ما لفرق بين العفو والمغفرة ؟

الهنوف

New member
إنضم
01/11/2011
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
31
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم في محاضرة التفسير وفي قوله تعالى:" فمن عُفي له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان"
ذكر أستاذي_جزاه الله خيراً_ أن الله تعالى ذكر العفو في القتل (أي مجاوزة الإساءة مع بقاء أثرها)
وذكر أيضاً أستاذنا_جزاه الله خيراً_ قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم"

أن العفو هو مجاوزة الإساءة مع بقاء شيء في النفس ،والمغفرة هي نسيان الإساءة وكذا الصفح وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات الثلاث(العفو،المغفرةو الصفح )في هذا الموضع دليلاً على حرص الإسلام على قوة الروابط الأسرية والزوجية


فسألته عن معلومة عندي أن المغفرة هي مجاوزة الخطأ مع بقاء أثره والعفو هو محو الخطأ وكأنه لم يكن (أي عكس ماذُكر) واستدليت بأن الله تعالى يو القيامة في العرض (عرض المؤمنين) يذكر لهم أعمالهم _دون مناقشتها_ ثم يقول لهم غفرتها لكم (أي أن المجاوزة حصلت ولكن مع عدم تجاهلها) بينما لعفو لاتذكر الذنوب أصلاً لأن الله سبحانه عفى عنها لذلك كان من دعاء النبي_صلى لله ليه وسلم_ في العشر الأواخر من رمضان :"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"

فأشكل علي فهم المعلومة لتعارضها عندي وقد أجابني الأستاذ وشرحها لي (لكنني أستحييت أن أقول له لم أفهم) وعندما عدت للمنزل وراجعت نفسي أدركت خطأي حينما لم أوضح للأستاذ عدم فهمي <لأنه لاينال العلم ميمان: مستحي ومتكبر> فقلت لنفسي لعلي أجد الإجابة الشافية المقنعة عندكم ياأهل الحديث جزاكم الله خيراً
والله ولي التوفيق

قد كتبت ماسبق في منتديات ملتقى أهل الحديث ولم أجد جواباً فقلت لعلي أجده عندكم رحمكم الله
 
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وحياك الله أخيتي..
قبل فترة بحثت عن هذا الموضوع ووجدت بعض أقوال أهل العلم أنقلها لعل فيها فائدة:
قال الإمام الغزالي رحمه الله :" الغفور : بمعنى الغفار ولكنه بشيء ينبئ عن نوع مبالغة لا ينبئ عنها الغفار فإن الغفار مبالغة في المغفرة بالإضافة إلى مغفرة متكررة مرة بعد أخرى فالفعال ينبئ عن كثرة الفعل والفعول ينبئ عن جودته وكماله وشموله فهو غفور بمعنى أنه تام المغفرة والغفران كاملها حتى يبلغ أقصى درجات المغفرة. "المقصد الأسنى - (1 / 105)
وقال:"العفو: صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور , ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحْوِ , والمحو أبلغ من الستر . وحظ العبد من ذلك لا يخفى , وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه , كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم , وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له , وهذا غاية المحو للجناية ." ( المقصد الأسنى/140 )
يتمثل الفرق بين العفو والغفران في أمور عديدة أهمها:
· أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثواب, ولا يستحقه,إلا المؤمن ولا يكون إلا في حق البارئ تعالى. أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي نيل الثواب , ويستعمل في العبد أيضا .
· العفو قد يكون قبل العقوبة أو بعدها , أما الغفران ؛ فإنه لا يكون معه عقوبة البتة ولا يوصف بالعفو إلا القادر عليه .

· في العفو إسقاط للعقاب, وفي المغفرة ستر للذنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة . ( الكليات للكفوي/ 632-666 )
وأما الفرق بين الصفح والعفو:
الصفح والعفو متقاربان في المعنى , فيقال : صفحت عنه : أعرضت عن ذنبه وعن تثريبه. إلا أن الصفح أبلغ من العفو فقد يعفو الإنسان ولا يصفح, وصفحت عنه أوليته صفحة جميلة. ( بصائر ذوي التمييز/3 :421).
وقال الكفوي :" الصفح أبلغ من العفو ؛ لأن الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن . أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم فقط , ولا يقتضي حصول الثواب ." ( الكليات للكفوي/666 ) .
 
جزاك الله خيراً ياأختي
ظل هذا الموضوع أسبوعين أو أكثر بدون جوابٍ شافٍ
بارككِ الله
 
قد كتبت ماسبق في منتديات ملتقى أهل الحديث ولم أجد جواباً فقلت لعلي أجده عندكم رحمكم الله


بارك الله فيك الأخت الفاضلة.

لعل اللبس الذي حدث عندك هو:ذِكْر ( المغفرة ) بعد : ( العفو ، والصفح ).

وقد بينتْ الأخت الفاضلة (رقية) الفرق بين ( العفو ، والصفح ، والمغفرة) بيانا شافيا،

وأشير إلى أن الترتيب الذي ذكره الله سبحانه وتعالى فيه دقة متناهية تتناسب مع السياق والمعنى المراد- والله أعلم-؛

حيث بدأ الله سبحانه وتعالى بالعفو، وهو: ترك المعاقبة على الذنب؛ ثم الصفح ؛ أي: الإعراض عن المذنب وترك تثريبه؛

أي: ترك تعنيفه ؛ ثم المغفرة وهي : ستر الذنب وعدم إشاعته.

لأن النفس قد تعفو؛ أي: تترك المعاقبة لكن مع بقاء شيء في النفس ؛ فقال الله عز وجل : وتصفحوا ؛ أي: الإعراض عن المذنب
وترك تثريبه،

وقد تعفو النفس وتصفح لكن ربما ترغب في إشاعة هذا الذنب فقال الله جل وعلا: (وتغفروا) ؛ أي: استروا هذا الذنب.

وفي هذا كله دليل على كيفية التعامل داخل الأسرة بين الزوجين، وبين الوالدين والأبناء.
والله أعلم.
 
كنت قد رأيت بحثا في إحدى المجلات المحكمة درس كلاً من العفو والصفح والغفران في القرآن دراسة بلاغية، لكني نسيت اسم الباحث والمجلة ؛ فلعل أحد الإخوة يسعفنا به.
 
مشاركة حول معاني ( العفو , والصفح , والمغفرة )

مشاركة حول معاني ( العفو , والصفح , والمغفرة )

نشكر صاحب الموضوع والإخوة المشاركين فيه على إثرائهم هذا الموضوع الجيد والشيق , وفيما يظهر لي أن الكلمات الثلاث ( العفو , والصفح , والغفران ) بينها فروق دقيقة وإن إتفقت معانيها في الغالب , يدل على ذلك ورودها في أية واحدة وفي شأنٍ واحد كما في سورة التغابن في قوله تعالى ( وإن تعفو وتصفحو وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) , وبالرجوع إلى معاني كل منها في اللغة يظهر لنا بعض هذه الفروق الدقيقة , فالصفح مأخوذة من إعطاء الرجل صفحة وجهه لغيره مما يدل على الإعراض وترك المجازاه , واما العفو فيقال عفت الريح الأثر اذا أزالت معالمه , واما الغفران فمأخوذ من الستر كما قال الشاعر :
في ليلة غفر النجومَ ظلامُها ... اي سترها... ومنها المغفر وهو السلاح الذي يستر لابسه
وبهذا يظهر لنا أن الصفح دال على الإعراض عن الإساءة , بينما العفو ترك المؤاخذة وعدم المجازاة , اما الغفران فدال على الستر وعدم إشاعة الإساءة .
والله أعلى و أعــلم .
 
السلام عليكم
قال تعالى " ...... وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " النور 22
فى واقعة معينة معلومة أخطأ رجلٌ فى جنب رجل فقرر الأخير عقابه ونفذ العقوبة
وهنا لايصح أن تقول له اغفر .... فقد أوقع العقوبة ، .... ولكن قل له اصفح بمعنى توقف عن العقاب ، واعف ... بمعنى انس الأمر وكأنه لم يحدث .
إذن العفو ابتدءا يعنى ألاترى الأمر ولاتتذكره ... انساه ...، ومثله ... لايسجل فى الصحيفة
الصفح إن حدث منك شيء من الرد والمقابلة توقف عنها ، ومثله ما عوقب عنه فى الدنيا ..... ولاعقوبة عليه فى الآخرة
المغفرة .. أن الأمر له وجود ولكن ستره ماهو أعظم منه .... تستره مغفرة الغفار ... فلا يفضحه ، إلا أن له وجود فى صحيفتك ،.. فى الآخرة ... يوضع الذنب فى الميزان... تعدله الحسنات .... فهذا غفرانه فى الآخرة أيضا
والله أعلم
 
العفو : ترك العقوبة
الصفح : ترك التثريب ، وهو أبلغ من العفو . ولذلك قال : {...فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ...}البقرة 109
الغفران : الستر

عن : (مفردات ألفاظ القرآن ) للأصفهاني بتصرف
 
السلام عليكم
ليس كل عفو ترك لعقوبة
"فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ ..." البقرة 178 سمح له به
عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ..." 187 بمعنى رفع تكليف
".....وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ ..." 219 بمعنى الفائض
".... فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً " النساء 43 عفوا فلم يعسر التكاليف ،
" يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " المائدة 101 ، لم يقصها عليكم فى القرآن
.....
والله أعلم
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

لعلنا نرجع إلى أصل المسألة وهي اللقطة التي تصور لنا الطالب مع الأستاذ أثناء محاضرة التفسير ، وما جرى بينهما .
النص الأول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
النص الثاني : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14
المفردة المتنازع فيها هي : العفو . بين كونها : (مجاوزة الإساءة مع بقاء أثرها) من طرف الأستاذ المحاضر . وكونها : (محو الخطأ وكأنه لم يكن) من طرف الطالب .
فقبل التطرق للمفردة القرآنية نبحث عن نوعها أولا : فمفردة (عفا) هي من المشترك القرآني أو الوجوه والنظائر . بمعنى أن معناها في القرآن الكريم يختلف حسب السياق . فهي كما في الوجوه والنظائر للبلخي (ت:150هـ) : " على ثلاثة أوجه " وذكرها بتفصيل نختصرها كالتالي : الوجه الأول : الفضل من المال ، والوجه الثاني : الترك ، والوجه الثالث : العفو بعينه . وذلك حسب السياقات المختلفة .
نعود إلى النص الأول : يقول البيضاوي (ت:685 هـ) في تفسيره : " { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء } أي شيء من العفو، لأن عفا لازم. وفائدته الإِشعار بأن بعض العفو كالعفو التام في إِسقاط القصاص. وقيل عفا بمعنى ترك، وشيء مفعول به وهو ضعيف، إذ لم يثبت عفا الشيء بمعنى تركه بل أعفاه. وعفا يعدى بعن إلى الجاني وإلى الذنب، قال تعالى : { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ }[التوبة: 43] ، وقال { عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَف }[المائدة: 95] فإذا عدي به إلى الذنب عدي إلى الجاني باللام ، وعليه ما في الآية كأنه قيل: فمن عفي له عن جنايته من جهة أخيه."
فما معنى عفا ؟
في لسان العرب : " العَفْوُ، وهو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس . " وهو ما تدل عليه الآية الأولى في المثال . فالعفو فيها هو : التجاوز عن القصاص وترك العقاب عليه { النفس بالنفس } وطلب الدية . والأقرب من هذا كما جاء به الأستاذ فهو : مجاوزة الإساءة مع بقاء أثرها .
وإذا انتقلنا للمثال الثاني ، الآية 14 من سورة التغابن ، جاءت ثلاث مفردات متتابعة ، مما يدل على اختلافها في المعنى . ففي هذه الآية طريقة فعالة في التعامل مع الأزواج والأولاد حتى تمر الأمور معهم بسلام . وهذه الطريقة تتجلى في العفو والصفح والمغفرة .
فالعفو يعني : التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه
والصفح يعني : ترك التثريب . والتثريب هو : " التقريع والتقرير بالذنب. قال تعالى : {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف:92] " (المفردات) للراغب الأصفهاني .
" وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر. غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها "(لسان العرب)
وبالتالي تتلخص المعاملة مع الأزواج والأولاد في : التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه ، وترك التثريب ، وستر الأخطاء عن الآخرين ، أي عدم فضح ما يقع داخل الأسرة أمام أفراد الأسرة نفسها أو أمام الناس خارج الأسرة . وبهذا نضمن أن نتجاوز الصعاب ونحل المشاكل داخل الأسرة بسلام .
خلاصة القول : إن العفو في هذا السياق هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه ، حيث عُوض العقاب بطلب الدية تخفيفا ورحمة من الله .
والله أعلم وأحكم
 
قال شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ في الكلام على قوله تعالى: لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ـ قد ذكروا أن المعفو عنه هو الذي استمع أذاهم ولم يتكلم وهو مخشي بن حمير هو الذي تيب عليه، وأما الذين تكلموا بالأذى فلم يعف عن أحد منهم، يحقق هذا أن العفو المطلق إنما هو ترك المؤاخذة بالذنب وإن لم يتب صاحبه، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ـ والكفر لا يعفى عنه، فعلم أن الطائفة المعفو عنها كانت عاصية لا كافرة إما بسماع الكفر دون إنكاره والجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله، أو بكلام هو ذنب وليس هو كفرا أو غير ذلك. انتهى.
 
{لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }التوبة66
يقول ابن كثير (ت:774هـ) في تفسيره : " وقوله: { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ } أي: بهذا المقال الذي استهزأتم به، { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } أي: لا يعفى عن جميعكم، ولا بد من عذاب بعضكم؛ { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } أي مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة."
بمعنى أن العفو هنا هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه بالنسبة لطائقة ، والطائقة الأخرى تعاقب بالعذاب على الذنب الذي اقترفته بواسطة الاستهزاء .

والله أعلم وأحكم

 
جاء في مغازي الواقدي (ت:207هـ) : " وَاَلّذِي عُفِيَ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَخْشِي بْنُ حِمْيَرَ ، فَتِيبَ عَلَيْهِ فَسَمّاهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَبْدُ الرّحْمَنِ وَسَأَلَهُ أَنْ يُقْتَلَ شَهِيدًا لَا يُعْلَمُ بِمَكَانِهِ فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا "
 
السلام عليكم
القول أن العفو هو ترك العقاب وأن الصفح ترك التثريب قول غير مقنع لأن التثريب من العقاب
في لسان العرب : " العَفْوُ، وهو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقابِ عليه، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس . " وهو ما تدل عليه الآية الأولى في المثال . فالعفو فيها هو : التجاوز عن القصاص وترك العقاب عليه النفس بالنفس وطلب الدية . والأقرب من هذا كما جاء به الأستاذ فهو : مجاوزة الإساءة مع بقاء أثرها .
لسان العرب قال المحو والطمس
ولا أدرى كيف أضاف الأخ الكريم عبارة "مع بقاء أثرها "... إذ أن آية البقرة تتكلم عن عفو جزئي ... وليس كاملا ، لأنه لو كان كاملا ماكان هناك اتباعا بمعروف ولاأداءا باحسان
والمحو والطمس فى حال الذنوب ... مثل العفو عن الأمر ابتداءا فلا يجرم ولا يدخل فى باب التكليف

فى قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ "
دليل على أن عفو الله عنهم لم يبق لذنبهم أثر عليهم ولا بين المؤمنين فقد نسوا الأمر ،
قوله تعالى " لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ " لم تقرر الآية أن عفوا قد حدث بل قالت " إن نعف " وكأنه دعوة أن يجتهد هؤلاء للتوبة حيث إن العفو ممكن ….
ولادلالة من الآية على المعنى الدقيق للعفو !!

.....
ومن الملاحظ فى هذه المسألة أن الصفح لم ينسب فى القرآن إلى الله ... فقد نسب إليه سبحانه كلا من العفو والمغفرة ولكن الصفح لم ينسب .... فهل من تفسير لذلك ؟
 
عودة
أعلى