ما صحة القراءات التي يثبتها الدكتور الخطيب في معجم القراءات للصحابة

إنضم
25/07/2016
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
31
الإقامة
المغرب
اللهم صل على محمد و أزواجه و بناته و سائر أهله و رضي الله على الصحابة المهاجرين منهم و الأنصار و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : هذه نص مشاركة كنت قد شاركت بها مسبقا في المنتدى العلمي للتفسير وأثبتها هنا لما لها من علاقة بعلوم القراءات ، و حتى يُفيد الإخوة المتخصصين في علوم القراءات حول الموضوع.
"قد كنت أطالع مؤخرا كتاب " معجم القراءات " للدكتور عبد اللطيف الخطيب ، ولقد نشره بعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث ،فبينما أبحث عن القراءات الواردة في قوله تعالى "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم " الآية 6 من سورة الأحزاب ، وقفت على روايات ينقلها الدكتور الخطيب من المفسرين خاصة الطبري و ابن أبي حاتم في نسبة قراءة هذه الآية بزيادة " و هو أب لهم " لإبن عباس و ابن مسعود و أبي بن كعب ، و بالطبع أردت أن أقف على مدى صحة هذه الروايات عن الصحابة فوجدت أنها روايات منقطعة أو ضعيفة أو فيها من الضعفاء المتهمين بالكذب ، و هذا هو موضع ذلك من الكتاب :

ملف مرفق 10247ملف مرفق 10248 معجم القراءات تأليف الدكتور الخطيب ج7 دار سعد الدين للطباعة و النشر
أولا : ما أثبثه الدكتور من قراءة ابن عباس " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم " ، أخرج ذلك الحاكم النيسابوري في المستدرك ورواها البهقي في السنن لكن بسند فيه طلحة بن عمرو ، قال فيه البخاري: ليس بشيء و قال فيه ابن معين ضعيف ، إذا لا تثبث هذه الرواية عن ابن عباس فهي ضعيفة ،قال الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه إتحاف المهرة " كم فِي تَفْسِيرِ للأَحْزَابِ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْهُ، بِهَذَا، وَقَالَ: صَحِيحٌ.قُلْتُ: بَلْ طَلْحَةُ، هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، ضَعِيفٌ " ، يعني أن الرواية غير ثابثة وضعيفة
ثانية :ما أثبثه أنها القراءة أبي بن كعب فلا تثبث في ذلك رواية متصلة كل ما إستدل به الرواية التي اوردها البصيري في إتحاف الخيرة المهرة و رواها البيهقي في السنن ، و رواها الذهبي في سير الأعلام في سياق حديثه عن أبي بن كعب قال حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ، قال: " مَرَّ عُمَرُ رضي الله عنه، بِغُلامٍ مَعَهُ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَقْرَأُ:ف النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْق، وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ، فقال عُمَرُ، رضي الله عنه: يَا غُلامُ حُكَّهَا، فقال: هَذَا مُصْحَفُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَذَهَبَ إِلَى أُبَيٍّ، فقال: مَا هَذَا؟ فَنَادَى أُبَيٌّ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، أَنْ كَانَ يَشْغَلُنِي الْقُرْآنُ، وَكَانَ يَشْغَلُكَ الصَّفَقُ بِالأَسْوَاقِ. فَمَضَى عُمَرُ، رضي الله عنه " و الرواية رجالها و سندها إلى بجالة التيمي صحيح لكن عمر رضي الله عنه توفي سنة 23هجرية و الراوي بجالة التيمي لم يرو عن عمر بن الخطاب ولم يلقه و لا حادثه فالرواية منقطعة و بتالي فهي ضعيفة .
ثالثا أماما أثبته أنها قراءة ابن مسعود فهي ما نسبه المفسرون لإبن مسعود ولا رواية واحدة في الباب عن ابن مسعود أنه كان يقرأ بهذه القراءة .

أحب أن أنبه هنا على الرواية التي أوردها المؤلف عن الحسن البصري قال هذه هي القراءة الأولى الحديث يرويه راو متهم بالكذب وهو ابن وكيع و قد رواها الطبري في تفسيره بالسند التالي حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى إِسْرَائِيلَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: " قَرَأَ الْحَسَنُ هَذِهِ الآيَةَ:ف النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْق، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ النَّبِيُّ : " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ "
قَالَ الْحَسَنُ: وَفِي الْقِرَاءَةِ الأُولَى " أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ. قال البخاري عن ابن وكيع هذا يتكلمون فيه لأشياء ، لقنوه وقال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقَالَ لا يشتغل بِهِ . قيل لَهُ: كان يكذب ؟ قال: كان أبوه رجلا صالحا قيل لَهُ: كان يتهم بالكذب قال: نعم . و ينقل ابن أبي حاتم عن عكرمة نفس ماقاله الحسن البصري بخلاف في اللفظ بدون سند ، و بتالي الرواية أقل ما يقال عليها أنها واهية.
أما ما يروى من الروايات عن قتادة و معمر و مجاهد ففي أسانيدها نقود ، كما أن أكثرها ودت فيها عبارة "أب لهم " بيانا لمعنى آية تفسيرا .و الله أعلم
و و بتالي لابد من إعادة النظر فيما تثبته كتب التفاسير أو النقول من أن هذه قراءة الصحابة أو التابعين فالأمر يحتاج قوما يتجندون لهذه الغاية لتحقيق ما تثبته الروايات في الباب . و بالله نسعين و لا حول و لا قوة إلا به

اللهم صل على محمد و أزواجه و بناته و سائر أهله و رضي الله على الصحابة المهاجرين منهم و الأنصار و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
قد كنت أطالع مؤخرا كتاب " معجم القراءات " للدكتور عبد اللطيف الخطيب ، ولقد نشره بعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث ،فبينما أبحث عن القراءات الواردة في قوله تعالى "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم " الآية 6 من سورة الأحزاب ، وقفت على روايات ينقلها الدكتور الخطيب من المفسرين خاصة الطبري و ابن أبي حاتم في نسبة قراءة هذه الآية بزيادة " و هو أب لهم " لإبن عباس و ابن مسعود و أبي بن كعب ، و بالطبع أردت أن أقف على مدى صحة هذه الروايات عن الصحابة فوجدت أنها روايات منقطعة أو ضعيفة أو فيها من الضعفاء المتهمين بالكذب ، و هذا هو موضع ذلك من الكتاب :

ملف مرفق 10247ملف مرفق 10248 معجم القراءات تأليف الدكتور الخطيب ج7 دار سعد الدين للطباعة و النشر
أولا : ما أثبثه الدكتور من قراءة ابن عباس " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم " ، أخرج ذلك الحاكم النيسابوري في المستدرك ورواها البهقي في السنن لكن بسند فيه طلحة بن عمرو ، قال فيه البخاري: ليس بشيء و قال فيه ابن معين ضعيف ، إذا لا تثبث هذه الرواية عن ابن عباس فهي ضعيفة ،قال الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه إتحاف المهرة " كم فِي تَفْسِيرِ للأَحْزَابِ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْهُ، بِهَذَا، وَقَالَ: صَحِيحٌ.قُلْتُ: بَلْ طَلْحَةُ، هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، ضَعِيفٌ " ، يعني أن الرواية غير ثابثة وضعيفة
ثانية :ما أثبثه أنها القراءة أبي بن كعب فلا تثبث في ذلك رواية متصلة كل ما إستدل به الرواية التي اوردها البصيري في إتحاف الخيرة المهرة و رواها البيهقي في السنن ، و رواها الذهبي في سير الأعلام في سياق حديثه عن أبي بن كعب قال حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ، قال: " مَرَّ عُمَرُ رضي الله عنه، بِغُلامٍ مَعَهُ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَقْرَأُ:ف النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْق، وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ، فقال عُمَرُ، رضي الله عنه: يَا غُلامُ حُكَّهَا، فقال: هَذَا مُصْحَفُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَذَهَبَ إِلَى أُبَيٍّ، فقال: مَا هَذَا؟ فَنَادَى أُبَيٌّ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، أَنْ كَانَ يَشْغَلُنِي الْقُرْآنُ، وَكَانَ يَشْغَلُكَ الصَّفَقُ بِالأَسْوَاقِ. فَمَضَى عُمَرُ، رضي الله عنه " و الرواية رجالها و سندها إلى بجالة التيمي صحيح لكن عمر رضي الله عنه توفي سنة 23هجرية و الراوي بجالة التيمي لم يرو عن عمر بن الخطاب ولم يلقه و لا حادثه فالرواية منقطعة و بتالي فهي ضعيفة .
ثالثا أماما أثبته أنها قراءة ابن مسعود فهي ما نسبه المفسرون لإبن مسعود ولا رواية واحدة في الباب عن ابن مسعود أنه كان يقرأ بهذه القراءة .

أحب أن أنبه هنا على الرواية التي أوردها المؤلف عن الحسن البصري قال هذه هي القراءة الأولى الحديث يرويه راو متهم بالكذب وهو ابن وكيع و قد رواها الطبري في تفسيره بالسند التالي حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى إِسْرَائِيلَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: " قَرَأَ الْحَسَنُ هَذِهِ الآيَةَ:ف النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْق، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ النَّبِيُّ : " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ "
قَالَ الْحَسَنُ: وَفِي الْقِرَاءَةِ الأُولَى " أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ. قال البخاري عن ابن وكيع هذا يتكلمون فيه لأشياء ، لقنوه وقال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقَالَ لا يشتغل بِهِ . قيل لَهُ: كان يكذب ؟ قال: كان أبوه رجلا صالحا قيل لَهُ: كان يتهم بالكذب قال: نعم . و ينقل ابن أبي حاتم عن عكرمة نفس ماقاله الحسن البصري بخلاف في اللفظ بدون سند ، و بتالي الرواية أقل ما يقال عليها أنها واهية.
أما ما يروى من الروايات عن قتادة و معمر و مجاهد ففي أسانيدها نقود ، كما أن أكثرها وردت فيها عبارة "أب لهم " بيانا لمعنى الآية تفسيرا .و الله أعلم
و بتالي لابد من إعادة النظر فيما تثبته كتب التفاسير أو النقول من أن هذه قراءة الصحابة أو التابعين فالأمر يحتاج قوما يتجندون لهذه الغاية لتحقيق ما تثبته الروايات في الباب . و بالله نسعين و لا حول و لا قوة إلا به
 
لا فض فوك، ولا فترت همتك ولا وضع قلمك.
حفظك الله أخي محمود الحسيني عبد الحميد ،شكرا على مرورك ، هذا مثال بسيط فكتب القراءات تنسب الكثير من القراءات للصحابة و التابعين لكن مع الأسف نتلقاها من دون التأكد من الروايات و أسانيدها ..
 
الدكتور عبد اللطيف الخطيب قام بجهد كبير في نقله للقراءات وأكثرها شاذة من بطون كتب التفسير، وغيرها، ويعزو كل ذلك إلى مصادره، ومعلوم أنّ هذه القراءات الشاذة التي تحويها كتب التفسير وغيرها، وردت بدون أسانيد، وبالتالي لا يمكن الحكم على هذه القراءات بالصحة؛ لعدم وجود الأسانيد لهذه الروايات التي تتناول قراءات الصحابة والتابعين..
ولن يستطيع أي باحث التحقيق في هذه القراءات بسبب ذلك، إلا ما كان منها مسنداً وغالباً ما يكون ذلك الإسناد في كتب الحديث. والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى