عبد الله المدني
New member
- إنضم
- 30/01/2009
- المشاركات
- 39
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
بسم الله الرحمن الرحيم
ما صحة مفهوم "التربية الاعتراضية" عند الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني، في كتابه: "قواعد التدبر الأمثل"؟..
بينما كنت أقرأ بشغف كتاب الميداني المذكور استوقفني مفهوم غريب، ألا وهو ما سماه بالتربية الاعتراضية! وذلك عند حديثه عن قاعدة الوحدة الموضوعية للسورة. وهي طريقة لتوجيه الآيات التي ظاهرها مخالف لسياقها من السورة! كما في الآيات الأربع من سورة القيامة: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) مع العلم أن موضوع السورة كله حول البعث والنشور! فقال بأن هذه الآيات وقعت معترضة في السورة بسبب أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبيr القرآن فجعل النبيr يحرك لسانه يستعجل حفظ ما أقرأه جبريل عليه السلام؛ فأوقف جبريل الدرس وقال له: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ!) الآيات.. ثم عاد إلى صلب الموضوع، وأتم له السورة!
في الحقيقة هذا التأويل غريب، فأن يُحشر في السورة ما ليس من موضوعها لهذا الغرض لم أفهمه! كيف يجوز في كتاب الله؟ ثم لابد في هذا التأويل من دليل نقلي صحيح، ولقد بحثت لعلي أجد شيئا فلم أجد ولعل غيري يجد؟ وأما مدار الآثار في سبب النزول فليس فيه شيء اسمه التربية الاعتراضية ولا ما يوحي به. وإنما فيه أن النبيr كان يستعجل حفظ القرآن وكان يشق عليه فأنزل الله تلك الآيات. وليس فيه تفصيل الشيخ الميداني رحمه الله، ولا قضية الدرس وإيقافه من طرف جبريل للاعتراض على فعل النيr.
لكنني اكتشفت في سياق البحث أن الشيخ حبنكة الميداني رحمه الله إنما نقل هذا الكلام عن الإمام الرازي بالحرف تقريبا، بل بنفس مصطلح التربية الاعتراضية! في تفسيره مفاتح الغيب، عند تفسير الآيات المذكورة من سورة القيامة! فانظروه! لكن الميداني ما أشار إلى مصدر النقل ولا وثقه! ويعرض الرازي رحمه الله هذا التأويل على أنه مجرد احتمال فقط! لكنني بكل صراحة لم أرتح لكل هذه التأويلات! وما زلت أتساءل عن حكمة إدراج هذه الآيات في هذه السورة، دون جعلها في سياق سورة أخرى تتحدث عن القرآن صراحة، كسورة الفرقان مثلاً وغيرها؟ مع يقيني الذي لا شك فيه أن هذه الآيات إنما موقعها المناسب لها هو هنا في سورة القيامة! وأن ترتيب الآيات قطعي بالإجماع! وإن خفي علي وعلى غيري مناسبتها فالله جل جلاله أعلم بكتابه وأحكم! ولكني في حاجة إلى بيان! وأعوذ بالله من المراء في القرآن! فأفيدونا جزاكم الله خيراً! كيف ترون موقع هذه الآيات من سياقها؟
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
ما صحة مفهوم "التربية الاعتراضية" عند الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني، في كتابه: "قواعد التدبر الأمثل"؟..
بينما كنت أقرأ بشغف كتاب الميداني المذكور استوقفني مفهوم غريب، ألا وهو ما سماه بالتربية الاعتراضية! وذلك عند حديثه عن قاعدة الوحدة الموضوعية للسورة. وهي طريقة لتوجيه الآيات التي ظاهرها مخالف لسياقها من السورة! كما في الآيات الأربع من سورة القيامة: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) مع العلم أن موضوع السورة كله حول البعث والنشور! فقال بأن هذه الآيات وقعت معترضة في السورة بسبب أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبيr القرآن فجعل النبيr يحرك لسانه يستعجل حفظ ما أقرأه جبريل عليه السلام؛ فأوقف جبريل الدرس وقال له: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ!) الآيات.. ثم عاد إلى صلب الموضوع، وأتم له السورة!
في الحقيقة هذا التأويل غريب، فأن يُحشر في السورة ما ليس من موضوعها لهذا الغرض لم أفهمه! كيف يجوز في كتاب الله؟ ثم لابد في هذا التأويل من دليل نقلي صحيح، ولقد بحثت لعلي أجد شيئا فلم أجد ولعل غيري يجد؟ وأما مدار الآثار في سبب النزول فليس فيه شيء اسمه التربية الاعتراضية ولا ما يوحي به. وإنما فيه أن النبيr كان يستعجل حفظ القرآن وكان يشق عليه فأنزل الله تلك الآيات. وليس فيه تفصيل الشيخ الميداني رحمه الله، ولا قضية الدرس وإيقافه من طرف جبريل للاعتراض على فعل النيr.
لكنني اكتشفت في سياق البحث أن الشيخ حبنكة الميداني رحمه الله إنما نقل هذا الكلام عن الإمام الرازي بالحرف تقريبا، بل بنفس مصطلح التربية الاعتراضية! في تفسيره مفاتح الغيب، عند تفسير الآيات المذكورة من سورة القيامة! فانظروه! لكن الميداني ما أشار إلى مصدر النقل ولا وثقه! ويعرض الرازي رحمه الله هذا التأويل على أنه مجرد احتمال فقط! لكنني بكل صراحة لم أرتح لكل هذه التأويلات! وما زلت أتساءل عن حكمة إدراج هذه الآيات في هذه السورة، دون جعلها في سياق سورة أخرى تتحدث عن القرآن صراحة، كسورة الفرقان مثلاً وغيرها؟ مع يقيني الذي لا شك فيه أن هذه الآيات إنما موقعها المناسب لها هو هنا في سورة القيامة! وأن ترتيب الآيات قطعي بالإجماع! وإن خفي علي وعلى غيري مناسبتها فالله جل جلاله أعلم بكتابه وأحكم! ولكني في حاجة إلى بيان! وأعوذ بالله من المراء في القرآن! فأفيدونا جزاكم الله خيراً! كيف ترون موقع هذه الآيات من سياقها؟
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.