هذا التعبير مستعملٌ عند أهل التفسير، ولم ينكره أحدٌ من العلماءِ - حسب اطلاعي القاصر.
وعباراتهم في ذلك على النحو الآتي:
1. ذُيّلت الآية...
2. ذَيّل الآية...
3. تذييل الآية...
ونحوها من العبارات.
وإليكَ مثالاً عن العلاّمة محمد الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير:
يقول - رحمه الله - عند قوله تعالى:
{أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}.
هذا انتقال إلى الاستدلال بتصرف الله تعالى بالحياة الأولى والثانية وبإعطاء المدد لدوام الحياة الأولى مدة مقدرة. وفيه تذكير بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد. والاستفهام تقريري؛ لأنهم لا ينكرون أنه يبدأ الخلق وأنه يرزقهم، وأدمج في خلال الاستفهام قوله: {ثُمَّ يُعِيدُهُ}؛ لأن تسليم بدئه الخلق يلجئهم الى فهم إمكان إعادة الخلق التي أحالوها.
ولما كان إعادة الخلق محل جدل وكان إدماجها إيقاظا وتذكيرا أعيد الاستفهام في الجملة التي عطفت عليه بقوله {وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}؛ ولأن الرزق مقارن لبدء الخلق فلو عطف على إعادة الخلق لتوهم أنه يرزق الخلق بعد الإعادة فيحسبوا أن رزقهم في الدنيا من نعم آلهتهم.
وإذا قد كانوا منكرين للبعث ذُيِّلت الآيةُ بأمر التعجيز بالإتيان ببرهان على عدم البعث.