ما رأي الإخوة الباحثين في الرجوع إلى المراجع المعاصرة والإفادة منها ؟ دعوة للمشاركة

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

تختلف وجهات نظر الباحثين حول قضية الرجوع إلى الكتب والبحوث والرسائل المعاصرة ، والإفادة منها في كتابة البحوث والرسائل العلمية .
فبعضهم يرى أنه لا ينبغي الرجوع إليها ، ويقول : إن الباحث الجاد هو الذي يقتصر على المصادر القديمة المعتبرة ، وقد يكون لهم أسباب أخرى دعتهم لهذا الرأي .

ولكاتب هذا المقال رأي آخر - وهو رأي كثير من الباحثين - ، وقد ذكرت هذا الرأي في التوصيات التي ختمت بها رسالة الماجستير ، فقد كان من التوصيات التي كتبتها :

(عند رجوعي إلى الكتب والمراجع المختلفة للاستفادة منها في كتابة موضوعات هذا البحث وجدتُ أن الرسائل العلمية المتخصصة من أكثر المراجع تحريراً للمسائل ودقة في بحثها وشمولاً لجميع فروعها .

ولهذا فإني أدعو إلى الاستفادة من هذه الرسائل والبحوث العلمية والرجوع إليها ، وأدعو إلى نشرها وتوزيعها .
وليس الرجوع إلى هذه البحوث والرسائل - وإن كانت متأخرة - من القوادح ولا من السلبيات في كتابة البحوث - كما يظن ذلك البعض - لأنها بحوث مؤصلة وكتابات محرّرة ؛ وليس من الحكمة ولا من المصلحة أن تذهب سدىً ، ويرمى بها بين رفوف المكتبات الخاصة ، ويُحرم القراء والباحثون من الرجوع إليها والاستفادة منها .)

فما تعليق الإخوة الباحثين الكرام على هذه القضية ؟
 
الاخ الكريم ابامجاهد العبيدي ...............سلمه الله

أول ماقدح زناد ذاكرتي وأنا أقرأ ماكتبت هما بيتان لابن شرف القيرواني رحمه الله يقول :

قل لمن لايرى المعاصرشيئا *** ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديد ا *** وسيغدو هذا الجديد قديم

فإجمالا: أما من حيث الابداع والاختراغ فذاك نوع من التصنيف قد طوي بساطه منذ زمن ولاحول ولاقوة الابالله
إذ التأليف والتصنيف ـ على مابينهما من فرق ـ ينقسم اقساما تقرب من الثمانية ذكرها ابن الشرقي في جـ 2 من إضاءة الراموس وقبله ابن حزم في نقط العروس ـ ضمن رسائله المجموعه ـ فلم يعد هناك مجال اكبر لمشاركة القلم سوى الجمع أو الترتيب .

ولست بهذا ممن يقول ماترك الاول للاخرشيئا ، فهذه مقولة منتقدة عند كل ذي عقل، وأذكر أن الجاحظ شغب كثيراعلى من يقول بها، وقال: ليس هناك مقولة هي اضر علىالعلم والعلماء من هذه المقولة . لكن اقول: كم ترك الاول للاخر* كم ترك له من أمانة في حفظ التراث الذي خلفه لنا الاسلاف وإخراجه على الصورة التي ارادها كاتبها دون تزيد أونفخ ، كم ترك الاول للاخر من علم غزير في بطون الكتب يحتاج الى تتبع وحسن إخراج ، كم ترك الاول للاخر من علم يفتقر لقلب واع ومثابرة ووقت يساعد لجرد الكثير مماخلفوه لنا رحمهم الله . وانظر الى مكتبتك،،، أعد النظر مرة اخرى هل تجد الى الكتب الصفراء ـ هكذا ينبزها من لاخلاق لهم خابوا وخسروا ـ تراها قد ملأت أرفف مكتبتك ولن تجد كتابا عصريا الا ببحث وتتبع . فبها تخرجنا وعليها تعلمنا ومنها نهلنا، فهي اسانيدنا لدى الجهال ـ كماقال ابن حزم رحمه الله ـ،ومن دونها لن نستطيع كتابة أودرس أو بحث . وكم يزين الكتاب أن ترى عليه تاريخ وفاة مؤلفه ـ لم ؟ ،لا ادري ـ ربما لشعورك أن مؤلفه قد ادى كل ماعنده ولم يعد بالامكان اكثر مماكان . فالتاليف أمر لايتم في حياة المؤلف كماقال الشافعي رحمه الله . ومن أراد التيقن فليقم بأحصاء ماعنده من كتب ثم ليقارن . وإني اسائل نفسي ومن شاء من اخواني، من بإمكانه من المتأخرين أن يبدع لنا كتابا في النحو فيأتي فيه بمسائل لم يتعرض لها الاقدمون ، اواصول الفقه ، أوالبلاغة ، او الحديث بفنونه , أو التفسير ، أو السيرة .....أوليئك قوم قد شغر منهم الزمان ، ولايقولن قائل : فماقولك في كتب النوازل والشعر والتاريخ ،فأقول تلك علوم لن تكتمل الا بانتهاء التاريخ.

اذا فلولا هذه الكتب لما كانت كتب المعاصرين ، لكن لما لم يكن الكمال لكتاب غير كتاب الله تعالى فلابد من قول لقائل ...، وليس كتاب سوى كتاب الله تريد أن تأخذ عليه الا أخذت ، وأذكر مقالة قالها الشافعي للربيع رحمهما الله عندما دفع اليه بكتاب الام ليرويه للناس قال:خذه واروه على زلل فيه ، فقال له الربيع : اصلحه ، قال :هيهات
ابى الكمال الا أن يكون لله ولكتابه ، فمن هنا كان لنا أن نكتب أو أن نقول لا ان نبدع ونخترع , وما اظن أن احدا قد ادعى ذلك لعلمه أن الاجماع منعقد على ماهنالك , وليس بخاف عليك اخي الكريم رسالة ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف ‘ وكتبهم رحمهم الله تمثل شيئا من علمهم .

قال ابن فارس رحمه الله (... ومن الذي حظرعلى المتأخرمضادةالمتقدم،ولمه تأخذ بقول من قال : ماترك الاول للآخر شئا وتدع قول الآخر: كم ترك الاول للأخر . وهل الدنيا إلا أزمان ولكل زمان منهارجال ، وهل العلوم بعد الاصول المحفوظة إلا خطرات ألأوهام ونتائج العقول . ومن قصر الاداب على زمان معلوم ، ووقفها على وقت محدود ؟ ولم لاينظر الآخر مثلما نظر الاول حتىيؤلف مثل تاليفه ويجمع مثل جمعه ...)* من رسالة له ذكرت في ترجمته ـ وكأني بهذا احج نفسي وأنقض مابنيت ، كلا لكن أين مثل المقاييس أو الصاحبي أو المجمل وهل الوسيط الاعالة على هذه الكتب وأمثالها ، إن هناك فرقا بين ما كتبت ومالم اكتب بعد وهو أن ماسبق وقلته هو الحكم بالعموم علىتصنيف المتقدمين رحمهم الله جملة ، حتى غدت رسائلهم التي لاتتجاوزصفحات بعضها اصابع اليد تبز مصنفات كثير من المتأخرين وأنظر الى رسائل شيخ الاسلام أو ابن لقيم أو ابن رجب أوا بن فارس فبعضها يعد مصدرا في بابه تكتب ببون الذهب .

الا أن هذا لايعني أن المتاخرين ليس لهم بعض الجهود التي تذكر فتشكر ،وأذكر أن الطنطاوي رحمه الله ذكر أن هناك كتبا تصل الى العشره تعد من مفاخر المتأخرين وذكر منها الاعلام للزركلي * إلا أنك إذا طالعتها وجدتها عالة على كتب المتقدمين ، فماهي الا جمع لمتناثر كلامهم ـ وهذه واحدة من مقاصد التأليف ـ في الغالب الاعم.

فمن الكتب الجيده التي شابهت في حسنها بعض كتب المتقدمين ، او حاولت التجديد فأتت بمايصعب معه انكار فضلها فعلى سبيل المثال
1ـ الدعاء للعروسي ( من العجيب أن اسمه يوحي وكأنه من القرن الخامس)
2ـ التفسير والمفسرون ـ على ماقيل فيه ـ للذهبي رحمه الله ( وتأمل اسمه )
3ـ الاعلام للزركلي رحمه الله
4ـ كتب الالباني رحمه الله فقد جدد لعلم الحديث ماكاد يندرس منه
5ـ صفحات من صبر العلماء...لابي غده رحمه الله
6ـالفقه واصوله ، عجزت أن اتذكر كتابا يعول عليه سوى كتاب سيد سابق رحمه الله لكن كثيرا من الكتب قليل الجدوى ذائع الصيت ( حظوظ) فعلىنفاسة هذا الكتاب فهو لايغني طالب العلم ولايتخرج به .
7ـ الادب ( حجبت لهذا العام) وإن كان كتاب المتنبي للعلامة محمود شاكر رحمه الله بمكان ،إلا أنها دراسة جزئه .لكن نقول هو من شابه المتقدمين في كتاباتهم ، كذلك إحسان عباس ـ رحمه الله ـ فله دراسات جيده وقويه لكن لم تسلم من الشطط
8ـ الكثير من الدراسات والرسائل الجامعيه التي غطاها الغبار في ارفف الجامعات فقد طبع الشئ اليسير منها . مما أخشى معه أنه لو طبعت كلها او الكثير منها لنسفت كل ماذكرت ( يارب سترك)

ويعلم الله كم أرى من بعض الكتب التي كتب عليها إستخفافا بعقول القراء ( من أكثر الكتب مبيعا في العالم) ، ويكون أصحابها لهم شهرة عريضه ، الا أني لم استطع أن اشتري كتابا منها بعد أن اتصفح بعض الورقات من بعضها ، ولن أذكر اسماء حتى لا احمل أوزارهم عفى الله عنا وعنهم ، بل أقول في نفسي لو لم يكتب ويؤلف لكان اسلم وأرفع له عند طلاب العلم .

وإني اذكرك أخي بحديث ابن مسعود رضي الله عنه من رواية عاصم عن ابي وائل عن ابن مسعود عند الامام احمد باسناد جيد في فشو القلم وأنه من علامات الساعة , إذا علمت هذا وأن الكثير اصبح يقرأ كتابا ويؤلف آخر رغبة في التاليف والله اعلم ببواطن الامور ، فمهما كتب المتأخرون فلن يصلوا الى ماوصل اليه المتقدمين

الخاتمه

كماقال في الكامل : ( ليس لقدم العهد يفضل القائل ، ولا لحدثانه يهتظم المصيب , ولكن يعطى كل مايستحق )
فكان استحقاق المتقدمين من الفضل اكبر من استحقاق من بعدهم من المعاصرين لأمور
1ـ الاسبقيه
فلوقبل مبكاهابكيت صبابة***بسعدىشفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا***بكاهافقلت: الفضل للمتقدم
2ـ ماعلى كلامهم من حلاوة وماله من قبول سره الاخلاص
3ـ سعة العلم والاستقصاء
4ـ الابتكار والابداع
فلاعليك إن استفدت من بعض من تأخر كاستفادتك ممن تقدم، واجعل نصب عينيك تلك الكتب الصفراء فهي المعول عليها عند أهل الحجى .
وأكتفي بماقلت وأظن اني قد اطلت حتى لا اعلم هل اسهبت ام اطنبت ، لكن ومع كل ماقلت فمازال الموضوع يحتاج لمناقشة كثير من زواياه ، اكتفيت بما أشار اليه الاخ الكريم العبيدي ، والمعذرة من خلل قد يرى أو قصور قد يلمس، فالبال مشغول والخاطر مكدود والذهن مشدود ، والله يتولاناجميعا بلطفه ورحمته فهو وحده المعبود لارب لناسواه ولامبتغى غير الفوز برضاه . والله أعلم


ـ الحواشي ــــ
* عجز بيت لأبي تمام مطلعه يقول من تقرع أسماعه***كم ترك الاول للاخر
*مثله لابن شرف القيرواني رحمه الله في نقد الشعروالشعراء ( وما أحسنها من رساله)
*من كان يعرف باقي ماذكره رحمه الله فليفدنا مشكورا
 
المراجع المتقدمة هي الأصل الذي ننطلق منه
و من السفه أن نقول بعدم الاحتياج إلى المراجع الحديثة
فأين إذا أجد فقه النوازل و الواقعات ؟
أين أجد حكم الماء المقطر الذي أصله صرف صحي ؟
أين أجد حكم زراعة العضو المقطوع في حد أو قصاص ؟
بل في كل عصر نجد من الفقهاء من ألف في النوازل و الواقعات التي لم تكن واقعة قبل عصره فكانت في حقه نازلة
و هي في حقنا غير نازلة ،،، فالأمر إذا نسبي ،،، و هذه سنة متبعة
و لكن كتب المتقدمين هي الأصل ، و يتم من خلالها تأسيس القاعدة العلمية ، لأننا نتلقى العلوم خلفا عن سلف ، و المطالع لكتب المتقدمين يرى فيها من الرزانة و الثقل والوضوح و الاختصار ما لا تتمتع به كتب المعاصرين ......
فالأمر إذا ليس تعبديا بل قد يكون الكتاب لمتأخر أو معاصر وهو أفضل ألف مرة من كتاب المتقدم .....
و هذه نقطة أخرى بالنسبة لكتب المتقدمين ، تجدونها على هذا الرابط ، و هي مهمة للغاية و قل من رأيته يعمل بها ، سواء علماء أو دكاترة أو طلاب ، فانتبهوا لها فإنها مهمة ... http://vb.tafsir.net/showthread.php?s=&threadid=1257
 
قد مضى زمنٌ على هذا الموضوع الذي طرحه أخي أبو مجاهد وفقه الله ، وأظن الذي دعاه لهذا أن بعض المناقشين للرسائل العلمية يجعل من أوجه نقد البحث اعتماده في بعض المسائل على مصادر معاصرة في الموضوع. ويعدُّ هذا عيباً وخللاً منهجياً في البحث.
وهذا فيه تفصيل :
فإن كانت المسألة المبحوثة من المسائل القديمة التي عاجلها المتقدمون في كتبهم ولهم فيها أقوال ومباحثات، ثم يأتي الباحث المعاصر فيتجاوز تلك المصادر المتقدمة ، ويكتفي بمصادر متأخرة فهذا يعد عيباً فيما يظهر لي .
وإن كانت المسألة مما تفرد به المعاصر ابتداءً ، أو مما أضاف فيه غضافة ذات قيمة علمية ولو تقدم بحث المسألة لدى القدماء ، فإن هذا هو الصواب في البحث ، والعناية برأي المتأخرين لا بد منها .

وأما الدعوة إلى ترك كتب المعاصرين لمجرد المعاصرة فأظن هذا ما يرفضه أخي أبو مجاهد ويدعونا لرفضه معه، لأن الأمر كما تفضل الزملاء قبلي لا علاقة له بالقدم أو المعاصرة ، وإنما بالحق والصواب والبحث والإضافة العلمية ، فحيث وجدت فلا بد من العناية بها وتتبعها وإبرازها سواء كانت لمتقدم أو معاصر .
وإن كانت المعاصرةُ حجاباً عند كثير من الناس، فلا يرى للمعاصرين فضلاً ولا يحب أن يعتمد على بحوثهم، وغالب ذلك مبعثه الحسد، وغمط الحق أهلَه إلا من رحم الله . فتراه ينتفع بكتب المعاصر ثم يغفله ويشير في الحاشية إلى أنه انتفع بكتاب فلان من المتقدمين، وينكر عند تنبيهه إلى ذكر أحد المعاصرين لذلك أنه سبق له الاطلاع على هذا الرأي، أو سَمِع به، وواقعه بخلافه . ومثل هذا لا يُثمِرُ، ولا يُباركُ لهُ في علمه .
 
و هذه نقطة أخرى بالنسبة لكتب المتقدمين ، تجدونها على هذا الرابط ، و هي مهمة للغاية و قل من رأيته يعمل بها ، سواء علماء أو دكاترة أو طلاب ، فانتبهوا لها فإنها مهمة ... http://vb.tafsir.net/showthread.php?s=&threadid=1257
بارك الله فيك يا أخ محمد .
أراك تطلق الأقوال العريضة دون بيّنةٍ فعلى رسلك يا أخي الحبيب، فهذا الذي ذكرتَه يعرفهُ جميعُ من يُدرِّس آيات الأحكام أو أحاديث الأحكام، وليس هناك أحدٌ يعتمدُ في نسبة أقوال المذاهب على كتب أحكام القرآن أو التفسير إِلا بعد التمحيص والموازنة بكتب المذاهب المعتمدة .
 
لكن لما لم يكن الكمال لكتاب غير كتاب الله تعالى


ليس من العدل بل هو من الظلم ان نقارن كتاب الله وقيمته بتلك القيمة لنجوى بشر وحديث بشر وكتاب بشر ، بل الاصوب ان نقول :

{
لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء114


فحديث البشر لايبلغ لا الكمال ولا نصيفه ولا اقل من ذلك ، فما اكثر الزلل البشري وما اقل قليل صوابه والذي يعتريه النقص ان كان نجوى الاولين او نجوى الءاخِرين ، ان العمل البشري لايكون صالحا الا بمثل ما مَثَّل له الله ؛ كما في الاية ، اي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا خير في غيره ، والا ان يكون اقل القليل ، اي ماقل ودل ،
فانا ارى - والتمس العذر لما ارى - ان جميع غير كتاب الله قليل النفع كثير الخطأ والضرر ،
وقد يكون حديثي نشازا ايها السادة الافاضل ، ولكني احسبها كلمة حق وامرا بمعروف ارجو ان تجد لها متسعا في صدوركم ،
 
عودة
أعلى