعضها لايعنى انقراضها .
فأين هو المرض الذى عالجته آية وانقرض فرفعت الآية التى تعالجه ؛ وهل ضمنت ألا يعود هذا المرض ؟
وهذا من التناقض الذى اراه فى مسألة الناسخ والمنسوخ ؛ بل قل وهم أن ينتهى وينقرض مرض عقائدى أو شرعى حتى آخر الزمان مما يستوجب رفع حكمه

وعلى أية حال لايجب اتخاذ هذه الآية دليلا على مسألة النسخ للفظ أو المعنى أو كليهما
ثم لنحتكم إلى رواية تروى تبديل آية مكان آية ....فهل هناك مثل هذه الرواية الصحيحة ؟!!!
فإن لم نجد ... فالأصل أنه لاتبديل لكلمات الله ؛ وآية النحل تقيم الحجج لتبين أن رسل الملائكة " ينزل الملائكة بالروح من أمره " لايمكن أن يبدلوا ؛ والدليل أن الآية التى تليها ترد على اعتراضهم أو شبهتهم "
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ" ؛ وإذا سألت عن عود الضمير فى " نزله " هل على الآية المبدلة أم البديلة " تيقنت أنه لامبدلة ولابديلة ، وهو من عند الله كما كان فى أم الكتاب علىّ حكيم " وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" الزخرف 4 ؛ولم يبدل روح القدس فيه حرف ولم يبدل محمد عليه الصلاة والسلام فيه حرف
 
لم أفهم من كلامك شيئا أخي!
لعلك تستمتع بقراءة الروابط المشار إليها وتعطينا خلاصتها ..
وفقك الله.
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذا الحوار المفيد .
سؤال أخي عمارة شندول يقصد من ورائه الحصول على إجابة تفيده بأن مكان تدل على أن لكل آية في القرآن موضعاً ومكانا محدداً حتى يقوي هذا ما يذهب إليه في ما يسميه هو وأستاذه الأستاذ عبدالله جلغوم بالإعجاز العددي في القرآن، والذي لا زلتُ أنتظر منهم دراسة تؤصل هذا العلم ولم أجد بعدُ . فأما أن لكل آية في القرآن مكاناً وموضعاً محدداً فهذا لا شك عندنا فيه ، وترتيب الآيات في السور توقيفي بالإجماع ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتاب الوحي بوضع الآيات في مواضعها المحددة، وهذه مسألة مفروغ منها في كتب علوم القرآن ، ولم يخالف في ذلك أحدٌ . ولكن الآية التي معنا لا تدل على هذا كما ذهب إليه المفسرون وكما ذكر بعض كلامهم أخي عبدالعزيز الداخل وكلامه لا مزيد عليه لمن يفهم كلام المفسرين ويفهم اللغة العربية .
وأخي عمارة - فيما يظهر لي من موضوعاته - يحب أن يتعلم ، وهو مأجور في ذلك إن شاء الله ، ولكن ليته يسلم لأهل التخصص فيما يقولون ويستفيد ، فيبدو أنه في التفسير مثلي في الرياضيات التي هو متخصص فيها برتبة أستاذ مشارك ، ونحن في التفسير مثله في الرياضيات ، وما لم يحترم أحدنا تخصص الآخر فلا فائدة من العلم والانقطاع له ، فكل أحدٌ يفتي نفسه بنفسه في كل فن دون الدخول في حوارات علمية .
وأما الدكتور العزيز مصطفى سعيد وفقه الله فقد ذكر طرفاً من ترجمته لنفسه في هذا الموضوع هنا في التعقيب رقم (110) وهو يعمل طبيباً في أحد المستشفيات الحكومية في المنصورة بمصر إن لم أكن واهماً ، ولديه نزعة عقليةٌ لا يحب أن ينقاد لأحد، بل يحب أن يفكر بمفرده كما فهمتُ من كلامه . وكلام أخي مصطفى عن النسخ يدل على خلل واضح في فهمه لتفسير القرآن وتاريخه وتعامل العلماء مع القرآن وأصول التفسير وغيرها من أدوات من يرغب في فهم القرآن ويناظر ويجادل فيه ، والنسخ ليس نظرية ابتكرها العلماء بل هو حقيقة واقعة في تاريخ نزول القرآن والصحابة رضي الله عنهم يعرفونها وهم الذين نقلوها لمن بعدهم، ولو تفقهت في هذا الموضوع لأدركت الحقيقة بعيداً عن كلام المشككين في القرآن وفيما يتعلق به من أمثال عدنان الرفاعي الذي أعطي المجال في قناة مصرية في رمضان مضى فأنكر النسخ وتكلم بكلام ينكر فيه السنةَ بحجج واهية كحجج الدكتور مصطفى هنا . ولا شك عندي أن الله سبحانه وتعالى يبتلي بمثل هذه الأمور عباده ، كما ابتلى الناس بتحويل القبلة من القدس إلى مكة كما قال تعالى :(وما جعلنا القبلةَ التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع ‏الرسولَ ممن ينقلب على عقبيه) فالله أراد امتحان المؤمنين بمثل هذا ، ومسألة النسخ من الابتلاء الذي ابتلى الله به كثيراً من عباده ليعلم من يؤمن ومن لا يؤمن . وإلآ فموضوع النسخ منطقي وثابت وسهل ، ولا يعارض العقل أبداً كما يظن سعادة الدكتور مصطفى .
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع ، وأن يكفينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
 
السلام عليكم
فضيلة الدكتور عبد الرحمن .... شكراً لكم على مروركم الكريم
نعم أنا كما قلتم ...بارك الله لكم فى ذاكرتكم .
ولكنى أرجو ألا تعتبروننى مخالفا لكم
فأنا أؤمن بما تؤمنون به ؛ وأقرأ الكتب التى تقرأون ، وأتقبل أراء المفسرين كما تقبلون- بالحق - ؛ وأحاول اختيار واحد منها
فأحاول أن أطبق المنهج
وأبدأ أولا بالمعنى اللغوى لأنه أصل أصيل ...؛
وهنا فى تفسير هذه الآية ..أتساءل .... مالذى استدعى موضوع النسخ ؟
لاعلاقة لغوية من قريب أو بعيد ؛ ولاقرينة زمانية ...فالآية مكية
ومن استدعى موضوع النسخ لاشك أنه مخطأ كائنا من كان
قدر فضيلتكم أن هذه شبهة عند أحد تلامذتكم ..... فكيف نعالجه منها !!

ولما قرأت التفاسير فى الآية -والتى نقل جزء كبير منها الدكتور عبد العزيز الداخل - وتبينت منها أن المفسر قال رأيا من عنده ولم يبرره لانقليا ولا لغويا
فرفضت قبوله بهذه الطريقة
وهذه شبهة ثانية ... فهلا تكرمت وعالجتنى منها بدلا من لومى !!كيف أقبل تفسيرا بلا دليل ؟!

والثالثة أن آراء المفسرين اختلفت
إذن فلا بد لى من قبول واحد ورفض الآخر ...وإلا لضاع منى المعنى والدلالة وأصبحت الآية ككلام يقال وفقط ففقد رسالته
فكيف أفاضل بين الآراء ؟!

والرابعة إن لم يكن لأى رأى دليل ولامبرر ........فما العمل ؟!
والخامسة : قد أرى فى رأي المفسر -من وجهة نظرى - اساءة للقرآن واتهامه بأن آية نزلت ثم استدرك فرفعها ...فلماذا لاارده وأفنده ؟
هذه هى الشبهات التى عندى
وقول فضيلتكم
كلام أخي مصطفى عن النسخ يدل على خلل واضح في فهمه لتفسير القرآن وتاريخه وتعامل العلماء مع القرآن وأصول التفسير وغيرها من أدوات من يرغب في فهم القرآن ويناظر ويجادل فيه ، والنسخ ليس نظرية ابتكرها العلماء بل هو حقيقة واقعة في تاريخ نزول القرآن والصحابة رضي الله عنهم يعرفونها وهم الذين نقلوها لمن بعدهم، ولو تفقهت في هذا الموضوع لأدركت الحقيقة....
أسلم لك بصحته على أن تتكرم عليّ بدرس أكاديمى ترد فيه على شبهاتى التى عرضت هنا من خلال هذه الآية فقط ...آية النحل 101 ، فليس في تفسيرها رد لقول صحابى ولا رد لحديث ولا ...ولا .... مما اعتدنا عليه ممن يعترضون على اعمال العقل ؛ كما أنها تتعلق بقضية كبيرة أرى أن ربط الآية بها خطأ كبير جدا ؛ مع التأكيد أنه لاتهمنى القضية - الناسخ والمنسوخ - ولكن يهمنى علاقتها بالآية ومن أين أتت ومدى صحة هذه العلاقة
وأتعهد أن أكون كالتلميذ ولن أرد على ما تقول أثناء الدرس ولابعده
وجزاكم الله خيرا
وأدعو الله ألا تمنعكم مشاغلكم الكثيرة من الرد على تلميذكم المتواضع ردا يكون منهجا يتبع فيما هو آت ؛
والسلام عليكم ورحمة الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

بارك الله فيكم جميعاً على هذا الحوار المفيد .
سؤال أخي عمارة شندول يقصد من ورائه الحصول على إجابة تفيده بأن مكان تدل على أن لكل آية في القرآن موضعاً ومكانا محدداً حتى يقوي هذا ما يذهب إليه في ما يسميه هو وأستاذه الأستاذ عبدالله جلغوم بالإعجاز العددي في القرآن، والذي لا زلتُ أنتظر منهم دراسة تؤصل هذا العلم ولم أجد بعدُ . فأما أن لكل آية في القرآن مكاناً وموضعاً محدداً فهذا لا شك عندنا فيه ، وترتيب الآيات في السور توقيفي بالإجماع ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتاب الوحي بوضع الآيات في مواضعها المحددة، وهذه مسألة مفروغ منها في كتب علوم القرآن ، ولم يخالف في ذلك أحدٌ . ولكن الآية التي معنا لا تدل على هذا كما ذهب إليه المفسرون وكما ذكر بعض كلامهم أخي عبدالعزيز الداخل وكلامه لا مزيد عليه لمن يفهم كلام المفسرين ويفهم اللغة العربية .
وأخي عمارة - فيما يظهر لي من موضوعاته - يحب أن يتعلم ، وهو مأجور في ذلك إن شاء الله ، ولكن ليته يسلم لأهل التخصص فيما يقولون ويستفيد ، فيبدو أنه في التفسير مثلي في الرياضيات التي هو متخصص فيها برتبة أستاذ مشارك ، ونحن في التفسير مثله في الرياضيات ، وما لم يحترم أحدنا تخصص الآخر فلا فائدة من العلم والانقطاع له ، فكل أحدٌ يفتي نفسه بنفسه في كل فن دون الدخول في حوارات علمية .
أخي الحبيب،
سمعت مرة محاضرة للاستاذ أحمد نوفل قال فيها : إن السؤال أكبر ابواب العلم.. وأنا يغبطني الفصل كثير الأسئلة لا الفصل الخامد الذي يقبل كل شيء كالآلة..
وأنا أسألك : مالذي يدعوني إلى سؤالكم لو كنت أريد أن أركب رأسي في مثل هذه الأمور ؟
إنما جئتكم متعلما فلا تصدوني..
صحيح أني مختص في أحد فروع الرياضيات.. لكن مالذي يمنعني أن أتعلم غيرها ؟
أليس هذا أمر علماء المسلمين ؟
اذكر عالما واحدا من علماء المسلمين في القرون الأولى لم يكن له باع في كل شيء ؟
فلماذا لا نكون كذلك ؟
إن كانت غلقت أبواب الدين عنا طوال هذه الفترة.. وبقينا نتعلم مما يتيسر لنا الحصول عليه من الكتب.. فكيف تصدوننا وقد وجدنا الشيوخ نتعلم من أفواههم حتى عبر هذا الملتقى مادام لم يتيسر بعد أن نسير إليهم ؟
أما سؤال العلماء في اختصاصاتهم وما غيب عنا.. فهذا واقع ولا شيء فيه.. فقد سأل موسى عليه السلام سيدنا الخضر فيما لا علم له به البتة.. فأحسن صحبته..
وسأل سيدنا ابراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ؟ فما عتب عليه..
فكيف تعتبون علي أن سألتكم ؟
وقد سألت عن الاستشهاد بالشعر :
هل يستوجب أن نقيد معنى من المعاني بمعنى وارد في بعض كلام العرب ؟
فلم أجد جوابا..
وسألت عن كلام المفسرين :
ماذا يعني مجاهد بقوله : رفعناها وأنزلنا غيرها ؟
وما معنى قول ابن قتيبة والزجاج والنحاس وأبي الليث السمرقندي ؟..
وما معنى كلام أبي السعود ؟..
وسألت عن تركيب الآية :
لماذا قال تعالى : آية مكان آية.. ولم يقل آية بآية ؟..
وكان سؤالي من البداية :
ما الذي يمنع أن يكون من بعض المراد أن يكون لكل آية مكان وموضع في القرآن ؟
ولم أجد جوابا.. بل لعلك ترجع فمن قائل يقول : إنك تخبط خبط عشواء.. إلى منكر علي سؤالي.. وأنت اتهمتني أني أريد أن أنتصر لشيء في نفسي..
أما أنا فأقول إنما أريد أن أثبت ما أرى إن كان حقا أو أعتزله إن كان باطلا..
والواضح مما كتبت سيدي أن لكل آية موضع في القرآن لا ينكر ذلك أحد.. سواء كان ذلك من معاني هذه الآية أو غيرها..
ولي سؤال الآن بعد الأسئلة التي قدمتها :
مادام لكل آية موضع توقيفي فهل يكون ذلك الموضع معجز ؟ أم أنه بإمكاننا أن نركب الآيات تركيبا مكانيا أحسن منه ؟
أما عن التسليم فأنا أسلم لكل من قال قال الله قال رسوله.. أما ما اجتهد فيه فلا يصح التسليم له إلا أن يقنعني..
أما احترام الاختصاص.. فأرى أن منه التكامل في الاختصاص.. بأن يتعلم المختصون من بعضهم.. فإنه من المعلوم أن المختص قد أخذ اللب فيما هو مختص فيه..
هذا وإن تجاوزت حدي في شيء فمعذرة..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى