لكل سورة مقصد عام فهل يكون المقصد العام لسورة يونس (الحق)
(ذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق ..)
(الحق من ربك)
(إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق)
(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق)
(ويحق الله الحق بكلماته)
(ما خلق الله ذلك إلا بالحق )
ثم في آخر السورة (قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم )
الأخ الفاضل عبد العزيز المشعلي
لي بعض التحفظ على ما يسمى بمقصد السورة ، وتحديد معنى المصطلح ووضوحه في غاية الأهمية سواء في ذلك العلوم الشرعية وغيرها من العلوم.
فمثلاً ما سطرته أنت هنا وذكرت أن المقصد العام لسورة يونس هو "الحق" فما معنى هذا؟
هل تقصد أنها جاءت لبيان الحق في موضوع معين ؟
فكل القرآن جاء لبيان الحق.
إن ما درج عليها بعض المفسرين بذكر مقصد أو أكثر للسورة بين يدي تفسيرها قد يحصر الذهن في هذه المقاصد ، ويجعله لا يتنبه لكثير من المقاصد المبثوثة في آيات السورة.
فمثلاً هذه السورة يونس لماذا لا يكون المقصد هو بيان قدرة الله المطلقة وضعف الإنسان ، غنى الله المطلق وفقر الإنسان الدائم إلى الله ، والدلائل:
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ
الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى
ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (12)
( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا
لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ
ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ )(21)
(قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي
ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )(49)
(وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا
لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )(106)
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ
بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )(107)