ما ذا يعني الآلوسي بمقولته:

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يقول الآلوسي في تفسير قول الله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) ومِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ) :

((وجمع الضمير الراجع إليه رعاية لجانب المعنى كما أفرد فيما بعد رعاية لجانب اللفظ، ولعل ذلك للإيماء إلى كثرة المستمعين بناء على عدم توقف الاستماع على ما يتوقف عليه النظر من الشروط العادية أو العقلية))

فمقولته واضحة في تحديد الغرض من إفراد الضمير وجمعه، لكن ماذا يعني بعبارته الأخيرة:
((عدم توقف الاستماع على ما يتوقف عليه النظر من الشروط العادية أو العقلية))
ماهي الشروط العادية أو العقلية التي يتوقف عليها النظر..؟


 
الألوسي رحمه الله في النقل الذي تفضلت بذكره يحاول تلمس السر في مجئ الفعل (يستمعون) بصيغة الجمع، ومجيء الفعل (ينظر) بصيغة الإفراد، والمقصود في الآيتين أن الكفار لا يستمعون للآيات استماعا يورث إيمان واهتداء فصاروا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع، وكذلك ينظرون إلى أدلة النبوة الصادقة وحججها الواضحة فلا يبصرونها فصاروا بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر، فالمقصود بالنظر إبصار البصيرة واعتبار القلب والتأمل في الحجج والآيات ليحصل الاهتداء، فبين رحمه الله أن نظر الإبصار والاعتبار متوقف على عدد من الشروط العادية والعقلية كالتأمل في صحة الأدلة ، وتقليب مضامينها ، واختبار صدقها وسلامتها وغير ذلك من الشروط العادية والعقلية التي تصل بصاحبها إلى الاهتداء والانتفاع بالآيات ، والنظر على هذا يحتاج إلى ملكات خاصة وقوى ذهنية معينة بخلاف الاستماع فإنه حاصل لكثير من الناس دون احتياج إلى كل تلك الملكات والقوى الذهنية التي يحتاجها النظر، فلما كان أهل الاستماع في تقدير الألوسي أكثر من أهل النظر جاء الفعل بصيغة الجمع في الاستماع وبصيغة الإفراد في النظر .
وفقك الله ورعاك.
 
شكر الله لك أخي الفاضل .. لكن النظر الوارد في الآية (منهم من ينظر إليك) المقصود به النظر البصري (نظر العينين)
وما ذكرته حفظك الله متجه إلى النظر العقلي أوالفكري.
 
السلام عليكم
النظر يحتاج إلى ضوء ومسافة بينية بلا حواجز ،وتوجيه العينين مع سلامتهما إلى المنظور .... فهذه أمور يتوقف عليها ؛
أما السمع فقد تسمع من خلف الحواجز ، وتسمع من لاتراه ،ومن لاتتوجه ببصرك إليه ... أى أن السمع يتوقف فقط على وجود هواء بين المتكلم وأذن السامع ، والهواء موجود فى كل الأرض
إذا وقف خطيب فى جمع من الناس .... قد ينظر إليه كل الناس أو بعضهم أو لاينظرون ..كلٌ حسب هواه ، ولكنهم كلهم يسمعون ، لذلك جاءت يسمعون جمعا ؛ وينظر مفردا
والله أعلم
 
قرنت كثير من كتب التفسير النظر البصري بالنظر إلى الحجج والآيات وعلى هذا بنيت كلامي السابق ، إذ المقصود بالعمى في الآية عمى البصائر لا عمى الأبصار
وفقك الله
 
أخي مصطفى سعيد أبنت وأفهمت.. شكر الله لك
أخي أبا صفوت لك قصب السبق.. أكرر شكري
 
عودة
أعلى