قال السخاوي في الوسيلة إلى كشف العقيلة ( ص : 322 ) ـ في شرحه لقول الشاطبي :
وليكة الألفان الحذف ثالثهما **** في صاد والشعراء ...
قال : (( يعني الألف التي قبل اللام ، والألف التي عانقت اللام ، وهو صورة الهمزة .
قال أبو عمرو : وكتبوا في جميع المصاحف ( أصحاب ليكة ) في الشعراء ، وفي ص بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها ، وفي الحجر وق ( الأيكة ) .
ويقال : إن ( ليكة ) بفتح التاء اسم البلدة نفسها ، والأيكة اسم الكورة ( أي : الصقع ) ، ولذلك قرأ الحرميان وابن عامرفيهما ( ليكة ) بفتح التاء غير مصروف للتأنيث والعلمية .
وقال بعض النحويين : إنما هو مكتوب في هذين الموضعين على نقل الحركة ، كتب على اللفظ .
قال أبو عبيد : والذي عندنا في ذلك : أني لا أحب مفارقة الخط في شيء من القرآن ، إلا ما يخرج من كلام العرب ، وهذا ليس بخارج من كلامها مع صحة المعنى في هذه الحروف ، وذلك أنا وجدنا في بعض التفسير الفرق بين ( الأيكة ) وليكة ) فقيل : ( ليكة ) اسم القرية التي كانوا فيها ، والأيكة البلاد كلها ، فصار الفرق بينهما تشبيهًا بالقرق بين مكة وبكة ، ثم رأيتهن في المصحف الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان رحمه الله مفترقات ، فوجدت في الحجر وق ( الأيكة ) ووجدت في الشعراء وص ( ليكة) ثم اجتمعت عليها مصاحف الأمصار كلها بعد ، فلا نعلمها اختلفت فيها .وقرأ أهل المدينة على هذا اللفظ الذي قصصناه ، فأي حجة تلتمس أكثر من هذا ، فهذا يقرأ ما وجدناه مخطوطًا بين اللوحين .
وهذا الذي ذكره أبو عبيد رحمه الله ردٌّ على ما قاله النحاة ، وليس قولهم بشيء ؛ لأنهم نسبوا التحريف إلى أئمة القرآن .
وكذلك رأيت في المصحف الشامي ( ليكة ) بغير ألأف فيهما ).