ما رأيكم في هذا الموقع (أسرار القرآن) ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مؤمل
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

مؤمل

New member
إنضم
24/07/2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
إخواني الكرام لا بد أنكم أو بعضكم رأى هذا الموقع واطلع عليه :

http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=derasat1

الموقع للشيخ الباحث الفلسطيني صلاح الدين ابراهيم أبو عرفة ضمّنه بحوثا في قضايا تاريخية وقرآنية .

فما هي تعليقاتكم على الموقع وما فيه من بحوث ؟

ننتظر فوائدكم ..

وجزاكم الله خيرا .
 
السلام عليك أخي العزيز مؤمل ورحمة الله وبركاته
بالحقيقة إنتظرنا طويلاً لكي نسمع رأي لأحد من القائمين على هذا الموقع الذي هو خير كبير لهذه الأمة التي هي بأمس الحاجة لمثل هكذا مواقع تقربنا من كتاب الله عز وجل......

لكن هنا ومع عتبي على الأخوة المشرفين لعدم إبدائهم الرأي أعطيك رأيي أنا العبد الفقير إلى الله في هذا الموقع (أسرار القرآن) هو موقع خسر من لم يدخله وقرأ ما فيه من دراسات هي في الحقيقة كنوز لهذه الأمة التي هي بحاجة لأمثال هذا الشيخ المتدبر لكتاب الله وأراهم في تزايد والحمد لله.....
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي مؤمل

صاحب الموقع الذي سألت عنه يكتب معنا هنا باسم "الشيخ أبو أحمد" ، له منهج محدد في جميع دراساته التي ينشرها في موقعه الذي سألت عنه أو في غيره ، وهذا المنهج يقتصر على الاعتماد على الكتاب والسنة الصحيحة فقط ، ولا يعترف بشيء آخر - كما أفهم أنا - .
وهذا الموقع لا زال بحاجة إلى دراسة نقدية علمية متجردة .

وظني أن أحد إخواننا المتخصصين يقوم بذلك الآن .

فانتظر قليلاً .

وأما قول الأخ الكريم : داود عيسى :( هو موقع خسر من لم يدخله وقرأ ما فيه من دراسات هي في الحقيقة كنوز لهذه الأمة ) فهو حسب منهج الشيخ أبي أحمد ليس سديداً ؛ لأن ما في الموقع ليس وحياً يوحى ، وإنما هي اجتهادات من صاحبها ، يعتورها ما يعتور اجتهادات البشر من النقص والاختلاف ، والله تعالى يقول : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) .

وما الذي سيخسره من لم لم يدخله ويقرأ ما فيه ؟!

نصيحتي لنفسي ولجميع إخواني أن نترك المبالغة في الحكم على أي شيء ، وأن لا يحملنا حبنا لشيء على نسيان ما فيه من عيوب ، ولا بغضنا لشيء على هضم ما فيه من الصواب .
 
حياك الله أخي العزيز أبو مجاهد العبيدي وأكرمك....
هنا فقط أردت أن أنبه بأني ما كتبت هذا الرأي إلا لما وجدت في هذا الموقع من إجتهادات أستطيع أن أقول بأنها الأهدى من مجمل التفاسير والأقوال التي تخص هذه الدراسات.....
واسمح لي هنا أن أسرد عليكم بعض عناوين هذه الدراسات:

1- سفينة نوح.. استوت بجانب المسجد الأقصى!.
2- سليمان عليه السلام.. هل ملك الطاقة النووية.. وهل سبقنا وبث الصوت والصورة,
ونقل "المادة" والأجسام بسرعة الضوء؟!.
3- "منسأة" سليمان.. أعلى ما يطمح إليه العلم, والتقنية البشرية!.
4- "الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!. "الأعراف".. أشرف المنازل يوم الحشر!!.
5- {ثم عرضهم على الملائكة, فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء},من هم "هؤلاء"؟؟؟
6- يوسف بن يعقوب, وموسى, ومريم ابنة عمران.. إخوة لأب واحد!؟.
7- القرآن أم الماء؟!.
8- "الأمي".. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب..بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد التي لا تنبغي لغيره!.
9- اليهود والنصارى؛ طائفتان مسلمتان؟؟! وهل كان المهاجرون والأنصار الأمة البديلة لليهود والنصارى؟
10- آلهة الشرك.. لماذا أخلد الله ذكرها في القرآن؟.
11- {فوجدا عبداً من عبادنا}..الخضر, هل هو عمران أبو موسى؟
12- ذو القرنين.. ذلك النبي العظيم, ابن النبي العظيم!!.
13- لقمان.. عبد حبشي, أم نبي عظيم!؟
14- التلاوة.. التدبر.. التذكر..ما هي, وما الفرق بينها؟.
 
باختصار ، صاحب هذا الموقع إما أن يكون على هدى هو خير من هدى سائر الأمة أو هو على ضلال مبين !
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]


[align=justify]الفاضل / مؤمل ...

.. الموقع المذكور ... واجهة مشرقة لجهد شخصي عني بتدبر آيات الله . والتدبر لا يكون لمعلومات ثابتة بأي حال ... وهنا تكمن ضرورة التدبر .. ورغم إعجابي الشديد بذلك الجهد .... فلدي بعض الملاحظات ... قد تفيد الباحث ..

العبد الصالح .. هو ( سليمان بن داوود عليه السلام )
رحلة موسى .. تكشف عن أربعة من علوم الله .. الأصل فيها .. علم إختراق الزمن .. والثاني الخاص بالرحلة الأولى ... هو علم الماء المزاح .. والذي يعيبها ولا يعرضها للغرق .... والوصول إلى أسرار هذا العلم وتطبيقة تحقق في زمن ( السفينة ) وهو زمن أبعد من زمن موسى عليه السلام وأقرب لزمننا اليوم ... وبناء السفن اليوم لا يكون إلا تحت إشراف هيئات تصنيف بناء السفن العالمية ... ومواصفاتها تجعل بناء هيكل السفينة يعتمد على تجزئة البدن إى عدة أجزاء .. وتسرب المياه حالة الكوارث لا تؤثر إلا في جزء معلوم في السفينة ... وتعرضها للتسرب من أكثر من جهة ( بمشيئة الله ) لا يعرضها للغرق ... والمهم أن تجزئة البدن .. لابد وأن يخضع لتعليمات قوانين الإتزان ( العلمية ) والتي تتيح للهيئات عدم مصادقة وتوثيق البناء ( للمصنع ) إلا إذا كان مربوطاً بالتجارب العلمية لحسابات الإتزان ومن ثم التوثيق والإجازة ..

ما أعنيه هو المهم ..... وأن هذا يؤكد العلم الأول ( إختراق الزمن ) .. والذي لا يتم إلا من موقع معلوم .. في بلاد يقال لها اليوم ... فلسطين أو إسرائيل .. ( كما تحبون ) ..

العلم الثاني والثالث ... لا أعلم تفصيلة ... ولكن هناك ملاحظة خاصة بالعلم الثاني ( قتل الغلام ) ... وهو تحديداً كلمة ( فخشينا ) ... والخشية شيء والخوف شيء آخر ... فالخشية هي الخوف عن يقين .. ومن هنا نلمس أن إستقراء سليمان للعلم الثاني كان مبنياً على إستقراء ( علمي ) يقيني النتائج ... ولم يلمس ذلك العلم بنتائخ يقينية بفعل ممارسة علم إختراق الزمن ... فالأمر هنا ليس مربوطاً بنتائج يقينية أو مشاهدة ... بقدر ما هو مرتكز على علم يقيني النتائج ... لذا كانت كلمة .... ( فخشينا ) ..
العلم الثالث ... كذلك لم ألحظه ....


شيء مهم .. إمتلاك سليمان عليه السلام لخاصية إختراق الزمن ( ذهاباً وإياباً ) ... يجعل من لقاءه بموسى عليه السلام والذي عاش قبله بمئات السنين في عالم الممكن .

الآيات الدالة .. على إمتلاك سليمان لهذا العلم بينة في القرآن الكريم .. حين أتاه الله علم كل شيء .. ولكن القرآن يبالغ في التوضيح وهو يحدد إمتلاك سليمان عليه السلام لهكذا خاصية ..

سليمان وتفعيل خاصية إختراق الزمن

قال تعالى : .. ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ )
.............

الآلية ... الأداة المستخدمة .... و ما إفضى به الباحث عن ذلك أكثر من كاف ..

قال تعالى : .. ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )
...............

إختراق الزمن .... علم من علوم الله الممكن تطبيقا على الأرض .

قال تعالى : .. ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )
الله آتى (( عبده الصالح ) سليمان من لدنه علما ...
قال تعالى ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) ..

بالنسبة لـ ( ذي القرنين ) ... فنعم ... هو سيدنا داوود عليه السلام ... وسورة الكهف تحاكي أمة اليهود بشكل عام ... إبتداء من أصحاب الكهف .. وأنبياء بني إسرائيل .. موسى وداوود وسليمان عليهم السلام ... وإضافة مهمة .. وهي أن مكث أصحاب الكهف دلالة على ( الخروج عن الزمن ) ... وأن ( الكهف ) .. كان كناية لعـالم .... ( القبر ) ..

و( القبر ) .. هو الأساس في مداخلتي ...

.. لم يقل عليه السلام أن الملكان المعنيان بالسؤال في القبر ... من ملائكة السماء .... ولكن المتلقي هو من قرر ذلك ... وإذا كان الأصل في الفهم هو الخطأ ... فمن المؤكد أن كل ما يبنى عليه لا يخرج عن دائرة الأصل ... والصحيح أن المعنيان في حديث الرسول ( ص ) هما .. داوود وسليمان عليهما السلام .... وبهذا المفهوم ... تتضح لنا معاني القرآن الكريم وهي أكثر دقة ونحن نتلقى بالسهل الممتنع ما هو أكثر إدراكاً ووضوحاً عن المعاني السابقة ... ويتحقق ذلك .... متى ما أستعان المتدبر بالموروث النبوي لنبينا العظيم وأخضعه للبحث والإستقراء مع آيات القرآن ...


قال تعالى ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )
داوود خليفة الله ( في الأرض )
حين نصب الله سبحانه النبي داوود.... ليكون خليفتة ( في الأرض ) ... كان هذا التنصيب الإلهي ( لهدف وغاية ) ... بينها الله لنا ... وهو ... يحدده .. لغرض - ( الحكم بين الناس ) ... !!!
الصلاحية الممنوحة من الله لخليفته في الأرض ( داوود ) فيما يخص الحكم بين الناس .. صلاحية مطلقة .. بينه قوله تعالى .. ((... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )
.. والحكم بين الناس لا يكون إلا وفق الحدود التي رسمتها الآيتين التاليتين ..
قال تعالى : .. ( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ).. ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا )
.. أمور لا يمكن الحكم فيها إلا بعد الإنتهاء من (( الحياة الدنيا ) ..
بينت لنا الآيات حدود ( عالم القبر ) ..
إذا كان ( عالم القبر ) مرتبط بالحياة الدنيا ... فهذا يعني أن تكون الحدود لا بد أن تكون من بداية الحياة الدنيا وحتى نهايتها ... ( زمنياً ) .. ولكن القرآن أكثر تفصيلاً وهو يبين تلك الحدود بتفصيل المستثنى ... والمستثنى من عالم القبر تبينه تفاصيل معالم الحدود ..
الحد الأول .. يبين معه الإستثناء الأول ..
قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرا )
مرت بداية الإنسان الأول ... بعهد معلوم حتى وصل إلى الزمن الذي تمكن فيه الإنسان ( بجمعه ) من تكوين أول مجموعة أو قوم .. ونعلم أن رسالات الله كانت ( للأمم وللأقوام ) .. لذا كانت الحدود لداوود عليه السلام من ((( زمن ))) أول قوم تشكل في بني الإنسان في الحياة الدنيا ... أو زمن بداية التكليف الأول ... وبذلك لا يوجد قبلهم قوماً أشرقت عليهم الشمس ... وإن كان هناك أفراد قبل أن يتشكل للإنسان أول تجمع أول قوم .. فهم من نعنيه بالإستثناء ..

الحد الثاني ..
قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ..... الآية )


حتى آخر قوم تغرب عليهم الشمس ... ( زمنياً ) ... والتي تصفه الآية بذكر المكان ... وما العين الحمئة ... إلا دلالة على الطقس الحار جداً .. والمصاحب لذلك الزمن ... ولكن إذا كان هذا الحد الثاني من عالم القبر ... فهل كان هناك إستثناء .. سواءً أكان لأفراد أم لأمم أو أقوام بعد الحد الثاني !!

.. ورثنا من الرسول عليه السلام .. قوله ... في آخر الزمان .... ستشرق الشمس من مغربها وتغرب من مشرقها ....
... وبين القرآن أنه سبحانه وتعالى هو .. ( رب المشرقين والمغربين ) ..
.. ثم جاءت علوم الفيزياء لتؤكد للإنسان .. أن أي دوران لعجلة ما أو لشكل دائري حول مركزة ... لا يمكن له التوقف التام ... إلا بعد أن ينعكس الدوران للجهة المعاكسة للدوران الأساسي ... وبعدها يتوقف الدوران ....
الخلق .. في كليته يتبع حالة الدوران وفق إتجاه معلوم ... أو كما هو الطواف حول البيت ... وكذلك الكون .. والشمس جزء من هذا الكون ... وقبل توقفها لا بد وأن تدور في الإتجاه المعاكس ( علمياً ) ... وهذا يؤكد أن هناك شروق جديد وغروب آخر يستمرا حتى تتوقف حركة الشمس ... وهنا نجد أن ( الإنسان ) الذي يعيش خلال هذه الفترة ... لا بد وأن يتأثر بتبديل وجهة التدوير لخلق الله ... والجزء المتأثر تحديداً في الإنسان .. هو .. ( الفكر ) ... وبإختلاف جهة دورانه ... فهو قطعاً وعقلاً ... يصل بالإنسان .. إلى وضع لا يمكن له أن يفقه قولاً ... والذي لا يفقه قولاً ... هو من تأثر بإختلاف دوران الخلق ... وهم المستثنى من عالم ( القبر ) والآية تحددهم ( زمنياً ) .. بــ ( بين السدين ) ... وذلك ما عنيته بمشرق ومغرب الشمس ( الجديدين ) بعد إختلاف وجهة التدوير ... ً
قال تعالى .. ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )

.. الإستثناء يفرض بوجود عالمين مختلفين بالخصائص .. والتداخل بين العالمين يحتمل الحصر بين ( الممكن والغير ممكن ) ... وإذا علمنا أن هناك إستثناءً لأناس بعد الشروق الأول وآخر لمن هم بعد آخر غروب للشمس من المغرب من دخول هذا العالم ... فلا يمكن لنا التسليم بأن من عاش بعد آخر غروب للشمس هو من خاطب ذي القرنين طالباً الفصل بين العالمين .. بقدر ما نستطيع أن نجزم أن من خاطب ذي القرنين .. هم من عناهم ( الإستثناء الأول ) ... والجزم هنا .. محدود بالخيارين ..

قال تعالى : .. ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ) .

.. ( يأجوج وماجوج ) ...

الآية أوضحت صفات ( يأجوج وماجوج ) بأنهم مفسدون في الأرض ... وهذا يعطي إشارة إلى أن الحالة في عالم القبر للمفسدين في الحياة الدنيا .. هو التموج ... وتموج بعضهم ببعض عكسه المسمى ( ياجوج وماجوج ) ..
قال تعالى : .. ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ ( يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) ... وبإنتهاء اليوم الآخر أو عالم القبر عند نفخة الصور الأولى معلنة بداية يوم القيامة ... ينتهي التموج لأولئك المفسدون ... بإنتهاء ذلك العالم .
قال تعالى : .. ( حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون ) .. ولو بحثتم عن كلمة ( ينسلون ) في كامل القرآن الكريم لن تجدوا سوى هذه الآية وآية أخرى .
قال تعالى : .. ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون )
إذا كان التموج هو حال المفسدين في عالم القبر ... فلابد أن يكون الثبات هو حال ( المؤمنين الصالحين ) ...
قال تعالى : ... ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )
.. وكم هم مسلموا اليوم يطبقوا ذلك المفهوم بدقة تقليدية أكثر منها محاكاة لعالم حقيقي ... وهذا ما نلمسه بالدعاء للميت عند دخوله القبر ... بالثبات !!!



قال تعالى : .. ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ) * ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ) ..
نعلم من الآيات أن عالم القبر أساسه علم الله ... أوكل تنفيذه وتعيين معالمه وحدوده للنبي الملك ( داوود ) عليه السلام ... وتأكيد علم الله .. في قوله تعالى .. ( وقد أحطنا بما لديه خبرا ) .. ونفهم من الآيات أن اليوم الآخر هو الأفضل والأميز عن الحياة الدنيا ... وهذا يؤكد أن معلومات الخلق لعالم القبر أقوى من معلومات خلق الحياة الدنيا ... والخلق في الحياة الدنيا تسيره الطاقة المتوزعة في مخلوقات هذا العالم ... وتفعيل خلق عالم القبر لا يكون إلا بتفعيل الطاقة المصاحبة لخلق هذا العالم .... وهنا نفهم الآيات أكثر ,,
أتوني زبر الحديد .... وهنا نفهم أن هذا العالم يعتمد على عنصر ( الحديد ) .. وهو العنصر التي أشارت إليه الآيات والمؤتى لنبي بعينه إسمه ( داوود ) ..( .. وآتينا داوود زبورا ) .... و ( ..... وألنا له الحديد )
وساوى بين الصدفين .. أي الطرفين .. ولذلك للوصول إلى ( الشكل الدائري ) ... قال انفخوا فيه .... دلالة ( التدوير ) ... حتى إذا جعله ناراً .... دلالة على شدة التدوير .... قال أتوني أفرغ عليه قطرا ..... إضافة القطر ( السائل ) للتدوير .. يولد الطاقة ... وسيولة القطر لداوود كان من الله .. ( .... وأسلنا له القطر . )
عنصرا ( التدوير ) .. ( الماء أو العنصر السائل ) ... أساسيان لا يمكن الإستغناء عن أحدهما في توليد أي طاقة ... البخارية .. الكهربائية ... الشمسية ... الفكرية ..... الخ
وبعد إنتهاء داوود من تفعيل الطاقة التي تحكم هذا العالم وتحكم حدوده .. كان هذا الوصف للعالمين المتباينان في ( الأرض ) .. الأول ( عليها ) ويحكمه الزمن ... والآخر ( فيها ) ولا زمن فيه ..
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
بعد هذا الإحكام ... فمن هو في عالم القبر لا يستطيع أن ( يظهر ) لعالم الحياة الدنيا ... وهنا دلالة على سفلية هذا العالم ... ومن هو في الحياة الدنيا لا يستطيع التواصل مع عالم القبر ... لو إستمر في التنقيب والحفر إلى ما شاء من الوقت ... وهنا نلمح أن آلية التواصل بعالم القبر ( المستحيل ) .. هي التنقيب أو الحفر

قال تعالى : .. ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ..
معلومة تفيد أن عالم القبر هو في مجمله أقرب للتطهير من مظالم الناس .. وما تؤول إليه شفاعة الأنبياء المأذون لهم .. لذلك كان ( رحمة من ربي ) .. أما وعد الله ... فمعلوم أنه عند نفخة الصور الأولى .. وعندها يكون الإنتهاء من هذا العالم .. وهذا ما تعنيه الآية ( .. جعله دكا .. وكان وعد ربي حقا ) ..
ويأتي قوله تعالى ... ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ) ... ليؤكد لكل ذي بصيرة ... أن العالم المرتبط بذي القرنين ( داوود ) يحوي ... حالة عرض الناس ( العرض على جهنم ) .. وهذا لا يحتاج إلى تعليق أو إضافة ...

من هنا نعلم أن ( داوود ) عليه السلام ( ملك ) لعالمين مختلفين في الخصائص ... وبذلك نستطيع أن نطلق عليه ( ذي العالمين ) ... ولكن ماذا لو أسمينا كل عالم بـ ( القرن ) ... فهل يجوز لنا تسمية داوود عليه السلام بـ ( ذي القرنين ) .
إليكم .. موروث النبي الشريف .... كيف أنعم وقد إلتقم صاحب القرن القرن. وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. توكلنا على الله ربنا
وهو الموروث الذي أفادنا ... بخاصية إختراق الزمن لسليمان عليه السلام ..
من ذلك الموروث النبوي .... نقرأ .. أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها, فملك سبعمائة سنة وستة اشهر, ملك أهل الدنيا كلهم, من الجن والإنس والشياطين, وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء, وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي ما سمع بها الناس وسخرت له
أيضاً ... عن سليمان
قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام
وسليمان هو هبة الله لوالده داوود ... وهو قد ورث منه كل شيء ... وهما تحديداً ( الملكان ) .. لعالم القبر ...
.. لا أدري .. لم نلحظ قوله تعالى ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون ) ... ونحن نعلم أن الحشر لا يكون في الحياة الدنيا ...
ولم ندرك .. مخاطبة النملة لسليمان عليه السلام ... رغم أننا ندرك أين تكون مساكنهم ... قال تعالى : .. (حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )

... لكن بمراجعة الموروث النبوي نجد التالي .... يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان
.. وهنا ندرك بعض معالم ذلك العالم ( القبر ) ... حين نفهم أن خطاب النملة لسليمان كان في ذلك العالم ...... ولكم أن تبحثوا عن كلمة ( يوزعون ) في القرآن الكريم .... ستجدوها في ثلاث آيات فقط ..... وجميعها تعود إلى ذلك العالم .

.. أختتم بقوله تعالى : .. ( وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين )


... أعتذر من الإطالة ... فقد مارست من الإختصار حده .... وأخيرأ .. أشد على يد الباحث .... بغض النظر عن الخطأ والصواب .... فذاك يحكمه الإنسان بجمعه ... وللجمع الشكر ...






.[/align]
 
قال نعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
أما أن يسبق سليمان الزمن ويأتي قبل أن يولد بمئات السنين ليتبعه موسى عليهما السلام ليتعلم منه فهذه مسألة ليست عسيرة على العقل أن يتقبلها فحسب وإنما هي مستحيلة ، فكيف يقول الله : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ثم يقص عليه ما لا طاقة له بإدراكه,
كل إنسان استنتج فهما من تدبره للقرآن عليه أن يأتي بالدليل المقنع الذي تستيقنه الأنفس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحده الغير مطالب بالدليل لأنه بشر يوحى إليه .
فكما آتى الله داوود وسليمان علما فإنه آتى غيرهما العلم ويؤتي غيرهما ، فلا نأخذ قوله تعالى (علمناه من لدنا علما) وقوله (ولقد آتينا داوود وسليمان علما) دليلا على أن العبد الصالح هو سليمان ، ولا نأخذ قوله تعالى عن داوود (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض ) دليلا على أنه هو ذو القرنين الذي مكن الله له في الأرض ، فكما مكن الله لداوود في الأرض فالله قد يمكن لغير داوود قبل زمن داوود أو بعده.
وأما ما توصل إليه صاحب الموقع بخصوص النبي يعقوب وأنه هو نفسه عمران والد مريم ، فلو كان ذلك صحيحا لكان أولى أن يذكر في القرآن من نوح عليهم جميعا السلام ، لأن النبي يعقوب لو كان قد عاش إلى زمن زكريا لكان قد لبث في قومه 2000 سنة تقريبا ، ولكان أولى من نوح في ذكر مدة لبثه في قومه لأن نوح لبث في قومه
950 سنة .
 
السلام عليكم
الإخوة الكرام جميعا / جزاكم الله خيرا ، وشكرا على تفاعلكم وفوائدكم
الشيخ أبا مجاهد ، كلامك مسدد إن شاء الله ، أسأل الله أن يفتح عليك ويزيدك نورا وهدى
ونحن في انتظار الدراسة الموعودة ، نسأل الله للقائم عليها التوفيق والسداد .
وأشد على عضد أخي أبي علي في ملاحظاته ، وهناك أكثر من ذلك ..
الأخ ولد الديرة ، في الحقيقة لم أفهم من كلامك شيئا تقريبا ، فأنا مثل الملايين أو الملايير ممن أرسل إليهم
محمد صلى الله عليه وسلم من العوامّ .!
والسلام عليكم جميعا
 
أخي مؤمل والإخوة الكرام
لست في مستوى الشيخ الفاضل أبي أحمد العلمي وما أبديته كانت عبارة عن تساؤلات تفرضها الحكمة للحصول على الاقتناع الذي تطمئن له النفس .

فأرجو ألا يعتبرني الشيخ منتقدا ، فقد وجدته في تفسيرات أخرى كقوله في (أصحاب الأعراف) قدم جزاه الله خيرا أدلة مقنعة وكذلك في كلامه عن قوم يونس وغيره
 
الاخوة الكرام...
كنت أجد أكثر من مانع للمشاركة في هذ الموضوع, لاعتبارات أدبية بالدرجة الاولى....

واشهد الله, أنني أرى براي الاخوة الاكابر الاكارم, د. الشهري والعبيدي, وما يعبق منه من الأدب والسعة والانضباط الخلقي والعلمي, أيما اعتزاز وغبطة..... وأرى أن مجرد وقوف الأخوة العلماء, عند محاولاتي المتواضعة, بهذا التريث والأناة, لهو من دواعي حمد الله, أنني شاركت في المسلمين بما يُدرس ويراجع صاحبه, ولا يرذله المؤمنون المستبصرون...

وبغض النظر عما يعين الله به الاخوة الأئمة, في إبداء رأيهم في مقالي, فإنني أرى أنني لو أصبت بواحدة لأعذرت بها إلى الله, أنني شاركت واجتهدت غير قاعد ولا زاهد, ولاعتذرت عما تبقى, لجهلي وكثرة خطأي, ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره.

ثم إن "تصحيح" العلماء لزلتي, من دواعي فخري أنني قدمت للمسلمين احتمالا آخر, هذا خطأه وهذا صوابه, ولعمرو الله إن هذا لهو العلم الحق... ألم يكن في تصويب الله لنبيه الاكرم, هديا وعلما لنا جميعا؟.
فالصواب والتصويب هما مادة العلم, ولو برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام...


وأقول لأخي الكريم أبي علي, ردا على استفساره, عما لم لم يذكر يعقوب بدل نوح في هذا لو كان ما أقوله صوابا؟؟؟

فأقول: لو سألك من سألك, هل الآية التي في "العنكبوت" {فلبيث فيهم ألف سنة....} هي آية (((قطع))) أن نوحا أطول الناس عمرا, وأطول النبيين لبثا؟؟؟؟, فبم تجيبه؟؟

ألم يذكر الله لنا قارون مثلا, فظن الناس أنه أكثر الناس مالا وكنزا, والله يقول بعدها عنه, {الم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون(( من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا))؟؟؟.

فهناك من هو فوق قارون, ولم يعينه الله..... فما يمنع أن يكون هناك فوق نوح ولم "يصرح" به الله؟؟

ثم أين أذهب بدلالة الإسم (((((((((((((((عمران)))))))))))))))!!
أي كثير العمْر والتعمير.......... بهذا التفرد في القرآن, وهذه الخصوصية أن يكون صاحب السورة الثالثة في كتاب الله, وهو "المنكّر" عند العاليمن جميعا!!.

إنه هو عمران, ((((((المعمر)))))))) وليس نوح!.
وارى يا أخي ابا علي, أن "يعقوب" تحمل الدلالة ذاتها, فهو الذي في العقب, يذهب بنوه ويبقى في عقبهم, ولا يكون رجل كذلك إلا أن يكون ((((عمرانا))))!!.

وأرى أن إسرائيل, هو الرجل الذي يسري لله, بدلالة سورة "الإسراء" بأن تكون سورة بني "إسرائيل", فلو كان الرجل سرى لمرة واحدة لكان رسولنا أولى بها..... ولكن يظهر أنه الرجل الذي جعل ليسري لله, فينشر ذريته في الأرض كما كان كتب الله من قبل....

ولا يكون رجل "إسرائيل", (يذرأ) الله به أخص أمة في القرآن -على غير تشريف-, إلا أن يكون لابثا ماكثا, ويكون يعقوبا عمرانا..!!

ثم إنني سألت هذا السؤال في البحث نفسه, وهو, لمَ يخص الله يعقوب ب{حضر يعقوب الموت}, فلا يذكر "علم" بهذه في القرآن غيره أبدا, إلا أن يكون بينه وبين الموت ما بينهما؟؟.

رب اغفر ولإخوتي واهدنا إلى أرشد أمرنا!.
 
السلام عليكم
أخي الكريم الشيخ أبو أحمد حفظه الله
سألتني فقلت : : لو سألك من سألك, هل الآية التي في "العنكبوت" {فلبيث فيهم ألف سنة....} هي آية (((قطع))) أن نوحا أطول الناس عمرا, وأطول النبيين لبثا؟؟؟؟, فبم تجيبه؟؟
أجيبه بما يلي :

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الكلام عن سورة العنكبوت فإن الحكمة تقتضي أن نتدبر ما خلفها لنعلم لماذا جاءت سورة العنكبوت في هذا الموقع بين سورة القصص وسورة الروم ، ولماذا سميت ب (العنكبوت ) ؟
لمعرفة ذلك نعود إلى سورة النمل التي أخذت آخر آية منها توقيعا لي في هذا المنتدى وفي غيره وهي قوله تعالى : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ) .
فسورة النمل تبتدأ بعد البسملة ب قول تعالى : طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) ولك أن تتفكر في كلمة ( تلك ) فهذه الكلمة لا يقولها
قائلها و يشير إليها إلا ليلفت المخاطب إلى رؤيتها ، فلو كنت أتمشى معك في مدينة القدس أعادها الله وجميع فلسطين إلى أهل الإسلام ثم قلت لي : تلك هي بلدية القدس ، فأنت لفتني إليها وأريتها لي .
إذن ف ( تلك ) إسم إشارة يلفت المخاطب إلى رؤية شيء .
فكان من الحكمة أ لا يختم الله سورة النمل إلا بعدما يقول : وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ).



لي عودة إن شاء الله لأتابع معكم لنصل إلى يقين اطمأنت له نفسي أن لبث نوح عليه السلام هو أطول لبث يلبثه نبي في قومه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الحمد لله الرحمن الرحيم.
أتابع معكم واسمحوا لي لأني لا أسنطيع أن أكتب أسطرا عديدة نظرا لأني ليس لدي لوحة مفاتيح بالعربية وإنما لوحة إلكترونية على الشاشة أنا بطيء في طباعة الأحرف ، فمعذرة.

قلت بالأمس إن (تلك) أداة إشارة ، فماهو المشار إليه ؟
المشار إليه هو : (آيات القرآن وكتاب مبين) ؟
فما هي تلك الآيات المشار إليها في هذه السورة؟
وماهي الحكمة من اختثام السورة بقوله تعالى : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ). ؟

لا تختثم السورة بقول الله ذلك إلا لأن تلك الآيات المشار إليها ب (تلك)
قد ذكرت في السورة وأن الله سيحققها وسنراها تتحقق كآيات .
فما هي تلك الآيات المشار إليها بتلك؟
إنها تلك الآيات التي جاءت بعد قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) والتي يلفتنا الله إليها بقوله (وإذ ) فيحكي قصة موسى عليه السلام الذي جاء بالبينات التي استيقنتها أنفس آل فرعون فجحدوها ظلما وعلوا ، ثم بعد ذلك يقص علينا فضل الله على داوود وسليمان بالعلم وتمكينه لسليمان في الأرض (ولا حظوا قول داوود وسليمان ( الحمد لله ) وتأملوا جيدا أين ذكرت كلمة (الحمد لله )
مرة ثانية وأين ذكرت مرة ثالثة في نفس سورة النمل .
فإذا تفكرنا بحكمة فإن القصص المذكورة في سورة النمل قصص حدثت قبل نزول القرآن ؟ فكيف يقول تعالى ( تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) وموسى وداوود وسليمان وصالح ولوط عليهم السلام لم يعاصروا نزول القرآن !!
تلك القصص يقال عنها إنها آيات قصها علينا القرآن أما إذا قال الله عنها ( تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) فإن تأويل ذلك أنها نبوءات قرآنية يحققها الله ويبينها في عهد القرآن الذي يمتد من نزوله إلى قيام الساعة ، فالله تعالى سيبين آياته للناس فيستيقنها الناس كافة وسوف يجحدها فرعون آخر علا في الأرض بعدما استيقنتها نفسه ، وسيمكن الله للإسلام في الأرض كما مكن لداوود وسليمان وذلك هو فضل الله المبين ، وضرب المثل بقصة صالح عليه السلام حيث أن تمكين الإسلام في الأرض سيكون صلاح وإصلاح في الأرض يقابله المستفيدون من الفساد بالمكر والله خير الماكرين وسيقضى على الفساد بعذاب من عنده إن لم ينتهوا وضربت قصة قوم لوط مثلا لذلك الفساد.
إذن فهذه القصص في سورة النمل ضرب الله بها المثل لمستقبل الإسلام وبذلك تكون حقا آيات القرآن وكتاب مبين لأن القرآن تنبأ بها وستتحقق مثلما قال القرآن ، فلو لم تكن ستتحقق لما سماها الله (آيات القرآن ) ولما أضافها ونسبها للقرآن بقوله (تلك آيات القرآن)ولوصفت بأنها من أنباء غيب الماضي .
ويختم الله سورة النمل بوعده أنه سيرينا تلك الآيات تتحقق كما قدرها أن تكون وفق تلك الأمثال التي ضربها في السورة.

يتبع إن شاء الله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله علينا جميعا

أتابع فأقول :

قبل أن يبين الله تعالى المشار إليه وهو (آيات القرآن وكتاب مبين) أعطانا حكمة في قوله (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) ليهدينا بها الله إلى أن هذه الآيات التي حدثت في الماضي سيأتي سبحانه بمثلها لأهل القرآن لتكون آيات للقرآن كما كانت آيات لكتاب موسى . وقراءة هذه الآيات المشار إليها ب (تلك ) نستنتج منها ما يلي:
النصر و التمكين وإصلاح في الأرض وإهلاك الفساد .
1 = ضربت قصة موسى مثلا للنصر.
2 = وضربت قصة داوود وسليمان مثلا للتمكين.
3 = وضربت قصة صالح مثلا للإصلاح في الأرض .
4 = وضربت قصة لوط مثلا لإهلاك الفساد.
(على جميع هؤلاء الأنبياء سلام الله)
رسالة الإسلام تقول : إنه أنا الله العزيز الحكيم ' فعنوانها هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فقال الله تعالى لموسى بعد النداء : إنه أنا الله العزيز الحكيم .
وعلينا أن نتفكر في قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) فهذه الآية قاعدة عامة لكل باحث عن البيان في جميع آيات القرآن .هذه القاعدة موجودة في سورة النمل.
والبسملة رحمة الله ، يوجد منها اثنتان في سورة النمل في أول السورة وعند التمكين في الأرض (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي واتوني مسلمين) .
وبما أن في سورة النمل بسملتان (رحمتان) نبهنا الله على حمده في قوله (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)

يتبع إن شاء الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أتابع :
إذا كانت آخرآية في سورة النمل : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون).

تنبهنا إلى ما قبلها من آيات الأمم السابقة والتي سيحققها الله في أمة الإسلام فتصبح من آيات القرآن فإننا أيضا نستنتج منها أن تحقيق ذلك يتم ببيان الهدى للناس ، فبظهور الهدى تتحقق البشرى لأن الله وصفها ب (هدى وبشرى) ، أما الهدى فهو إظهار البينة وأما البشرى فهي النصر والتمكين,
وبينة الإسلام هي أعظم البينات على الإطلاق وما تتضمنه من يقين يفوق معجزة إحياء الموتى لأن الله ما نسخ آيات عيسى عليه السلام إلا لأن آيات الحكمة خير منها أو على الأقل مثلها فيما تحمله من يقين،
حتى أن النمل تلك الحشرة الصغيرة التي لا يساوي عقلها شيئا أمام عقل الإنسان استيقنت أن سليمان عليه السلام نبي ملك ، ونفهم من هذا المثل أن اليقين الذي تتضمنه بينة الإسلام بلغ من الكمال حتى أن دواب الأرض ستدرك ذلك اليقين وستستغرب تلك الدواب حين ترى كثيرا من الناس يتصرفون كأنهم لم يأتهم ذلك اليقين حتى أنها تتمنى
أن لو كانت تفهم لغة الإنسان لسألته عن عدم يقينه بآيات الله ، فيحقق الله أمنية تلك الدابة ويخرجها للكافرين لتستجوبهم عن اليقين.

يتبع إن شاء الله
 
الحمد لله رب العالمين
جاءت رسالة الإسلام بآيات من الحكمة للناس كافة ، وإدراك آيات الحكمة يحتاج العلم ، فكان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان العلم ليدرك به الهدى ، وحين يبلغ الإنسان المستوى العلمي الذي يؤهله لإدراك آيات الله عندئذ يبين الله له آياته ، وكذلك كان أمر الله ، فأول ما أنزل من القرآن كان أمرا بالقراءة وإكراما للإنسان بعلم مالم يعلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا للإنسان ، فأمر الله لرسوله هو أمر للإنسان : يولد أميا فيتعلم .

وبما أن من مهمة الرسالة هي : بلاغ وبيان ، أي تبليغ وبيان ذلك التبليغ , وبما أن أكثر الناس في زمن التبليغ كان ينقصهم العلم الذي يدركون به حكمة الرسالة فإن نبأه سيعلمونه بعد حين (ثم إن علينا بيانه) ، وكلمة (ثم ) لا تفيد التعقيب مباشرة وإنما تفيد (بعد حين ).
وحينما تبلغ البشرية سن الرشد يبين الله لهم رسالته فتيستيقنها أنفس الناس جميعا ، فإن وجد أحد لم يستيقن الآيات فلأنه هو الذي لم يرد ذلك ، هو الذي أعرض عنها ولم يرد أن يطلع عليها ولذلك يفضح الله هؤلاء فيخرج لهم من الأرض دابة تسألهم عن اليقين ليعلم الناس حق اليقين أن الله عزيز حكيم آياته بينات فيها من اليقين ما يجعل الدواب تستيقنه والدليل هو هذه الدابة .
إذن فآيات الله حين تأتي يستيقنها كل من بلغه بيانها فينقسم الناس إلى قسمين :
قسم استيقن فآمن.
وقسم استيقن فكفر.
من هم هؤلاء الذين استيقنوا آيات الله فكفروا؟
لا شك أن الإنسان يحب الخير لنفسه فما الذي جعل هؤلاء يجحدون آيات الله بعدما استيقنوها ؟
إنه هوى النفس ، وهوى النفس له مصدران :
1) هوى النفوذ والسلطان.
2) هوى المال.
فنفوذ السلطان ونفوذ المال هما الذان يغريان ضعاف النفوس محبي الدنيا فيخاف هؤلاء أن يحد الإسلام من نفوذهم وسلطانهم ويخاف المنتفعون من الفساد والذين يجنون الأموال من ذلك أن يقطع عنهم مصدر رزقهم الحرام.

وكان من الحكمة أن يأتي الله بسورتي القصص والعنكبوت بعد سورة النمل .
سورة القصص تتكلم عن الفسطاط الذي استيقن الآيات فكفر ، وأتى بفرعون مثلا للذي غره سلطانه ونفوذه، وأتى بقارون مثلا للذي غره سلطان المال.
وهي سورة تبتدئ ب ( طسم ، تلك آيات الكتاب المبين) ، تلك إسم إشارة ، والمشار إليه (فرعون الذي غره سلطانه) والمشار إليه الثاني (قارون الذي غره ماله).
وسيحدث مثل هذا حينما يأتي بيان الكتاب ، وسميت السورة ب (القصص) لأن القصص عبرة ، وقد جعل الله فرعون وقارون عبرة لمن يأتي بعدهما ويسلك سبيلهما.
وبعد ذلك كان لا بد أن تأتي سورة تتكلم عن القسم الثاني من الناس :
الذين استيقنوا فقالوا آمنا . هذه السورة هي سورة العنكبوت.
وكان من الحكمة أن يمتحن هؤلاء الذين قالوا إنا موقنون ، فالمعلم إذا شرح لتلاميذه الدرس فأجابوه : إننا فهمنا ، أيكتفي المعلم بذلك ويترك تلاميذه أم يمتحنهم بتمارين ليختبربالحجة صحة ادعائهم؟
كذلك الله تعالى لا يترك الناس الذي قالوا أمنا بدون امتحان ليعلم بالحجة صدق الصادق وليعلم الكاذبين .

يتبع إن شاء الله
 
رأيي الشخصي في موقع أسرار
أن صاحبه غير مؤهل علميا وأنه متخبط في كثير مما يقول وغير مدرك لكثير مما يقول وأنه يزكي نفسه ويرى أنه الصائب في رأيه وجميع من سبقه من العلماء حتى الصحابة مخطئين وأن رأيه هو الصواب
فقد تبين لي من قراءتي لموضوع واحد
"الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!. على حد زعمه

وفي الأعراف عدة أقوال منها أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تبلغ حسناتهم دخول الجنة، ولا سيئاتهم دخول النار، قاله ابن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، وأبو هريرة، والشعبي، وقتادة.

فهل قول الصحابة أقرب إلى الصواب أم قول صاحب الموقع أسرار

(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 )

هذا رأيي في الموقع وأعتقد أنه من حقي أن أقول ما أرأى وفق الضوابط الشرعية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت هنا أن أسأل أخي ((أبو)) عبد الرحمن ((الشهري)) هل لك أن تذكر لنا بعض مما عندك من التخبط الذي تزعمه بخصوص صاحب هذا الموقع الشيخ صلاح الدين أبو عرفة ؟؟؟ و إن لم تذكر فإنه (( إفتراء )) فعليك بالإستغفار والتوبة يا أخي .....وكيف لك أن تقلل من قيمة شيخ حافظ لكتاب الله بجميع قراءات رسول الله ...
وهنا لك إضافة بخصوص ما ذكرت عن أصحاب الأعراف فهناك من يقول أيضاً أنهم الملائكة ومنهم من يقول أنهم النبيين ومنهم من يقول أنهم أولاد الزنى...
وفي إجتهاد الشيخ صلاح الدين بما ظهر له في كتاب الله
فأصحاب الأعراف هم الرسل الكرام المقربون, وهم الأشهاد

ولي سؤال أخير
أين هي الضوابط الشرعية التي إستندت إليها في تقييمك ؟؟؟؟

وهنا إسمح لي أن أنقل توقيعك يا أخي
....إتقي الله حيثما كنت...

ملاحظة للمشرف العام ((((عبد الرحمن الشهري)))) أعتقد بأن وجود إسماً مشابهاً لإسمك قد يخلق نوع من الخلط لأن مشاركتك بأي موضوع بالتأكيد فهي تعني صاحب هذا الموضوع .....
 
الأخ داود عيسى
قلت هل لك أن تذكر لنا بعض مما عندك من التخبط الذي تزعمه بخصوص صاحب هذا الموقع

نعم كفيني قوله الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!.

فمن أين علم أن قول الصحابة خطأ وقوله هو الصحيح وكيف تيقن ذلك وجزم به لأن العالم لا يجزم أنه ما قاله صحيح وما قاله كل العلماء والصحابه من قبله خطاء
بل يقول رأي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
فلم يتأدب حتى مع أصحاب رسول الله ومع السلف ولا أحد يجزم بمثل ما جزم به الإل عن طريق لوحي ولوحي أنقطع بموت محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يجزم أن كل لعلماء أخطئوا وبقيت هذه المسألة حتى يأتي هذا العالم الجهبذ بعد ألف وأربعمائة ويتوصل إلى ما لم يتوصل إليه الصحابة وكل علماء السلف . سبحانك هذا بهتان عظيم

كما أن معرفة أهل الأعراف ليس مهم أن نعلم منهم يكفينا معرفة القصة ولو كان معرفة منهم مهم للمسلمين لبينه الله و لبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأني أخشى على صاحب هذا الموقع أن يزل فيكون من الذين قال الله فيهم (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (آل عمران : 7 )

وعمر يقول صديقي من أهدى إلي عوبي
فليتقي الله صاحب هذا لموقع ولا يشذ عن سلف الأمه ويزكي نفسه

قال شيخ الاسلام رحمه الله في مقدمة اصول التفسير
[ من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا فى ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه ].
 
أخي الكريم مؤمل صاحب السؤال وفقه الله . أشكرك على أسئلتك ومشاركاتك التي تدل - مع قلتها - على فهم سديد ، ودقة نظر . وقد يظهر علم الرجل في سؤاله كما يظهر في جوابه . وأنا على ثقة أن سؤالك هذا رغبة في العلم ، لا في الجدل بدليل قصر تعقيبك على الردود.

أما أخي الكريم داود عيسى فأشكره على متابعته ، وحرصه على هذا الملتقى العلمي الذي يسعد به وبأمثاله كثيراً ، فما كان هذا الملتقى إلا لنشر علم كتاب الله ، والمناقشة حول مباحثه وفوائده التي لا تنتهي ، مشفوعة بالأدلة البينة ، والأدب العلمي في كل ما يكتب من المشاركات والردود ، وهذه هي السمة الظاهرة ولله الحمد للمشاركات جزى الله جميع المشاركين خيراً.

وأما أخي الكريم الشيخ أبو أحمد فهو قد حرر وكتب موقعه ، وتعب فيه كثيراً ، وهذا ما أداه إليه اجتهاده ، وهو يقبل النقد بنفس طيبة ، وقد أتاح المجال في موقعه للتعقيب على ما يكتبه ، ولا أشك في حرصه الشديد على كل رأي يقوِّم ما كتبه أو يضيف إليه ، أو يصوبه ، وهذا من الجوانب الإيجابية في هذا الجهد والتدبر لأمور ورد ذكرها في كتاب الله ، غالبها أمور تاريخية ، قد يوافق فيها وقد يخالف شأن كثير من مسائل العلم ، وما دام الرأي مقروناً بالدليل فلا ضير حينئذ من إبداءه والجهر به ، فما استوعب المتقدمون كل شيء حتى لا يفوت عليهم شيء ، وكم ترك الأول للآخر ! ولكن أحب من أخي الشيخ صلاح أن يتسع صدره لرأي إخوانه ولو قسا ، وأن ينظر إليه بعين الإنصاف ولو خالف رأيه ، فهذا دأب طلاب العلم الصادقين جعلنا الله وإياكم منهم.

وأما أخي الكريم أبو عبدالرحمن الشهري فأشكره على مشاركاته التي تدل على علم وأدب ، وأرجو أن نرى منه ما ينفعنا في هذا الملتقى العلمي ، ولو تيسر لك أن تقف مواقف خاصة نقدية مع الموقع المسؤول عنه لكان في ذلك علم ونفع لنا ولصاحب الموقع الشيخ صلاح إن شاء الله .

وأما أخي ولد الديرة الذي كتب تعقيباً على موقع أسرار القرآن ، فأشكره على تكرمه بالمشاركة ، وأسأل الله له التوفيق ، وقد قرأت كلامه وحاولت أن أفهمه كله فلم أفلح إلا في فهم بعضه ، وهذا الأسلوب الذي كتب به تعقيبه أسلوب أحاول دائماً أن أفهمه ولكن يصعب علي ذلك ، وأجد فيه من الصعوبة ما الله به عليم ، وأرغب دائماً في معرفة الطريقة التي تعلم بها هؤلاء الكتاب الذين يحسنون تحويل الكتابة باللغة العربية إلى ضرب من الرموز الرياضية التي يتعذر فهمها - رغم الرغبة الشديدة - على أمثالي. أرجو أن أجد توجيهاً محدداً للطريقة أو الكتب التي تعين على فهم مثل هذا الأسلوب في الكتابة من أخي ولد الديرة إن تيسر.

وفقكم الله جميعاً لكل خير ، وأرجو أن نكتفي بهذا حول هذا الموضوع إن شئتم...
 
الحمد لله الرحمن الرحيم

سورة العنكبوت تتكلم عن المؤمنين حين يأتيهم بيان الهدى ، فمنهم من كان مؤمنا مسلما من قبل ومنهم من لم يكن من قبل مسلما وإنما آمن حينما أتته بينة العزيز العكيم.
فهؤلاء سيتعرضون للامتحان لتقوم الحجة عليهم فيفرز منهم الصادق من الكاذب، وذلك الامتحان سيكون في الصبر والجهاد بالأموال والأنفس وغير ذلك من الأذى والأمور الشاقة التي تتطلب شحن الهمم بالصبر والمصابرة فأتى الله تعالى بأعلى الأمثلة لتطمين المؤمنين .
وقد تطول مدة الفتنة فيقال لمن يشتكي من طول المدة : نوح لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، فهذا هو ما يتطلبه السياق هنا ، يضرب المثل بأطول مدة ، مثلا :
تقف في الطابور لتقضي مصلحة فيصلك الدور بعد ساعتين ، وحينما تدخل على المسؤول فتشتكي له من بطئ الإجراءات فيجيبك :
احمد ربك أنت انتظرت ساعتين فقط ، غيرك وقف في الطابور منذ الصباح ولازال لم يصله دوره .
كذلك نوح عليه السلام فهو أطول لبثا في قومه من غيره من الأنبياء،
لو كان هناك نبي لبث في قومه أكثر من نوح لكان أولى بالذكر هنا من نوح. فالصبر يقاس بقوة التحمل وبطول المدة ، فنوح عليه السلام أكثر الأنبياء صبرا (في طول المدة ) ولذلك سماه الله (عبدا شكورا) لأن قضايا الإيمان مبنية على الصبر ، فالصابر هو الذي يصح أن يقال عنه شاكر (صبار شكور) ، وأتى الله بمثل أعلى في الصبر(بقوة تحمل الأذى) وهو إبراهيم عليه السلام الذي رموه قومه في النار فأنجاه الله منها ، وأتى الله بلوط مثلا في النهي عن المنكر وتحمل أذى أهل المنكر ، ثم بعد ذلك تعرضت السورة تعرضا مجملا لعاقبة الظالمين : عادا وثمود وقارون وفرعون وهامان... وذلك لطمأنة المؤمنين الصابرين على الفتنة أن العاقبة ستكون لصالحهم إلى أن يختم السورة بذلك .
إذن فسورة العنكبوت سورة كلها مواعظ ووصايا لرفع معنويات المؤمنين وتثبيت قلوبهم وشحن هممهم بالصبر الذي يتطلبه الموقف.
وتسمية السورة ب (العنكبوت) يناسب الفتنة ، فمن ينجح في الامتحان فقد استمسك بالعروة الوثقى ، ومن تمسك بخيوط العنكبوت فقد سقط في الفتنة.
وأما سورة النمل فما الحكمة من تسميتها بهذا الإسم؟
لأن السورة تحمل البشرى (هدى وبشرى) والهدى والبشرى سيجعلنا نعيش أمة واحدة في سلام وتتحقق العدالة في الأرض ، وضرب الله المثل لذلك بأمة النمل وذلك لأن النمل يعيش أمة واحدة لا تعمل النملة بمفردها ولا تخزن كل نملة قوتها في مستودع انفرادي وإنما كل ما يجمعه النمل يستودع في مستودع واحد ثم يوزع على كل واحدة منهن بالتساوي والعدل ، إذن فأمة النمل هي خير أمة يضرب بها المثل في الحقوق والمساواة.
وكان من الحكمة أن يذكر الله في السورة قصة سليمان مع النمل لكي تسمى السورة ب (سورة النمل).

كان هذا ماتبين لي في سورة النمل وما بعدها ، فإن كان تأويلها صوابا فإن فيها شهادة من الله يقول فيها : فتوكل على الله إنك على الحق المبين.

أكتفي بهذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
لقد اطلعت على بعض الدراسات في الموقع وجال في خاطري عدة أسئلة ليست عن تفاصيل الدراسات بقدر ما هي عن الأساس التي انطلقت منه هذه الدراسات في الموقع المذكور
وقبل أن أذكر هذه التساؤلات أؤكد أني لا أقصد حجر التدبر والتفسير لكتاب الله الكريم على التفاسير السابقة ، فالقرآن الكريم لكل زمان ومكان وعجائبه لا تنقضي بل إن فهم كتاب الله وإنزاله على الواقع هو خير ما نقدمه لهذه الأجيال .... ولكن هي تساؤلات لابد منها وهي من باب قوله تعالى على لسان سيدنا ابراهيم عليه السلام ( ولكن ليطمئن قلبي )
1. ترك أقوال الصحابة ومن بعدهم جانبا وتفسير القرآن وكأنه لم يفسر من قبل .......... ألا يفتح ذلك هذا الباب للمتربصين أو الجاهلين في مجالات أخرى كالفقه وغيرها ....
2. ماهي ضوابط تفسير القرآن على أساس هذه الدراسات ؟ فكل من هب ودب يستطيع الولوج من هذا الباب بسهوله بعد أن فُتح له على مصراعيه
3. هل أستطيع أن أنشر هذا الفهم أو هذه الدراسات بين أوساط مختلفة من المسلمين وأنا آمنه ؟! بمعنى هل علىّ اثم من فهم منهم غير الفهم أو جعله ذلك يتمادى في أشياء أخرى ؟
4. أم أن هذه الدراسات يجب ألا يتطرق إليها إلا أهل التفسير لأنها مختلفة عما اعتاد عليه الناس وعرفه .... وهذا يقودنا أيضا إلى التساؤل الكبير هل في الدين أسرار ؟؟؟ وما يعرفه العالم يجب ألا يعرفه العامي والمسلم البسيط فما كل ما يعرف يقال ... أو على الأقل إلى أن يكتب الله لها الظهور إن كانت حقا ... وإلا ... فإنها ستذهب بلا عناء !!
5. هل من الضروري أن نعرف كل شئ ورد بالقرآن ولماذا أورد الله ذكر أسماء بعينها كأسماء آلهه الكفار وغيرها ؟ وأن نعرف نسب كل انسان ورد ذكره في القرآن ؟ وما يفيدنا ذلك ؟ وما علينا ألا نعرف من هو ذي القرنين مثلا ؟؟ ألا تكفي العبرة ؟
وجزاكم الله خيرا
 
الاخ أو الاخت سلسبيل...

من ثقتي بعلم المشرف العام, وثقتي بإنصافه, أقول: إن وافقك الشيخ على واحدة من هذه "الخلجات", فأنا تبع له!.

وحتى يجيبنا الشيخ, فأنا أرى أن هذا منهج غير منهج الباحثين وطلاب العلم, وهذان هما سبيلا العلم, ومن كان هذا دأبه انتهى حيث بدأ!.

إضافة إلى كثير المغالطات الشرعية والمنطقية في الأسئلة!.
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]


[align=justify].. حتى نقبل أو لا نقبل ... فالأمر لا علاقة له بالقبول من عدمه ... وأي تفسير جديد لآية معلومة تطرح في الملتقى ما هو إلا حصيلة لواقع التدبر الإنساني لآيات القرآن الكريم .. ليس أكثر .. وإجماع أعضاء الملتقى في الإقتناع بأي جديد يطرح كتفسير .. لا يعني .. أننا نشرع لأحد ... أو أننا علماء في التفسير ... أو مسؤولون عن هداية أو ضلالة أحد ....

مقاييس الإختلاف مع الرأي الآخر .. لا بد أن تخضع لمعايير عادلة ... فقبل أن أشارك بموضوع يمثل – برأيي - تفسيراً جديداً لبعض آي القرآن الكريم ... لا بد أن يكون هذا الرأي أو التفسير مستنداً على أدلة أقوى من أدلة الرأي المتعارف عليه .. وإلا فلا داعي للمشاركة ...

بالنسبة لهوية العبد الصالح وذي القرنين ... فلم يصل بعد أي من علماء المسلمين إلى تحديد هوية الرجلين ..... ولا يوجد تفسيراً معلوماً نجد فيه تحديداً قاطعاً عن هوية الرجلين ... لذا فمجرد البحث عن الهوية المجهولة يعد مطلباً وواجباً على كل مؤمناً بهذا القرآن وقادراً على تدبره .... ونحن نحسن الظن بتدبر أي مسلم ... ونحاكيه معرفياً وثقافياً داخل حدودنا كمجتمع .. أما مسألة الإقرار بـ ( الصحيح ) وتبنيه كتفسير جديد فهذا شيء لا نملكه ... فما نحن إلا جزء بسيط ضمن فعاليات ثقافية متعددة وفي مجتمع إسلامي كبير .. ونشارك من هذا الجانب كمساهمين في إثراء الساحة الفكرية والمعرفية بما نعتقد إنه من الآراء الفاعلة - فقط - ... .


الفاضل / أبو علي

ثقافة الإنسان لا تتأتى إلا من خارج الذات .. وكلما يلـم الإنسان بمعلومة جديدة كلما نما لديه حجم اليقين المدرك وضاقت تبعاً لذلك مساحة الغير معلوم ..... وهوية الرجل الصالح حتى الأن غير محسومة ولم تصل إلى حالة إجماع في قبول الناس .. والإنسان لا يعترض على رأي إلا إذا إختلف ذلك الرأي مع الرؤية التي يحملها ... وهنا يجب عليك أن تشكل رأياً خاصاً بك وتحدد من خلاله هوية العبد الصالح .. و لك بعدها أن تدافع عن رأيك المشكل أمام الأراء المخالفة ... وبكل ما أوتيت من قناعة وأدلة .... أكبر فيك جهدك ومحاولاتك مع كتاب اله .

تقبل تقديري


الفاضل / مؤمل

إن لم تفهم شيء من كلامي ... فهذا أمر خارج إرادتي .. ومخالف لرغبتي ... وإن كنت أتساءل !! كيف شددت على عضد أبو علي لملاحظاته علينا ..... عموماً لك كل الحق .. وسأحاول أن أفيدك عن وجهة نظري ... وسأجتهد بمشيئة الله - في أن تصلك فكرتي بكل يسر .. .. واعتذر عن تقصيري إن لم أرتقي بما أطرح لمستوى إدراكك ... آمل أن تقدر لمساهمتي معكم أنها كانت إستجابة وتفاعل لطرح يخصك ... كل مضمونه .... الطلب من الأعضاء المشاركة بآرائهم ... إضافة إلى أن المداخلة كانت تحقق ( طلباً ) واضحاً من صاحب العلاقة .

تقبل تقديري

الفاضل / عبدالرحمن الشهري

أشكر لك التواصل مع أعضاء الملتقى .. وإعادة الطرح والتوضيح تم تحقيقاً لرغبتك .. وأفيدك أنه لدي القابلية والتفهم لإعادة التوضيح وتكرار ذلك لكل ما أشكل عليك تفهمه ولأي طرح يخصني .... وليتك حددت لي ... لإن إعادة الطرح كاملاً أمر فيه إرهاق لي .. أكرر شكري وتقديري .


. المداخلة كانت ( إضافة ) لصاحب الموقع .. وهي محصورة في تحديد هوية ( العبد الصالح ) .. و .. ( ذي القرنين ) ..

الباحث تدبر فيما هو ( مطلب وواجب ) ... وخرج بتحديد هوية الرجلين ... مستنداً على ما يراه من ( أدلة القرآن ) ... وأي شيء كهذا .. كان يجب أن تكون أدلته المقدمة أكثر يقيناً وإرتباطاً مع آيات الله عن تلك التفسيرات المعلومة بإجماع علماء المسلمين سواءً أكان في قوة ما يحمله من حجة في الإستدلال الشرعي أو وفق مضامين تتصف بأنها الأكثر منطقية عما يحمله الرأي الآخر .... ولكن .. للأسف الشديد .. فما يخص هذا الجانب ... معلوم عند الجميع .... حيث لا يوجد تفسيراً معلوماً يعين لنا هوية العبد الصالح أو ذي القرنين .

مداخلتي كانت ( إضافة ) تقدم ( رؤية مختلفة ) لتحديد هوية العبد الصالح ... وكانت مداخلتي تقول أن العبد الصالح هو النبي سليمان بن داود .. عليه السلام ..ومن حق الجميع أن ( يوجب ) إستناد الرأي على أدلة وحجج شرعية ومنطقية تكون أكثر قبولاً مما يقدمه الرأي الآخر ... ولولا أنه كان يوجد لدي من الأدلة والقناعات ما أعتقد أنه أكثر قوة ومنطقية ... لما سلمت لمداخلتي بأن تكون ( إضافة ) يمكن تقديمها للباحث أو للمتلقي ... وسأبين كيف أني قدمت ما أرى أنه كان مفيداً للباحث وللقاريء .. ويضيف لمضمون الطرح .

..........

... ( 1 ) ... اشرت إلى معلومة ( مهمة ) .. وهي أن سورة ( الكهف ) .. تخصصت في تبيان علم وقوانين ( الزمن ) والسورة تحاكي ( أمة بني إسرائيل ) وتاريخ أنبياءها ..... وأشرت إلى أن مكث أهل الكهف كان دلالة على ( خروجهم عن الزمن ) .. وأن لفظة ( الكهف ) .. كانت كناية بالقبر .. ولم أفصل .

.. ( 2 ) .. لا يمكن لنا تفضيل نبي عن نبي .. ولكنا نعلم أن الله فضل بعض أنبياءه عن بعض .. والتفضيل من الله لداود عليه السلام كان بما أوتي من علم .. وبذلك يكون داود وإبنه سليمان عليهما السلام ... الوحيدان المؤهلان بين الأنبياء ... وذلك بما ( آتاهم الله من علم ) وهما المتمكنان أو أحدهما من القيام بأداء دور ( المعلم ) للنبي موسى عليه السلام .
قال تعالى ( وربك اعلم بمن في السماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا )
قال تعالى ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )
قال تعالى ( وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين )

إختراق الزمن

.. أشرت إلى أن ( إختراق الزمن ) ما هو إلا علم من علوم الله عز شأنه .. وتفعيل هذا العلم لا يكون إلا من بقعة معلومة ... وحددتها بفلسطين أو – إسرائيل – والمعلومات التي قادت إلى الإستدلال بأن إنطلاقات العبد الصالح وموسى عليه السلام كانت إختراقاً للزمن . هي التالي

.. ( 1 ) . الفارق الزمني بين زمن موسى عليه السلام وزمن السفينة ... والذي هو الأقرب لزماننا والأبعد عن زمن موسى عليه السلام ... فتجزئة بدن السفينة لعدة أجزاء مطلب ( علمي ) وأساسي عند بناء أي سفينة في عالم اليوم ..... وبتحقيق ذلك علمياً وتصنيعياَ أصبحنا اليوم نجد أن بدن السفينة يملك قابلية الطفو حتى لو تعرض ( للخرق ) أو للإهلاك .. فتسرب مياه البحر إلى بدن السفينة من جهة أو – حتى - من عدة من جهات ... لا يؤول بالسفينة للغرق بعد مشيئة الله .. إلا إذا كان بناء السفينة غير متوافقاً مع قوانين هيئات تصنيف بناء السفن العالمية ... الأمر الذي لم يكن متوافراً زمن موسى عليه السلام ... ولم يكن موسى عليه السلام ملماً بهذا العلم ... وإن كان معلوماً في وقتنا الحاضر ... وهنا تنجلي عنا الغرابة من إستنكار موسى عليه السلام لما فعله العبد الصالح بالسفينة .... فعدم علم موسى عليه السلام بعلم حسابات الإتزان وقوانين الطفو للوسائط البحرية ... إستوجب منه عليه السلام ( توقع ) غرق السفينة .. ومن هنا كان الإخلال بإلتزامه ( المسبق ) لذي القرنين بعدم السؤال .... فخرج عن طوره ........ ( قَال أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )

.. ( 2 ) .. جميع الأنبياء ( خرجوا عن الزمن ) .. ومن مكان ( معلوم ) ... وهنا نتفهم كيف كانت الضرورة تتطلب ( الإسراء ) بالنبي محمد ( ص ) من المسجد الحرام إلى المكان المعلوم والذي يمثل ( المنفذ ) لعالم الحياة الدنيا والعوالم الأخرى .. وسنن الله تطلبت نقل محمد ( ص ) إلى ذات المكان والذي منه تم خروج الأنبياء عن الزمن وتلقي رسالات الله ... وهو ذات المكان الذي إنطلق منه موسى والعبد الصالح

قال تعالى .. (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين )

... ( 3 ) .. قال تعالى ( وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ) ... عدم إحاطة موسى عليه السلام وهو في مقام النبوة دليل على أن الإحاطة بنتائج أي علم ما يتحقق في زمن المستقبل البعيد يستدعي الغرابة وعدم الصبر .

قال تعالى : .. ( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ) ... إشترط العبد الصالح على موسى ... أن يؤجل السؤال عن أي شيء .. ويستمر التأجيل حتى العودة من الرحلة ... وعندها ستكون الإجابة بـ ( أحدث لك منه ذكرا ) وذلك يدلل على أن الحديث بهذه الصيغة يكون في الزمن المعاش ولأحداث خارج الزمن المعاش .. وهذا لا يأتي إلا من باب البعد الزمني بين زمن الحدث وزمن تبيان وذكر الحدث .


... ( 4 ) .. ومن جميل تبيان القرآن الكريم توضيح خصائص ( علمية ) إرتبطت بسليمان عليه السلام بشكل مباشر ... وترتكز ( تحديداً ) على هذا العلم ... ( إختراق الزمن ) ..

قال تعالى : .. ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) ..

قال تعالى : .. ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بامره الى ( الارض التي باركنا فيها ) وكنا بكل شيء عالمين )

قال تعالى ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ )

... نلحظ قوله تعالى ... وكنا بكل شيء عالمين ... دلالة إرتكاز الأمر على العلم ... لذا كانت الريح تجري ( بأمر سليمان ) وليست بأمر غيره ... ( وهذا مهم ) .... ولكن إلى أين كانت تجري بأمره !! .... الآية تقول ... إلى الأرض التي باركنا فيها .. .. وهنا قد يتبادر إلى الذهن تساؤل يقول .. كيف نقول أنه لا يمكن تفعيل هذا العلم إلا من ( الارض التي باركنا فيها ) وفي الآية تحديد صريح .. حين عينت نقطة الوصول بـ ( الأرض المباركة ) ... وهذا يؤكد أن نقطة الإنطلاق لابد وأن تكون من نقطة أخرى مغايرة !!!!
وللتوضيح .. إختراق الزمن لا يتم إلا بالخروج منه والعودة إليه ... هذا أولاً ... ونحن هنا نتحدث عن إختراق ( زمني ) وليس مكاني ... فالمكان واحد .. والأزمنة المعاشة على ذات المكان هي المختلفة . فالإختراق يتم من ( ذات المكان ) للزمن المتباين ... وذهاباً وإياباً ... كما هي رحلة ( المعراج ).... وكذا تواصل الله سبحانه وتعالى مع ( كافة أنبيائه ) عليهم السلام .

الإستدلال من السنة النبوية ..

حديث .. ( 1 ) .... أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها, فملك سبعمائة سنة وستة اشهر, ملك أهل الدنيا كلهم, من الجن والإنس والشياطين, وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء, وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي ما سمع بها الناس وسخرت له

حديث .. ( 2 ) ..... قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام

قدرات لا شك أنها تتوافق مع ما أوتي سليمان عليه السلام ... بغض النظر عن حقيقة هذا النقل ... أو شخص ناقله أو راويه ... فقط .. المضمون متوافق مع آيات الله ...



ذي القرنين

.. المفتاح .. تجدونه في الحديث الشريف .. فمنه نعلم أن مسمى كل عالم من عوالم ملكوت الله هو ( قرن ) والآيات في سورة الكهف تبين بجلاء أن ذي القرنين عاش في عالم الحياة الدنيا ومسؤول عن إدارة عالم آخر ( اليوم الآخر ) .. ومن الحديث نعرف العلة والسبب لمسمى ( ذي القرنين )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف أنعم وقد إلتقم صاحب ( القرن ) ( القرن ) . وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. توكلنا على الله ربنا )

ويقول عليه السلام عن الصور.. هو ( قرن ) عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه


تداخل في القصتين يشير إلى داود وسليمان عليهما السلام .. وفي ذات الوقت تحاكي شخوص بألقابهم ( العبد الصالح ) ( وذي القرنين ) .. وإنتهت قصة موسى والعبد الصالح حيث بدأت قصة ذي القرنين مباشرة

( ما مكني فيه ربي خير ) .. داود عليه السلام
( فما آتاني الله خير ) ... سليمان عليه السلام .

قال تعالى : .. ( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا )
قا ل تعالى ( وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين )

قصة ذي القرنين هي شهادة القرآن على تبيان معالم اليوم الآخر .. وسأعيد تبيان حدود عالم اليوم الآخر .. أو عالم القبر .

.. ( 1 ) .. ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرا )
... الحد الأول ... من زمن ( أول قوم ) أو أول مجتمع إنساني أشرقت عليهم الشمس .. في الحياة الدنيا .. وهنا نلحظ بداية التكليف كان مع تشكل أول مجتمع إنساني .


قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ..... الآية )

الحد الثاني .. . حتى زمن ( آخر قوم ) تغرب عليهم الشمس ... و ( عين حمئة ) إشارة لحرارة الطقس المتوافق مع ذلك الزمن .

بعد آخر غروب للشمس .. تتبدل وجهة دوران الشمس ... لتشرق من الغرب وتغرب من الشرق ..

القرآن .. قال تعالى : .. ( رب المشرقين ورب المغربين ) .. تأكيد على .. مشرقين .. مغربين .

السنة والحديث ... ( في ( آخر الزمان ) تشرق الشمس من مغربها وتغرب من مشرقها ) أو كما قال عليه السلام .

العلم ... حقيقة علمية في علم ( الفيزياء ) توصل إليها الإنسان .. تقول .. أن أي عجلة دائرية الشكل وتدور حول مركزها .. لا يتوقف دورانها حتى ترتد في دورانها للإتجاه المعاكس وبعدها تتوقف .

السدين

.. بلغ ذي القرنين الزمن الذي يلي آخر غروب للشمس .. ووجد بداية شروق جديد ينتهي عند غروب جديد ... وبين زمن بداية الشروق الثاني وحتى زمن نهاية الغروب الثاني .. وجد ذي القرنين بينهما ( قوماً ) ... وصفتهم الآية بأنهم لا يكادون يفقهون قولا ..

الدوران المعاكس لأي شكل دائري مرتبط بالدوران الأساسي .. ومن الآية نستنتج أن الزمن الذي تقضيه الشمس في دورانها المعاكس لا يحتمل ( زمنياً ) إستيعاب أكثر من قوم .

قال تعالى : .... ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )

أما لماذا ( لا يكادون يفقهون قولاً ) فلأنهم يتأثروا تأثيراً مباشراً من إختلاف وجهة دوران الخلق ... فتتبدل وجهة التدوير في ( فكر ) إنسان ذلك الزمان ..

يأجوج ومأ جوج

قال تعالى : ... ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا )

كما ورد في الآية ... الخوف من التسرب بين العالمين جراء تموج المفسدون أمر وارد .. لذا كان طلب معالجة الفصل بين العالمين موجه ( لإنسان ) محدد الهوية ( ذي القرنين ) .. ولايمكن - بحال - تحديد وتعيين المفسدون في الأرض والذي جاء وصفهم في الآية بـ ( يأجوج ومأجوج ) .... ويتعذر على أحد حصرهم بزمن بعينه .. بل هم المفسدون في سائر الأزمنة التي تقع ضمن الإطار الزمني والمحدد من ذي القرنين ..... والمفسدون لا يمكن تحديدهم في الزمن المعاش طالما أن باب التوبة مفتوح .. والذي ينتهي عند حلول الموت .. وعندها فقط يمكن تحديد ( المفسدون ) .

بينت لنا آيات القرآن الكريم أن حال ( المفسدون في الأرض ) في اليوم الآخر ... هو التموج واليوم الآخر عالم ذا خصائص مختلفة عن الحياة الدنيا . وكلمة ( بعضهم ) .. تختلف عن جميعهم .. فهناك - قطعاً –غير المفسدون في الأرض .. أما كيف سيكون حالهم في اليوم الآخر .. فهو ( الثبات ) كما بينه القرآن .. والثبات عكس التموج ..

قال تعالى : ... ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )

قال تعالى : .. ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )

أما لماذا التموج والثبات ... قال تعالى : .. ( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون )

كيفية الفصل

الفصل بين عالمين يتحقق بإختلاف الخصائص ... وإختلاف الخصائص يتحقق بإختلاف الطاقة .. وتباين الخصائص بين السماوات – على سبيل المثال - تحقق من تباين الطاقة لكل سماء . قال تعالى ( فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء ( امرها ) وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم )
الفصل بين العالمين تم من خلال توليد الطاقة الخاصة بهذا العالم ... والتي ترتكز على عنصر الحديد .. وننوه هنا إلى أن العلم الذي توصل إليه الإنسان حتى اليوم لما يخص توليد الطاقة وبشتى أنواعها ( الكهربائية . الميكانيكية . الذرية ... الخ ) يعتمد على عنصرين أساسيين وهما ( التدوير .. الوقود المسال ) وهي ذات العناصر التي إتبعها ذي القرنين .

قال تعالى ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )

ساوى بين الصدفين .. أي الطرفين .. الطرف الأول ( الشرقي ) عند زمن ( القوم الذين لم يجعل الله لهم من دون الشمس سترا ) .. الطرف الثاني ( الغربي ) عند زمن ( ووجد عندها قوما ) .. وساوى ذي القرنين بين الصدفين للوصول إلى الشكل الدائري ..( أنفخوا فيه ) .. دلالة التدوير ... ( حتى إذا جعله نارا )... دلالة على شدة التدوير ... ( أفرغ عليه قطرا )... إضافة الوقود ( المسال ) والذي يؤدي إلى توليد الطاقة لعالم القبر ... وهنا نذكر أن تحويل ( القطر ) إلى سائل ... كان من الله سبحانه وتعالى ( وأسلنا له عين القطر ) ... كذلك إلانة الحديد ( .. النا له الحديد ) ... وإنتاج الطاقة .. هو ما حقق الفصل بين العالمين ... وبذلك يكون من في القبر غير قادراً على التواصل مع من في الحياة الدنيا .. كذلك يستحيل على من يعيش في الحياة الدنيا التواصل مع عالم القبر ... وذلك لتباين الخصائص في العالمين ... و ( الزبور والحديد ) كانت لنبي واحد يلقب بـ ( ذي القرنين )


قال تعالى : ... ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )

عالم القبر ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ .. دلالة على سفلية هذا العالم )
الحياة الدنيا ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا .... دلالة على أن محاولة التواصل مع عالم القبر المستحيلة تعتمد على ( الحفر ) .

قال تعالى : .. ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ..

.. هنا يقول داود عليه السلام ( ذي القرنين ) واصفاً إحكام هذا العالم وفصله عن عالم الحياة الدنيا .. بـ ( رحمة من ربي ) ... وينتهي عالم القبر حين يأتي وعد الله وذلك عند بداية نفخة الصور الأولى .. لتنتقل مخلوقات الله من عالم القبر .. إلى عالم آخر مختلف أيضاً في الخصائص ( يوم القيامة ) .. المهم .. أن القرآن الكريم وصف لنا حالة الإنتقال تلك بـ ( النسل ) ... وكلمة ( ينسلون ) تكررت في القرآن الكريم مرتان فقط ..

قال تعالى : .. ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون )
قال تعالى : .. ( حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون )

وهنا تأكيد على أن يأجوج وما جوج الذين ذكرتهم الآيات تابعين لعالم اليوم الآخر .. بل أن الآيات تحددهم بالمفسدون في الأرض .

يتبادر إلى الذهن سؤال ... إذا كان ذو القرنين قد أنجز هذا العالم .. فمن هو الموكل بإدارة هذا العالم .. ويا ترى هل هو من الملائكة أم من الإنس أم من الجان .

القرآن الكريم .. يفيد بوضوح أن ( ذي القرنين ) هو المعني بإدارة هذا العالم وفق صلاحيات مطلقة .

قال تعالى .. ((... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )

قال تعالى : .. ( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ).. ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا )

ثم يرد إلى ربه .... أي بعد نهاية اليوم الآخر وبداية يوم القيامة عند نفخة الصور الأولى .

.. صفة المفسد والظالم - كما وضحت - لا تكون قطعية إلا بعد ( الموت ) .. والعذاب ( لمن ظلم ) وجزاء الحسنى لمن ( آمن وعمل صالحاً ) ... وهذا لا يكون إلا هناك .. في اليوم الآخر .

من أمرنا يسرا ... تأكيد على مسؤولية ذي القرنين عن إدارة هذا العالم .. دون سواه من مخلوقات أخرى .

نجد في مواقع أخرى من القرآن الكريم ما يؤكد أن داود عليه السلام هو الموكل بإدارة اليوم الآخر ؟
الله سبحانه وتعالى حين نصب نبيه داود عليه السلام وجعله خليفة له ( في الأرض ) وكان الهدف من التنصيب الإلهي لداوود عليه السلام .. لأن يكون خليفتة في الأرض .. مسبباً ... بأن ( يحكم بين الناس بالحق ) .. والناس هنا كل الناس .. وهنا الأمر لا يخلو من الغرابة .. ليس من يقين الآيات ... بل أين كنا !!

قال تعالى : .. ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )

وهب الله لداود إبنه سليمان فورث منه الحكم والنبوة وأوتي من علم كل شيء .. فأصبح داود وإبنه هما المعنيان بإدارة خلافة الأرض والحكم بين الناس .. والذي لا يكون إلا بعد الموت ... وتحديداً في عالم القبر ... أو اليوم الآخر .

مشاركة سليمان والده داود في الحكم بين الناس والجن والطير... وذلك في عالم القبر ... ولهما عليهما السلام الإستعانة بجنود من الإنس والجن والطير كأتباع يتم منحهم ما يرتقي بقدراتهم إلى الإفادة من خدماتهم في إدارة هذا العالم .

قال تعالى : .. ( وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين )
قال تعالى : .... ( ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين )
قال تعالى : .... ( من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب . )

..
في سياق الآيات من قصة ذي القرنين .. قوله تعالى : .. ( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ) ..

ونحن نعلم أن ( العرض ) لا يكون إلا في اليوم الآخر .. فلنستعرض الآيات الخاصة بـ ( العرض ) ..
عند إستعراض آيات العرض في القرآن الكريم نجد أنها في عالم يحكمه ذي القرنين ( القبر ) ..

قال تعالى : .. ( ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين )
قال تعالى : .. ( وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا )
قال تعالى : .. ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب )
قال تعالى : .. ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين في عذاب مقيم )
قال تعالى : .. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون )
قال تعالى : .. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار اليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
قال تعالى : ..( سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
قال تعالى : .. ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )



جاء في سورة النمل .. قال تعالى : .. (حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) .. وهنا النملة تتحدث من جوار ( مساكن النمل ) .. ومساكن النمل ( تحت )

حين تتحدث نملة مع بقية النمل وتذكر سليمان عليه السلام .. وفي القرآن الكريم !! فالأمر لا يعدو أكثر من تغليف ( معلومة ) . وما نستشفه من حديث النملة .. هو أنه إذا كان عالم اليوم الآخر ذا خصائص مغايرة للحياة الدنيا .. فمن المؤكد أن تواجد الإنسان في هذا العالم يكون بخصائص متوافقة مع خصائص عالم القبر .. وإن كنا لا نملك تفصيل عن تلك الخصائص والتي تؤثر في الشكل والحجم النهائي للإنسان سيما وأن الناس في عالم القبر هم نتاج ( النشأة الآخرة ) .. ونعلم أن ( اليوم الآخر ) هو الأرقى في الخصائص عن خصائص الحياة الدنيا .. ومن هنا ندرك أننا ننتقل بعد الحياة الدنيا إلى عالم بخصائص أرقى .. وهذا يؤثر على حجم الإنسان .. في نشأته الآخرة .. والسنة النبوية .. الشارحة للقرآن .. تفيدنا ( بالضبط ) بحجم الإنسان في اليوم الآخر ..

يقول عليه السلام ... يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان

... وهنا نتذكر حديث ( النملة ) ... لسليمان عليه السلام .. وبدأنا نتصور ( حجم ) الناس في ذلك العالم .. وسليمان حين ( إستمع ) لحديث النملة كان يعيش خصائص عالم القبر ... والحشر .. لايكون إلا في ( عالم القبر )

قال تعالى ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون ) ..... لو بحثتم في كتاب الله عن كلمة ( يوزعون ) .. لوجدتم ثلاث آيات
...
قال تعالى : ..( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون )
قال تعالى : .. ( ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون )
قال تعـالى : .. ( ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون )

وهذا تأكيد على أن سيناريو حديث النملة كان في عالم القبر ...


جاء في سياق الآيات من قصة ذي القرنين .. آيات تبين أن هذا العالم يشمل (منازل الجنة ) .. و( منازل النار ) .. والجنة والنار تبدأ من عالم القبر ( اليوم الآخر ) وإليكم الآيات التي تفيدنا عن هذا العالم ..

قال تعالى : ... ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )
قال تعالى : ... ( فحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا )

قال تعالى (اذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم ) .... تحديد لموقع شجرة الزقوم !!
قال تعالى ( وقل رب انزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين ) .. انزلني .. وليس إرفعني .. فمنازل الجنة تبدأ من مكان يتطلب النزول ..


نعود لآيات قصة ذي القرنين .. والتي جاء فيها .. قوله تعالى : ... ( قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا ) .. وكلمة ( عذاباً نكرا ) ... تذكرنا بـ ( منكر ونكير ) الذين جاء ذكرهم في الحديث الشربف
... ونعلم أنهم أخصائي السؤال و ( العذاب ) في عالم القبر ... فماذا عن – منكر ونكير – في القرآن الكريم .

قال تعالى ( فانطلقا حتى اذا لقيا غلاما فقتله قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا )
قال تعالى :.. ( قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا )
قال تعالى : .. ( وكاين من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا )
قال تعالى : ... ( واصحاب مدين وكذب موسى فامليت للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير )
قال تعالى : ... ( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير )
قال تعالى : .. ( ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير )
قال تعالى : .. ( استجيبوا لربكم من قبل ان ياتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجا يومئذ وما لكم من نكير )

أعتذر عن الإطالة ....ولكم أن تتأكدوا أن سورة الكهف حملت الكثير من المعلومات القوية والمهمة .. وذكر لأعلم أنبياء الله .. فلا نستغرب التوضيح الإلهي الوارد في آخر السورة



قال تعالى ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )




شكراً للجميع .



[email protected]






















.


ه


















[/align]
 
عودة
أعلى