أخي الكريم المتعلم :
لقد عكف أستاذ وشيخنا العلامة المحقق الدكتور فخر الدين قباوة ـ حفظه الله ورعاه ـ
منذ بضع عشرة سنة، بالدراسة والتحقيق، فجمع النسخ الخطية القديمة للكتاب، والمصنفات التي اعتمدها الجلالان في تأليفه، ومصادر المكتبة القرآنية ؛ ليقدم للتاريخ عملاً علمياً يمثل التفسير كما أراده المؤلفان، ويغنيه بالتنسيق والضبط والتوضيح والتقويم، مبيناً ما في الطبعات المختلفة من قصور وأوهام وتصرفات تمثل الاعتباط والعشوائية. ثم عرضه على مجموعة من الكرام، فراجعه علماء وأدباء وابدوا الإعجاب مع الملاحظات والتوجيهات المشكورة.
وإنك لترى الآن الاختصاص في هذا العمل المبارك، بالرسم للآيات الكريمة رسماً إملائياً معاصراً، والتمييز الدقيق بينها وبين عبارات التفسير، والضبط للقراءات الموصوفة، والتشكيل اللازمة لكل عبارة، والتوظيف الكامل لعلامات الترقيم، والشرح لما أشكل أو استغلق من إشارات ومفاهيم ومعلومات، والتعقب لما كان من إسرائيليات مصطنعة وأخبار وأقوال موضوعة أو ضعيفة متهافتة، والتصويب لما كان من تلفيق أو سهو أو وهم، والإيراد لأسباب النزول مختصرة في مواقعها، والتخريج للأحاديث الشريفة. كل هذا مع فهارس علمية تساعد الباحث على تحصيل بغيته من أقصر سبيل، وإخراج فني فائق الإتقان بإشراف العاملين في مكتبة لبنان، ثم تتويج شرعي من مجتمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، بالسماح لأن يطبع وينشر للتداول بين الناس.
وللعلم أيضا :
فقد أخبرني شيخي العلامة الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة :
أن هذا التفسير سوف يصدر في ثلاثة أحجام :
ـ في مجلد واحد
ـ في ثلاثة مجلدات
ـ في عشرة مجلدات
ولا أعلم الآن ماذا صدر من هذه الأعمال ، ما نفذ ، وما لم ينفذ
ولعلي آتيك بالخبر اليقين قريبا ـ بمشيئة الله ـ