ما على المحسنين من سبيل

الفاضل " أبو أحمد " بل صارت الآية قاعدة للتعامل مع الموفقين للإحسان والفضل وأصبحت تجري مجرى المثل ، كما يقول شيخ المفسرين ابن عاشور:

[في تفسيره لقول الله تعالى:" {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة91
استئناف بياني لجواب سؤال مقدّر ينشأ عن تهويل القعود عن الغزو وما توجّه إلى المخلّفين من الوعيد . استيفاءً لأقسام المخلّفين من ملوم ومعذور من الأعراب أو من غيرهم..... .
[]وجملة : ما على المحسنين من سبيل } واقعة موقع التعليل لنفي الحرج عنهم وهذه الجملة نُظِمت نَظْم الأمثال[/

ولكم تحياتي
 
أستاذنا الجليل أطال الله بقائة ومتعه بموفور الصحة

تناول ابن القيم رحمه الله تعالى هذه المسألة في أحكام المولود ومدارج السالكين وقال في زاد المعاد ماملخصه

القسم الخامس طبيب حاذق أعطى الصنعة حقها فقطع سلعة من رجل أو صبي أو مجنون بغير أذنه أو إذن وليه أو ختن صبيا بغير إذن وليه فتلف ، فقال أصحابنا يضمن لأنه تولد من فعل غير مؤذون فيه وإن أذن له البالغ أو ولي الصبي والمجنون لم يضمن ويحتمل أن لا يضمن لأنه محسن ما على المحسنين من سبيل .
 
لعلكم أبا أحمد معي في أن المنقول عن ابن عاشور يرفع الجناح والحرج عن المحسنين ، يتفق مع ما أورده ابن القيم ـ رحمه الله ـ برفع الحرج عن المحسن الذي استدعى نفسه لفعل معروف ثم أتلفه أو نجم عن معروفه عيب على قول ، وإن كانت أقوال الأصوليين تدور حول رفع الحرج عن المحسن بشرط : ألا يتعمد الإفساد، أو الإحسان لكن مع الجهل ، أوكونه لم يؤذن له فيه ....هذا ما أفهمه والعلم عند الله
 
عودة
أعلى